آخر تحديث: 4 نونبر 2023 - 12:08 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت (4 تشرين الثاني 2023)، أن سياسة العراق الخارجية أقوى من الظروف المتغيرة والميول الوقتية، فيما أشار الى أن هذا الأمرُ تجسدَ في التعاطي المبكرِ والحاسمِ مع قضايا المنطقة، وفي مقدمتها القضيةُ الفلسطينيةُ.

وقال السوداني في كلمة له في “مؤتمر سفراء العراق” ، إن ” هذا الحدثُ الذي يعقدُ بعد انقطاعٍ دامَ لستِّ سنواتٍ يكتسبُ من الأهميةِ الشيءَ الكثيرَ لما يضطلعُ به السفراءُ وممثلو البعثاتِ الدبلوماسيةِ العراقيةِ من مهماتٍ كبيرةٍ في التواصلِ والحوارِ مع بلدانِ العالمِ المتعددةِ والمتنوعة”. وأضاف أن “هذا الحدثُ مناسبةً للتأكيدِ على الرؤى والأهدافِ التي تمثلُ مصالحَ العراقِ العليا في مختلفِ الملفاتِ والمجالات”، مبينا أن “وجهَ العراق، وخطابهُ الذي يسمعهُ العالم، وموقفهُ من القضايا الأساسية، ومصالحهُ وشراكاتهُ الاقتصادية تمثلُ عصبَ العملِ الخارجي الدبلوماسي”. وأشار الى أن “وزارةِ الخارجية ذراعِ العراقِ الدبلوماسية، وتنقلُ صوتَ بلادنا وإرادتها في الوقتِ نفسه، تحيطُ الآخرَ علماً بنوايانا وآفكارنا، مثلما تزوّدهُ بصورةٍ صادقةٍ وواضحةٍ عن منهجيتِنا، وعن تقييمِنا للمواقف، وما يتفقُ مع مصلحةِ الشعبِ العراقي بمختلفِ مكوناتهِ وطوائفه، وما يقبلهُ هذا الشعب، وما لا يقبلهُ أيضاً”. ولفت الى أن “مفهومَ العلاقةِ الخارجيةِ للعراقِ مع الأممِ والدولِ والأصدقاء، وكذلك المنظماتُ الدولية، هو المتنُ الأساسُ في خطابنا للعالم”، مضيفا “نؤكد على حضورِ مفاهيمنا، للعدالةِ والسلامِ وحُسنِ الجوار، والعملِ البنّاء، والشراكةِ الاقتصاديةِ في هذه العلاقات”. وتابع السوداني، أن “هذه المساراتُ الدبلوماسيةُ والخارجية وصفها دستورنا بدقّة، وحملها منهاجُنا الوزاري بوضوح”، مضيفا ” مفاهيمنا للشراكةِ البنّاءة هي مفاهيمُ توازنِ الكفّتين، والأمرُ ذاتهُ في معنى المصالحِ المشتركة، مصلحتنا ومصلحةُ الآخرين، بعيداً عن المحاور، وكذلك في العنوانِ الأبرز، وهو عدمُ التدخّلِ المتبادلِ في الشؤونِ الداخلية”. وبين رئيس مجلس الوزراء أن “هذا الأمرُ تجسدَ في تعاطينا المبكرِ والحاسمِ مع قضايا المنطقة، وفي مقدمتها القضيةُ الفلسطينيةُ”، مؤكدا أن “القضيةُ الفلسطينيةُ تمثلُ المشهدَ الأبرز والمثابةَ الأكثرَ رسوخاً وثباتاً في مواقفنا لأنها الحقُّ الدائمُ في الأرضِ والمقدّساتِ المحتلّة”.  وتابع بالقول: “موقفنا هو أكبرُ من مجرّدِ موقفٍ سياسي بل هو جزءٌ من وجدانِ الشعبِ العراقي وثقافتهِ ومتبناهُ التاريخي والاجتماعي والديني”، مضيفا ” نستذكرُ هنا مواقفَ المرجعياتِ الدينيةِ المختلفةِ وبمقدمتها موقفُ المرجعيةِ العليا في النجفِ الأشرفِ الذي يمثلُ امتداداً طبيعياً لمواقفِ النجفِ السابقةِ من القضيةِ الفلسطينيةِ وعلى مرِّ التاريخ، فضلاً عن المواقفِ الشعبيةِ التي تجسدت في التعاطي الأخلاقي والإنساني مع ما يحصلُ في غزة”. وبشأن موقف العراق الرسمي من حرب غزة قال السوداني: ” عبرنا عنهُ بكلِّ وضوحٍ منذُ اليومِ الأولِ للعدوان، وثبتناهُ في قمةِ القاهرة، بالإضافةِ إلى ما نكررهُ في اتصالاتنا المستمرةِ مع المسؤولين من الدولِ الأخرى بضرورةِ وقفِ العدوان، ومنعِ انزلاقِ المنطقةِ نحو حربٍ تتسعُ ولن تتوقف”، مشيرا الى ان ” من يحرصْ على عدمِ حدوث ذلك عليه أن يعملَ من أجلِ إيقافٍ فوري لإطلاقِ النار”. ونوه بأن “الأهمُّ طبعاً هو العملُ على فتحِ ممراتٍ إنسانيةٍ عاجلةٍ وبمساهمةٍ من جميعِ الدولِ من أجلِ إنقاذِ أهلِ غزة”، مضيفا “لذلك كانت دعوتنا لتأسيسِ صندوقِ دعمِ الفلسطينيين تصبُّ في هذا الاتجاه، لأن ما يحصلُ في غزةَ هو اختبارٌ أخلاقيٌّ وإنسانيٌّ لجميعِ الأحرارِ في العالم”. وأشار الى أن “المجازرَ التي تُرتكبُ بحقِّ الأطفالِ والنساءِ في غزةَ تؤكدُ وللأسفِ تقاعسَ المجتمعِ الدولي عن أداءِ دورهِ وحالةٍ من الاستسلامِ لشريعةِ الغاب، التي يريدُ أن يكرسَها الاحتلالُ في الأراضي الفلسطينية”.وانطلقت أعمال مؤتمر سفراء العراق، اليوم السبت، بنسخته السابعة تحت عنوان “الدبلوماسية العراقية علاقات دولية متوازنة وتنمية اقتصادية مستدامة”، بمشاركة (85) من سفراء العراق ورؤساء البعثات السياسية والقنصلية العراقية في الخارج، وسيطرح أجندة مطورة للدبلوماسية العراقية، تنعكس على المزيد من الحضور والفاعلية للسياسة الخارجية، وتفعيل دور العراق في المنظمات العربية والإقليمية والدولية وتعزيز العلاقات مع الدول على أساس مبدأ الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، بحسب بيان للخارجية العراقية.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الى أن

إقرأ أيضاً:

«الغرابلي»: علينا استثمار أزمات الدول الكبرى لتحقيق نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي

قال الطاهر الغرابلي، رئيس المجلس العسكري صبراتة السابق، إن «العالم أو الدول على مر التاريخ لم تخوض حروباً كبيرة أو كونية إلا لمصالحها والاستحواذ على ما في جوف الأرض من خيرات وليس ليمنحوا الحرية للشعوب الضعيفة أو ليمدوا لهم يد المساعدة ليحكموا أنفسهم أو يتمتعوا بخيرات أرضهم».

وأضاف الغرابلي، عبر حسابه على موقع فيسبوك، أن «الدول القوية خاضت الحروب لتسيطر وتبسط إرادتها على الأرض، وتقتل من تقتل، وتخضع لها من يرغب في العيش».

وتابع «لهذا ظل البحث عن القوة هو الأساس، وكذبة البعثة أنها ترغب في تحقيق توازن أو توافق بين الليبيين خلونا نحذفوها وراء ظهورنا لأن البعثة جعلت لتحدث توافق بين الدول الكبرى وتقسيم المصالح بينها».

واستكمل: «علينا أن ندرك أن التعامل بمنطق القوة والتحرر هي كذبة والواقع إن من يحاول أن يمد لك المساعدة اليوم هو يستخدمك لطرد غيره من الساحة ويريد أن يستعمرك غداً».

وأشار إلى أن «علينا نحسن التعامل مع المواقف الدولية، ونستثمر الأزمات التي تعصف بالدول الكبرى لكي نحقق نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي.. نحن في زمن القوة والنهب والبلطجة الدولية أما أن نخرج منها بأقل تكلفة أو ينتهي الحلم».

مقالات مشابهة

  • «الغرابلي»: علينا استثمار أزمات الدول الكبرى لتحقيق نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي
  • الطوارئ النووية العراقية في انعقاد دائم للتعامل مع أي طارئ في محطات التخصيب الإيرانية
  • كتائب حزب الله العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر كل التريليونات التي تحلم بها
  • رغم اوامر الاخلاء.. الخارجية العراقية: بعثاتنا مستمرة بمهامها في إيران
  • الخارجية العراقية تخلي موظفيها في إيران
  • عاجل| العراق يدعو لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب
  • نائب:الأجواء العراقية تحت سيطرة القوات الأمريكية
  • مصدر سياسي:السوداني طلب من واشنطن عبر الخارجية العراقية منع الطائرات الإسرائيلية من ضرب إيران
  • السوداني وزيدان يؤكدان على حماية حكومة الولاء الإيراني في العراق
  • بيان دولي بشأن التسوية الفلسطينية بعد التصعيد الإسرائيلي