جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@08:37:49 GMT

حماس من ذراع مقاومة إلى أركان دولة

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

حماس من ذراع مقاومة إلى أركان دولة

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

ما علمتنا إياه حماس والقسام خلال شهر من الاستبسال في الدفاع عن حق وطنهم المغتصب ووطن المسلمين المقدس وصمود الشجعان من أبناء تلك الأمة المسلمة، والتي اختارت وأعدت لنفسها طريق النصر والشهادة، والذي سيتذكره العالم أجمع، وسيكتبه التاريخ بأحرف من نور في مُقابل أمة ظالمة وجدت في قوتها طغيان على الضعفاء، ووجدت في مساندة الخبثاء والخائنين طريقًا للفتك بتلك الفئة المسلمة المنتصرة لدينها وعروبتها وشرفها وكرامتها ولتعلو كلمة الحق على الباطل بإذن الله.

القسام الغزاويون أصحاب الكرامة الشرفاء الأتقياء الأنقياء من باعوا أنفسهم لله رسموا طريق الحق لمستقبلهم وما يمليه عليهم دينهم وعقيدتهم نحو مرضاة الله، فجهزوا العدة والعتاد للجهاد رغم قلة عددهم، ورغم حجم عدوهم المزعوم بجنازيره المجنزرة وجيوشه المدججة التي لا تقهر فلم ترهبهم صور الغاشم التي رسمها لنفسه ولا دول التحالف معها، ولا تخلي أمتها عنها، فبقيت وحيدة تقارع الظلم والظالمين أمام عالم ليس له ضمير ولا حرية إلا من خلال ساداتهم اليهود الملعونين في السموات والأرض.

إن الإعداد الجيد لتلك الفئة المؤمنة هو أهم سبل نجاحها وصمودها، رغم ما نراه من سحق لكل شيء في غزة من البشر والشجر والصخر؛ فالتربية الحقة على دين الله هي أهم أركان النصر والتثبيت فلا ثبات إلا بالإيمان ولا نصر إلّا بعقيدة سليمة وثاني بواكير الصلاح في تلك الفئة المؤمنة توكلهم على الله في كل أمر، فلم يرهبهم عدوهم وجنده وعددهم وعتادهم، فكانت الثقة بالله منبعًا للبطولات والانتصارات، فكانت غزة لحمة واحدة صغيرهم وكبيرهم نحو هدف واحد ألا وهو الجهاد في سبيل الله والنصر المُبين على أعداء الله، فوفقهم الله لذلك رغم جراح الحرب وخذلان العالم لهم، كانوا عند النزال بواسل المجاهد منهم بألف ألف رجل والأم الثكلى فرحة بالشهادة والنصر لأبنائها فهم جميعًا عند الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فرحين بما آتاهم الله من فضله.

إنَّ ما سطرته المقاومة الباسلة من تنظيم هيكلي وتجهيز عسكري وخطط بالغة الدقة في التنفيذ وإعداد متميز لم تستطع أقوى دول العالم تحقيقه والوصول إليه يعتبر إعجازًا لكل محلل وخبير سياسي وعسكري فهي في جميع المجالات والجوانب قد أتقنت عملها، وجعلت العدو في حيرة من أمره يتخبط في أفعاله وكلماته وما يدور في ساحة الحرب اليوم وما يصلنا هو خير مثال على ذلك الإعداد المنظم حيث أبهروا العالم أجمع، فكان أساسه الإيمان بالله والتمسك بالإسلام الذي هزم الأحزاب، وسيهزم بإذن الله قريبا الأنجاس، ومن وَالَاهُم وسعى نحو تدميرهم والقضاء عليهم.

إنها دولة متكاملة الأركان تثبت يومًا بعد آخر بأفعالها أنها دولة مُنظَّمة، وليست ذراع مقاومة فقط، فما قدمته حماس وذراعها القسام من دروس سوف يبقى في ذاكرة التاريخ بأن لله جنودًا صدقوا ما عهدوا الله عليه، فعسى بنصر مبين يسطع على فلسطين الحرة الأبية، ويخزي الله الكافرين.

فتحية إجلال وإكبار لجنود الله في أرضه والنصر والتمكين قريب بإذن الله.

فاللهم انصر الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، فقد سقط القناع، وانكشفت سوءة العالم أجمع.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بكل الاحوال .. مبروك لمن تأهلوا للمربع الذهبي بكأس العرب

صراحة نيوز- بقلم حاتم الكسواني

كعادتها إسرائيل تستغل كل موسم رياضي لتنفيذ مخططاتها الهادفة لإبادة الشعب الفلسطيني وضم الأراضي العربية ، وتعتبر هذه المواسم حالة من الإلهاء العام تستغلها وتقوم بالتخطيط مسبقًا لما سترتكبه خلالها من جرائم .

وبكل الأحوال فإن الفكر التلمودي الصهيوني لليمين المتطرف الذي يحكم إسرائيل يعتقد بأن العناية الإلاهية هي التي تهيأ له الكوارث الطبيعية ومواسم الإلهاء العربية والعالمية لينفذ أحلامه التلمودية بإعتباره يمثل شعب الله المختار .

و يحتم الإلتزام العالمي ان يهب العالم لمساعدة أية دولة أو تجمع بشري يتعرض لكارثة طبيعية ويقدم لها / له المساعدات بشكل وفير إلا قطاع غزة فإن العالم .. كل العالم يكتفي بالنظر إليه وهو يتعرض لكل كوارث الدنيا الإبادة ، والتجويع ، والكوارث الطبيعية حيث أدت غزارة الأمطار خلال اليومين الماضيين بإغراق خيام الغزيين ووفاة 14 شخصا بينهم طفلين قضوا تيبسًا من شدة البرد .

الجمعية العامة للأمم المتحدة إتخذت اليوم قرارا دعت فيه إسرائيل للوفاء بإلتزاماتها وفق القانون الدولي وإيصال المساعدات الإنسانية لمواطني القطاع ، والتوقف عن عرقلة عمليات المنظمات الأممية .

وصوتت 139 دولة لصالح مشروع القرار، بينها تركيا، فيما صوتت 12 دولة وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد القرار، بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت.

من جانب آخر كشفت صحيفة يديعوت أحرنوت ان تنسيقا امريكيا إسرائيليا مسبقا كان وراء تأسيس 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية لتدخل الضفة بمرحلة توسع إستيطاني غير مسبوق على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لا يوافق ولن يسمح بضم الضفة الغربية .

وعليه يتأكد لنا بأن الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس ترامب تخادع العالم وعلى رأسه الضامنين المسلمين والعرب في كل ما يتعلق بخطة ترامب للسلام مما يدفعنا لأن ندعو لعدم تصديق رجل الصفقات ترامب شريك نتنياهو في كل ما يذهب إليه .

ونشير هنا إلى موقف الدول العربية والإسلامية المستسلم لرغبات ترامب وغير المدافع عن سلامة اهل غزة وحمايتهم من مخالفة ما أتفق عليه باجتماع القادة العرب والمسلمين مع ترامب ، وما وقعوا عليه في خطة العشرين نقطة للسلام هو ما يغري إسرائيل وأمريكا لأن توغل بدم الفلسطينيين. وترك اهل غزة نهبا لقسوة الطبيعة والإبادة بالتقسيط .

نعلم ان الدول العربية في حالة ضعف مزرٍ ، ولكن الاكتفاء بدور المتفرج على اطفال غزة وهم يرجفون من البرد ويُذهب فيض المطر الذي إحتل خيامهم النوم من عيونهم او يقتلهم تيبسا فهو امر غير مقبول بأي حال من الأحوال .

كنا نأمل بموقف مسؤول إتجاه أخوة اصابتهم كارثة طبيعية في مقتل …. ولكن بكل الأحوال فمبروك لكل الفرق العربية التي إنتقلت إلى المربع الذهبي بكأس العرب ، ولجماهير الأمة التي وجدت فيه مساحة من الفرح .

مقالات مشابهة

  • بكل الاحوال .. مبروك لمن تأهلوا للمربع الذهبي بكأس العرب
  • الهلال والنصر والاتحاد والأهلي… خطط استراتيجية منتظرة لاقتناص صفقات عالمية
  • دولة الاحتلال تشترط نزع سلاح حماس بعد عرض تجميده مقابل هدنة طويلة
  • تفجير عقبة ثرة.. إعلانٌ جنوبي بدعم تحرير البيضاء يُثير رعب ذراع إيران
  • دولة الاحتلال تشدد على نزع سلاح حماس بعد عرض الحركة تجميده مقابل هدنة طويلة
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • علي النعيمي: الإمارات تصنع نموذجاً للإنسانية
  • مبعوث ترامب للرهائن يكشف كواليس اتصالاته مع حماس وضغوطه على قادة العالم
  • رئيس أركان حزب الله من بينها.. إليكم أبرز الشخصيات الراحلة والتي اغتيلت خلال عام 2025