دراسة أمريكية: أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مرتبطة بالمخاطر الصحية لدى النساء في منتصف العمر
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
سلطت دراسة طبية حديثة، نشرت نتائجها، في عدد شهر نوفمبر الجاري من مجلة (شبكة جاما) الطبية الأمريكية، على العلاقة بين إضطرابات مابعد الصدمة والمخاطر الصحية بين النساء في منتصف العمر.
وأشارت الدراسة التي أُجريت في كلية الطب بجامعة (واشنطن) إلى أن النساء اللائي يعانين من إضطراب ما بعد الصدمة، أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، غضافة إلى أمراض الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ والضعف الإدراكي، خاصة إذا كن يحملن علامة وراثية محددة تعرف باسم "أبو 44".
وركزت الدراسة على النساء في مرحلة منتصف العمر، والتي تراوحت أعمارهن ما بين 45 إلى 67 عاما، وتهدف إلى استكشاف العلاقة بين أعرض إضطراب ما بعد الصدمة والعلاقة الصحية المختلفة، حيث أن هذة الفئة العمرية ذات أهمية خاصة؛ لأن النساء في مرحلة منتصف العمر يخضعن لتغيرات جسدية وهرمونية مختلفة يمكن أن تؤثر على صحتهن.
وشملت الدراسة البحث فى 274 سيدة، بما في ذلك 64 كن حاملات لعلامة وراثية محددة تسمى "أبو ε 4" وجميع المشتركات خضعن لمجموعة من التقييمات، بما في ذلك استبيانات لقياس أعراض إضطراب مابعد الصدمة والقياسات الفيزيائية، واختبارات الدم والاختبارات العصبية وفحوصات الموجة فوق الصوتية السباتية والتصوير بالرنين المغناطيسى للدماغ.
وفيما يتعلق بالتدخل المبكر والوقاية، سلطت الدراسة الضوء على أهمية تحديد ومعالجة أعراض إضطراب مابعد الصدمة لدى النساء في منتصف العمر، خاصة أولئك التي لديهن علامات وراثية مثل "أبو 4 ε" وشدد الباحثون على أن التدخل المبكر والوقاية يعد عاملا ضروريا للحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فضلا عن أمراض الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ والضعف الإدركي لدى هذه الفئة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: النساء دراسة طبية أمراض الأوعية الدموية منتصف العمر النساء فی إضطراب ما
إقرأ أيضاً:
دراسة علمية: الإمارات تمثل انطلاقة لتحول جذري في مستقبل الزراعة
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةكشف فريق بحثي دولي خلال دراسة رائدة نُشرت في مجلة «ساينس»، إحدى أبرز المجلات العلمية في العالم، عن أن المجتمعات الميكروبية الكامنة تحت سطح التربة الصحراوية قد تمثل مفتاحاً لتحول جذري في مستقبل الزراعة المستدامة، بدءاً من دولة الإمارات العربية المتحدة.
فعلى الرغم من أن التربة الجافة والمتدهورة قد تبدو خاملة، فإن ما يجري في أعماقها يروي قصة مغايرة، قصة تبادل حيوي مستمر بين جذور النباتات والميكروبات المحيطة بها، تتشكّل من خلاله علاقة تفاعلية تؤثر في الطرفين بطرق دقيقة لكنها ذات أثر بالغ.
وتتناول الورقة العلمية الجديدة، التي شارك في إعدادها باحثون من الجامعة الأميركية في الشارقة، هذا التفاعل المعقد، وتقترح نموذجاً زراعياً جديداً قائماً على علم البيئة ومدعوماً بأبحاث امتدّت لعقود.
وقد جاءت الدراسة ضمن جهد علمي استمر عاماً كاملاً على علم البيئة، وضم الدكتور جون كليرونوموس، أستاذ الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية، نائب عميد البحث العلمي والابتكار في كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأميركية في الشارقة، إلى جانب الأساتذة قوانغتشو وانغ، فوسو زانغ وجونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية، والأستاذ ويم فان دير بوتن من المعهد الهولندي لعلم البيئة وجامعة فاخينينغن.
تركز الدراسة على مفهوم «التغذية الراجعة بين النبات والتربة»، الذي يوضح كيف تسهم النباتات، من خلال جذورها وإفرازاتها الكيميائية، في تشكيل المجتمعات الميكروبية في التربة، والتي تؤثر بدورها على قدرة النباتات في امتصاص المغذيات والمياه، ومقاومة الأمراض. وتعتمد فعالية هذه الحلقة التفاعلية على كيفية إدارتها، ما قد يُضعف النظام الزراعي أو يعززه.
وبالنسبة لدولة الإمارات، حيث تُواجه الزراعة تحديات مثل ملوحة التربة، وانخفاض نسبة المواد العضوية، وندرة المياه العذبة، فإن هذا النموذج يوفر مساراً عملياً نحو زراعة أكثر استدامة.
ويعمل الدكتور كليرونوموس وفريقه في الجامعة حالياً على تطبيق هذا النموذج في تجارب ميدانية تُستخدم فيها لقاحات ميكروبية، والتي هي فطريات أو بكتيريا نافعة تُضاف إلى التربة لدعم صحة النبات، إلى جانب محفزات حيوية طبيعية تساعد النباتات على النمو وتحسين مقاومتها للحرارة والتربة الفقيرة.
وتُجرى حالياً تجارب على محاصيل صحراوية مثل القمح ونخيل التمر، لقياس أدائها تحت ظروف بيئية قاسية عند دعمها بالميكروبات المناسبة.
وقال الدكتور كليرونوموس: «لطالما شكّلت العلاقة بين النباتات والميكروبات عنصراً حيوياً في النظم البيئية، لكن الفارق الحقيقي يكمن في كيفية إدارة هذه العلاقة، خصوصاً في البيئات الهشة. هذا البحث يدفعنا لإعادة التركيز من الإنتاج السريع إلى استدامة وظائف التربة على المدى الطويل».
وتُعيد الدراسة أيضاً تسليط الضوء على تقنيات الزراعة التقليدية مثل تدوير المحاصيل، والزراعة المختلطة، والحراثة المحدودة، باعتبارها ممارسات مدروسة بيئياً، تُسهم في تعزيز الحياة الميكروبية داخل التربة.
وقالت الدكتورة جونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية وأحد المشاركين في إعداد الدراسة: «تمثل الحياة الميكروبية مورداً غير مُستغل بالشكل الكافي في الزراعة. وعندما نُعزز العمليات الحيوية في التربة، فإننا نُنشئ أنظمة أكثر استدامة وتكيفاً، وأكثر توافقاً مع منطق عمل النظم البيئية في الطبيعة».
وتشير الدراسة أيضاً إلى تطورات علمية حديثة في مجال النبات، حيث يعمل الباحثون على تحديد الجينات والإشارات الجزيئية التي تتحكم في تواصل الجذور مع الميكروبات، تمهيداً لتطوير أصناف نباتية تتفاعل بشكل أكثر فعالية مع البيئة الميكروبية للتربة، في توجه علمي واعد يدمج علم الأحياء الجزيئية بعلم الزراعة.
وكانت الجامعة الأميركية في الشارقة قد أطلقت «مجموعة الشارقة لأبحاث الزراعة المستدامة» وتضم المجموعة من الجامعة الأميركية في الشارقة كلاً من الدكتور جون كليرونوموس، والدكتور محمد أبو العيش، أستاذ العلوم البيئية، والدكتور طارق علي، أستاذ الهندسة المدنية، بالإضافة إلى الدكتور علي القبلاوي من جامعة الشارقة.