نفذت عدة دول على مدار الأيام الماضية، عددا من الإنزالات الجوية للمساعدات فوق قطاع غزة، مع الاعتراف أن الإنزالات الجوية لا تحل مشكلة التجويع في قطاع غزة، والتي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت وزارة الدفاع الألمانية الجمعة إن الجيش بدأ في إسقاط إمدادات إغاثة فوق قطاع غزة، بداية عبر رحلتين جويتين لسلاح الجو تحملان نحو 14 طنا من الإمدادات.



واعترف وزير الدفاع بوريس بيستوريوس أنه "لا يمكن للرحلات الجوية أن تقدم سوى مساهمة صغيرة جدا في تزويد المتضررين على الأرض بالضروريات الأساسية"، مضيفا أنه يتوقع من إسرائيل "ضمان دخول إمدادات إنسانية شاملة" لسكان القطاع.



وذكرت وزارة الخارجية الألمانية أن برلين تعهدت أيضا بتقديم دعم إضافي بقيمة خمسة ملايين يورو (5.70 مليون دولار) لبرنامج الأغذية العالمي في غزة.

وبدأت فرنسا الجمعة إسقاط 40 طنا من المساعدات الإنسانية جوا على غزة، وحثت "إسرائيل" على السماح بالوصول الكامل إلى القطاع الذي قالت إنه على حافة مجاعة.

وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة إكس "في مواجهة الضرورة الملحة للغاية، نفذنا للتو عملية إسقاط جوي للمساعدات الغذائية في غزة. نشكر شركاءنا الأردنيين والإماراتيين والألمان على دعمهم، وأفراد جيشنا على التزامهم".

وأضاف "عمليات الإسقاط الجوي ليست كافية. يجب على إسرائيل أن تفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل للتصدي لتهديد المجاعة".

على جانب آخر، أعلنت إسبانيا، الخميس، اعتزامها إرسال مساعدات غذائية عاجلة تكفي لنحو 11 ألف شخص لتخفيف "المجاعة التي تسببت بها إسرائيل" في قطاع غزة.

وذكرت وزارة الخارجية الإسبانية، في بيان، أن مدريد ستوفر مساعدات غذائية لغزة التي تعاني من مجاعة بسبب الهجمات والحصار الذي تفرضه إسرائيل.

وأوضح البيان، أن المساعدات الإنسانية، التي يبلغ وزنها 12 طنا، ستشحن من قاعدة سرقسطة الجوية إلى الأردن عبر طائرة عسكرية من طراز A400 تابعة للقوات الجوية الإسبانية، ليتم إيصالها إلى غزة عبر 24 مظلة.

وأشار إلى أن المساعدات تتكون من نحو 5 آلاف و500 طرد غذائي وتكفي لـ11 ألف شخص.

وأكد البيان، أن هذه الشحنة تأتي بالإضافة إلى المساعدات الإسبانية الأخرى التي تنتظر على حدود غزة البرية.

من جانبه، قال وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، في بيان، إن شحنة المساعدات تهدف إلى "تخفيف المجاعة التي تسببت بها إسرائيل في غزة".



وأضاف ألباريس: "إن هذه المجاعة التي يتعرض لها سكان غزة، وهي من صنع الإنسان، تعتبر عارا على الإنسانية".

ولفت إلى تسجيل وفيات جراء الجوع يوميا في غزة، وأن هناك 100 ألف طفل و40 ألف رضيع يواجهون حاليا خطر الموت.

وأردف: "على إسرائيل أن تسمح فورا بمرور جميع المساعدات الإنسانية دون عوائق".

ونفذت مصر، الخميس الماضي، عملية إنزال جوي لمساعدات إنسانية على قطاع غزة،.

ونفذت الأردن والإمارات، الأربعاء الماضي، عمليات إنزال جوي لمساعدات إنسانية على قطاع غزة.

وبحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، فإن الجيش الأردني نفذ "دفعة جديدة من عمليات الإنزال الجوي لإيصال المساعدات الإغاثية إلى الأشقاء في قطاع غزة، بالتعاون مع القوات الجوية الإماراتية".

وجرت عمليات الإنزال، وفق الوكالة، "باستخدام طائرتين من نوع (C-130) تابعتين لسلاح الجو الملكي الأردني ونظيره الإماراتي، بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية".

وأضافت أنه "تم إنزال 16 طنا من المواد الغذائية وحليب الأطفال في مختلف مناطق قطاع غزة، ليصل إجمالي الحمولة التي تم إنزالها خلال الأيام الماضية إلى نحو 73 طنا من المواد الأساسية، وفق آلية تضمن وصول المساعدات بكفاءة عالية".

مساعدات غير كافية 

من جانبها، انتقدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، استخدام إسرائيل للإنزال الجوي للمساعدات في قطاع غزة، قائلة إن تلك الآلية في إيصال المساعدات "لن تنهي" المجاعة المتفاقمة.

جاء ذلك في تصريحات لجولييت توما، مديرة الإعلام والاتصال في الوكالة أدلت بها لصحيفة "نيويورك تايمز"، ونشرتها الصفحة الرسمية للأونروا.

إذاعة الجيش الإسرائيلي: عمليات الإنزال الجوي اليوم ستشمل قرابة 150 رزمة مساعدات وهي الأكبر على الإطلاق منذ تجدد إنزال المساعدات الجوية وهذه الكمية الكبيرة تساوي حمولة 5 شاحنات تتشارك بها كل من ألمانيا، فرنسا، إسبانيا، البحرين وبلجيكا ، وكل ما أُلقي من الجو حتى اللحظة خلال الأيام… pic.twitter.com/ODXFxXy7HY — Tamer | تامر (@tamerqdh) August 1, 2025

وتأتي تصريحات توما بينما تروج تل أبيب لسماحها بتنفيذ إنزالات جوية محدودة للمساعدات على القطاع الفلسطيني الذي يعاني من مجاعة مستفحلة، بينما تتكدس الشاحنات المحملة بالمساعدات والإغاثات على المعابر البرية التي تغلقها إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار الماضي.

وتساءلت المسؤولة الأممية عن جدوى إنزال المساعدات جوا، وقالت: "لماذا نستخدم الإنزال الجوي بينما يمكننا نقل مئات الشاحنات عبر الحدود؟".

وشددت على أن إدخال المساعدات عبر المعابر البرية "أسهل بكثير، وأكثر فعالية، وأسرع، وأقل تكلفة."

وأكدت أن الإنزال الجوي للمساعدات "لن يُنهي المجاعة المتفاقمة في غزة"، لافتة إلى تكدس 6000 شاحنة تابعة للأونروا عند المعابر البرية "تنتظر الضوء الأخضر" من إسرائيل من أجل الدخول إلى القطاع المحاصر.

وموجهة خطابها لتل أبيب، تابعت توما: "ارفعوا الحصار، وافتحوا المعابر، واضمنوا حركة آمنة لقوافل المساعدات ووصولا كريما للمحتاجين في غزة".



وسبق أن اعتبر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن طرح إسقاط المساعدات على قطاع غزة عبر الجو "مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية بالقطاع".

ويأتي ذلك بينما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، "سماحه" بإسقاط كميات محدودة من المساعدات على غزة، و بدء ما أسماه "تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية" في مناطق محددة بقطاع غزة، للسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

وتتزامن تلك الخطوة الإسرائيلية مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية نتيجة استفحال المجاعة بالقطاع وتحذيرات من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل في القطاع.

ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلفت الإبادة الإسرائيلية, بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية غزة الاحتلال غزة الاحتلال طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإنزال الجوی فی قطاع غزة فی غزة طنا من

إقرأ أيضاً:

غوتيريش والصفدي يبحثان دعم الأونروا في ظل الكارثة الإنسانية بغزة

غزة – بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، امس الجمعة، سبل دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في ظل ما يشهده قطاع غزة من “كارثة إنسانية”، خلفتها حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي استمرت سنتين.

وذكرت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي تلقاه الصفدي من غوتيريش، جرى خلاله التأكيد على استمرار التعاون الراسخ بين الأردن والأمم المتحدة ومنظماتها.

وشدد الجانبان، على “ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لدعم الأونروا، وتوفير الدعم اللازم لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين”.

وتطرق الاتصال إلى الدور الإنساني الكبير الذي تضطلع به الوكالة في قطاع غزة، الذي “ما يزال يواجه كارثة إنسانية نتيجة الدمار الذي سببه العدوان الإسرائيلي”، بحسب البيان.

كما ناقش الطرفان استمرار إسرائيل في منع دخول الكم الكافي من المساعدات الإنسانية، وفرض قيود “لا قانونية” على عمل المنظمات الأممية، ولا سيما الأونروا.

وتتعاظم حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة تداعيات حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة طوال سنتين، منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وحتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.

وتدعي إسرائيل أن موظفين لدى الأونروا شاركوا في عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا الحياد.

وأكد الصفدي وغوتيريش، أنه “لا يمكن الاستغناء عن الأونروا ودورها”.

وأعربا عن رفضهما لجميع محاولات استهدافها، ومنوهين بأهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تمديد ولاية الوكالة لثلاثة أعوام إضافية.

وفي السياق ذاته، رحب الصفدي، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي نص على “ضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني، وتسهيل برامج المساعدات والإغاثة المقدّمة للسكان، وفي مقدمتها المساعدات التي تقدّمها الأونروا”.

والجمعة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارا يطالب إسرائيل بالسماح الكامل بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتوقف عن عرقلة عمليات المنظمات الأممية، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.

جاء ذلك في جلسة تصويت على مشروع قرار قدمته النرويج بدعم من 13 دولة، وحمل عنوان “تعزيز منظومة الأمم المتحدة”.

وصوتت 139 دولة لصالح مشروع القرار، بينها تركيا، فيما صوتت 12 دولة وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد القرار، بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • رابط تسجيل جديد للمساعدات المالية والغذائية بغزة.. تحديث بيانات المستفيدين عبر وزارة التنمية الاجتماعية
  • الأونروا: التعنت الإسرائيلي في دخول المساعدات الإنسانية يستهدف كل شيء
  • منظمة “أنقذوا الأطفال” تدعو لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • منظمة «انقذوا الأطفال» تطالب بالإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة
  • “يونيسف” تحذر من تفشي الأمراض بين أطفال غزة وتدعو لتكثيف المساعدات الإنسانية
  • الإغاثة الطبية في غزة تحذر: الأزمة الإنسانية تتفاقم
  • غوتيريش والصفدي يبحثان دعم الأونروا في ظل الكارثة الإنسانية بغزة
  • أونروا: إسرائيل ما زالت تمنعنا من إيصال المساعدات مباشرة لغزة
  • 14 شهيدا في غزة بردا وغرقا وقرار أممي يطالب إسرائيل بإدخال المساعدات فورا
  • عاجل | الجمعية العامة للأمم المتحدة: اعتمدنا قرارا يدعو إسرائيل إلى تطبيق قرار محكمة العدل بإدخال المساعدات إلى غزة