شرطي مصري بسيط في مواجهة قتلة وزير بريطاني في الزمالك!
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
اغتالت منظمة "شتيرن" الصهيونية المتطرفة بالقاهرة في 6 نوفمبر عام 1944، الوزير البريطاني المقيم في الشرق الأوسط والتر إدوارد غينيس، المعروف أيضا باسم اللورد موين.
إقرأ المزيد
كان اللورد موين يتولى علاوة على مسؤولية إدارة السياسة البريطانية في فلسطين أيضا منصب وزير الدولة البريطاني لشؤون المستعمرات، وكان يعد صديقا مقربا من رئيس الوزراء البريطاني حينها ونستون تشرشل.
تفاصيل عملية الاغتيال:
توقفت سيارة اللورد موين وكان معه سائقه ومساعده وسكرتيره في يوم 6 نوفمبر عام 1944 أمام مقر إقامته بشارع حسن صبري بحي الزمالك في القاهرة، وحين هم الوزير البريطاني بمغادرة السيارة، انطلق الرصاص باتجاه السيارة، فأصيب اللورد موين بجروح خطيرة وفارق الحياة بعد ساعات كما قتل سائقه أيضا فيما لم يصب المساعد والسكرتير.
منفذا عملية الاغتيال حاولا الهرب بدراجتين هوائيتين إلا أنهما تعرضا للمطاردة من قبل مواطنين مصريين عاديين انضم إليهم شرطي مصري يدعى محمد عبد الله، تصادف وجوده قرب مسرح الجريمة.
الشرطي المصري تبادل إطلاق النار مع المجرمين الهاربين، وجرى بنهاية المطاف القبض عليهما على جسر المالك فؤاد، وكان أحدهما قد أصيب بجروح.
تبين أن منفذي عملية الاغتيال هما إلياهو بيت تسوري وإلياهو حكيم، وهما شابان يهوديان يعملان في الجيش البريطاني وينتميان إلى منظمة "ليحي" الصهيونية السرية المتطرفة المعروفة أيضا باسم "شتيرن".
عصابة "شتيرن" كان يقودها في ذلك الوقت إسحاق شامير ويسرائيل إلداد وناثان إلين مور، وهم من أصدر الأمر بتنفيذ الاغتيال.
من المفارقات، أن اللورد موين كان أمر قبل بضعة أشهر من اغتياله برفع الحراسة الدائمة عن منزله، ولم تعد سيارته تواكبها عربات الشرطة.
كما تبين لاحقا أن السلاح الذي نفذت به عملية الاغتيال كان له سجل حافل، وقد قتل بواسطته مسلحو عصابة "شتيرن" الصهيونية نائبا لمدير شرطة القدس وثلاثة رجال شرطة ومفتشي شرطة في مدن مختلفة من فلسطين.
كان لعملية الاغتيال صدى مدو في بريطانيا وفي فلسطين، وقد صرح في ذلك الوقت تشرشل أمام مجلس العموم بنبرة غاضبة قائلا: "إذا كانت جهودنا من أجل مستقبل الصهيونية تؤدي فقط إلى ظهور رجال عصابات جديرين بألمانيا النازية، فسيضطر الكثيرون، بمن فيهم أنا، إلى إعادة النظر في موقفهم تجاهها"، في حين وصف رئيس الوزراء البريطاني القتيل اللورد موين بأنه "صديق ليهود فلسطين".
المتطرفون في عصابة "شتيرن" كانوا يرون العكس ويعتبرون الوزير البريطانية عدوا، فيما يوصف اللورد موين بأنه كان مدافعا عن التسوية بين العرب واليهود في فلسطين، وأن مقتله كان بمثابة إحدى الخطوات في طريق الانسحاب البريطاني من فلسطين في عام 1948، وإقامة دولة إسرائيل، وأن مصرعه عجل بإطلاق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتواصل حتى الآن.
الصحافة البريطانية بما في ذلك العبرية أدانت حينها بشدة وغضب هذا "العمل الإرهابي"، كما تنصلت الوكالة اليهودية بشكل قاطع من عملية الاغتيال، وأعلنت أن منظمتي "الإرغون" و"شتيرن" خانتان لـ"القضية الوطنية"، ودعت إلى مقاطعتهما بشكل كامل.
أما حديث تشرشل الغاضب عن "رجال عصابات جديرين بألمانيا الناوية" فكان مرده أن مؤسس تنظيم "شتيرن" الصهيوني المتطرف، ويدعى أبرهام شتيرن، فقد كان عرض على ألمانيا النازية المساعدة والعمل معا على طرد البريطانيين من الشرق الأوسط، وأقام اتصالات متعددة مع النازيين على مبدأ "عدو عدوي، صديقي"، وصاغ هذا الموقف في قوله: "العدو هو بريطانيا. ويجب علينا محاربة هذا العدو حتى الموت تحت أي ظرف من الظروف وفي أي حالة"، على الرغم من خدمات بريطانيا الجليلة للحركة الصهيونية ما في ذلك وعد بلفور.
انطلقت محاكمة القاتلين إلياهو بيت تسوري وإلياهو حكيم بالقاهرة في 10 يناير 1945، وأصر "الإرهابيان" على موقفها وأنهما قتلا اللورد موين "باسم العدالة العليا".
قضت المحكمة بإعدام القاتلين شنقا، وتم تنفيذ الحكم في 22 مارس عام 1945، فيما تم نقل رفاتهما بعد مرور 30 عاما إلى إسرائيل، حيث دفنا مع مرتبة الشرف العسكرية على جبل "هرتزل" في القدس.
مراسم دفن الرفات جرت في 26 يونيو عام 1975 بحضور رئيس الوزراء الإسرائيل إسحاق رابين، وقام بتأبينهما عضو الكنيست الإسرائيلي إسحاق شامير، وكان واحدا من قادة عصابة "شتيرن" المتورطين في ذلك الاغتيال!
القاتلان اللذان تنصل اليهود منهما رسميا في عام 1944، أصبحا بطلين لاحقا، وأطلق اسماهما على عدة شوارع، وتم إصدار طوابع بريد تخلدهما، وكتبت عنهما الكتب وألفت الأغاني.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف تشرشل فی ذلک
إقرأ أيضاً:
رينارد: مواجهة فلسطين مصيرية.. وهدفنا العبور إلى نصف نهائي كأس العرب
شدد الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، على أهمية المواجهة المرتقبة أمام المنتخب الفلسطيني غدًا الخميس، في إطار ربع نهائي كأس العرب 2025 المقامة في قطر، مؤكدًا أن المباراة تمثل منعطفًا حاسمًا في مشوار "الأخضر" بالبطولة.
ودخل المنتخب السعودي ربع النهائي بعد احتلاله المركز الثاني في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط، خلف المنتخب المغربي المتصدر بفارق نقطة واحدة، عقب الهزيمة بهدف نظيف في الجولة الأخيرة. في المقابل، حقق المنتخب الفلسطيني إنجازًا تاريخيًا بتأهله لأول مرة إلى دور الثمانية، بعد تصدر مجموعته بفارق الأهداف إثر تعادله السلبي أمام سوريا.
وخلال المؤتمر الصحفي الخاص بالمواجهة، أكد رينارد أن مباراة فلسطين "مصيرية وتتطلب أعلى مستويات التركيز والانسجام بين اللاعبين"، موضحًا أن الجهاز الفني اعتمد نظام المداورة خلال دور المجموعات للحفاظ على جاهزية اللاعبين، خصوصًا أولئك الذين خاضوا مباريات مكثفة في الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا.
وقال المدرب الفرنسي: "وصلنا إلى مرحلة متقدمة في البطولة وبدأت المنافسة الحقيقية. هدفنا واضح وهو الوصول إلى نصف النهائي، وندرك جيدًا أن مواجهة فلسطين لن تكون سهلة."
وتطرق رينارد إلى قضية اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي، مشددًا على أهمية إيجاد توازن يمنح اللاعب المحلي مساحة أكبر للمشاركة، معترفًا في الوقت ذاته بأن تطور الدوري يعد أمرًا إيجابيًا يصب في مصلحة الكرة السعودية.
وحول إمكانية ذهاب المباراة إلى ركلات الترجيح، قال رينارد إن الفريق يسعى لحسم الأمور في الوقت الأصلي، مضيفًا: "علينا التأقلم مع كل السيناريوهات. واجهنا مشكلات في ركلات الجزاء سابقًا ونعمل على تجاوزها."
كما أكد أن كل اللاعبين جاهزون للمشاركة، وأن قراراته الفنية ستكون مبنية على الجاهزية الفنية والبدنية، دون استبعاد فكرة استمرار المداورة متى لزم الأمر.
وأشاد رينارد بالمستويات اللافتة التي قدمها المنتخب الفلسطيني منذ الملحق، قائلاً: "أهنئ فلسطين على التأهل من الملحق. لقد أظهروا روحًا عالية وإيمانًا كبيرًا. الجانب المعنوي مهم للغاية في مثل هذه البطولات."
واختتم رينارد حديثه بالإشادة باللاعبين الجدد، وعلى رأسهم مراد هوساوي، حيث قال: "قدم مباراة ممتازة وأثبت أنه قادر على تمثيل المنتخب. أمامنا وقت للتحضير قبل كأس العالم، والباب لا يزال مفتوحًا أمام الجميع."
من عالم العقارات إلى الدبلوماسية الفظة.. كيف انعكست النزعة الفوقية في هفوات خطاب توم براك؟