110 أعوام على اعتقال غاندي.. وأشهر أقواله عن السلام
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
وُلد "المهاتما غاندي" في ولاية بوربندر الواقعة في شمال غربي الهند في الثاني من أكتوبر عام 1869، وتوصف عائلته بأنها من النخبة، إذ كان والده رئيس وزراء الولاية، وكانت والدته سيدة شديدة التدين، غرست فيه الأخلاق الهندوسية بقوة، وتناول الطعام النباتي والتسامح الديني وأسلوب الحياة البسيط واللاعنف.
عمل غاندي في مهنة المحاماة في جنوب أفريقيا منذ أبريل 1893، ليقضي فيها 21 عاما، وبسبب سوء معاملة المهاجرين الهنود، أنشأ غاندي الكونجرس الهندي في ناتال لمحاربة التمييز وتطوير فكرة التطهير الذاتي والاحتجاج المدني اللاعنفي.
عاد غاندي إلى الهند وبدأ في حملته من أجل استقلال بلاده في أعقاب مذبحة مدينة أمريستار السيخية المقدسة، عندما أطلق البريطانيون النار على تظاهرة، مما أسفر عن مقتل نحو 400 شخص وإصابة 1300 آخرين، وتبنى الهنود من جميع طبقات المجتمع والأديان دعوته الرامية للاحتجاج غير العنيف، وتشجيع عدم التعاون مع الحكم البريطاني، والذي تضمن مقاطعة البضائع البريطانية.
تم إلقاء القبض عليه يوم 6 نوفمبر عام 1913، بسبب تنظيم إضراب ومسيرة للاحتجاج على فرض ضريبة على المنحدرين من أصول هندية، بيد أن البريطانيين اضطروا إلى إسقاط الضريبة والإفراج عن غاندي، ولجأ غاندي إلى الصوم كوسيلة احتجاج على الحكم البريطاني بعد إطلاق سراحه من السجن، وردا على ذلك، اعتقل البريطانيون غاندي بتهمة التحريض وإثارة الفتنة وسجنوه لمدة عامين.
وطبّق البريطانيون قانون مكافحة التحريض المثير للجدل، الذي يعود إلى سبعينيات القرن التاسع عشر، للرد على الحركات المناهضة للاستعمار، وقال غاندي جملته الشهيرة إن القانون "صُمم لقمع حرية المواطن"، ولا يزال القانون معمولا به في قانون العقوبات الهندي وتستخدمه الحكومات المتعاقبة ضد طلاب وصحفيين ومثقفين ونشطاء اجتماعيين ومعارضين للحكومة.
تحققت أهداف غاندي عندما أضعفت الحرب العالمية الثانية قبضة بريطانيا على إمبراطوريتها، وحصل على استقلال بلاده في عام 1947 ، لكن آماله في تعايش المجتمعات الهندوسية والمسلمة مع بعضها في ولاية واحدة تبددت عندما انقسمت البلاد إلى دولتين: الهند وباكستان.
خلق الانقسام مزيدا من العنف، وعاد غاندي إلى دلهي للمساعدة في حماية المسلمين الذين اختاروا البقاء في الهند وبدأوا الصيام من أجل حقوق المسلمين، وكان غاندي بعد أقل من ستة أشهر من الاستقلال في طريقه إلى اجتماع صلاة في المدينة، عندما أطلق شاب هندوسي متعصب النار عليه.
ومن أشهر أقوال "غاندي" عن السلام ونبذ العنف
"عند يأسى، أتذكر أن الحق والحب هما اللذان يربحان دائماً على مدار التاريخ.كان المغتالين والحكام المستبدين يعتقدون أنهم لا يهزمون ولو حتى فى فترة من الفترات ،ولكن دائماً فى النهاية يخسرون؛ فكر دائماً.""ماذا سيغير الدمار الجنونى من أجل الموتي، واللذين بلا مأوي، واليتامى الذين يعملون تحت اسم الحرية والديمقراطية أو بسبب الشمولية.""أكره الخطيئة، وأحِب الخاطىء"."لا يصبح الخطأ على وجه حق بسبب تضاعف الانتشار، و لا تصبح الحقيقة خطأ لأن لا أحد يراها"."هناك كفاية فى العالم لحاجة الإنسان ولكن ليس لجشعه"."العمل بمبدأ العين بالعين ينتهى بجعل العالم كله أعمى"."الضعيف لا يمكنه أبدًا أن يسامح فالغفران سمة من سمات الأقوياء"."سنكسب معركتنا لا بمقدار ما نقتل من خصومنا و لكن بمقدار ما نقتل فى نفوسنا الرغبة فى القتل"." إن اللاعنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية، إنها أقوى من أقوى سلاح دمار تم تصميمه ببراعة الإنسان "."عليك أن تكون أنت التغيير الذى تريده للعالم".المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: استعمار التسامح الديني المحاماة جنوب أفريقيا فرض ضريبة قانون العقوبات الهند السلام الاضراب عن الطعام
إقرأ أيضاً:
بأقلام قطرية.. كاتبات صغيرات يرسمن أحلامهن بالكلمات
تُعدّ القصص القصيرة من أبرز أشكال الأدب التي تعكس التجارب الإنسانية المتنوعة في قالب مختصر ومؤثر، وفي سياق العناية بهذا الفن تأتي الكاتبات الصغيرات اللواتي قدمن رؤية فريدة ومختلفة عن العالم من حولهن. إن قصصهن تُعتبر نافذة على عالم مليء بالتحديات والأحلام، حيث تطرح مسائل الهوية والقدرة على التعبير عن الذات ضمن إطار مجتمعي يتسم أحيانا بالقيود.
تتسم أعمال الكاتبات بالجرأة والإبداع، حيث يسعَين للتعبير عن مشاعرهن وتجاربهن الحياتية بطرق جديدة ومبتكرة. إن سنّهن الصغيرة لا تعني قلة الخبرة، بل غالبا ما تمنحهن منظورا فريدا يمكّنهن من إيصال أفكارهن بوضوح وعمق قادر على لمس قلوب القُرّاء. في هذه القصص، يتم تسليط الضوء على تجارب الفتيات في مجتمعاتهن، ما يجعل أعمالهن تتسم بالصدق والحيوية.
في هذا التقرير، سنستعرض مجموعة من أعمال الكاتبات الواعدات المشاركة في الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب، مع التركيز على أسلوبهن الفريد في السرد ومعالجة القضايا الاجتماعية والنفسية المختلفة التي تواجه الفتيات في مجتمعهن. كما سنتناول أيضا تأثير هذه الكتابات على القُرّاء وكيف تمكنت من فتح حوار حول قضايا لم تكن تُناقش بشكل كاف في الأدب التقليدي.
نبدأ مع الكاتبة دلال سلطان الرميحي (10 سنوات)، كتبت قصة "دبدوب الوسادة"، التي تدور أحداثها حول فتاة كانت ترغب في شراء دمية ولكن والدتها لم تمتلك القدرة على شرائها، فاقترحت على والدتها صناعة دمية من الوسائد القديمة والاستفادة منها بدلا من رميها.
وفي حديث للجزيرة نت قالت دلال إن بدايتها في الكتابة كانت من خلال مشاركتها المدرسية في كتابة القصة القصيرة، وساعدها شغفها وحبها لجمع وقراءة القصص القصيرة على تبلور فكرة كتابة قصة خاصة بها تنشر على نطاق أوسع من المدرسة.
وأكدت دلال على أنها تميل لكتابة القصص الحقيقية وبها عبرة، كما أنها تحب رسم شخصيات طفوليه في قصصها، وأوضحت أنها تواجه أثناء الكتابة تحديات في صياغة الكلمات، ولكن وجود والدتها ودعمها المستمر لها يجعلها تتغلب عليها.
إعلانوقالت إن "هدفي من القصة هو الحرص على الاستفادة من الأشياء حولنا وتحويلها من لا مفيد إلى شيء نستفيد منه". و شكرت دلال والديها على دعمهم المستمر لها، وعبرت عن شعورها بالفخر والإنجاز، كما دعت كل من تجد في نفسها الرغبة في الكتابة أن تنطلق ولا تفكر في العقبات والفشل.
الكاتبة مريم علي النملان (13عاما)، كتبت قصة "الغزالات ودولة قطر"، تتحدث فيها عن غزالتين تتحدثان عن التطور الذي ستصل له قطر بحلول عام 2030 بأسلوب شيق وقريب من الطفل. وجاءت فكرة القصة من رغبة الأطفال في فهم جهود الدولة للوصول إلى القمة، وأضافت: أحببت أن أجعل موضوع مؤلفاتي مختصا بدولتي الحبيبة فقصتي الأولى كانت عن إكسبو قطر وتمكين التكنولوجيا والاستدامة وقصتي الثانية عن رؤية قطر.
وعن اختياراتها للشخصيات التي تظهر في قصصها، قالت مريم إنها تختارها دائما من البيئة القطرية، حتى يسهل على الأطفال الغوص في أحداث القصة وتخيلها، في قصتها الأخيرة كانت شخصيتها المها العربي. وعبرت عن التحديات التي تواجهها أثناء الكتابة "في السابق كنت أواجه مشكلة تدقيق أحداث القصة نحويا ولغويا، لكن لكون والدتي خريجة بكالوريوس اللغة العربية فقد ساعدتني في تجاوز ذلك".
وأشارت إلى أنها تسعى دائما لتطوير إمكانياتها الكتابية، وذلك من خلال الإكثار من القراءة، فالقراءة أساس كل تطور وإنجاز، "ولذلك أنا عضو في أغلب المكتبات داخل قطر وخارجها، ومنها مكتبة إثراء السعودية أكبر مكتبة بالشرق الأوسط".
ووجهت مريم نصيحة للصغار الذين يرغبون في أن يصبحوا مؤلفين، "تقدموا وخوضوا هذه التجربة فهي ممتعة وليست صعبة". وأضافت أن شعور الفخر والإنجاز في لذة الوصول يستحق التجربة. وأثنت الكاتبة الصغيرة على دور ودعم المقربين لها، قائله: والداي "بجانبي دائما بكل إنجازاتي داخل قطر وخارجها، لهم الفضل في كل ما أنا عليه الآن". وأشارت إلى أفضل نصيحة تلقتها "عندما نبدأ سنصل".
إعلانوالجدير بالذكر أن الكاتبة مريم ألفت قصتها الأولى "ريم والروبوت" التي تدعم تطبيق التكنولوجيا في حياتا، وشاركت في معرض الرياض الدولي في نسخته السابقة، وحصلت على جائزة التميز العلمي بالدوحة عام 2024، كما أنها عضو في لجنة حقوق الطفل العربي.
وفي تجربتها الأولى بالكتابة حاورت شيخة علي النملان (9 سنوات)، جدتها عن الحياة السابقة في قطر وكذلك الإنجازات التي حققتها والبصمة العالمية التي تركتها بلادها على جميع الأصعدة الرياضية والثقافية والتعليمية وغيرها في الوقت الحالي، بالإضافة إلى نظرة مستقبلية لما تسعى قطر لتحقيقيه من خلال رؤيتها 2023.
و في حوار مع "الجزيرة نت" قالت الكاتبة شيخة، "جاءت الفكرة من حكايا جدتي الغالية مريم فهي تحب أن تحكي دائما عن طبيعة الحياة في قطر سابقا فأحببت أن ألخص ذلك في قصتي سوالف جدتي مريم". وأضافت أن "قصتي الحالية تتحدث عن السفر عبر الزمن لرؤية تطور قطر في المستقبل والعودة للماضي لرؤية كيف كانت حياة الأجداد".
ولدى الكاتبة شغف بالقراءة وأشارت إلى أنها تحب القراءة لكتاب مختلفين لذلك شاركت في "برنامج العائلة" التابع لمكتبة قطر الوطنية، حيث يتم ارسال مجموعة قصص للمشتركين شهريا، وأضافت "كما أحب أن اكتب في ذات المكتبة، حتى أجد ما احتاجه من الكتب التي تساعدني موجودة حولي وأحب أن أكتب بعد الانتهاء من واجباتي المدرسية".
ويعتبر اختيار عنوان للقصة من أبرز التحديات التي تواجهها شيخة، "كنت آخذ وقتا طويلا لأختار عناوين لقصصي ولكن أختي مريم أصبحت تساعدني في ذلك".
وعن دعم عائلتها قالت شيخة: والدتي حريصة دائما على جعلنا مواطنين فاعلين في وطننا حتى إن كنا أطفالا لابد أن نساهم في ذلك بما يتناسب مع مرحلتنا العمرية، وأبي يحرص على دعمنا والوقوف بجانبنا لتحقيق أحلامنا دوما وصديقاتي دائما يقرأن ما أكتب ويشجعنني.
إعلانوتأمل شيخة أن يكون إصدارها القادم عن حب الوطن، وكذلك مواضيع تحث على الترابط الأسري، لأن نهضة الأوطان وصلاحها يبدأ من صلاح الأسرة.
ومن جانبها وجهت الكاتبة شيخة رسالة للأطفال الراغبين في الكتابة: لا شيء سهل في البداية ولكن مع الممارسة يصبح الصعب يسيرا ومستطاعا. وهي تصف شعورها بعد الكتابة بالسعادة وأنها فخورة بالإنجاز الذي حققته وهي في السنة الرابعة من المرحلة الابتدائية.