يشارك مركز جامع الشيخ زايد الكبيـر للمرة التاسعة على التوالي في فعاليات معرض سوق السفر العالمي 2023، التي انطلقت أمس وتستمر حتى 8 نوفمبر الحالي في العاصمة البريطانية لندن، وذلك ضمن جناح دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي.

وتعتبر هذه المشاركة هي الأكبر للمركز في تاريخ مشاركاته في المعرض، حيث يقدم لزوار المعرض تجربة ثقافية تفاعلية غامرة، تجعلهم يشعرون وكأنهم في رحاب الجامع، وتمكنهم من التعرف إلى الجامع ورسالته وما يختزنه من جماليات معمارية فريدة، وذلك من خلال شاشة عرض تفاعلية بقياس 180 درجة، تأخذ زوار الجناح من مختلف ثقافات العالم في رحلة في أرجاء جامع الشيخ زايد الكبير، حيث تبدأ التجربة في مركز زوار الجامع، ومن ثم تستعرض سوق الجامع وما يقدمه من خدمات ومنتجات تلبي احتياجات الزوار من مختلف الفئات العمرية.

وتسلط هذه التجربة الضوء على “درب التسامح” بأقسامه الثلاثة، الذي يتيح لمرتادي الجامع خوض رحلة استكشافية، خلال عبورهم من مركز الزوار إلى رحاب الصرح الكبير، مواصلاً بذلك دوره المنبثق من رسالته الحضارية في ترسيخ ثقافة التسامح، ومد جسور التقارب والحوار بين ثقافات العالم، إلى جانب دوره كصرح تقام فيه الشعائر الدينية.

ومن خلال هذه التجربة يتعرف زوار الجناح على القسم الأول من الدرب “رؤية الوالد المؤسس” وولادة الفكرة التي تمثلت في إنشاء جامع يكون منبرا للتسامح والحوار الحضاري، ورمزا للقيم الأصيلة التي رسخها في وجدان أبناء الإمارات، حيث تستعرض مراحل البناء وصولا إلى مرحلة الإنجاز وتجلي ملامح الرؤية الحكيمة، في إبراز القواسم المشتركة التي تجمع أبناء الحضارات، وهي رؤية شكلت نهجًا سارت عليه الإمارات قيادةً وشعبًا، ثم ينتقل الزوار للتعرف على القسم الثاني من الدرب “آفاق من الجمال والإبداع”، الذي تتناغم فيها الطرز المعمارية من عصور مختلفة، في قالب معماري بديع يعكس التسامح ويرسخ التقارب الثقافي، منذ بدايات تأسيسه إلى يومنا هذا، وينتهي هذا الجزء من التجربة بالوصول إلى القسم الثالث من الدرب “قيمنا” الذي يتعرف الزوار من خلاله على قيم المركز كالتسامح والتعايش والتطوع والتميز، كما يسلط هذا القسم الضوء على أبرز الشخصيات العالمية التي استضافها الجامع، كمحطة رئيسية خلال زيارتها لدولة الإمارات .

ومن ثم تستعرض التجربة تفاصيل جماليات الجامع الخارجية، والأروقة، والأحواض العاكسة، والحدائق الإسلامية، وصحن الجامع، والقباب والمآذن، ثم تأخذ زوار جناح المركز إلى داخل الجامع، لتطلعهم على الزخرفة الداخلية لقاعات الصلاة، وعلى الثريات الكرستالية والسجادات الفريدة من نوعها، مظهرةً التفاصيل المعمارية الإسلامية البديعة لجامع الشيخ زايد الكبير، المستوحاة من طرز متنوّعة، والتي تتوحد في بوتقة من التناظر المتجانس.

وقال محمد السراح رئيس قسم الاتصال المؤسسي في المركز، بهذه المناسبة إن مشاركة المركز للمرة التاسعة على التوالي في فعاليات معرض سوق السفر العالمي في لندن، تأتي لتسليط الضوء على رسالة الجامع الحضارية على مستوى العالم، الداعية للتعايش والتسامح والانفتاح على الآخر، والدور الكبير الذي يقوم به مركز جامع الشيخ زايد الكبير في التعريف بالثقافة الإسلامية السمحة، وريادته عالميًا كنموذج ينفرد عن غيره من دور العبادة؛ إذ يتجاوز دوره الديني باحتضان الشعائر والصلوات، إلى دوره الحضاري والثقافي في نشر وتعزيز رسالة دولة الإمارات المتمثلة في التعايش والسلام مع مختلف ثقافات العالم.

وأضاف أنه من خلال المشاركة في هذا المعرض العالمي نعرف الزوار على ما يقدمه مركز جامع الشيخ زايد الكبير من خدمات مميزة لمرتادي الجامع من مختلف الثقافات، ونطلعهم على تاريخ تأسيس الصرح الكبير، وجماليات الجامع وبديع فنون العمارة الإسلامية التي تجلت بوضوح في جميع زواياه، وما يحويه الجامع من مقتنيات فريدة، وأروع ما جادت به الحضارة الإسلامية على مر العصور من فنون وتصاميم هندسية، التقت على اختلافها وتنوعها في تصميم الجامع، لتعكس جمال انسجام الثقافات وتناغمها في عمل إبداعي واحد.

يذكر أن جامع الشيخ زايد الكبير حقق مراكز عالمية متقدمة ضمن أفضل وأبرز مناطق الجذب في العالم، وذلك حسب تقييم موقع” تريب أدفايزر“ -المتخصص في شؤون السفر والسياحة- عن عام 2022م، ويأتي هذا الإنجاز الذي حققه المركز ضمن سلسلة منجزات جسدت ريادة الجامع كوجهة ثقافية سياحية على خريطة السياحة العالمية، وأكدت مكانته كمرجع معياري على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

هذا ويُعد معرض سوق السفر العالمي في لندن، الذي يقصده نخبة من صناع قطاع السياحة العالمي والزوار، من أهم معارض السياحة الدولية، حيث يتيح الفرصة للمشاركين للالتقاء، ومناقشة آخر مستجدات القطاع وبحث الشراكات وآفاق التعاون في مختلف الصعد.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: جامع الشیخ زاید الکبیر مرکز جامع الشیخ زاید سوق السفر العالمی من خلال

إقرأ أيضاً:

“حلب: تراث وحضارة” كتاب لباحث فرنسي صادر عن مركز أبو ظبي للغة العربية

أبو ظبي-سانا

يسلط كتاب “حلب: تراث وحضارة”، للباحث الفرنسي جان كلود دافيد الضوء على مدينة حلب كواحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، حيث يقدم قراءة معمقة لتاريخها الحضاري وتطورها الجغرافي عبر العصور المختلفة.

يتوقف مؤلف الكتاب عند احتفاظ المدينة بشواهد حية من تاريخها البيزنطي والروماني والهلنستي والآرامي والحيثي والأكادي، مقابل وجود آثار قد تبدو صامتة لا تنطق سوى بما تبقى من تاريخها.

ويتناول الكتاب جدلية الذاكرة والهوية في السياق الحلبي، معتمداً على قراءة متعددة الأبعاد تبرز خصوصية المجتمع الحلبي وتراثه الغني ومهاراته الحرفية، التي تكونت بعيداً عن أنماط العولمة السائدة.

ويظهر المؤلف وعياً نقدياً بخلفيته الاستشراقية، ساعياً من خلال قراءة موضوعية إلى تجاوز النظرة النمطية السائدة، وإنصاف مدينة حلب وتراثها، بعيداً عن الأحكام الجاهزة.

يُذكر أن جان كلود دافيد هو من أبرز المتخصصين في الجغرافيا العمرانية والتراث الثقافي للمدن التاريخية، وقد بدأ اهتمامه بحلب من خلال أطروحة الدكتوراه التي تناول فيها “المناظر الطبيعية الحضارية في حلب” وعمل لاحقاً مستشاراً في بلدية المدينة، حيث ساهم في إعداد مخططها العمراني وحماية مدينتها القديمة.

وصدر الكتاب عن مركز أبو ظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي، ضمن مشروع “كلمة” للترجمة، وترجمته إلى العربية الدكتورة هلا أحمد أصلان، وراجع ترجمته كاظم جهاد.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • نذير لكناوي: “مولودية الجزائر أحسنت الاستثمار في الأخطاء التي ارتكبناها”
  • جامعة البترا تحقق قفزة نوعية في تصنيف “سيماغو” العالمي لعام 2025
  • متحدث الوزراء: حفل افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون على مستوى العالمي
  • “الألكسو” تختار الفنان المصري يحيى الفخراني شخصية العام الثقافية
  • ما الذي يزعج أميركا من تقارب بريطانيا والصين؟
  • سفينة “مادلين” .. رسالة أمل وتضامن وصلت رغم المنع والاعتقال
  • “حلب: تراث وحضارة” كتاب لباحث فرنسي صادر عن مركز أبو ظبي للغة العربية
  • خالد بن محمد بن زايد يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة “أدنوك”
  • “تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي” تنفذ تعديلات على الإطار التنظيمي للأصول الرقمية
  • 300 موظف بالخارجية البريطانية يحتجون على “تواطؤ” لندن مع الكيان الإسرائيلي