جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-23@21:48:11 GMT

أين أهل الشِعر من منابره؟

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

أين أهل الشِعر من منابره؟

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

الشِعرُ ديوان العرب، عبر تاريخهم الطويل والممتد على مدى قرون من الزمان، وله مجالسه التي احتوته، ودواوينه التي دوّنته، ومنابره التي صَدحت فوقها حناجرهم، وحروفه التي خطّته أقلامهم؛ بل إن مجالس الشِعر عبر تاريخ العرب كان لها دور مُهم في تنشئة الفتيان منذ الصغر على صقل فن الفصاحة والإلقاء والتحدّث والخِطابة وقوة الشخصية لمواجهة الجَمع والحضور، وهو يتبع مدارس العِلم والتعلّم المختلفة والمتعددة إن لم يكن في طليعتها، والتي تخرّج منها شعراء العرب وعُلماؤهم المُبدعون والمُبتكرون والمُثقفون والمتفقّهون في شتّى علوم الحياة ومجالاتها العِلمية والأدبية الواسعة والمتعددة.

ويكفي دلالة على ذلك قول رسولنا الكريم صلوات اللّه وسلامه عليه عن رواية أُبي بن كعب في صحيح البخاري: "إن من البيانِ سحرا وإن من الشِعر حكمة"، ومعنى "حكمة" هنا الكلام النافع الذي يمنع من السفه، والحكمة هي القول الصادق المطابق للواقع.

وامتد إرث الشِعر والشعراء عبر تاريخ العرب الحديث وتواصل معه ذلك النهج ونشأت من خلاله أنواع ومقامات وتفرعات وبحور حديثة، ويكفينا فخرا كعُمانيين أن العالِم والنحوي الخليل بن أحمد الفراهيدي هو واضع علم العَروض في الشِعر وهو صاحب الخمسة عشر بحرا في الشعر الفصيح، وعبر امتداد التاريخ فإنه مرجع الباحثين في الشِعر يرجعون له وبالأخص لكتابه (العين) الذي ألّفه في القرن الثاني الهجري وعدد صفحاته 2500 صفحة ويُعتبر هو مصدر لجميع المعاجم العربية على الإطلاق.

أمّا في عصرنا الحديث ومع اتساع المفاهيم وتطورها وامتداد رقعة الشعراء في مجالات الشعر وتنوعه وخاصة الشعر الشعبي أو النبطي فإننا نجد للأسف بُعد أو بمعنى عزوف من قبل المهتمين بالشعر في حضور مدارسه وورشه وأمسياته، بل إن الداعمين للشعر والشعراء تجدهم قليلون ومساهماتهم خجولة إذا ما قورنت بباقي العلوم والبحوث الأخرى في الأدب بشتّى أنواعه، وتجد المهتمين بالشِعر يعزفون عن حضور أمسياته على أقل تقدير ودعمهم لزملائهم الشعراء في الأمسيات أو الورش الشعرية.

وما الورشة الشِعرية للشِعر النبطي التي أطلقها مجلس صحار الثقافي في نسختها الأولى من هذا الشهر في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في ولاية صحار والتي حاضر بها في بحور الشعر وتفعيلاته المحاضر والشاعر خليفة بن محمد الشبلي لهي أكبر دليل على عزوف المهتمين بالشِعر وفي تدارسه وكسب معارفه ومفاهيمه ومعانيه، وهُنا لا يقتصر الحضور والتسجيل في تلك الورشة للشعراء فقط؛ بل يشمل المهتمين والمتذوقين له لرفع مخزون ثقافتهم الشِعرية عن قرب والاطلاع على تجارب الآخرين في مجال الشِعر النبطي وبحوره وتفعيلاته، وإن فاتتك أُمسياته ووِرشه السابقة فحاول أيها المهتم بالشِعر والمتذوق له أن يكون لك حضور ومكان في قادم الوقت بين المهتمين به لتُبحر في عالمه الجميل والمُمتع ولتكتشف من خلاله عالم آخر مليء بالتشويق والجمال فالشِعر شعُور قبل أن يكون حروف مكتوبة وموزونة ومن حضر ليس كمن سمع.

خلاصة القول.. إن الشِعر يعدّه علماء الأدب والنحو على أنه تهذيب للنفس وللمنطق وفصاحة للحديث والخِطابة وهو يرفع من مقام وقَدر الفرد وعزّته ومكانته كما نشأ عليه سالف الشعراء وقد أصبحوا به حديث الناس وشِغلهم الشاغل منذُ العصور السالفة وإلى يومنا هذا؛ بل يُعد الشِعر ناهض للهِمم ومُحفّز للذات ومسطّر للأحداث وعنوان للمناسبات، وتُسجّل لنا كُتب التاريخ عبر الزمان بأن معركة (ذي قار) والتي دارت رحاها بين العرب الفرس كان للشِعر شرارتها التي أشعلت هِمم القبائل العربية المتفرقة حينها ووحّدت صفوفهم وجمعتهم على كلمة واحدة وفي صفٍ واحد للوقوف في وجه الفرس ورد طغيانهم وانتصارهم في تلك المعركة الطاحنة، فإن لم تتقن الشِعر وتجهل قيمته ووقعه في النفوس فكن من متذوقيه على أقل تقدير لتستشعر إحساسه وشعوره وقيمته وسَجعه وسَجِيته أيها العازف عن مجالسه والنائي بنفسك وفكرك عن منابره وأمسياته.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“بيو إستيتكس تريدينج تُطلق منتجات ليكسوفورد المتطورة لأول مرة في الإمارات”

أعلنت شركة بيو إستيتكس تريدينج، الرائدة في قطاع التجميل والعناية بالبشرة في دولة الإمارات، عن إطلاق منتجات ليكسوفورد المتطورة لأول مرة في الشرق الأوسط، وذلك ضمن حدث كبير شهده نخبة من الاعلاميين ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي والأطباء والمختصين ومجموعة هامة من كبار الضيوف.
وشهد الحدث كلمات من مسؤولي بيو استيتكس ومن مجموعة من المختصين حول المنتجات الثورية الجديدة.
وتُعد ليكسوفورد من العلامات المتميزة عالميًا في مجال الطب التجميلي، حيث تقدم مجموعة متكاملة من المنتجات المصممة خصيصًا لتلبية مختلف احتياجات البشرة والشعر، بداية من كريمات تجديد البشرة، مرورا بعلاجات مكافحة الشيخوخة والتصبغات، وصولًا إلى مستحضرات استعادة إشراقة البشرة وعلاج حب الشباب والندوب، مما يساعد في الحصول على بشرة زجاجية مثالية تواكب معايير الجمال العالمية.
ويُعد منتج ليكسوفورد من الجيل الخامس نقلة نوعية في عالم الطب التجميلي، إذ يجمع بين الابتكار والفعالية باستخدام تكنولوجيا الليبوزومات المتقدمة، ويتميز بقدرته على توصيل أكثر من 300 مكون نشط تم تطويرها بتقنية حيوية عالية الدقة. كما أن المنتج حاصل على براءة اختراع أمريكية لكونه الأول من نوعه، ويُعد من بين القلائل في العالم الذين يلتزمون بأعلى معايير السلامة والجودة المعتمدة من هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA).
وقد أثبتت تركيبة ليكسوفورد-S للبشرة فعاليتها في علاج العديد من الحالات المتقدمة مثل حب الشباب، التصبغات، الندوب، وآثار الشيخوخة وتقدم العمر، مما جعله خيارًا مثاليًا للراغبين في استعادة بشرة صحية ومتجددة.
أما تركيبة ليكسوفورد-H المتخصصة في العناية بالشعر، فقد أثبتت نجاحًا كبيرًا في علاج تساقط الشعر، الصلع الوراثي، وحالات الثعلبة، بفضل تقنيتها الدقيقة في تحفيز بصيلات الشعر وتعزيز صحة فروة الرأس.
وتُنتج ليكسوفورد حصريًا في المملكة المتحدة بواسطة شركة أكسفورد كير، إحدى الشركات الرائدة في تقديم حلول الطب التجميلي والمكملات الغذائية، حيث تخضع جميع منتجاتها لأعلى معايير الجودة والرقابة الدولية.
تركيبة مزدوجة مبتكرة
• ليكسوفورد-H: منتج ثوري للعناية بالشعر يساهم في تحفيز النمو، تقوية البصيلات، ومعالجة مختلف حالات تساقط الشعر.
• ليكسوفورد-S: تركيبة متقدمة للعناية بالبشرة تعالج حب الشباب، التصبغات، الشيخوخة المبكرة، وتعمل على تجديد خلايا البشرة بفعالية ملحوظة.


مقالات مشابهة

  • شاهد.. الشعر الحقيقي للنجمات بعد إحراج نيكول كيدمان في مهرجان كان
  • تساقط الشعر.. الأسباب وطرق العلاج
  • “بيو إستيتكس تريدينج تُطلق منتجات ليكسوفورد المتطورة لأول مرة في الإمارات”
  • تسريحات شعر ومكياج النجمات في مهرجان كان..بين الجرأة والكلاسيكية
  • محمد الشرقي يشهد أمسية شعرية لطلبة الأزهر الوافدين في كلية اللغة العربية بالقاهرة
  • القرآن والشعر مقاربات جمالية في الصورة
  • محمد سمير ندا: القلق هو الصلاة السادسة التي يصليها العرب جماعة منذ عام 1948
  • شيخ ضمان الشعر يشيد بمبادرة أسرة أنس شروح بإعلانهم العفو عن قاتل ولدهم لوجه الله
  • بيت الشعراء وملتقى المراة يستضيفان جرار والعواودة في اصبوحة شعرية في كلية اربد الجامعية
  • توظيف الشعر في التصميمات الإبداعية.. بالعدد الجديد من مصر المحروسة