ثلاثون سنة و 44 يوما… عظمة الشعب الأذربيجاني وقواتة المسلحة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
بقلم: نصير ممدوف _ سفير جمهورية أذربيجان في العراق ..
قبل ثلاث سنوات، في 8 من نوفمبر عام 2020، أعلن الرئيس الأذربيجاني السيد إلهام علييف و القائد الأعلى للقوات المسلحة الأذربيجانية في خطابه للشعب الأذربيجاني عن تحرير مدينة شوشا من وطأة الاحتلال الارميني، و بهذه المناسبة هنأ الرئيس الأذربيجاني في خطابه أمام مقبرة الشهداء في باكو الشعب الأذربيجاني و سكان مدينة شوشا، مؤكدا على أن هذه المدينة كانت تحت الاحتلال الارميني طوال 30 سنة و من الآن شوشا حرة و رجعنا الى أراضينا القديمة.
ثلاثون سنة و44 يوما ، ما وراء هذه الأرقام؟ بادئ ذي بدء، عظمة الشعب الأذربيجاني وقوته، ووجود شخصية الرئيس إلهام علييف، زعيما حكيما وحازما لأذربيجان. منذ اليوم الأول للحرب الوطنية، قال القائد العام المنتصر “لا أحد يستطيع إيقافنا”. لقد قاتل ليس فقط في ساحة المعركة فحسب، بل على ميدان المعلومات وعلى مستوى الدبلوماسية الرائعة ، وانتصر في كل هذه المعارك الثلاث.
ماذا غير النصر في هذه الحرب؟ لم نحقق هذا النصر فقط بتحرير أراضينا. زاد نفوذ أذربيجان وقائدها في نظر العالم، وتغير الموقف تجاه بلدنا على الإطلاق. رأى العالم كله أنه لا يمكن التحدث مع أذربيجان ورئيسها بلغة القوة. لم تعد أذربيجان ما كانت عليه قبل 30 عاما. ازدادت سمعتها وازداد موقفها كثيرا، خاصة بعد النصر في الحرب القراباغية الأخيرة. والقوى العالمية تأخذ بعين الاعتبار موقفنا الآن. الرئيس إلهام علييف يملي جدول أعمال فترة ما بعد الحرب في منطقتنا. ومفاوضات بروكسل واجتماعات براغ وسوتشي وغيرها دليل واضح على ذلك. حقيقة أن القوى الكبرى والمنظمات الدولية الرائدة قبلت بشكل لا لبس فيه الحقائق الجيوسياسية للمنطقة التي أنشأتها الحرب الوطنية هي مؤشر واضح على ذلك.
ان الانتصار في هذه الحرب الاخيرة هو في نفس الوقت انتصار للعدالة وتحقيق العدالة. أذربيجان التي نفذت بنفسها قرارات مجلس الأمن الأربعة التي ظلت حبرا على ورق لمدة 30 عاما، رفضت بحزم مهمة الوساطة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. لماذا ؟ ماذا فعلت مجموعة مينسك التي تمثل القوى العظمى الثلاث في العالم وثلاثة من الأعضاء الخمسة في مجلس الأمن – الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا – خلال هذه العقود؟ ما الذي كان قادرًا على تغييره؟ بل على العكس من ذلك، اتضح أن هدفهم لم يكن حل النزاع، وبل تكريس حقيقة الاحتلال. ولا نزال نلاحظ اليوم محاولات إحياء مجموعة مينسك، والتدخل الفرنسي الاخير خير مثال على ذلك .. ماذا يقول رئيسنا؟ يقول ان هذا مستحيل، لدينا بالفعل القوة الكافية لحماية حقوقنا وإعادة الإرهابيين إلى حيث ينتمون. في الآونة الأخيرة، كان جيشنا يرد على النحو الواجب على كل استفزاز من الجانب الأرمني، موضحًا أنه لا جدوى من أي مشاعر انتقامية.
يمكن هنا ذكر الخدمات التي لا حصر لها للنائبة الأولى للرئيس مهريبان علييفا في هذا النصر، بشعور من الامتنان. إن السيدة مهريبان علييفا، أقرب رفيق الرئيس إلهام علييف وأكثرها ولاء، قدمت دعما سياسيا ومعنويا قويا للنضال من أجل تحرير أراضينا. كل مناشداتها للشعب ودعوات التضامن الوطني تردد صداها في قلوب الناس وأعجبت الجميع. صلاتها في الحرب قبلت، وأعطانا الله السعادة باحتضان أرض قره باغ.
وبدأت مؤسسة حيدر علييف مباشرة بعد الحرب الوطنية في ترميم المعالم التاريخية والدينية في شوشا وغيرها من الأراضي المحررة بمبادرة من السيدة مهريبان علييفا. أعطت هذه المبادرة النبيلة دفعة قوية لأعمال البناء في قره باغ وشرق زنكازور.
إن الحرب الوطنية التي استمرت 44 يومًا و الاحداث التي جرت خلال 730 يومًا مضت على انتصارنا المجيد هي مؤشر واضح ودليل على قوة أذربيجان. تقوم أذربيجان التي نفذت حرب القرن الحادي والعشرين بأعمال إعادة إعمار مذهلة في شوشا وغيرها من المناطق المحررة – مرة أخرى بمفردها وبدون أي مساعدة من الخارج.
إن مفهوم فترة ما بعد الصراع الذي يتم تنفيذه بقيادة الرئيس إلهام علييف يقود أذربيجان من النصر إلى النصر. إنه في بؤرة اهتمام المجتمع الدولي كنموذج يحتذى به. يتم تطهير أراضينا من الألغام، وبناء الطرق والأنفاق والجسور، وتشغيل مرافق البنية التحتية الحيوية الأخرى واحدة تلو الأخرى، ويتم اتخاذ الخطوات الأولى نحو العودة الكبرى. وقد استقرت عشرات العائلات بالفعل في “القرية الذكية” في أغالي وتمت الموافقة بالفعل على مخططات هيكلية لبضعة مدن..
لقد بدأت بالفعل مرحلة إعادة إعمار مدننا وقرانا التي تحررت من احتلال العدو، وعودة مواطنينا الذين نزحوا من أوطانهم إلى ديارهم. تتمثل استراتيجية العودة الكبرى في إنشاء بنية تحتية جديدة وتحويل المناطق المحررة إلى نموذج تنموي جديد للمنطقة ككل. واليوم، يجري تنفيذ مشاريع البنية التحتية واسعة النطاق تحت السيطرة المباشرة للرئيس إلهام علييف في الأراضي المحررة. وقد بدأ تشغيل مطاري فضولي وزانجيلان الدوليين بالفعل، ومن المقرر أن يبدأ تشغيل مطار لاتشين الدولي في عام 2025. سيتم تشغيل خط سكة حديد بردع-أغدام ، وما إلى ذلك.. بعد الملحمة البطولية التي قادها إلهام علييف، تُكتب الآن قصة تطور قره باغ.
لمدة 44 يومًا في عام 2020 ، كان عشرة ملايين قلب في أذربيجان ينبضون كقلب واحد لجنودنا الأبطال الذين يقاتلون من أجل تحرير قره باغ. كانوا يتحرقون شوقا للنصر. على مدى عامين حتى الآن، كانت هذه القلوب العشرة ملايين تنبض بنفس التناغم في قره باغ، من أجل إحياء أرضنا القديمة التي دمرها العدو. يقول رئيسنا الوفي بكل قوة ووضوح إنه سيحول قره باغ إلى فردوس في الأرض، ذلك اليوم يقترب بسرعة.
يوم النصر من أعز الأيام وأشرفها لشعبنا. رحم الله أرواح شهدائنا الأبطال الذين قدموا لنا هذا الفرح والشرف والاعتزاز بسلام، ونسأل الله شفاء لجرحانا القدامى. نحن مدينون لهم بهذا النصر العظيم.” في الفترة من 19 إلى 20 سبتمبر 2023، تمت استعادة سيادة جمهورية أذربيجان بالكامل نتيجة للإجراءات المحلية الناجحة لمكافحة الإرهاب التي نفذتها القوات المسلحة لجمهورية أذربيجان.وبنجاح فاق تصور كل دول العالم المحبة للسلام .
تعتبر العلاقات ما بين العراق وأذربيجان مابعد عام 2003، من العلاقات المتميزة والناجحة على كافة الأصعدة، والنجاح الذي تحقق مبني على احترام الرأي والرأي الآخر، وتبادل اللأراء السياسية وفق احترام الحقوق والواجبات لكلى البلدين، وكانت للحرب المقدسة التي استرجعت فيها أذربيجان أراضيها المقدسة في قرة باغ ، معاني كبيرة عند الشعب العراقي، فالمرجعية الدينية في النجف الأشرف ساندت بقوة هذة الانتصارات وخصوصا مرجعية السيد الحكيم، كذلك عبر البرلمان العراقي من خلال لجنتين من اللجان المهمة فية عبرت في بيانات صدرت عنها عن وقوفها بجانب الحقوق التأريخية للشعب الأذربيجاني في استرجاع أراضيها المغتصبة من براثن الاستعمار الارمني الغاشم، كذلك عبرت الوفود الشعبية العراقية التي زارت السفارة في بغداد، او ارسلت برقيات تضامنية عن فرحتها بهذة الانتصارات العظيمة للجيش الأذربيجاني والقيادة السياسية الفذة، ورغبت في التطوع والمشاركة عبر البيانات والبرقيات التي رفعتها للسفارة .
وقد ساعدت ايضا ، زيارات الوفود السياسية والبرلمانية والاقتصادية الى إيجاد ركائز مهمة في التعامل الدبلوماسي الناجح ، واثبتت الدبلوماسية الأذربيجانية نجاحها في تمتين تلك العلاقات التأريخية ليس فقط مع العراق ولكن مع كافة البلدان العربية، ومساندتها لكافة القضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية .
إن السياسة الداخلية والخارجية والاستراتيجية العسكرية للدولة الأذربيجانية والإرادة القوية والتصميم الكبير والروح الوطنية لشعبنا، ودعم الشعب العراقي بكافة اطيافه لنا في استرداد أرضنا المقدسة، كل هذا كان عاملا مهما في تعزيز النصر وديمومته.
ومن أمجد الصفحات في تاريخ استقلال جمهورية أذربيجان، عيد الفخر الوطني الذي يضمن العدالة التاريخية والقانون الدولي من خلال وضع حد لانتهاك وحدة الأراضي والسيادة، وهي اللحظة الأكثر إيلاما في كل أذربيجان 8 نوفمبر – يوم النصر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات قره باغ
إقرأ أيضاً:
النصر لنا لا للظَلَمة
علیٰ مدیٰ إسبوعين كاملين منذ وصولي إلیٰ مطار بورتسودان توقفت فيهما عن الكتابة عدا مقال يتيم وسمتُه ب(ثمَّ شَقَّتْ هدأةَ الليل رُصاصة) إكتفيتُ بالقراءة والإستماع والإستمتاع بصحبة الأهل والأحباب والأصحاب، وجُبْتُ بلادي من الشرق إلیٰ الشمال إلی الوسط، ورأيتُ بأم عينی، الحياةَ وهي تسير سيرها العادي، وقد إكتنفت الناس روح التحدي والإصرار علی هزيمة مليشيا آل دقلو الإرهابية، هزيمة ساحقة ماحقة لا تُبقي منهم باقية، هم ومن وَالاهُم، من العملاء ومن بغايا دويلة البغي والشر والعدوان.
من المُلاحَظ إن مفردات ثقافة التحدي والقوة قد انداحت في جميع الأوساط، فتجد منها العبارات المكتوبة علی السيارات، جيشٌ واحد، شعبٌ واحد، أمن ياجِن، براٶون يارسول الله، مورال فوق، تدوين عشوائي، وجوووه ليك، وفَتِك ومَتِك وجَغِم، شرك أم زريدو، كسح ومسح، جيبو حي، قول باااع، لقيت المعاملة كيف،كل ذلك تراه بين كل لحظة وأخریٰ وأنت مسافر علی الطرق القومية التي إزدحمت بمختلف أنواع السيارات وفي الإرتكازات المنتشرة علی مسافات محسوبة، ومناطق حاكمة لا تستطيع السيارات تفاديها أو تجاوزها، وعلم السودان بمختلف المقاسات يعلو المباني والسيارات، ويزين صدور من يرتدون الميري من جنود ومستنفرين أو قوات مشتركة، فعلمت كيف ينهض شعبنا من تحت الرُكام والرماد، وكيف يغسل ليل الأسیٰ بنور الفجر الذی يلوح من كل مكان.
كل الذي يُقال عن سوء الأوضاع بعد الحرب، لا يعدو أن يكون مجرد تشاٶم المتشاٸمين، أو إشفاق المشفقين، أو إرجاف المرجفين، أو دعايات المغرضين، لكن بالمقابل تجد تفاٶل المتفاٸلين، وقناعات المٶمنين بأن الله لا يضيع أجر الصابرين وإنما يُوَفَّیٰ الصابرون أجرهم بغير حساب، وتجد إيمان الوطنيين بالسودان الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون .
وجاء قرار تعيين السيد الدكتور كامل إدريس رٸيساً لمجلس الوزراء، ثم قرار إلغاء إشراف السادة أعضاء مجلس السيادة علی الوزارات، دليلاً علی خطوات التعافي من أوزار الحرب كما جاء تعيين الفريق الركن آدم هارون إدريس، مفوضاً عامَّاً لمفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، وهو من أبرز رجال القيادة والسيطرة والذی أبلیٰ بلاءً حسناً فی حرب الكرامة وقدَّم فلذة كبده شهيداً فی ساحات الفداء، إذاً فان تعيينه فی هذا الموقع يشير بقوة إلیٰ إنكسار قوة مليشيا آل دقلو الارهابية وأُفول شمسها، وإلَّا لما كان للقيادة أن تكلف الفريق الركن آدم هارون بأی مهام خارج غرف القيادة والسيطرة.
ونحن نریٰ قادة المليشيا يتساقطون كما الذُباب علی اللبن، بعد ما حَسِبوا إن الجيش مجرد لبسة ميري ودبابير بلا عِلِم، وأن الحرب مجرد (جَاغَتْ) وأن حديد البوكسي هدف!! وإن السُلاح الأمريكي سيحسم المعارك، حتی صدقت فيهم تلك الطُرفة التي تقول: بأن إمرأة عجوز كانت تبحث عن قبر أحد أقاربها وسط شواهد المقابر فمر بها شاب يعتمر طاقية حمراء، فطلبت منه المرأة أن يقرأ لها الإسم المكتوب علی شاهد أحد القبور، فقال لها الشاب أنا مابعرف القراية، فقالت له المرأة بی طاقيتك السمحة دی وما بتعرف تقرأ !! فما كان من الشاب إلا واْن خلع الطاقية ووضعها علی رأس المرأة، وقال لها (خلاص أقرِی إنتی!!)
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمِنعة لشعبنا المقاتل
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء
محجوب فضل بدري
إنضم لقناة النيلين على واتساب