شهدت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الاثنين اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي وقتال في الشوارع بالمدافع والأسلحة الخفيفة.

وتعرض وسط العاصمة الخرطوم ومنطقة بحري الواقعة شمالها لقصف مدفعي مصدره أم درمان، وأفاد أحد السكان بأن "قصفا مدفعيا من شمال أم درمان يستهدف الخرطوم وبحري منذ الرابعة صباحا".

وأفاد شهود عيان باندلاع اشتباكات عنيفة في محيط سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي العاصمة الخرطوم رد فيها الجيش على قوات الدعم السريع بالمدفعية الثقيلة، مما أجبرها على الابتعاد عن المنطقة العسكرية المهمة.

وسلاح المدرعات من القواعد الإستراتيجية المهمة للجيش في العاصمة الخرطوم، وتحاول قوات الدعم السريع منذ أيام مهاجمتها.

وفي مدينة أم درمان، ذكر شهود عيان أن الجيش يواصل تمشيط المدينة مستخدما الأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع إشراك القوات الخاصة لإخراج أفراد الدعم السريع من داخل منازل المواطنين.

وحسب الشهود، شهدت مدينة بحري شمالي العاصمة معارك طاحنة بين الجيش والدعم السريع مع تحليق مكثف للطيران الحربي، وتخللها دوي المدافع وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.


إقليم دارفور

وفي إقليم دارفور غربي البلاد، شنت قوات الدعم السريع مساء أمس الأحد هجوما على مقر الجيش في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وأعلنت قوات الدعم السريع -التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو- في بيان أنها بدأت "حملة مكثفة لمحاربة عمليات النهب والتخريب، خاصة عمليات سرقة السيارات المدنية".

ولفت البيان إلى أن قوات الدعم السريع "ستتحقق من أي فرد (عسكري) يقود عربة مدنية"، مؤكدة أنه سيتم "احتجاز العربة وسائقها وتقديمه لمحاكمة ميدانية".

وكانت شهادات عديدة وردت من سكان العاصمة أفادت بأن عناصر من قوات الدعم السريع يستقلون عربات خاصة بعد أن يزيلوا لوحاتها.

ويشهد السودان منذ 15 نيسان/أبريل الماضي معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة دقلو المعروف بـ"حميدتي"، وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من 2800 شخص ونزوح أكثر من 2.8 مليون.


تجهيز المقاتلين المتطوعين

وفي السياق، وجه الجيش في بيان اليوم الاثنين قيادات المناطق العسكرية باستقبال وتجهيز المقاتلين المتطوعين إنفاذا لنداء قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان.

وفي 27 يونيو/حزيران الماضي طلب البرهان خلال خطاب بمناسبة عيد الأضحى من الشباب السودانيين الانضمام إلى الوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية التي تداعت عليها المؤامرات داخليا وخارجيا، على حد تعبيره.

ومنذ أسبوع تشهد مدن الخرطوم اشتباكات بين الجيش والدعم السريع هي الأعنف منذ اندلاع القتال بين الطرفين بغرض السيطرة على المواقع الإستراتيجية في العاصمة.

ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولا في منتصف أبريل/نيسان الماضي، ثم ارتكاب خروقات خلال سلسلة هدن لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 2.2 مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع بین الجیش

إقرأ أيضاً:

جدول مدروس!!

أطياف

صباح محمد الحسن

جدول مدروس!!

طيف أول:

طبول تدفع في ظلام المتاهة

كل خلايا النُهى التي سيّجت معاني الحقيقة.. ولكن!!

ويقول جان بول سارتر: “نحن لسنا ما نقول، بل نحن ما نفعله”، وليت رئيس مجلس الوزراء في الحكومة الانقلابية د. كامل ادريس بصفته مؤلف وقارئ أن يدرك أن القيمة في العمل وليست في القول، الإدراك الذي يجب أن يسبق إعلانه عن رغبة الحكومة في بدء عملية الانتقال التدريجي للوزرات والمؤسسات الحكومية الى العاصمة القومية الخرطوم.

والخبر في عنوانه يكشف عن خطوة عملية ممتازة لرئيس الوزراء الجديد تكشف عن وضع أسس وقواعد لبداية عمل الحكومة على أرض الواقع

إلا أن كامل قال إن هذه الخطوة ستتم وفقا لجدول زمني مدروس (يراعي الجوانب الفنية والإدارية والبشرية ويضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع بجانب دعم خطط إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة)

ما يعني أن الحكومة لن تنتقل، ولكنها تتلاعب بالتصريحات فالجدول المدروس لابد أن يضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع أي أن العاصمة الخرطوم يجب أن يتم فيها إعادة إعمار تبدأ مثلا اولا بمحطات الكهرباء فهل يعلم رئيس الوزراء أن خسائر محطة كهرباء قري فقط قدرت بـ 700 مليون دولار، وتم تدمير أكثر من 11 ألف عمود كهرباء، والشبكة العامة خسرت محطة تنتج حوالي 300 ميغاواط/ساعة، قبل اندلاع الحرب بساعات!!

ويقول خبراء الطاقة إنه لا يمكن استعادة محطة كهرباء قري بالخرطوم بحري إن لم تحصل الحكومة على تمويل ضخم لاستيراد المعدات والآليات التالفة التي تعرضت إلى أضرار كبيرة بسبب الحرب لأكثر من عامين

وكان الباحث في مجال الطاقة حسن عبد الغفار، في حديث سابق له لشبكة “عاين” قال إن خسائر محطة بحري الحرارية تحتاج الى حوالي 300 مليون دولار لاستعادتها حتى مراحل التشغيل وضخ 400 ميغاواط/ساعة إلى الشبكة العامة، وهذه التكلفة لا تتوفر للقطاع الحكومي، حتى لو توقفت الحرب ما يعني الحاجة إلى استقطاب قروض من المؤسسات الدولية بواسطة حكومة معترف بها دوليا).

فهذا قطاع الكهرباء فقط اما عن ما ذكره ادريس ووضعه ضمن جدول العودة وهو (إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة) فتكلفة إعادة إعمار البنية التحتية في السودان (بما في ذلك الخرطوم) قد تصل إلى 300 مليار دولار، وقد تزيد على ذلك) وبما أن كامل ادريس رئيس مجلس وزراء السودان وليس الخرطوم فبعد ان ينتقل الى العاصمة الخرطوم فهو مطالب بتوفير إعادة تعمير بقية الولايات التي  تشير التقديرات إلى ان تكلفتها تبلغ 700 مليار دولار.

ويقول ادريس في تصريحاته: (يأتي قرار الانتقال للعاصمة الخرطوم لتنفيذ الرؤية القومية لتعزيز الحوكمة وتحقيق التنمية المتوزانة انسجاما مع الخطة الاستراتيجية الرامية الى تفعيل دور العاصمة القومية كمركز إداري متكامل)

ولو أعاد القارئ معي العبارات بين “الهلالين” سيجد كلمات إنشائية مطاطية تكشف أن رئيس الوزراء دخل مربع الخديعة القائم على التلاعب بالكلمات لخدعة الشعب السوداني ليوهمه أن بلاده آمنة، فالرجل يريد فقط أن يشغل الناس بعملية عودة الحكومة للخرطوم بحديث للإعلام لا أكثر، على ذات النهج الذي مارسته الحكومة على المواطن بدعوتها الزائفة للمواطنين بالعودة الى عاصمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة وعلى رأسها مياه الشرب حتى نال المواطن كفايته من تلوث الماء والهواء ومات بالجملة!!

وكامل ادريس ليبدأ اولا بخطة توفير الخدمات للمواطن الذي ظل يتواجد في العاصمة لأكثر من سنتين او ليقرر نقل حكومته الى الخرطوم بحالتها الراهنة ليقاسم المواطن معاناته ويبدأ في تنفيذ إعادة الخدمات من كهرباء ومياه شرب حتى يحقق كل الاهداف التي تشملها خطته

ولكن دون ذلك تظل هذه وعود وأحلام سرمدية لا علاقة لها بأرض الواقع، فبداية الإعمار للخرطوم لا تبدأ من الداخل لأن رئيس وزراء الحرب يعلم أن العاصمة ما هي إلا “اكوام من الأنقاض” بلا مصانع وبلا مؤسسات وان ايرادات الدولة في بورتسودان يتم تقسيمها على 7 اشخاص تذهب الى حساباتهم الخاصة

لذلك سيجد إدريس نفسه يدور في نفق مظلم يتأبط شهاداته الأكاديمية ومعها خطة احلامه الوردية التي لا سبيل لتطبيقها على ارض الواقع دون أن يستطيع ان يوفر لحكومته دعما وقروضا مالية عبر شبكة علاقات دولية فالباحث نفسه اشترط في تحليله “حكومة معترف بها دوليا” وهذا ما لم يكن من نصيب إدريس فعلاقاته الدولية سطحية متواضعة لن تمكنه من تحقيق اهدافه، وسيجد نفسه كان فريسة في “وادي الذئاب” عندها لن يفيده الندم ولو حدث نفسه بأربع لغات!!.

طيف أخير:

#لا_للحرب

رغم البدء العنيف  من إسرائيل والرد الضعيف من إيران فإن الأخيرة ستكون مجبرة لمواصلة الحوار بسبب ضائقتها الاقتصادية وإن علقت مفاوضاتها بسبب الهجمات فستعود قريبا للطاولة.

الوسومإعادة الإعمار البنية التحتية المدنية الخرطوم السودان بورتسودان حكومة الانقلاب رئيس الوزراء صباح محمد الحسن كامل إدريس محطة بحري الحرارية محطة كهرباء قري

مقالات مشابهة

  • مستشار مليشيا الدعم السريع فرحان يصفق لشيراز الكشحت المريسة
  • في نيالا خرج مصابي مليشيا الدعم السريع في تظاهرة احتجاجية طلباً للعلاج
  • الجيش السوداني وحلفاؤه يتصدون لهجوم عنيف في الفاشر
  • رئيس الوزراء السوداني يوجه بإجلاء رعايا بلاده من إيران
  • داير أوجّه رسالة صغيرة لأهلنا في الدعم السريع الحاربونا برعاية دول أجنبيّة؛ وللإخوة في تشاد
  • استقرار العاصمة.. خطط أمنية مشددة وانتشار مكثف للدوريات
  • جدول مدروس!!
  • اشتباكات عنيفة مع القوات.. مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة في القليوبية
  • حكومة كامل إدريس تقرر الانتقال التدريجي إلى العاصمة الخرطوم
  • الجيش السوداني والدعم السريع يتنازعان السيطرة على منطقة المثلث الاستراتيجية