لا يمكن الإجابة على السؤال سوى بالعودة إلى الأهداف التي أعلنها من أطلق الحرب، وتاليا من تبنّاه وقدّم له الدعم الكامل.

العنوان الأبرز تمثّل في القدرات النووية، لكن الحقيقة أن الحرب لم تكن محصورة في العنوان المذكور، بل تشمل برنامج الصواريخ والمسيّرات، وتشمل تغيير الموقف من "الكيان"، وهي قضايا لخّصها الراعي الأمريكي بـ"الاستسلام غير المشروط"، وطبعا على شاكلة ألمانيا واليابان، وصولا إلى الحديث المباشر عن تغيير النظام نفسه.



لا نعرف الكثير، ولا حتى ترامب نفسه، عما تمّ تدميره من القدرات النووية، وهذا الصباح ذكّرت الصحافة الإسرائيلية بمنشأة سرية غامضة تبدو أكثر أهمية وأكثر تحصينا من "فوردو" على "بُعد بضعة كيلومترات جنوب نطنز".

ولنفترض أن الكثير من تلك القدرات قد تم تدميره، بجانب قتل عدد كبير من العلماء، فالذي لا شكّ فيه أن إعادة التأهيل إذا توفّرت النيّة ستكون مُتاحة، أما بقية القضايا فلم يتغيّر عليها شيء، إللهم إلا إذا أسفرت المفاوضات القادمة عن "مقايضة سياسية طوعية". مقايضة لا يمكن وضعها في مربّع "الاستسلام" المعروف في الحروب.

من يعرف ترامب ويقرأ المشهد جيّدا، يدرك أن "الكائن" النرجسي المتقلّب هو من فرض وقف إطلاق النار على نتنياهو، وقد حضر في وعيه بالطبع (بجانب نوبل للسلام)، ذلك الرفض الواضح في صفوف حزبه لتدخّله في الحرب، وفي الشارع الأمريكي بشكل عام، بجانب استنزاف للمال الذي يَعبُده.
خُذوا هذا التقييم من أحد أشهر الباحثين في الشؤون الإيرانية (بني سباتي)، وهو بالمناسبة إيراني الأصل.

غرّد هذا الصباح، كما نقلت "معاريف" قائلا:

"وقف إطلاق النار في خضمّ هجمات على إسرائيل وسقوط قتلى (يقصد هجمات آخر اللحظات قبل حلول موعد إطلاق النار)، قرار غير منطقيّ ارتدّ علينا (..) ستخرج إيران من هذا الموقف أقوى".
كل ذلك لا ينفي حجم الضرر الذي أصاب إيران، والذي ربما يذكّر بعبثية الفكرة النووية من أساسها (أن تشيد مشروعا بعشرات المليارات يعرف أهل العلم بالسياسة أنه سيُواجَه بالرفض الدولي، فتُعرّض بلدك لعقوبات بأضعافها، ثم تفاوض عليه لرفع تلك العقوبات)، وهو ضرر شمل القادة والعلماء، مع كُلفة مالية عالية، لكننا نتحدّث عن دولة كبيرة، بإمكانات ضخمة، يمكنها تعويض المفقود. وهنا لا ينبغي أن ننسى الأضرار البشرية والمادّية في الطرف الآخر، معطوفة على ضرب للهيْبة وإذلال (من طرف بعيد) لم يحدث لـ"الكيان" من قبل.

قلنا من قبل إن أحلام نتنياهو بـ"تغيير الشرق الأوسط" بعد تصفية القضية الفلسطينية لن تتحوّل إلى حقائق بأي حال، لكن النتيجة الحالية (بقاء النظام ولو في وضع أضعف)، سيكون أفضل من الاستسلام وقبول دور "الشاه"، وطبعا على نحو يحوّله إلى أداة لدفع الوضع العربي الرسمي نحو ركوع (وتطبيع) أسوأ من الذي يتورّط فيه راهنا، بدليل عجزه حتى عن إطعام أشقاء له يتضوّرون جوعا في الجوار.

أما التهويلات السابقة عن ابتلاع إيران للمنطقة، والتي كانت تُهين السنّة (الذين هُم الأمّة التي تحتضن الجميع، ولم يعتبروا أنفسهم طائفة في أيّ مرحلة)، فقد انتهت صلاحيتها عمليا بعد عموم التطوّرات الأخيرة، وسيُعيد النظام الإيراني نفسه النظر في فكرة التمدّد، بما يفتح أفقا للتعايش مع العرب وتركيا، وربما التفاهم على التصدّي لمشروع صهْينة المنطقة وتكريس ضعفها وشرذمتها وتبعيتها.

نكرّر: إنه "الطوفان" الذي ضرب "الكيان"، وكتب بداية النهاية للمشروع الصهيوني برمّته، في طبعته "الكيانية"، وفي سطوته أقليّته "الخارجية".. "طوفان" سيواصل الضرب على رؤوسهم، ولن ينسوه، حتى النهاية التي يعرفونها ونعرفها حقّ المعرفة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الصواريخ الإيرانية إيران صواريخ الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب يتساءل: لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام في إيران؟

تساءل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد عن إمكانية تغيير النظام في إيران بعد هجمات عسكرية أميركية على مواقع نووية إيرانية مهمة مطلع هذا الأسبوع.

وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "ليس من الصواب سياسيا استخدام مصطلح (تغيير النظام)، لكن إن لم يكن النظام الإيراني الحالي قادرا على جعل إيران عظيمة مرة أخرى فلم لا يكون هناك تغيير للنظام؟".

وأكد مسؤولون كبار في إدارة الرئيس ترامب الأحد أن الغارات الجوية على مواقع نووية إيرانية ليست تمهيدا لتغيير النظام.

ولم تكن عملية "مطرقة منتصف الليل" معروفة إلا لعدد قليل من الأشخاص في واشنطن وفي مقر القيادة العسكرية الأميركية لعمليات الشرق الأوسط في تامبا بولاية فلوريدا، وفقما ذكرت "رويترز".

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين للصحفيين إن سبع قاذفات من طراز بي-2 حلقت لمدة 18 ساعة من الولايات المتحدة إلى إيران لإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات.

وحذر وزير الدفاع بيت هيغسيث إيران من تنفيذ تهديداتها السابقة بالرد على الولايات المتحدة، وقال إن القوات الأميركية متأهبة للدفاع عن نفسها.

وصرّح هيغسيث للصحفيين في البنتاغون "هذه المهمة لم تكن تهدف ولا تتعلق بتغيير النظام".

من جانبه، قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، في مقابلة أجراها مع قناة "إن بي سي" التلفزيونية إن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي.

وأضاف "أعتقد أننا أعدنا برنامجهم إلى الوراء لسنوات طويلة جدا"، مشددا على أن واشنطن "ليست لديها أي مصلحة في نشر قوات برية على الأرض".

مقالات مشابهة

  • ترامب يبدي موقفاً جديداً من تغيير النظام في إيران ويوضح السبب
  • بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوضى ولا أريد حدوثه
  • ترامب: لا أريد تغيير النظام في إيران
  • تغيير النظام لن يوقف مساعي إيران النووية
  • ترامب يلمح إلى تغيير النظام في إيران واسقاط خامنئي
  • ترامب يتحدث عن تغيير النظام في إيران .. هل يكون ابن بهلوي هو البديل؟
  • ترامب يتساءل: لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام في إيران؟
  • ترامب: لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام في إيران؟
  • واشنطن تبلغ طهران بعدم نيتها تغيير النظام في إيران: الضربة انتهت