العدو الصهيوني ينفذ قرارات إخلاء قسرية لصالح جمعية استيطانية بالقدس المحتلة
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
الثورة نت/..
حذّر مختصون من تصعيد العدو الصهيوني لسياسة التهجير القسري بحق العائلات الفلسطينية في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، مؤكدين أن ما يجري يمثل نموذجًا صارخًا لمحاولات تهويد القدس وطمس هويتها الوطنية والتاريخية.
ونفّذت قواتُ العدو حتى الآن قرارات إخلاء بحق 16 عائلة فلسطينية، فيما لا تزال 9 عائلات أخرى بانتظار البت في الاستئنافات المقدمة لمحاكم الاحتلال.
ويأتي ذلك في إطار مخطط استيطاني تقوده جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية، التي افتتحت مراكز ونقاط تمركز داخل المنازل المستولى عليها، في انتهاك صارخ لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني.
وفي أحدث التطورات، أصدرت المحكمة العليا الصهيونية أمس قرارًا برفض استئناف عائلة الرحبي، وأمرت بإخلائها من بنايتها السكنية المكوّنة من ثلاث شقق في الحي ذاته، والتي تأوي 16 فردًا، لصالح الجمعية الاستيطانية.
وسبق ذلك، في 16 حزيران 2025، إصدار المحكمة ذاتها قرارًا برفض التماس عائلتي عودة وشويكي، وإقرار إخلائهما من منازلهما، ما يعرض 19 فردًا فلسطينيًا لخطر التهجير القسري في أي لحظة.
ودعت جهات مقدسية ومؤسسات حقوقية، وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، إلى تسليط الضوء على هذه القضية بمهنية ومسؤولية وطنية، من خلال تغطية ميدانية مباشرة، وإبراز صوت السكان المتضررين، واستضافة مختصين في القانون الدولي وشؤون القدس، لكشف أبعاد هذه السياسات أمام الرأي العام العالمي، والعمل على حشد موقف دولي عاجل لوقف هذه الانتهاكات المستمرة بحق سكان مدينة القدس المحتلة.
وبدعم أمريكي وأوروبي، يرتكب العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، جريمة إبادة جماعية وحصار مطبق على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 187 ألف شهيداً وجريحاً من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.. كما يشن عدوانا على الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قيود الاحتلال تلقي بظلالها على طلبة التوجيهي بالقدس
رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، فإن حالة الطوارئ في إسرائيل لا تزال قائمة، وبموجبها لا يزال طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) في مدينة القدس المحتلة، يخضعون لتعليمات الجبهة الداخلية التي لم تسمح حتى الآن بفتح المؤسسات التعليمية، فيما تغيّب عن الامتحان 15 طالبا هم رهن الاعتقال.
وأدى ذلك لعدم انتظام الطلبة في القاعات لأداء امتحان التربية الإسلامية الذي تقدم له الطلبة في سائر محافظات الضفة الغربية يوم السبت 21 يونيو/حزيران الجاري، وكان الامتحان الأول الذي ينتظم فيه طلبة القدس هو اللغة العربية أمس الاثنين واستكملوا جلسته الثانية اليوم.
عُقد الامتحان في ظروف صعبة وفق ما صرحت به الطالبة المقدسية "ر. م" للجزيرة نت، وقالت إن "قاعة الامتحان عبارة عن ملجأ مساحته كبيرة تحت الأرض.. كانت رائحة الرطوبة تملأ المكان، ولا تهوية ولا إضاءة مناسبة".
وهو ما أفاد به مقدسيون في حديثهم للجزيرة نت: أن معظم الملاجئ الموجودة في شرقي القدس، وهي محدودة مقارنة مع ما هو متوفر للمستوطنين، غير مجهزة لاستقبال المواطنين في الظروف الصعبة كما هو الحال عند الإسرائيليين بسبب التعامل العنصري من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم السماح بعقد سائر الامتحانات في موعدها على أن تكون بمدارس تضم ملاجئ، فإن الوصول إلى القاعات في الوقت المحدد يعدُّ أكبر معضلة أمام الطلبة مع إحكام القبضة على المدينة، وإغلاق مزيد من مداخل القرى والبلدات المحيطة بالقدس.
ففي 15 يونيو/حزيران الجاري، نصب جيش الاحتلال بوابتين على المدخل الشرقي والغربي لبلدة حزما شمال شرق القدس، بينما نُصبت بوابة أخرى في 18 يونيو/حزيران على المدخل الشمالي الشرقي والوحيد لبلدة عناتا شمال شرق المدينة أيضا، وكانت شرطة الاحتلال أغلقت أبواب البلدة القديمة بشكل كامل ومنعت الوصول إليها باستثناء ساكنيها، بالإضافة إلى عشرات الحواجز المنتشرة في شوارع القدس وضواحيها.
مدير مديرية التربية والتعليم في القدس سمير جبريل قال للجزيرة نت إن نحو 3500 طالب وطالبة من أحياء القدس الواقعة داخل جدار الفصل العنصري التحقوا بامتحانات الثانوية العامة بالتزامن مع عقد الامتحان الثاني يوم أمس الاثنين، بعد تعذر تقدمهم للامتحان الأول يوم السبت بسبب تعليمات الجبهة الداخلية القاضية بمنع التجمهر وإغلاق أماكن التعليم.
إعلانويضاف لهؤلاء نحو 1200 طالب وطالبة يحملون أيضا بطاقة الهوية الإسرائيلية (الزرقاء)، لكنهم يعيشون في الأحياء الواقعة خلف الجدار، وسهّل ذلك عليهم التقدم للامتحان الأول لأن مناطقهم لا تخضع لتعليمات الجبهة الداخلية.
ويتلقى هؤلاء الطلبة تعليمهم في 82 مدرسة تقع داخل الجدار وخارجه، ويتوزعون الآن على 32 موقعا يخضعون فيها للامتحانات التي ستنتهي متأخرة عن باقي المحافظات الفلسطينية بسبب تعثر انطلاقها في الموعد ذاته.
ظروف استثنائية هذا العام
أما بخصوص الظروف القاسية التي يمرُّ بها طلبة القدس حاليا فقد أشار سمير جبريل إلى أن جميع طلبة فلسطين يتقدمون هذا العام للامتحانات بظروف صعبة من الناحية النفسية من جهة، ومن ناحية صعوبة المواصلات، وبالتالي الوصول إلى القاعات من جهة أخرى، والمختلف في القدس أنه فُرض على المديرية عدم استخدام قاعات عادية لأن تعليمات الجبهة الداخلية هي التي تسري على المدينة.
رئيس لجنة اتحاد أولياء أمور الطلبة في مدارس القدس زياد الشمالي استهلّ حديثه للجزيرة نت بالقول إنه في حال خففت الجبهة الداخلية من التقييدات المتعلقة بحالة الطوارئ، فإنه لن يكون من السهل إعادة ترتيب قاعات جديدة في القدس لأن ذلك يحتاج إلى وقت وجهد، وقد يؤثر على صيرورة الامتحانات.
وتابع "الظروف صعبة في المحافظات الفلسطينية بشكل عام ولكنها أصعب في القدس، وهذا أثر على طلبة التوجيهي سلبا من الناحية النفسية، ومع اندلاع الحرب مع إيران لم يكن يعلم طلبة القدس إن كانت ستعقد الامتحانات أم سيخسرون العام الدراسي بأكمله".
وتمكنت الجهود الكبيرة التي بُذلت من التوصل إلى نتيجة كانت شبه مستحيلة -وفقا للشمالي- وهي الحصول على استثناء لطلبة الثانوية العامة بالقدس ليتقدموا للامتحانات رغم حالة الطوارئ.
ورغم تخطي العقبات؛ فقد سُجلت بعض العراقيل بسبب شح المواصلات وإغلاق الاحتلال الإسرائيلي للبلدة القديمة وعدم السماح لغير سكانها بالدخول إليها، وهو ما أخّر إدخال بعض الطلبة إلى مدرسة الفرير في البلدة القديمة.
"تم إدخال هؤلاء الطلبة بعد الإلحاح، لكن ما تزال هناك بعض الصعوبات المتمثلة بوجود نقاط تفتيش على مداخل القرى والأحياء العربية مما يعرقل تحركات الطلاب ووصولهم بشكل آمن وسلس لقاعات الامتحان".
ورغم كل هذه التحديات صمّم آلاف الطلبة المقدسيين على التوجه إلى الملاجئ والتقدم للامتحانات باستثناء 15 طالبا حُرموا من الوصول إليها قسرا بسبب اعتقالهم في سجون الاحتلال وفقا لبيانات لجنة أهالي الأسرى المقدسيين.