عربي21:
2025-10-13@00:32:49 GMT

ما بعد حرب إيران والكيان.. ومستقبل الصراع في غزة

تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT

بين صخب الأحداث وهدوء الوعي انتهت اليوم الحرب المحدودة بين إيران والكيان الصهيوني، بينما ما يزال الكيان الصهيوني يبيد أهل غزة منذ شهور دون أن يحقق نصرا حقيقيا.

وبينما يروج البعض أن الصهيونية العالمية انتصرت، فإن الحقيقة أبعد من ذلك. في هذا المقال نُجري وقفة هادئة وعميقة لقراءة نتائج هذه الجولة المركّبة، وانعكاساتها على المنطقة، وعلى مستقبل المواجهة بين الأمة وأعدائها.



رغم المجازر والدمار والقتل اليومي لأهل غزة، لم ينجح الاحتلال في تحقيق أهدافه الكبرى: لم يتمكن من كسر شوكة المقاومة، لم ينجح في تحرير أسراه، لم يصل إلى قادة حماس، إلا صدفة في قلب المعركة، لم يُهجر أهل غزة رغم الوحشية، لم يفرض الاحتلال سيطرة ميدانية تُذكر. بل إن ما حدث أقرب إلى حالة انهيار أخلاقي وعسكري ونفسي للعدو، مقابل صمود أسطوري لشعب أعزل إلا من الإيمان.

التحالف الصهيوني الغربي يعمل بخطى مدروسة نحو أهدافه، وقد حقق خلال الأشهر الأخيرة بعض المكاسب: إنهاك المقاومة ميدانيا، تعرية الأنظمة العربية وتوريطها في الخذلان أو التطبيع، تصفية شخصيات محورية في فصائل المقاومة، تصعيد الاضطراب في المنطقة لتشتيت الخصوم.. ولكن هذه المكاسب ليست نصرا حاسما
ثم جاءت حرب إيران والكيان، كرسائل متبادلة دون كسر العظم، لم تكن معركة شاملة، بل جولة رسائل استراتيجية محسوبة: إيران أثبتت قدرتها على الرد والوصول، دون الذهاب لحرب كبرى، والكيان الصهيوني ظهر عاجزا عن ردع إيران منفردا، أمريكا تدخلت لاحتواء التصعيد وحماية الكيان، مما أكد هشاشته.

لكن الأهم، الحرب لم تُخفف من جرائم الاحتلال في غزة، ولم توقف الإبادة الجماعية. وهنا تتضح المفارقة: بينما كانت الأنظار على "المواجهة الكبرى" في سماء طهران وتل أبيب، كانت الإبادة تُستكمل على الأرض في غزة بصمت دولي وعربي.

وبعد توقف الحرب بين طهران والكيان، يبرز السؤال: هل انتصرت الصهيونية العالمية فعلا؟..

نعم، التحالف الصهيوني الغربي يعمل بخطى مدروسة نحو أهدافه، وقد حقق خلال الأشهر الأخيرة بعض المكاسب: إنهاك المقاومة ميدانيا، تعرية الأنظمة العربية وتوريطها في الخذلان أو التطبيع، تصفية شخصيات محورية في فصائل المقاومة، تصعيد الاضطراب في المنطقة لتشتيت الخصوم.. ولكن هذه المكاسب ليست نصرا حاسما، بل قد تتحول إلى أعباء استراتيجية طويلة المدى في حال نهضت الأمة وردّت بشكل منظم وشامل.

أمريكا شريك كامل في الجريمة، فهي ليست مجرد داعم للكيان، بل هي الفاعل الأهم في مسلسل الإبادة: تموّل، تسلّح، تحمي سياسيا، وتمنع أي محاسبة دولية، تفرض صمتا على المؤسسات الدولية، وتحول دون وقف إطلاق النار، ترعى توسع الكيان باعتباره وكيلا أمنيا في المنطقة.. أمريكا هي القاتل بوجه ديمقراطي، وهي بلطجي المنطقة الرسمي.

وأما العرب فبين أنظمة صامتة وشعوب مقموعة. لم يكن الصمت العربي مفاجئا، بل هو نتيجة طبيعية لعقود من التفكك والتبعية، لكن الشعوب العربية، رغم القمع، لا تزال تحمل نبضا حيا لفلسطين. دول الخليج، رغم المال والسلاح، تزداد هشاشة أمام شعوبها الغاضبة، وحالة "اللا موقف" الرسمية باتت خيانة معلنة، ووقودا للغضب القادم.

وأما بخصوص المطبلين وتحالف الصهيونية المسيحية، فالحرب على غزة، كما الحرب الإعلامية، كشفت حجم الاختراق الثقافي والإعلامي الذي تمارسه الصهيونية المسيحية داخل العالم العربي والإسلامي: مؤسسات إعلامية تبرر للعدو، "مفكرون" و"دعاة" ينشرون التطبيع باسم "الواقعية"، تسويق فكرة أن "المقاومة مغامرة عبثية". هذا الانكشاف يُمكّن الأمة من تحديد الخنادق، والتمييز بين العملاء والشرفاء.

مستقبل الصراع في الأمة الإسلامية مَن التالي؟.. سوريا، تركيا، باكستان؟

في ظل الصمت الدولي، والتواطؤ العربي، وانشغال الشعوب بقضايا داخلية، قد تكون الدول المرشحة للجولات القادمة هي:

سوريا: عبر تفجير التوازنات أو إعادة استخدام النظام كأداة وظيفية جديدة.

تركيا: عبر الضغط الاقتصادي والإعلامي وتحريك ملفات الداخل.

باكستان: عبر استهداف هويتها الإسلامية ومؤسساتها العسكرية.

على هذه الدول أن تستيقظ قبل أن تجد نفسها في قلب الإعصار، وأن تعرف أن العدو لا يفرق بين فصيل ودولة، بين مقاوم ورسمي.

غزة.. الصمود الذي أسقط أسطورة إسرائيل

رغم الجراح والمجازر، فإن غزة لا تزال تقاتل: لم تُهزَم، لم تستسلم، لم تهرب المقاومة، بل بقيت في الميدان. أهل غزة صامدون، يجوعون لكن لا يفرون، يُقصفون لكن لا يُهزَمون.

أما الصهاينة، فهم الذين هربوا، فقد ظهرت هشاشة مجتمعهم، وانعدام انتمائهم، فهم مجرد مغتصبين بلا أرض ولا جذور.

ما القادم؟ نحو مشروع مقاومة شامل
الكيان لم يربح، بل هرب.. الصهيونية لم تنتصر، بل فضحت نفسها أكثر. إيران أرسلت الرسائل، لكن غزة وحدها نزفت
إذا كانت هذه الجولة كشفت حجم العجز العربي والوحشية الصهيونية، فإنها في المقابل أكدت أن النصر لا يأتي بالعدد بل بالإرادة. الأمة بحاجة إلى ميثاق مقاومة شامل يدمج القوى الإسلامية، ويجمع الشتات.

المعركة ليست فقط على الأرض، بل على الوعي، والتعليم، والثقافة، والقيم. الجيل القادم هو الأمل الحقيقي، وتربيته على الوعي والمقاومة أولى أولويات المشروع الإسلامي.

وختاما: هل نخسر الجولة أم نربح المعركة؟

الكيان لم يربح، بل هرب.. الصهيونية لم تنتصر، بل فضحت نفسها أكثر. إيران أرسلت الرسائل، لكن غزة وحدها نزفت.

أمريكا هي العدو الحقيقي، والعرب في اختبار وجودي، والمقاومة، رغم الألم، أثبتت أنها شرف هذه الأمة.

المعركة مستمرة، ومن لم يدرك أنه مستهدف اليوم، سيُستهدف غدا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء إيران غزة المقاومة إسرائيل إيران إسرائيل مقاومة غزة ابادة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

التطبيع والحرب الناعمة .. أخطر أهداف العدو الإسرائيلي لاختراق المجتمعات العربية

في أكثر المراحل خطورة على الأمة والعدو الصهيوني يشن أقذر وأبشع عدوان بربري همجي على أبناء غزة ، شن العدو هجوماً لا يقل خطورة عن الحرب العسكرية ، من بوابة التطبيع التي فتحت الأنظمة العربية له الأبواب ، في اللحظة التي كان يُنتظر فيها أن تنهض الأمة بوعيها، وتستعيد شبابها من براثن التشتت، كانت أياد المطبعين تحفر في جدران هويتها من الداخل بأدوات لا تُحدث صوتًا، لكنها تُصيب القلب مباشرة، إنه مخطط يسير بعيداً عن مسار احتلالٍ عسكري، وعن دبابات صهيونية تعبر الحدود،  إنه مخطط من نوع آخر، صامت، وخفي ،هدفه أن يتحوّل الشاب العربي والمسلم من حامل رسالةٍ إلى مستهلكٍ فارغ، ومن مُدافع عن قضيته إلى كارهٍ لها، بل وربما ساخرٍ منها.

يمانيون / تقرير / خاص

 

بدأ المخطط من كيان العدو ، حيث كانت مراكز التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلية، ومراكز الفكر التابعة للمؤسسة العسكرية والاستخباراتية، قد وضعت منذ سنوات طويلة أهدافًا تتجاوز الجغرافيا، الهدف لم يكن فقط السيطرة على الأرض، بل السيطرة على الوعي، والسيطرة على من يكون الإنسان المسلم في داخله.

 

بوابة الدخول

حين بدأ قطار التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي في التسارع، لم يكن الحديث يدور فقط عن اتفاقيات أمنية أو مصالح اقتصادية. كانت هناك طبقات أعمق، تُحاك بصمت، بوابة التطبيع الثقافي والفكري كانت الأهم، بوابات مفتوحة للزيارات المتبادلة، وللبرامج الشبابية، وللتبادل الأكاديمي والفني، والأخطر من ذلك، لمنصات الترفيه والتواصل التي تحرّك المزاج الشعبي بصمت.

في الوقت الذي كانت فيه منصات للعدو الإسرائيلي تُموّل محتوىً ترفيهيًا موجّهًا بلغات عربية وبلهجات محلية، كانت شركات إنتاج في دول عربية متماهية تفتح المجال لنمط جديد من الأعمال الدرامية والمهرجانات التي تُقدَّم على أنها حرية وتطور، لكنها في حقيقتها تشوّه الفطرة، وتطبع مع كل ما يتعارض مع القيم الإسلامية.

 

خريطة التأثير .. الشباب أولاً

لم يكن اختيار فئة الشباب عشوائيًا، بل إن كل الدراسات الاستراتيجية للعدو الإسرائيلي كانت ترى في وعي الشباب العربي تهديدًا طويل الأمد، لا بد من تفكيكه، كانت الخطة، ببساطة، أفراغهم من إيمانهم، ومنحهم بديلًا تافهًا يُشغلهم عن قضاياهم الكبرى.

بدأت أدوات هذا المخطط الصهيوني الخبيث تتسرّب عبر وسائل عدّة، منها الترفيه المُفرط،  حيث تم إنتاج وتسويق محتوى يُقدّم نماذج حياة خالية من أي قيمة دينية، يُروّج للعلاقات المفتوحة، والاستهلاك العبثي، والعلاقات المحرمة .

ودعمت مؤسسات الاستهداف الثقافي الصهيونية، خوارزميات المنصات الرقمية حسابات معيّنة تُقدّم الحياة الحديثة بأسلوب ساخر من الدين أو خالٍ تمامًا من أي التزام، مع تغييب الرموز التي تربط الشاب بهويته، وكذلك برامج التبادل والأنشطة الشبابية، التي نظّمتها مؤسسات دولية لكنها على ارتباط مباشر بشركات أمنية أو استخباراتية إسرائيلية، تحت ستار السلام والحوار.

 

عندما تُفرغ القيم .. يُملأ الفراغ بالرذيلة

ما يحدث اليوم في بعض العواصم العربية من انفلاتٍ أخلاقي وتحت شعارات الحرية الشخصية والانفتاح، ليس مجرد نتيجة عفوية، بل يُنظر إليه باعتباره جزءًا من الهندسة الاجتماعية الجديدة التي تسعى إلى إعادة تعريف الإنسان المسلم، وتحويله من شخص يحمل رسالة وقضية، إلى شخص لا يعرف من هو أصلًا.

فتحت أبواب الرذيلة على مصراعيها في بعض دول التطبيع، واحتُفي بها على أنها تحرر من القيود، ولم يكن الأمر نابعًا من حاجة داخلية للمجتمعات، بل كانت هناك موجات مُمنهجة من الدعاية والتأثير الناعم، مُموَّلة ومدعومة من منصات معروفة بتعاونها مع مراكز التأثير الإسرائيلية والغربية.

 

التشاحن الرقمي .. والتفكك الداخلي

وفي مشهد موازٍ، تُرك الفضاء الرقمي العربي ليغرق في مستنقع من الكراهية، والتخوين، والسجالات التافهة، وكل يوم يُصعّد الخلاف بين طائفة وأخرى، بين بلد وآخر، بين تيار وآخر، حتى صار الانقسام حالة دائمة.

وهنا، يدخل العدو الإسرائيلي ليستفيد من هذا الصدع، فبينما ينشغل الشباب العربي بشتم بعضهم البعض على تويتر و تيك توك، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحليل هذه النزاعات، وتوظيفها في مزيد من التفتيت الاجتماعي، وتمييع القضايا الكبرى، وعلى رأسها قضية فلسطين.

 

المعضلة الأخطر .. تفريغ الأمة من أبنائها الحقيقيين

يبدو أن ما يُراد لنا ليس فقط فقدان الأرض أو السيادة، بل فقدان أنفسنا، أن ننشأ جيلًا لا يعرف لماذا وُجد، ولا يؤمن بشيء يستحق التضحية، ولا يرى في أمته أي قيمة، ولا يجد في نفسه أي انتماء، جيلٌ يرى القضية الفلسطينية شيئًا من الماضي، والصراع مع العدو ضربًا من الرجعية، والدين مجرد طقوس قديمة لا تناسب العصر، هذه هي النتيجة المرجوة من ذلك المخطط الكبير، جيلٌ بلا إيمان، بلا هوية، بلا قضية.

 

كيف نكسر الحصار الناعم؟

النجاة لا تكون بالهروب من الواقع، بل بفهمه ومواجهته، نحتاج إلى وعي إيماني، يفهم التحديات الرقمية والثقافية الجديدة، ويُعيد بناء الجدار القيمي من الداخل، نحتاج إلى مؤسسات إعلامية تُخاطب الشباب بلغة القرآن، وتقدّم محتوى قويًا وجذّابًا ومتماسكًا، مبني على أسس إيمانية وفق المنهج القرآني، الذي يقدمه أعلام الهدى، من أولياء الله، الدعاة الى الإيمان والوعي الاجتماعي وحماية  هذا الجيل من التأثيرات التي تستهدفه ، والأخذ بيديه ليكون جيل يُدرك أنه مستهدف، ويعرف أن المعركة اليوم ليست بالسلاح فقط، بل في كل ما يُشاهد، ويُشارك،

 

خطاب التحصين وموقف القيادة

من أبرز العناوين التي أكد عليها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، في ظل المشهد العربي و الإقليمي  الخطير ، هو عنوان ’’التحصين الاجتماعي’’ الذي اعتبره خط دفاع أمام الحرب الناعمة التي تستهدف الهوية الإيمانية، ودعوته المستمرة إلى مقاومة كل أشكال الانحراف تحت مسمى الانفتاح، التي تعتبر مدخلاً لتفكيك الهوية الدينية من الداخل .

والسيد القائد حفظه الله هو القائد الوحيد الذي حذر من خطورة هذه المعركة وأنواعها ، في سياقها التثقيفي والإفسادي  الذي يستهدف فكر الإنسان، مفاهيمه، وطهره، وعفافه وأخلاقه وقيمه، كما بيّن أن وسائل الحرب الناعمة كثيرة، ودعاتها كثر، وأنها تعمل لإبعاد الأمة عن هويتها الدينية، منبهاً إلى خطورة عدم الانتباه، وعواقب الاستهانة بمخاطر الحرب الناعمة، لأن الأعداء يُحوّلون أدواتهم عندما تفشل الوسائل العسكرية إلى أدوات ناعمة وثقافية، لأنها جزء من استراتيجية العدوان الكلية التي تستهدف الأمة من الجبهات كلها،  الفكرية، الثقافية، الإعلامية، الاجتماعية، لذا فإن المواجهة لا تنتهي بالسلاح فقط

 

خاتمة

العدو لا يخشى من شبابٍ يُغرقون أنفسهم في الترفيه واللهو والجدالات التافهة، العدو يخشى من شابٍ واحدٍ يعرف من هو، ويعرف ربّه، وقضيته، ويعرف كيف يردُّ كيدهم بخطوة وعي واحدة.

مقالات مشابهة

  • مسيران راجلان في محافظة صنعاء بالذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى
  • هكذا تشكّلت في اليمن ثقافة الانتصار
  • التطبيع والحرب الناعمة .. أخطر أهداف العدو الإسرائيلي لاختراق المجتمعات العربية
  • اوهام المتصهينون
  • اليمنيات في ذكرى “الطوفان”: حضورٌ يكتب الموقف بالوعي والإيمان
  • الرئيس السيسي: نهر النيل يربط بين ماضينا وحاضرنا ومستقبل أجيالنا.. والمياه قضية وجودية لمصر
  • الرئيس السيسي: نهر النيل يربط ماضينا بحاضرنا ومستقبل أجيالنا
  • ميليشيا كتائب حزب الله:سندافع عن إيران ومشروعها حتى الموت
  • حزب السادات: مصر تثبت مجددا أنها ضمير الأمة العربية
  • الرشق: العودة الفورية للنازحين فعلٌ مقاوم دلالته أن لا نكبة بعد نكبة 1948