العُمانية/ استعرض الاجتماع السابع للجنة الوزارية للحكومة الإلكترونية بدول مجلس التعاون الخليجي الذي عُقد بمسقط ورأسته سلطنة عُمان ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات عدة موضوعات منها إطلاق البوابة الإلكترونية المطورة لدول المجلس، والدليل الاسترشادي لأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي.

كما ناقش الاجتماع العديد من الموضوعات أهمها اعتماد محاضر اللجنة التنفيذية للحكومة الإلكترونية واللجان وفرق العمل التابعة لها، وتكليف الأمانة العامة لموافاة لجنة أصحاب المعالي والسعادة ورؤساء المحاكم العليا والتمييز بدول المجلس بالدليل الاسترشادي، وإحالة طلب نقل مهام واختصاصات (لجنة المراكز الوطنية للاستجابة للطوارئ الحاسبات) و(فرق عمل خدمات الثقة الرقمية) للجنة التنفيذية للحوكمة الإلكترونية.

واستعرض الاجتماع عددًا من القرارات منها قرار إنشاء اللجنة الوزارية للأمن السيبراني وأهمية التصدي للتهديدات السيبرابانية ومواءمة الجهود بين دول الخليج بمختلف القطاعات ورفع مستوى التعاون الدولي مع الدول والمنظمات في مجال الأمن السيبراني، وقرارات المجلس الوزاري في دورته الـ (153) حول حماية القيم الأخلاقية والدينية والأسرية في المجتمعات الخليجية.

وخُتم الاجتماع بعرض تقرير الأمانة العامة عما تم تنفيذه من قرارات اللجنة في اجتماعها السادس.

ووضح معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في كلمته أن قطاع تقنية المعلومات أصبح المحرك الأساس لعملية التنمية في جميع القطاعات على مستوى العالم، وجزءا من النمو الاقتصادي والمعرفي لأى بلد ومُسهِم فعّال في دفع عجلة التنمية المستدامة.

وأشار معاليه إلى أن دول الخليج عملت على تطوير هذا القطاع وتمكينه لتعزيز إسهاماته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الاستثمار في مختلف محاور هذا القطاع شاملة الجوانب التشريعية والتخطيطية، وجوانب البنية الأساسية وأمن المعلومات وجوانب بناء القدرات الوطنية كممكنات داعمة للتحول نحو الحكومة الذكية.

وقال معاليه إن دول الخليج حققت ترتيبًا عاليًا في مختلف مؤشرات أداء قطاع الحكومة الإلكترونية منها أن دول مجلس التعاون الخليجي حققت في عام 2022م مراكز متقدمة في عدد من المؤشرات العالمية مثل مؤشر الجاهزية الشبكية، ومؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية ومؤشر الجاهزية الحكومية للذكاء الاصطناعي التي تضع دول المجلس في معظم الأحيان ضمن أفضل (50) دولة في العالم.

وأعرب معاليه عن أمله في أن تسهم أعمال اللجنة الوزارية للحكومة الإلكترونية بدول المجلس في تنفيذ العديد من المشروعات والبرامج على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي وأن تكون متكاملة مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بدول المجلس، وتستجيب لتطلعات وطموحات شُعوب دوله.

من جانبه وضح معالي جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الاجتماع تطرق إلى إنجازات دول المجلس وما حققته في مجال الحكومة الإلكترونية، منوها إلى أن دول المجلس قطعت شوطا كبيرا في مجال الحكومات الإلكترونية حيث أصبح النظام الرقمي واستخدام التكنولوجيا سمة أساسية في التعاملات الخليجية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: للحکومة الإلکترونیة دول الخلیج دول المجلس

إقرأ أيضاً:

ممالك النمل الطريق لفهم الذكاء عند الإنسان!

 

 

 

أ. د. حيدر أحمد اللواتي **

في مقالنا السابق تحدثنا عن مملكة النمل، ذلك العالم الصغير الذي يحمل في طياته أسرارًا عظيمة عن التنظيم والدقة، وكيف أن نظامه الفريد ينبع من تبادل المعلومات مع المحيط؛ فالنملة، رغم صغر حجمها، تعتمد في نشاطها اليومي على ما تلاحظه في محيطها الضيق، وليس لديها أي فكرة عن الصورة الأكبر التي نراها نحن كمراقبين؛ فالتنسيق الرائع الذي يبدو كلوحة مُتقنة لا يُدركه أي فرد من أفراد مملكة النمل بمفرده؛ بل هو نتاج تفاعل بسيط ومستمر بين آلاف النمل الذين يعملون كخلية واحدة متكاملة.

هذا النظام اللامركزي، الذي يُميِّز ممالك النمل، يكشف لنا سرًا مُهمًا حول المرونة والتكيُّف، فبدلًا من انتظار الأوامر من قيادة مركزية، يتصرف كل فرد بناءً على المعلومات التي يحصل عليها من محيطه المباشر، وهذا الأسلوب في التنظيم يسمح لهذه الممالك بالتأقلم مع بيئات مختلفة ومُتغيِّرة بسرعة، دون الحاجة إلى إدارة عُليا معقدة أو مركزية، ففي مواجهة تغيرات البيئة أو ظهور خطر مفاجئ، لا يتعين على النمل الانتظار حتى تصدر القيادة قرارًا؛ بل كل نملة تتصرف تلقائيًا بناءً على ما تلاحظه، إن هذا النظام اللامركزي يُشبه إلى حد بعيد طريقة انتشار الأخبار أو المعلومات في شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة؛ حيث ينتشر الخبر بسرعة ويؤثر على سلوك الأفراد دون الحاجة إلى سلطة مركزية.

علماء الطبيعة والمهندسون بدورهم، استلهموا من هذه الظاهرة دروسًا قيمة، فقد أدركوا أن النُظُم المُعقدة قد تنبني على قواعد بسيطة جدًا: مراقبة المحيط، والتفاعل معه، والتكيف بناءً على ما يُلاحظ.

وهذه العملية البسيطة في جوهرها، قادرة على حل مشكلات مُعقَّدة، حتى في غياب أي قيادة مركزية، وبناءً على هذه الأفكار، ابتكر باحثو جامعة هارفارد فريقًا من الروبوتات البسيطة نسبيًا، التي يمكنها التعاون والعمل الجماعي لأداء مهام معقدة باستخدام 3 قواعد بسيطة، معتمدين على الضوء بدلًا من المواد الكيميائية التقليدية، وقد أظهر هذا النظام مرونة فائقة؛ حيث استمر العمل بكفاءة حتى عندما توقف أحد الروبوتات عن العمل.

لكن، الإبداع الحقيقي لهؤلاء العلماء يكمن في ربط هذه الأفكار بآلية عمل الدماغ البشري، ذلك العضو العجيب الذي ما زال يحتفظ بأسرار لا تُحصى؛ فرغم الفوارق الظاهرة بين مملكة النمل والدماغ، رأى هؤلاء العلماء أن هناك رابطًا مُشتركًا بينهما، فكلاهما يملك نظامًا معقدًا يتكون من وحدات بسيطة تتفاعل مع بعضها لتنتج سلوكًا جماعيًا ذكيًا؛ ففي الدماغ، تتشابك الخلايا العصبية في شبكة مُعقَّدة من الاتصالات السريعة، ولا توجد جهة مركزية تأمر هذه الخلايا كيف تتصرف، وبدلًا من ذلك، تعتمد كل خلية على المعلومات التي تصلها من محيطها، لتقرر بدورها كيف تستجيب.

فعندما يسقط الضوء على شبكية العين، تُرسل الخلايا البصرية المعلومات التي وصلتها من المحيط عبر إشارات كهروكيميائية إلى الخلايا العصبية في الدماغ، والتي تقوم بدورها بإرسال رسائل إلى خلايا أخرى مجاورة؛ مما يخلق تكاملًا مذهلًا للمعلومات ويسمح باتخاذ قرارات فورية ومعقدة، فكل خلية عصبية تتبادل المعلومات مع خلايا أخرى عبر إشارات كهروكيميائية، وعندما تستقبل إشارة من خلية مجاورة، ترد بإرسال إشارات إلى خلايا أخرى مترابطة، وبهذا الشكل، تبدو العملية على المستوى الخلوي بسيطة للغاية، لكن على مستوى الدماغ ككل تتولد أعمال معقدة تفوق الوصف.

إنَّ هذا التشابه بين ممالك النمل والدماغ البشري يفتح أمامنا نافذة لفهم عميق، فقد يكون سر ذكاء الإنسان لا يكمن في تعقيد كل شبكة عصبية على حدة؛ بل في شبكة العلاقات المعقدة بين هذه الخلايا العصبية، التي تخلق ذكاءً جماعيًا يتفوق على مجموع أجزائه.

فهل دراسة الذكاء الجمعي في مُستعمرات النمل وفَهم آلياته هو الذي سيقودنا لفهم الذكاء عند الإنسان؟ وهل سر ذكاء الإنسان يكمُن في مُستعمرات النمل وممالكها؟!

** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • برلمانات العالم تناقش الذكاء الاصطناعي في البيئات التشريعية
  • «سعادة» وMTN وشركاء ينفذون مبادرة التنمية المجتمعية
  • الذكاء الاصطناعي.. خبير: التكنولوجيا دائما تعيد تشكيل عالمنا طوال الوقت
  • «التنمية الأسرية» تستعرض أهداف مشروع سجل المخاطر الاجتماعية
  • ممالك النمل الطريق لفهم الذكاء عند الإنسان!
  • اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة تستعرض تطورات ومسارات ما بعد 2030
  • “جوجل” تتيح استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “جيميني” لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني
  • «جوجل» تتيح استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي «جيميني» لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني
  • الذكاء الاصطناعي يتيح للأطباء الدردشة مع السجلات الطبية
  • جامعة القاهرة تتصدّر أبحاث الذكاء الاصطناعي في مصر بـ2,191 بحثًا