أكد السفير" ليو جيان"، مسؤول إدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الصينية،أن بلاده تعمل مع مصر والدول العربية وروسيا علي إيقاف الحرب الدائرة في غزة.

وأشار" ليو جيان" في تصريح لـ"البوابة نيوز" أننا نسعي من خلال الجهود الدبلوماسية  حث حكومة إسرائيل علي وقف الحرب لأن التصعيد سيؤدي إلى مزيد من التصعيد ويخلف كثير من الضحايا، وأن الصين ترفض العنف مقابل العنف، وتدعو الأطراف إلى تسوية خلافاتهم عبر طاولة المفاوضات  .

 وذكر " ليو" أن الصين على مدار الأزمة سعت بالتنسيق مع روسيا ومندوب بكين  في مجلس الأمن للتصويت لصالح قرارات بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة والوصول لهدنة إنسانية إلا أن الفيتو الأمريكي كان يقف ضد هذه القرارات.

وتابع "ليو "أن ما تفعله دول الغرب والولايات المتحدة الامريكية من دعم إسرائيل بالأسلحة يؤدي إلي تعقيد الأزمة وتصاعد حدتها وليس حلها،معتبرا أن هذا الدعم العسكري  الشامل  من الولايات المتحدة هو تعمد في صب الزيت على النار يساعد فى  تصعيد الموقف فى المنطقة  وهو على عكس ما تقوم به الصين من السعي لاستقرار المنطقة  .

وكشف السفير" ليو"عن مطالبات غير عقلانية من  الجانب الإسرائيلي والدول الغربية  لبكين بإدانة حماس وتحميلها مسؤولية القتل والتصعيد منذ أحداث 7 أكتوبر الماضى، إلا أن بلاده  أبلغتهم  أننا نرفض إدانة «حماس»بشكل خاص، وندين جميع الأعمال التي تستهدف المدنيين  لأن ذلك يمثل العدالة والإنصاف،وتتفق مع ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بأن  ما فعلته حماس نتيجة للظلم التاريخى الواقع بحق القضية الفلسطينية منذ عقود.

ووصف السفير"ليو" ما فعلته إسرائيل من قصف عنيف وواسع  في قطاع غزة، أدي لقتل الآلاف من الأطفال والنساء "كارثة إنسانية".

وقال السفير "ليو " إن بلاده  تبذل جهود إنسانية ودبلوماسية وسياسية  لحل الأزمة وتسعي لإجراء مفاوضات سياسية لحل الدولتين وعودة الحق المشروع للجانب الفلسطينى.

وأكد السفير "ليو" أن الصين  خلال توليها رئاسة مجلس الامن شهر ديسمبر المقبل  ستعمل على إيجاد حل للقضية الفلسطينية يقوم علي حقها فى دولة مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967م  بالتعاون  مـع الدول الـعـربية  ودول الـبـريـكـس ودول الـعـالـم  الداعمة لحـل عــادل للقضية الفلسطينية.

وشدد على تمسك بلاده بمبادئها فى الوقوف بجانب الحق  الفلسطينب ودعم الجهود فى التعايش وبناء مستقبل  مشترك للبشرية  وليس سياسية ذات معايير مزودجة كالولايات المتحدة والغرب بدعم طرفا على  حساب طرف آخر، مما يؤدى إلى المزيد من الاضطرابات فى منطقة الشرق الأوسط، معتبرا أنهم يعتمدون سياسة اللعبة الصفرية  والمصلحة الذاتية  والتدخل فى شئون الأخرين والنظر لمن يختلف معهم  على أنهم "خصوما"، وهذه سياسة مرفوضة بالنسبة للصين.ورأي السفير" ليو " أن هناك   تطابق  فى الرؤية الصينية المصرية  فى أولويات حل هذا الصراع الدائم

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الخارجية الصينية وقف الحرب قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تجسيد "روح باندونغ" في العلاقات الصينية العربية

 

 

ووي وي يانغ **

قبل سبعين عامًا، عقدت دول آسيا وإفريقيا مؤتمرًا تاريخيًا في باندونغ بإندونيسيا؛ حيث طُرحت "المبادئ العشرة لباندونغ" الشهيرة، التي أكدت على المساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتعايش السلمي، والتعاون المتبادل المنفعة. وقد شكلت هذه المبادئ راية روحية للدول النامية من أجل التضامن والتقوية الذاتية، والسعي من أجل الاستقلال الوطني والتنمية.

إن روح باندونغ، التي تتمحور حول " التضامن، التعاون، التنمية"، لم تقتصر على توحيد إرادة دول آسيا وإفريقيا خلال فترة الحرب الباردة، بل لا تزال تتجلى بأشكال جديدة في التفاعلات والتعاون بين الصين والدول العربية في هذا العصر الجديد الذي يشهد تغيرات متسارعة على الساحة الدولية.

عند انعقاد مؤتمر باندونغ، كانت غالبية الدول العربية في المرحلة المفصلية من كفاحها للتخلص من الاستعمار وتحقيق الاستقلال. وقد كانت الصين من أوائل الدول الكبرى التي دعمت نضال الشعوب العربية ضد الاستعمار، ووقفت بثبات في الجانب الصحيح من التاريخ، مما شكل نقطة انطلاق للصداقة الصينية العربية على أساس التجربة المشتركة في مقاومة الاستعمار والرغبة في التنمية.

حتى اليوم، ما زالت المبادئ التي نادت بها روح باندونغ، مثل الاستقلال الذاتي، والاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والمساواة والمنفعة المتبادلة، متجذرة بعمق في العلاقات الصينية العربية. سواء كان ذلك في ظل الاضطرابات الإقليمية أو في ظل تباطؤ الانتعاش الاقتصادي العالمي، فإن الجانبين الصيني والعربي يلتزمان دائمًا بالحوار أولًا، والتعاون أساسًا، والتنمية أولوية، ويدافعان معًا عن الحقوق المشروعة للدول النامية، ويصونان التعددية والعدالة الدولية.

بالنسبة إلى الدول العربية، فإن الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض الهيمنة يشكل ضمانة مهمة لاستقلالية القرار الدبلوماسي. أما بالنسبة إلى الصين، فإن تعزيز التضامن والتعاون مع العالم العربي في هذه المرحلة الحرجة من إعادة تشكيل النظام الدولي، يشكل مسارًا واقعيًا للمساهمة في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

في السنوات الأخيرة، تعمقت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية. في مواجهة القضايا الساخنة في المنطقة والاهتمامات المتعلقة بالسيادة والأمن، تلتزم الصين دائمًا بالموقف العادل، وتدافع عن الدول العربية في المحافل المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وتعارض التدخلات الخارجية، وتدعو إلى حل النزاعات من خلال الحوار والمفاوضات. وفي ظل تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتطور أزمة السودان، وتدهور الأوضاع في اليمن وليبيا، لعبت الصين دور الوسيط النشط، وطرحت "الحلول الصينية"، التي حظيت بالإشادة الواسعة من العالم العربي.

إن قوة التضامن لا تظهر فقط في المجال الدبلوماسي، بل تتجلى أيضًا في بناء الآليات المتعددة الأطراف. فمنذ انعقاد القمة الصينية العربية الأولى في الرياض عام 2022، تم إدراج مفهوم "مجتمع المصير المشترك الصيني العربي" في الوثائق السياسية المشتركة، مما منح التضامن الصيني العربي بُعدًا استراتيجيًا أوضح.

وفي الوقت الراهن، دخل التعاون الصيني العربي فترة "الازدهار الذهبي". ومع التوافق العميق بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية ورؤى التنمية مثل رؤية "عُمان 2040" في سلطنة عُمان، توسعت مجالات التعاون في البنية الأساسية والطاقة والاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة، لتصبح محركًا جديدًا لتنمية المنطقة.

تشير الإحصاءات إلى أن الصين ظلت لأعوام عديدة الشريك التجاري الأكبر للدول العربية. وفي عام 2024، تجاوز حجم التجارة الثنائية 400 مليار دولار أمريكي. وتشارك الشركات الصينية بنشاط في مشاريع كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ومدينة نيوم في السعودية، وشبكات الطرق السريعة في الجزائر، مما يساهم في خلق فرص العمل ونقل التكنولوجيا محليًا.

وفي الوقت نفسه، يشهد التعاون الرقمي والأخضر بين الصين والدول العربية نموًا قويًا. فشركات مثل هواوي وعلي بابا تتعاون مع العديد من الدول في الدول العربية لبناء مدن ذكية وتطوير تقنيات الحوسبة السحابية. وفي مجالات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية في الصحراء وطاقة الرياح، تتعاون الإمارات والسعودية والمغرب مع الصين لتقاسم ثمار التكنولوجيا، ودفع عجلة التنمية المستدامة.

ومن الجدير بالذكر أن الجانبين الصيني والعربي يُوليان أهمية كبيرة للتعاون في مجالات معيشة الشعوب، مثل الصحة والتعليم والزراعة. حيث ترسل الصين فرقًا طبية وخبراء زراعيين إلى العديد من الدول العربية، للمساعدة في تحسين المحاصيل الزراعية وبناء منصات التعليم عن بُعد. ويجسد هذا المفهوم التنموي المرتكز على الشعب جوهر روح باندونغ في العصر الحديث.

رغم مرور سبعين عامًا وتغير العالم جذريًا، فإن روح باندونغ لا تزال حية ونابضة. فهي ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل قوة تمهد الطريق نحو المستقبل.

وأمام حالة التوتر في الوضع الدولي وتعقيد التحديات الإقليمية، يجب على الصين والدول العربية أن تتمسك بروح باندونغ بثبات أكبر، وتمارس زمام المبادرة الاستراتيجية، وتعزز التعاون المتعدد الأطراف، وتوسيع آفاق التنمية، لتقديم دفعة جديدة نحو نظام دولي أكثر عدالة وإنصافًا.

وقد طرحتْ الصين مبادرات التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية، ولقيت هذه المبادرات استجابة واسعة ومشاركة نشطة من الدول العربية، مما يشكل تقاطعًا حيًا بين روح باندونغ ومتطلبات العصر. وعلى طريق الازدهار المشترك، تسير الصين والدول العربية يدًا بيد نحو مستقبل واعد.

"الصديق وقت الضيق." ومهما تغيرت الظروف الدولية، فإن تمسكنا بروح الوحدة والتعاون والتنمية، كفيل بأن يجعل روح باندونغ تتألق من جديد في العصر الحديث، ويكتب فصلًا جديدًا في سجل الصداقة والتعاون الصيني العربي.

** باحث في قسم دراسات الدراسات الإقليمية والدولية بجامعة "صون يات سين" الصينية

مقالات مشابهة

  • السفير الأمريكي في إسرائيل ينتقد موقف فرنسا بشأن الدولة الفلسطينية ويعتبره تدخلا غير مقبول
  • حماس تدين باشد العبارات تصريحات السفير الأمريكي
  • "فتح": حماس "دقت كل الأبواب وذهبت إلى الولايات المتحدة لكنها لم تتجه نحو منظمة التحرير الفلسطينية
  • الصين ترد على وزير الدفاع الأمريكي: عقلية الحرب الباردة لن تُحلّ السلام
  • ‏السفير الأمريكي لدى إسرائيل: نرفض الخطط الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • كفى تحريضا.. الصين تتهم أمريكا بإشعال فتيل الحرب في آسيا
  • الخارجية الصينية: أمريكا تساومنا بقضية تايوان
  • تجسيد "روح باندونغ" في العلاقات الصينية العربية
  • برلماني: مصر كانت و لا زالت في طليعة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية الإيراني يشدد على رفض بلاده للسلاح النووي.. غير مقبول