لندن- رأي اليوم- خاص ما الذي ذهب بصورة محددة بوزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي للمرة الثانية الى دمشق و بعد سلسلة من التداعيات والأحداث والاتصالات ايضا إقيمت بين العاصمتين حيث شهدت العلاقات ومنظومة الاتصالات تطورا لافتا وسط نشاط أردني على هامش برنامج عودة سورية الى الجامعة العربية وعشية وقبل وبعد انعقاد قمة الرياض.
أغلب الظن ان أوساط المراقبة السياسية لا تملك جوابا مباشرا على مثل هذا السؤال. لكن أجندة الوزير الصفدي في دمشق بعد سلسلة من الاحداث الامنية على حدود البلدين المرتبطة باستمرار تهريب المخدرات من جنوب سوريا باتجاه شمال الاردن يمكن القول انها اجندة سياسية بامتياز بدلالة ان من اوفد الى دمشق هو الوزير المختص في الشأن الدبلوماسي وادارة الملف الخارجي و ليس مسؤولا امنيا او حكوميا عاديا. وبرنامج تلك الزيارة مهتم بعدة قضايا على الارجح. لكن إستنادا الى اوساط سورية مطلعة جدا فالأردن اظهر في اتصالاته مع السوريين مؤخرا ميلا شديدا للتمكن من نجاح برنامج خاص بعنوان عودة اللاجئين . وهي مسألة كان الصفدي نفسه وفي لقاء غير مخصص للنشر مع إعلاميين ومفكرين ومثقفين قد قال بانها ستكون بطيئة و معقدة للغاية و بحاجة الى تمويل مقترحا ضمنا في ذلك اللقاء بان تحفيز وتشجيع السلطات السورية على تقديم تسهيلات خاصة تحت عنوان عودة اللاجئين يمكن ان يساعد بلاده في المساهمة في جمع أموال دولية وتدخل المجتمع الدولي لرعاية وتمويل برامج جديدة بعنوان عودة اللاجئين. والمقصود طبعا هنا أردنيا تأهيل تلك المناطق بعد تحديدها و ترسيمها التي يفترض ان يعود لها اللاجئون على دفعات سواء من الاردن او من لبنان او من تركيا او حتى من الدول الاجنبية . والحديث عن مناطق طبعا على حدود تركيا ولبنان وعلى حدود شمالي الاردن. وما يقترح الاردنيون خلف الستارة هنا هو وضع خطوات من سيادية من الجانب السوري تسمح للمجتمع الدولي بالحصول على جرعة تشجيعية لإدارة مجموعة اموال يعتقد عمان انه يمكن جمعها. وكان الوزير الصفدي قبل ايام من زيارته الثانية لدمشق و لقائه بالرئيس السوري بشار الاسد مجددا قد تحدث علنا عن مقترح جديد لبلاده يقضي بتأسيس صندوق دولي لدعم وتمويل عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم . وهو أمر أبلغ الصفدي مجددا نظيره السوري في دمشق امس الاول فيصل مقداد بانه غير ممكن بدون عملية سياسية تسمح حتى بعودة المعارضين من الذين غادروا البلاد ولا تقف حدودها عند المواطنين البسطاء والعاديين والذريعة الاردنية هنا هو فهم الاردن لمعطيات الدول الكبرى و قيودها اذا ما كان السوريين معنيون بجمع أموال لتمويل إعادة تأهيل عودة اللاجئين الى مناطق محددة وايضا تمويل نظام الخدمات في تلك المناطق. ويقول الاردن في الوثائق والمراسلات التي تجري مع المجتمع الدولي ومع لجان الامم المتحدة ان السؤال الذي ينبغي ان يجيب عليه الجميع هو الى اين يعود اللاجئ السوري وعلى اي اساس. وهو سؤال لا يمكن الإجابة عليه بقناعة مركز القرار الاردني بدون السلطات السيادية السورية وبعدما انتهي برنامج اسقاط النظام السوري واخفق كما ابلغ الاردن رسميا الجهات الغربية والامريكية مقترحا العودة لبرامج إدماج سورية في الحالة الاقليمية مادامت خطط اسقاط النظام قد فشلت. ثمة تفاصيل مرتبطة بثلاثية الخدمات لمناطق محددة على الحدود السورية مع لبنان وتركيا والاردن تقترح عمان التركيز عليها تحت عنوان تأهيل اللاجئين وهي ثلاثية الخدمات والمقصود هنا المياه والكهرباء والطاقة ثم التعليم والصحة . وتلك ثلاثية تعتقد الخطة الاردنية التي يبدو ان الصفدي غادر الى دمشق مجددا لعرضها بالتفصيل هي مساحات يمكن تدبير التمويل الدولي على اساسها اذا ما وفرت السلطات السورية من جانبها الاساس السياسي لعودة اللاجئين بدون شروط وقيود امنية . وهو أمر قد يتطلب إلغاء قيودا أمنية مسجلة على مئات او آلاف اللاجئين. و أرباب الاسر والسماح لعائلات لاجئة في الخارج اليوم ولديها أبناء من المعارضين في الداخل او الخارج بالعودة الآمنة وبدون إستجوابات وتدقيقات . وهي المسائل التي تريد عمان تفحصها اليوم مع المستوى الأمني السوري خلافا لمسالة القيود المدنية وتلك المسجلة بالأحوال المدنية والحرص علي ان تقدم السفارات والبعثات الدبلوماسية السورية خدمات تسجيل المواليد السوريين من ابناء اللاجئين في الخارج والذي يعتقد بان عددهم كبير جدا و قد يصل الى نصف مليون طفل وطفلة من السوريين الذين ولدوا في الشتاء فقد زاد عدد اللاجئين بنسبه 22% حسب التقارير الاممية . وما تريده خطة عمان ان يتم تسجيل هؤلاء في سجلات الأحوال المدنية السورية وان تلغى القيود الأمنية عن ذويهم وان يسمح بالعودة بدون إشتراطات قانونية مبالغ فيها وان تعمل السفارات والبعثات السورية على اصدار وثائق جديدة سارية المفعول لمن فقد وثائقه السورية من اللاجئين.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
وزارة العمل تُطلق ورشة تشاورية ثلاثية لتعزيز إعداد الاستراتيجية الوطنية للسلامة والصحة المهنية
تنفيذًا لتوجيهات وزير العمل محمد جبران نظّمت وزارة العمل بالتعاون مع منظمة العمل الدولية بالقاهرة، اليوم الأربعاء ،الموافق 10 ديسمبر 2025، ورشة عمل تشاورية ثلاثية الأطراف، تستمر على مدار اليومين، بهدف تعزيز وضع الاستراتيجية الوطنية للسلامة والصحة المهنية والبرنامج المصاحب لها، وذلك في إطار التزام الدولة بتوفير بيئة عمل آمنة وصحية تتوافق مع معايير العمل الدولية والأولويات الوطنية، تنفيذا لتكليفات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وقال خالد عبدالله مستشار وزير العمل للسلامة والصحة المهنية أن الاستراتيجية تستهدف وضع إطار وطني شامل لتحسين معايير السلامة في أماكن العمل، والحد من المخاطر المهنية، وترسيخ ثقافة الوقاية في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، بما ينعكس إيجابًا على حماية العنصر البشري وتعزيز الإنتاجية وجودة العمل.
وتجمع الورشة ممثلين عن الحكومة، ومنظمات أصحاب العمل، والمنظمات النقابية العمالية، إلى جانب المراكز البحثية المعنية، لمناقشة مسودة الاستراتيجية الوطنية للسلامة والصحة المهنية، باعتبارها إحدى الخطوات الأساسية نحو اعتمادها وتنفيذها.
وتُعد هذه الورشة منصة للحوار الاجتماعي، تتيح للشركاء الاجتماعيين تبادل الرؤى والخبرات، وتحديد الأولويات، وضمان أن تعكس الاستراتيجية الجديدة احتياجات وتطلعات جميع الأطراف ذات الصلة. وستُسهم الملاحظات والتوصيات التي يتم تجميعها خلال هذه المشاورات في استكمال صياغة الاستراتيجية والبرنامج التنفيذي المرتبط بها، بما يضمن نهجًا تشاركيًا فعالًا وتحقيق تنفيذ مستدام على المستوى الوطني.
وتؤكد وزارة العمل أن تعزيز معايير السلامة والصحة المهنية يمثل أحد محاور العمل الرئيسية خلال المرحلة المقبلة، انطلاقًا من توجيهات القيادة السياسية بأهمية توفير بيئة عمل لائقة وآمنة تلبّي متطلبات التنمية وتدعم سلامة العاملين في كافة مواقع العمل.