من أجل ذلك يقتلون الصحفيين!
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساء، معلنة موعد إرسال الطبعة الثانية لجريدة الوفد.. عندما لاحظت إشارة عاجلة على وكالات الأنباء بانفجار ضخم بأحد مواقع جيش الاحتلال.. ولم تضف الوكالات كلمة واحدة بعد ذلك.. أخبرت دكتور وجدى زين الدين.. وكان المسئول عن الطبعة وقتها «فى بدايات الألفية الثانية».. فأجابنى بأنه ليس هناك وقت للانتظار.
فتوجهت على الفور لقسم الاستماع.. وأعدت ضبط طبق الاستقبال لالتقاط بث القنوات الإسرائيلية.. فإذا بمراسل القناة الثانية العبرية من الموقع يخبر المذيع بغلق المنطقة.. ومنع جميع وسائل الإعلام من الاقتراب.. ولا أحد يعلم ما حدث بالضبط هناك عند معبر «محفوظة».. فإذا بالمذيع يجرى اتصالا هاتفيا على الهواء بمدير هيئة الإسعاف «مدا».. فيخبره بأنه تم نقل جثث 40 جنديا بعدما فجرت المقاومة مبنى داخل معسكر عبر الأنفاق.. وأكد مدير الإسعاف أن عدد المصابين وربما القتلى تحت الأنقاض يقدر بالمئات.. أعدت الخبر سريعا.. فالتقطه على الفور د وجدى رغم علمه بتجاهلى لوكالات الأنباء والبيانات الرسمية.. وكان مانشيت جريدة الوفد.. «مصرع 40 جنديا وإصابة المئات فى عملية نوعية للمقاومة عند معبر محفوظة».. وفى اليوم التالى ومنذ أول لحظة لدخولى الجريدة.. أخبرنى كل من رآنى أن أستاذ عباس الطرابيلى «رحمة الله عليه» يسأل عنى بإلحاح منذ الصباح الباكر.. شعرت بكارثة ما حدثت.. توجهت مباشرة إلى جهاز الكمبيوتر لمراجعة وكالات الأنباء.. فإذا بها جميعا قد بثت خبرا واحدا فى السادسة صباحا.. عبارة عن بيان مقتضب لمكتب رئيس الوزراء «فى حينه» ارييل شارون.. يفيد بمقتل جندى واحد وإصابة 6 آخرين فى الهجوم.. وكان هذا هو العنوان الأوحد الذى تصدر جميع الصحف المصرية والأجنبية.. باستثناء جريدة «الوفد».. والتى انفردت أيضا بشرح كيفية تدمير الموقع.. دخلت إلى مكتب الأستاذ عباس.. فإذا به يشتاط غضبا.. وبحدة سألنى.. «إيه يا أستاذ العنوان إللى نازل عندنا النهاردة».. قلت «ده إللى حصل بالفعل».. فإذا به يضع أمامى كل الصحف وتقارير وكالات الأنباء.. قائلا «عايز تقول إن انت اللى صح وكل دول غلط؟».. فابتسمت قائلا «نعم نحن أصحاب السبق».. وما إن شرحت له ما حدث، حتى تحولت ملامح وجهه إلى علامات السرور والتقدير لما انفردت به الوفد.. انتهى الموقف مع رئيس التحرير.. لكنه لم ينته بالنسبة لى أبدا.. تتبعت آلية نشر الأخبار فى الكيان المحتل طويلا.. ووصلت إلى نتيجة مفادها.. إذا كان القتلى والمصابون عسكريين كانت الأرقام أقل ما يكون إن لم يستطيعوا إخفاء الخبر من أساسه.. أما إن كانوا من المدنيين فيتم تضخيم القتلى إلى أقصى حد ممكن لتسول التعاطف الدولى.. أما تصريح مدير الإسعاف فتم منع إعادة بثه أو نقله عبر أى وسيلة إعلام أخرى.. هذا بخلاف بث الأخبار الكاذبة.. أو حذف أخرى بعد نشرها.
ومع انطلاق عملية «طوفان الأقصى» ازدادت هذه السياسة حدة وعنفا.. فبدأ الاحتلال فى ممارسة الإرهاب ضد الصحفيين دون تمييز.. حتى استشهد 40 صحفيا بنيران جنوده فى عدة أيام.. كما فرض رقابة عسكرية مشددة على جميع وسائل الإعلام.. واقتحامات وإغلاقات غير مسبوقة لمكاتبها، وهو ما يؤكد حالة الضعف والهلع والفشل التى يعيشها الاحتلال الآن.. بجانب عجزه التام عن فرض أكاذيبه على العالم كالمعتاد.. أما أنا فأدرك جيدا أن حصيلة قتلى جنود الاحتلال وهزائمهم أكبر بكثير مما يعلن عنه.. ومن أجل ذلك قتلوا الصحفيين، لتموت معهم الحقيقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسلام الشافعي لوجه الله الحادية عشرة مساء جيش الاحتلال وسائل الإعلام
إقرأ أيضاً:
فيديو.. عشرات القتلى والمفقودين بعد فيضانات مدمرة في تكساس
قالت السلطات المحلية بولاية تكساس الأميركية إن عواصف رعدية وأمطارا غزيرة تسببت في حدوث سيول مدمرة ومميتة، الجمعة، على طول نهر غوادالوبي في جنوب وسط الولاية، مما أدى إلى مقتل 13 شخصا على الأقل وفقدان أكثر من 20 فتاة من مخيم صيفي.
وأعلنت إدارة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية حالة طوارئ بسبب السيول في أجزاء من مقاطعة كير، بعد هطول أمطار غزيرة تصل إلى 30 سنتيمترا.
وقال دالتون رايس رئيس بلدية كيرفيل مقر المقاطعة للصحفيين، إن الفيضانات الشديدة اجتاحت المنطقة قبل الفجر من دون سابق إنذار، مما حال دون إصدار السلطات أي أوامر إخلاء.
وأضاف: "حدث هذا بسرعة كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة جدا لم يكن بالإمكان التنبؤ بها، حتى باستخدام الرادار".
وتابع: "حدث هذا في غضون أقل من ساعتين".
وأعلن مكتب مأمور مقاطعة كير العثور على 13 شخصا لقوا حتفهم، في "فيضانات كارثية" في المنطقة.
وقال دان باتريك نائب حاكم ولاية تكساس في مؤتمر صحفي، إن السلطات تبحث عن 23 فتاة تم إدراجهم في عداد المفقودين من بين أكثر من 700 طفل كانوا في مخيم صيفي، عندما اجتاحته مياه الفيضانات حوالي الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي.
وقالت السلطات إن معظم المخيمين في أمان، لكن لم يتسن إجلاؤهم على الفور لأن المياه المرتفعة جعلت الطرق غير صالحة للسير.
وذكر باتريك أن منسوب نهر غوادالوبي ارتفع 8 أمتار في 45 دقيقة، بسبب الأمطار الغزيرة التي أغرقت المنطقة.
وأرسلت فرق الإنقاذ 14 طائرة هليكوبتر وعشرات الطائرات المسيّرة فوق المنطقة، بالإضافة إلى مئات من أفراد الطوارئ على الأرض لتنفيذ عمليات الإنقاذ بين الأشجار والسيارات العائمة والمياه المتدفقة بسرعة.
وقال باتريك: "من المتوقع هطول أمطار إضافية في تلك المناطق. حتى لو كانت الأمطار خفيفة يمكن أن تحدث المزيد من الفيضانات في تلك المناطق. هناك تهديد مستمر باحتمال هطول سيول من سان أنطونيو إلى واكو خلال الساعات الأربع والعشرين إلى الثماني والأربعين المقبلة، بالإضافة إلى استمرار المخاطر في غرب ووسط تكساس".