ليس زعيما شعبويا صنعته تصفيقات الجماهير الصاخبة ولا حناجرهم الملتهبة ولا انتظامهم في طوابير مزيفة تنتهي في صناديق محشوة بقصصات مدفوعة الثمن مسبقا في مسرحيات هزلية تفرز زعامات مشوهة يصدق عليها كل شيء إلا الزعامة والقيادة والريادة.
أنه هو : البطل الذي منح البطولة شرف القيمة فوق قيمة الظفر .
من التجلي للحق في صفوف المستضعفين مقاوما إلى الإشراق بالكرامة والعزة قايدا للمقاومة.
لم يخنع بعد التهاوي والتردي والانهزام كأثر للنكبة والنكسة في مسار الصراع .
إنه البعث للذات اشظلمتشوفة للانتصار وصنع المعجزات بعد أن نفح عنها غبار الإحباط وخلصها من تراكمات سنوات التردد والإخفاق .
الهمها مسالك النصر في ٢٠٠٦م وأهداها مشاعله فأبصرت ما لم تبصر به ، وكان الانعتاق ولو بحديث هامس بإمكان التفوق واسترداد ما سلب من حقوق مكتسبة.
سقطت الدولة العثمانية تآمرا أو بفعل متوالية التاريخ فأورثت سنوات ثقيلة من المعاناة أوقعت هزائم متعاقبة رسخت في الوجدان الشعور بالانهزام وعدم القدرة على فعل شيء، ذي بال حتى كان العام ٢٠٠٦ م .
وكان الاحتفاء بالنصر والشعور بالكرامة إعادة اعتبار للذات وتثبيتا لقاعدة عدم الانكسار والقفز على آثار النكبات وتبعات النكسات ومرارة الغزو وأخرها في ٢٠٠٣م.
أنه الحسن والحسن ضد القبح لذا لا عجب أن تنفروا منه وتسفهوا اقواله فالحسن والقبح ضدان لا يجتمعان معا ولا يرتفعان معا.
في حالة حرب لم تنته ومواجهات لم تهد وتضحيات جسام كل يوم .
يرقبون قوله ويخشون فعله ،كان ولا يزال المعني بتحشيد أساطيلهم وحشر تهديداتهم. ومع ذلك لا ينثني ، حاضر وبقوة .
أما أنتم أيها الأصفار ماذا قدمتم غير لطم الخدود والتباكي في الخدور وليته تباكيا صادقا وإنما على قاعدة يبيتون مالا يبدون .
أين تحالفكم الذي شايعتم من أجل الأمن القومي العربي خفت وهجه وخرس فعله، ونضب حماسه وتوارت زعامته واندثرت بطولته على مستوى القول ولو تلويحا أو على مستوى الفعل ولو في حدوده الدنيا .
الأمن القومي العربي في مواجهة اليمنيين ، إما مشاريع الاحتلال في بناء دولة يسعى لها من الفرات إلى النيل لا تشكل تهديدا للأمن القومي العربي ؛ بل تتماهى معه كما تومئ مواقفكم المعارضة للفعل المقاوم من خلال الهمز و اللمز.
أيها المنبطحون إن تهوين التضحيات والتقليل من أهميتها هو انتصار لمشاريع الاحتلال قصدتم ذلك أم لم تقصدوا، فاستمروا في سباتكم فهو أشرف لكم وأرجئ منكم.
ودعوا المعالي لأهلها – مغامرة كما ترونها أم مقاومة كما يرونها.
فالخاملون لا يصنعون التاريخ وليسوا هامشا عرضيا في أحداثه، هم يتمنون ولكن لا يملكون موقفا ولا يستطيعون قيلا ولا يهتدون سبيلا.
إن كنتم متحفزين لشيء فباشروا ضغوطا على الزعامات البالية لدفعها لتبني موقف مساند وداعم لجبهات الفعل المقاوم .
سلام الله على الوعد الصادق والخبر اليقين وعلى أشياعه وأصحابه في غزة الصمود والبطولات وفي كل الجبهات .
وسلام الله علي سيد الصمود اليماني .
سلام الله على شهداء غزة وشهدائنا في أي جغرافية كانوا وإلى أي مذهب انتموا.
فحالكم كحال الموصوف بقول الشاعر :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وقد ينكر الفم طعم الماء من سقم .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سلام جوبا .. غموض وتناقضات
*هناك نصوص فى اتفاق سلام جوبا تغلق الباب أمام اى حركة تريد الانضمام للسلام*
*الطاهر حجر و الهادى ادريس اعضاء مجلس السيادة انضما للمليشيا*
*ثلاثة من الحركات الموقعة على اتفاق السلام انضمت للمليشيا*
*نصوص حاكمة فى اتفاق سلام جوبا مخصصة لقوات الدعم السريع*
*ضرورة تنقيح نص الاتفاق باعتباره نصآ قانونيآ و جزء من الوثيقة الدستورية*
*الاطراف تعلم النصوص و الاليات الواضحة الواجب اتباعها لحل الخلافات*
*من الافضل للاطراف الاحتكام الى المادة (13) ، و الاتفاق على كيفية لانفاذ المادة ( 16)*
*بعد حرب السنتين ، و دمار البلاد و فقدان الارواح و الاموال، الناس كما هى ، لم يتغير شيئ*
المادة (16) من الباب الثامن الاحكام الختامية لاتفاق سلام جوبا،تقرأ ( لا يجوز تعديل هذا الاتفاق الا كتابة و باتفاق صريح و موقع من جميع اطرافه ) ، ويتضح خطورة هذا النص لغموض التوصيف الوارد فى النص ( جميع اطرافه ) ، مع تعدد ادراج تسميات مختلفة لاطراف ( العملية السلمية ) ، فمرة وردت ( اطرا ف اتفاقية السلام ، اطراف الاتفاق، اطراف السلام ، وحددت المادة 01) احكام ختامية ،اطراف الاتفاق بانهم ( حكومة السودان و اطراف العملية السلمية ) ، وقد تمت تسميتهم و تنسيبهم الى المسارات ( مسار دارفور ، مسارالمنطقتين ، مسارالشرق ، مسار الوسط ، مسار الشمال ) ، و يزداد الوضع غموضآ لوجود ثلاثة ( اطراف سلام ) هى الان فى صفوف التمرد ، مع بقاء النصوص التى جعلت منها اطراف سلام وهى ( تجمع قوى التحرير برئاسة الطاهر حجر ، و جيش تحرير السودان – المجلس برئاسة الهادى ادريس ، و الجبهة الثالثة تمازج برئاسة محمد على قرشى ) ، و عما اذا كانت الاطراف فى المادة (16) تعنى اطراف كل مسار على حدة ، اتساقا مع المادة (15) و التى تقرأ ( لا تنتقص هذه الاحكام الختامية من اى احكام واردة فى اى من اتفاقيات السلام المبرمة فى المسارات المختلفة )
ضم الاتفاق نصوصآ حاكمة خاصة بالدعم السريع فيما يتعلق بالترتيبات الامنية و الدمج و التسريح لا زالت نصوصها فى الاتفاق و لم تزال منه ، و جاء فى المادة ( 11) ما يلى ( لا يحق لاى طرف ينضم الى هذا الاتفاق بعد دخوله حيز النفاذ ان يخفض تمثيل الاطراف الاصلية فى هذا الاتفاق ، فى اى مؤسسة او هيئة او وكالة او اى جهاز آخر من اجهزة الدولة الحكومية او شبه الحكومية و التى تم الاتفاق عليها بموجب الحصص المحددة فى اتفاقيات المسارات ذات الصلة ) ، كيف لنا ان نتوقع انضمام اطراف اخرى للسلام ؟ و هل ستكون استحقاقات الاطراف الاخرى خصمآ على (75%) المتبقية ، لا سيما وان ان هناك حركات دارفورية غير موقعة (عشرات الحركات) و تدعى انها أكبر من الحركات الموقعة ، وهل صحيح ان الحلو وحده طالب ب (25% ) ؟ هناك نصوص فى الاتفاق تغلق الباب أمام اى حركة تريد السلام ،
المادة (13) تقرأ (فى حالة وجود اى خلاف يتعلق بتفسير او تنفيذ هذا الاتفاق تسعى الاطراف الى حله وديآ عبر مشاورات قائمة على حسن النوايا و ان لم تستطع الاطراف حله وديا يجوز احالته الى الالية العليا لتنفيذ اتفاق السلام فى المسار المعنى ان وجدت ثم الى مفوضية السلام و من ثم الى الية مراقبة و تقييم اتفاق السلام و اخيرا الى المحكمة المختصة )،
من الطبيعى ان ينشأ خلاف حول تفسير او تطبيق الاتفاق ، و من غير الطبيعى ان تترك الاطراف النصوص و الاليات الواضحة الواجب اتباعها لحل الخلافات و ادارة الخلافات بطريقة قبيحة فى الميديا ، و استخدام طرق ووسائل غير نزيهة ،
من الافضل للاطراف الاحتكام الى المادة (13) ، و الاتفاق على كيفية لانفاذ المادة ( 16)
بعد حرب السنتين ، و دمار البلاد و فقدان الارواح و الاموال ، لم يتغير شيئ ، الناس كما هى ، الانانية و الطمع و حب النفس و تقديم الخاص على العام، و تجاهل القانون ، و لا حول و لا قوة الا بالله ،
محمد وداعة
30 يونيو 2025م
إنضم لقناة النيلين على واتساب