أمريكا الداعم الأول للإرهاب الإسرائيلي بغزة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
بعد ساعات على إطلاق "حركة حماس" مسنودة من الفصائل الفلسطينية -في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول- عملية "طوفان الأقصى"، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة (شمالاً)، جن جنون الولايات المتحدة الأمريكية، ودفعت بكامل ثقلها العسكري والاقتصادي واللوجستي لإسناد الأخيرة، معلنة وعلى الملأ دعمها الكامل لإسرائيل، حتى إنها كانت أكثر تشدداً من إسرائيل نفسها في خطواتها واستخدام نفوذها الدولي وقوتها العسكرية.
لم يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن، من إخفاء غريزة الولايات المتحدة في رعاية الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط تحديداً، حيث طار بطائرته الخاصة إلى تل أبيب، في أول أيام عملية "طوفان الأقصى"، بعد أن اعلن من واشنطن تأييده لما تتخذه اسرائيل من قرارات وخطوات، ودعمها الكامل والشامل، عسكرياً واقتصادياً ولوجستياً.
الموقف الأمريكي جاء متشددا أكثر من تل أبيب نفسها، حيث وجه بايدن بسرعة إرسال حاملتي طائرات إلى منطقة الشرق الأوسط، في أقل من 10 أيام، كانت الاولى حاملة الطائرات العملاقة والأكبر عالميا "جيرالد فورد" ووصلت إلى السواحل الاسرائيلية، فيما الثانية "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"، التي انطلقت بعدها بايام، وصلت إلى البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى سفن حربية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، معلقاً على هذه التحركات، إن بلاده ترسلها "لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل"، حد زعمه.
في غضون ذلك، وتحديدا في الثامن عشر من نفس الشهر، قام بايدن بزيارة رسمية إلى تل أبيب، وقال "إن إسرائيل لها الحق وواجب الدفاع عن نفسها"، متجاهلاً أنها المشكلة الأساس نتيجة احتلال أرض هؤلاء المقاومين منذ عقود، وما حماس وبقية الفصائل إلا جزء من كل.
ويؤكد مراقبون، أن الزيارة تنطلق من المقاربة الأميركية وتحالف واشنطن الاستراتيجي مع إسرائيل، الذي يثبته "الفيتو" الدائم الذي يستخدم في مجلس الأمن الدولي لصالح تل أبيب.
وبعد ساعات من انتهاء الزيارة ومغادرة بايدن تل ابيب، وصلت شحنة أسلحة ومعدات عسكرية أمريكية، شملت مركبات عسكرية مدرعة، وسيارات إسعاف وشاحنات تكتيكية ومعدات ميكانيكية.
ولكن أيعقل أن كل هذا الدعم لحماية إسرائيل التي تمتلك جيشاً يصنف من بين اقوى وافضل 10 جيوش في العالم؟ بالطبع لا.. هكذا يقول المراقبون، الذين يعتبرون هذا الدعم لردع المنطقة ككل، في ظل النوايا المسبقة لتحويل قطاع غزة إلى بقايا مدينة، في عمليات عسكرية جوية يؤكدون أنها وفق نهج "سياسة الأرض المحروقة" التي لا تترك خلها شيئاً يذكر، إلا أكواما من أشلاء الضحايا وانقاص المباني والمؤسسات.
وهذه الخطوات الإرهابية تنفذها إسرائيل بشكل يومي، أبرزها مجزرة مستشفى المعمداني مساء 17 أكتوبر/ تشرين الأول، التي استشهد فيها أكثر من 500 مدني أغلبهم من النساء والاطفال، وأصيب ما يزيد عن 600 آخرين حالات أغلبهم حرجة، بحسب إحصائيات رسمية لوزارة الصحة.
تهجير قسري
ليست سوى أيام حتى أعلنت تل أبيب، إطلاق عمليتها البرية، التي تندرج ضمن عملية رد موازية أسمتها "السيوف الحديدية"، من بين أهدافها، تهجير سكان قطاع غزة بالكامل إلى خارجه في محاولة للدفع بهم نحو صحراء "سينا" المصرية، تمهيداً لضرب المدينة جوا وتدميرها بالكامل بمزاعم التمهيد للدخول براً لاجتثاث حركة حماس والفصائل المقاومة المشاركة في العملية.
هكذا تقول إسرائيل التي دمرت شمال غزة شبه كلي، وخلفها الولايات المتحدة، ان (خروج سكان غزة من المدينة ليس إلا لحين الانتهاء من تدمير شمال القطاع بغاراتها ومن ثم العودة...)، تحت مزاعم التمهيد لدخول قواتها برا والقضاء على حماس والفصائل المقاتلة معها.
إسرائيل، وفق مزاعمها، تقول: عودة السكان لاحقاً إلى أرض مدمرة بالكامل، هذا إن سمحت بذلك، هو الحل. في حين حقيقة ذلك تقول تهجيرهم إلى سيناء أو الأردن، في مشهد يعيد سيناريو حرب 1948، وهو ما رفضه الفلسطينيون قبل جمهورية مصر التي كشفت المخطط في تساؤل لإسرائيل: "لماذا لا يتم نقلهم إلى صحراء النقب لحين الانتهاء من العملية العسكرية المزعومة؟."
وجاءت العملية البرية متزامنة مع قصف جوي ومدفعي أشد فتكا من السابق، مستهدفة ما تبقى من أحياء سكنية ومرافق خدمية، كان آخرها ليلة الجمعة في محيط مشفيي النصر والشفاء والاحياء المجاورة.
اما بالنسبة للولايات المتحدة، فلم تكتف عند القدر السابق، حيث سارعت القيادة المركزية قبل أيام، وتحديداً الأحد 5 نوفمبر/ تشرين الثاني، بنشر صورة على موقع (إكس) لغواصة نووية وهي تعبر قناة السويس، دون ذكر اسم الغواصة، علماً أن البحرية الأمريكية لديها أربع غواصات مزودة بصواريخ موجّهة من طراز "أوهايو" معروفة باسم SSGNs.
انتقادات غربية
ويرى مراقبون أن التصعيد الأمريكي والتهديد في حال التدخل العربي بالرد، بات دعماً صريحاً لإسرائيل بالاستمرار في ارتكاب جرائمها بحق المدنيين في القطاع، ومساكنهم، لا سيما وسقف مطالبها أخذ يرتفع، بعد كل هذا التدمير في محاولات منها لإخضاع القطاع لقوات دولية تشرف على إدارته وشؤونه.
إلى ذلك استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، أكثر من مرة ضد قرار يدعو إلى هدنة إنسانية للصراع بين إسرائيل وحركة حماس للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ويقول المرشح الرئاسي الأميركي عن الحزب الديمقراطي تشينك أويغور إن ما تقترفه إسرائيل في قطاع غزة من قصف للأبرياء هو الإرهاب بعينه، ويجب أن يتوقف فورا.
وندد أويغور -في مقابلة أجراها معه المذيع البريطاني بيرس مورغان أواخر أكتوبر الماضي- بازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وتساءل: "لماذا لا تتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها إرهابية، في حين أنها قتلت ثلاثة أضعاف عدد المدنيين الذين قتلتهم (حركة المقاومة الإسلامية) حماس".
وأضاف "هل حياة الفلسطينيين لا تهم؟ لقد سئمت من التعصب ضد المسلمين والفلسطينيين"، منتقدا فزاعة الاتهامات بمعاداة السامية لمنتقدي اسرائيل.
الموقف الأمريكي السياسي والشعبي أخذ في التراجع بعد أن تجلت حقيقة الجرائم الإسرائيلية بدعم أمريكي، حيث خرج الآلاف منددين بهذه الجرائم والسياسة الغربية العنصرية، في ظل انحياز بريطانيا وفرنسا وغيرها إلى الصف الأمريكي.
ودانت الحشود الشعبية في عواصم ومدن بلدان غربية أخرى انحياز حكوماتهم إلى جانب إسرائيل التي تواصل جرائمها بحق المدنيين على مرأى ومسمع، متوعدة هذه الحكومات بمزيد من التصعيد والغضب، حال عدم اتخاذ موقف.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة قطاع غزة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
صفقة أسلحة دولة عربية ترعب إسرائيل.. تل أبيب تحاول عرقلة وصول سلاح خطير للعاصمة
وأفاد موقع "ناتسيف نت" الإخباري الإسرائيلي، المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية، بأن مصر تواصل سعيها لتعزيز قواتها الجوية، بينما تبذل إسرائيل جهودًا مضادة لإفشال هذه الخطط.
وأشار التقرير إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية تتابع بقلق تنامي القدرات المصرية في مجال التسليح الجوي، خاصةً مع محاولات القاهرة الحصول على مقاتلات "يوروفايتر تايفون" الأوروبية، التي يمكن أن تُزود بصواريخ "ميتيور" بعيدة المدى من طراز "جو-جو".
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن تل أبيب حاولت في السنوات الأخيرة عرقلة صفقة الطائرات الأوروبية، خوفًا من أن يشمل التسليح صواريخ "ميتيور"، التي تعتبرها تهديدًا مباشرًا لتفوقها الجوي.
ورغم عدم مواجهة الصفقة معارضة سياسية كبيرة حتى الآن، إلا أن إسرائيل تسعى لمنع تضمينها الصواريخ المتطورة، التي قد تمنح مصر قدرات هجومية واستطلاعية متقدمة.
وأوضحت المصادر أن الخطر الرئيسي يكمن في إمكانية استخدام الطائرات المصرية المجهزة بهذه الصواريخ في مواجهة مقاتلات إسرائيلية من طرازات "إف-15" و"إف-16" وحتى "إف-35"، مما قد يقوض ما يُعرف بـ"التفوق النوعي" الإسرائيلي.
ويُعتبر صاروخ "ميتيور" أحد أكثر أنظمة التسليح الجوي تطورًا في أوروبا، حيث يتميز بمحرك نفاث يمنحه سرعة تفوق أربعة أضعاف سرعة الصوت، مع قدرة عالية على المناورة وضرب أهداف بعيدة، بما في ذلك طائرات الشبح والطائرات عالية الأداء وصواريخ كروز.
وأضاف التقرير أن الصاروخ يشكل تهديدًا إضافيًا بسبب "منطقة اللاهروب" الواسعة، التي تزيد بثلاث إلى أربع مرات عن نظيراتها الصينية.
كما لفت إلى أن مصر تمتلك بالفعل 54 مقاتلة فرنسية من طراز "رافال" قادرة على حمل هذه الصواريخ، مما يمنحها خيارات بديلة حتى دون الحصول على طائرات "تايفون".
من ناحية أخرى، استعرض التقرير التطور التاريخي للتسليح المصري، مشيرًا إلى أنه مر بثلاث مراحل: الاعتماد على الأسلحة السوفيتية في عهد عبد الناصر، ثم التحول إلى المصادر الأمريكية بعد معاهدة السلام، وأخيرًا مرحلة التنويع الحالية التي تشمل التعاون مع أوروبا وروسيا والصين.
وأشار إلى أن رفض واشنطن تزويد مصر بمقاتلات متقدمة مثل "إف-35" دفع القاهرة للبحث عن بدائل أخرى. وتوقع المراقبون أن تحصل مصر على دعم أوروبي غير مباشر للصفقة، خاصةً في ظل تراجع التعاطف الدولي مع إسرائيل بعد الحرب على غزة.
وفي حال فشلت الصفقة، فإن أمام مصر خيارات أخرى، مثل التعاقد مع روسيا أو الصين للحصول على صواريخ مماثلة.
كما نوّه التقرير إلى أن تعزيز القدرات الجوية المصرية قد يعيد رسم معادلة القوى في المنطقة، في إشارة إلى احتمالية تكرار سيناريو مشابه لحرب أكتوبر 1973، عندما نجحت الدفاعات الجوية المصرية في فرض توازن استراتيجي.
وأكد أن مصر تواصل سياستها في تنويع مصادر التسليح، كما يتضح من صفقاتها الحديثة مع فرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا والصين وكوريا الجنوبية. كشف الموقع الرسمي للرئاسة المصرية تعاقد سلاح الجو المصري على صاروخ جو-جو خلف مدى الرؤية (BVR) من طراز “ميتيور“.
وذكر الموقع أن مصر حصلت على صاروخ “ميتيور” في عهد السيسي، وهو جزء من تسليح الطائرات، وهو من أقوى الصواريخ جو–جو التي تتجاوز سرعتها 4 أضعاف سرعة الصوت، وتتميز بقدرتها على إصابة الأهداف بدقة كبيرة.
ويتم تصنيع الصاروخ في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإنجلترا وإسبانيا، ويبلغ سعر الصاروخ مليون جنيه إسترليني. يُذكر أن الموقع الإسرائيلي أشار إلى أن إسرائيل تعمل على منع أي تطور عسكري مصري قد يهدد تفوقها، في وقت تسعى فيه القاهرة لتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية بما يحقق استقلالها الاستراتيجي