خبراء: سيناريوهات «إدارة غزة» أحلام إسرائيلية مرفوضة «فلسطينيا وعربيا»
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
تعدّدت السيناريوهات المطروحة حول طبيعة وضع وإدارة غزة بعد العدوان الإسرائيلى الشرس الذى يتعرّض له أهالى القطاع المنكوب، والذى راح ضحيته أكثر من 11 ألف شهيد، فيما وصف بأنه «جريمة القرن»، وكان آخر السيناريوهات ما أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عندما أكد أن بلاده هى التى ستُسيطر على القطاع بعد الحرب، ولن يعتمد على القوات الدولية للإشراف على الحدود.
فيما تقول الولايات المتحدة إن الفلسطينيين يجب أن يتولوا إدارة شئون غزة بعد الحرب، دون توضيح الآلية، وقدّمت واشنطن 3 مقترحات، منها وجود قوات من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدير القطاع، أو نشر قوات حفظ السلام.
وقال أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى قبل عدة أيام، إن الهدف النهائى، فى اليوم التالى للقضاء على حماس، هو أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة والضفة، ما أثار خلافاً أمريكياً إسرائيلياً بشأن مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب الحالية.
وكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس قال يوم الجمعة الماضى، إن السلطة الفلسطينية يمكن أن تلعب دوراً فى إدارة قطاع غزة بشرط أن يكون هناك حل سياسى شامل يتضمّن أيضاً الضفة الغربية المحتلة.
«أبوردينة»: محاولات مصيرها الفشلوقال نبيل أبوردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، حسبما ذكرت وكالة «وفا» للأنباء، إن القطاع جزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية، وهو من مسئوليات منظمة التحرير، وكل المحاولات الإسرائيلية لفصله عن الضفة ستبوء بالفشل.
وأكد الدكتور محمد أبوسمرة، رئيس تيار الاستقلال الفلسطينى، أن أى تصور لوضع قطاع غزة بعد انتهاء العدوان، شأن فلسطينى خالص، ويجب أن يتم بالتوافق بين جميع القوى والفصائل وستكون الكلمة الفصل للشعب الفلسطينى، ومن الطبيعى أن يعود قطاع غزة إلى حضن السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو بالأصل تحت ولايتها القانونية والرسمية والشرعية منذ نشأتها عام 1994، وهناك إجماع وطنى فلسطينى على ضرورة العمل فوراً على تشكيل حكومة وفاق وطنى أو حكومة وحدة وطنية.
وتابع «أبوسمرة» لـ«الوطن» أنه ليس هناك أى سيناريو من السيناريوهات الأخرى قريب إلى الواقع، أو له علاقة بالواقع، لا من قريب ولا من بعيد، ولا حتى بالاحتمالات، لكنها مجرد أحلام وأوهام للاحتلال وحكومته، وجميع الاقتراحات المذكورة مرفوضة فلسطينياً، وهناك إجماع فلسطينى على رفض جميع المشروعات أو الخطط والمقترحات الأمريكية والغربية أو الإسرائيلية.
«فهمى»: الولاية للسلطة لأنها الشرعية المنوطة بذلكمن جانبه، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إنه من القراءة الحالية للمشهد، فإن السلطة الفلسطينية هى التى ستتولى الأمن فى القطاع عاجلاً أم آجلاً، خصوصاً أنها السلطة الشرعية المنوطة بذلك، مشيراً إلى أن تصريحات «نتنياهو» تشير إلى أن الاحتلال سيتولى الأمن فترة مؤقتة (لم يحدّدها)، وبعدها ستنتقل إلى السلطة الفلسطينية.
وأشار «فهمى» إلى أن السيناريو الأقرب للتنفيذ بعد الحرب الراهنة فى قطاع غزة هو أن الاحتلال سيخوض تدريبات أمنية مكثفة، سواء من جانب أمريكا، أو بالاستعانة بقوات حلف الناتو، ولكن بعد تأمين القطاع من وجهة النظر الإسرائيلية من المتوقع تسليمه للسلطة الحالية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين غزة إسرائيل الدول العربية السلطة الفلسطینیة قطاع غزة غزة بعد
إقرأ أيضاً:
صرخة صامتة تهز ضمير العالم.. جوليان أسانج يهزّ «كان» بقميص يحمل أسماء 4986 طفلاً فلسطينياً
في ظهور لافت على السجادة الحمراء لمهرجان “كان” السينمائي الدولي، شارك مؤسس موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج مرتديًا قميصًا يحمل أسماء 4,986 طفلًا فلسطينيًا قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، في خطوة اعتُبرت رسالة سياسية حادة ومباشرة ضد الحرب الجارية.
وجاءت مشاركة أسانج، برفقة زوجته ستيلا أسانج، قبيل عرض فيلم وثائقي يتناول سيرته الذاتية بعنوان “The Six Billion Dollar Man” (الرجل الذي كان يساوي ستة مليارات دولار)، حيث وقف أمام عدسات الكاميرات على درج قصر المهرجانات في كان، مرتديًا القميص الأسود الذي كتب على ظهره بخط عريض: “Stop Israel – أوقفوا إسرائيل”.
واعتبر مراقبون ومتابعون أن خطوة أسانج حملت رسالة تضامنية مع ضحايا الحرب في غزة، واستمرارًا لدوره المعروف في فضح الانتهاكات حول العالم، وكتبت صحيفة “هيومانيتي” الفرنسية أن “نضال أسانج من أجل الحقيقة لا يزال حيًا ومؤثرًا”، في إشارة إلى رمزية ظهوره في هذا الحدث العالمي بهذه الطريقة.
أسانج… من مطارد إلى رمز
يُعد جوليان أسانج، الصحفي والناشط الأسترالي، من أبرز رموز حرية التعبير وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات، وقد أسس موقع “ويكيليكس” في عام 2006، الذي نشر ملايين الوثائق السرية، أبرزها تلك المتعلقة بالحروب في العراق وأفغانستان.
في عام 2010، أحدث أسانج صدمة عالمية بعد نشر شريط فيديو يُظهر مروحيات أمريكية تقتل مدنيين في العراق، ومنذ ذلك الحين، واجه ملاحقات قانونية بتهم تتعلق بالتجسس، وقضى سنوات في اللجوء داخل سفارة الإكوادور بلندن، قبل أن يُعتقل عام 2019.
وفي يونيو 2024، تم الإفراج عنه بموجب صفقة قانونية مع السلطات الأمريكية، أنهت فصولًا من معركة قضائية طويلة، ليعود بعدها إلى النشاط العام، ويستمر في قضاياه الحقوقية والسياسية.
ظهور أسانج في “كان” بقميص يحمل أسماء أطفال قُتلوا في غزة يأتي في وقت تتصاعد فيه الأصوات الحقوقية الدولية لوقف الحرب في القطاع، وقد أضاف بُعدًا سياسيًا واضحًا للمهرجان السينمائي، الذي طالما استخدمه الفنانون كمنصة لتمرير رسائل إنسانية عالمية.