صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-22@17:01:29 GMT

الروح الوطنية : يا لشقاء المصطلح

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

الروح الوطنية : يا لشقاء المصطلح

 

الروح الوطنية : يا لشقاء المصطلح

خالد فضل

غالبا ما تنتهي مناقشة بين أيّ سودانيين حول موضوع يخص شؤون حياتهم إلى مقولة باتت ثابتة وهي (غياب الروح الوطنية) , يحدث ذلك عندما يكون المزارعون عائدون من حواشاتهم في مشروع الجزيرة ؛ وهم على ظهور الحمير أو خشب الكارو أو راجلين , يتبادلون الحديث عن مشروعهم اليتيم في مأدبة اللئيم , يقارنون بين ما كان وما أضحى حاضرهم ويا لقتامة المستقبل ! ثم يختمون الحديث (بالفاتحة) وهي قولهم : حدث ما حدث بسبب غياب الروح الوطنية .

المعلمون في صفوف المدارس , الأطباء في المشافي , المهندسون في ماكيناتهم , العمال في ورشهم , حتى التجار في أسواقهم …إلخ , هناك شبه إجماع على غياب الروح الوطنية , الجميع يتهم الجميع , والكل يلقي ظاهرة غياب الروح الوطنية على الآخرين , بالطبع نادرا ما يعترف المتحدث بأنّه هو نفسه يفتقر إلى الروح الوطنية , هناك دوما نظرية (أفرز روحك ثم ألق الحجارة على الجميع) بهذه النظرية العرجاء لا أحد يسلم لأنّ حجرا آخرا من زاوية مضادة لابد سيصيبك فما العمل وما المخرج .

في مطلع السبعينات من القرن الماضي , طرقت أذناي وأنا بن ست سنوات تقريبا عبارات على شاكلة الخونة وأعداء الوطن وعديمي الروح الوطنية , كان المذياع يردد تلك العبارات في ذم انقلابييّ حركة 19يوليو بقيادة هاشم العطا , يومذاك بدأت أعرف أنّ هناط وطنيين وغير وطنيين , أمّا الوطنيون فهم أنصار مايو وأتباع جعفر المنصور , يقول بذلك المذياع ويردده عامة الناس في الأزقة والدكاكين , وأنا طفل يسمع هذا وذاك , لقد تربى جيلنا منذ سنواته الباكرة في الدنيا على هذا التصنيف السخيف للسودانيين , الموالي منهم للحكم العسكري الديكتاتوري هو الوطني الذي يتقطّر وطنية ويهيم في حب البلد متيما , أما من يقول لا فهو تبع العبد سباركوستا معبود الرياح !! هو الشيطان ذاتو , وكبرنا بهذا الوعي المنقوص , نتابع في أخبار الإنقلابات العسكرية ضد النميري ؛ فإذا روادها عنصريون عندما يكون الإشتباه في عناصر من أبناء جبال النوبة أو دارفور أو الجنوب القديم , وإذ هم خونة مارقون وعملاء خاسئون عندما يكونون من أبناء غير تلك المناطق !! ولا عجب , فقد كنا شبابا في حدود 1985م عندما هبّ ذات ثوار مايو ضد حادي الركب جعفر المنصور وأقتلعوه اقتلاعا , ثمّ طفقوا يؤلفون المطولات الكواسح في ذمّ الرجل ومايوه واتحاد اشتراكه المأفون , وبالخيانة وعدم الوطنية دُمغ القوم . وبالوطنية وُصف الثوّار , وفي فترة الديمقراطية القصيرة 86_1989م برع إعلام الجبهة القومية الإسلامية أي براعة في وصم كل معارضي الجبهة بعدم الوطنية والولاء للخارج ومعاقرة السفارات , فيما أختص الله عباده الجبهويين فقط بالوطنية المحضة فتأمل !!

وفي كل الأحوال لم يك هناك معيار موضوعي للوطنية من عدمها , فالذي يبايع البشير رئيسا مدى الحياة مثلا هو في قمة الوطنية ومن يقول لا للبشير وتسقط بس والغ في الخيانة الوطنية , ومن يقول لا لحرب البراء/ حميدتي متهوم باللاوطنية ومن يزأر محرضا على الحرب هو من يتلألأ جبينه وطنية !!!! ومن يخالف التوم هجو الرأي أو أردول فهو مرزول , ومن كان يؤيد قوى إعلان الحرية والتغيير فهو عميل عديل , وعبدالله حمدوك دخيل , الوطني الأصيل فقط من يحمل صفة استراتيجي خبير . إنّه المعيار المختل والميزان المطفف والكيل السوء , فالوطنية في تقديري هي شعور إنساني ذاتي , هي ممارسة صغيرة قد لا يشعر بأثرها المرء مثل رمي الأوساخ في الطريق العام أو حملها لبرميل القمامة الممارسة الأولى تمثل اللاوطنية والثاني فيه من صفاتها ولو النذر اليسير , الموظف المرتشي , المحسوبية والمحاباة تقع في خانة اللاوطنية بينما النزاهة والإستقامة والصرامة تجاه طلبات المحسوبية والذم والزعل والإتهام ب( عديم الفايدة) تدخل في حساب الوطنية , إن لم يك الوطن هو البيت الكبير لكل مواطن فيه فهو لا ينتمي له , ولهذا فإنّ الوطنية ونمو الروح الوطنية والشعور الوطني مقرون بنظام الحكم في البلد , الأنظمة الشمولية والديكتاتورية العسكرية منفرة من الوطن لأنها أنظمة خاصة وليس للجميع , هولاء الخاصة تنطيما سياسيا أو فصيلا عسكريا أو جماعة جهوية , الديمقراطية تعني أن الجميع هنا متساوون حقا وواجبا فهي رافعة للشعور بالإنتماء الوطني , فلا تقل لي إنّ الحرب الدائرة الآن هي حرب الوطنيين ضد غيرهم بل هي حرب اللاوطنيين فيما بينهم , الحرب عدو الوطن وعدو الوطن لا يمكن أن يكون وطنيا وإن كان اسم حزبه يحمل لفظة الوطني .

 

 

الوسومالبشير الحرب الروح الوطنية النقلابات العسكرية النميري خالد فضل شعب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البشير الحرب الروح الوطنية النميري خالد فضل شعب

إقرأ أيضاً:

شرطة دبي تتوج الفائزين في بطولة كرة الصالات

نظَّم مجلس الروح الإيجابية في شرطة دبي بالتعاون مع مركز شرطة البرشاء ومجلس دبي الرياضي ومدرسة دبي الوطنية فرع البرشاء، بطولة كرة القدم للصالات للمدارس الخاصة، استهدفت مواليد 2007 و2009 وشاركت فيها فرق من 12 مدرسة.
وحضر فعاليات البطولة عبد الرحمن مروان الغرير نائب رئيس مجلس إدارة مدارس دبي الوطنية وأسامة عجول المدير العام وسعاد أبو حرب مديرة مدرسة دبي الوطنية في البرشاء وفاطمة بوحجير رئيس مجلس الروح الإيجابية وعلي عمر ممثل مجلس دبي الرياضي.
وفي بطولة الفئة العمرية 2007، حقق فريق مدرسة دبي الوطنية في البرشاء، المركز الأول وجاء فريق مدرسة الأرقم الخاصة في المرتبة الثانية، فيما حقق فريق مدرسة الأكاديمية الدولية المركز الثالث وحصل كل من اللاعب زيد إدريس على لقب هداف البطولة واللاعب محمد البستكي على لقب أفضل حارس مرمى واللاعب حمزة بوحلوف على لقب أفضل لاعب بالبطولة.
وفي الفئة العمرية 2009، فاز بالمركز الأول فريق مدرسة حماية التابعة لشرطة دبي، ثم جاء فريق مدرسة البحث العلمي في المركز الثاني ومدرسة دبي الوطنية في البرشاء في المركز الثالث، فيما فاز اللاعب أحمد طارق بكأس أفضل هداف وفاز أحمد المهنا بجائزة أحسن حارس مرمى واللاعب مؤمن عبد الحليم أفضل لاعب.
وخلال البطولة، توّجت مدرسة الأهلية الخيرية بكأس الروح الإيجابية عن الفئة العمرية 2009، ومدرسة دبي الوطنية فرع الطوار بكأس الروح الإيجابية عن الفئة العمرية 2007.
وشملت البطولة محاضرات نظمتها الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية والإدارة العامة لمكافحة المخدرات والإدارة العامة للمرور وذلك بهدف تعزيز التوعية بسبل الحماية من الجرائم الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني وأخطار تعاطي المخدرات وأثرها السلبي على المتعاطي وأسرته، إلى جانب التوعية بخطورة القيادة بتهور.

مقالات مشابهة

  • شرطة دبي تتوج الفائزين في بطولة كرة الصالات
  • رئيس مجلس النواب يهيب بالجميع تعزيز وحدة الصف الوطني للحفاظ على أمن واستقرار الوطن ووحدته
  • بن حبتور يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بالعيد الوطني الـ35 للجمهورية اليمنية
  • رئيس مجلس النواب يهنئ القيادة والشعب اليمني بالعيد الوطني
  • الراعي يهنئ القيادة والشعب اليمني بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية
  • شرطة أبوظبي تؤكد حرصها على تعزيز قدرات مجندي الخدمة الوطنية
  • شرطة أبوظبي تحثّ مجندي الخدمة الوطنية على التحلي بروح المسؤولية
  • يا أهل اليمن.. اسمعوا ماذا يقول أسر شهداء غزة عنكم!
  • حمدان بن محمد: الاستثمار في الكفاءات الوطنية وتبني الابتكار يصونان الوطن براً وبحراً وجواً (فيديو)
  • عبث واحتقار للرموز الوطنية داخل ملهى ليلي بمراكش: النشيد الوطني في خدمة الخمر.