تكريم «200» فائز فـي المسابقات الرياضية بشمال الباطنة
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
صحار ـ من إبراهيم الفارسي:
احتفلت لجنة الرياضة المدرسية بمحافظة شمال الباطنة امس بقاعة جامع السلطان قابوس بصحار بتكريم الفائزين في مختلف الرياضات والحاصلين على المراكز الأولى في المسابقات الرياضية على مستوى سلطنة عمان. أقيم حفل التكريم تحت رعاية لجينة بنت محسن درويش الزعابية عضو الاتحاد العماني لكرة القدم بحضور الدكتور وليد بن طالب الهاشمي مدير عام تعليمية شمال الباطنة وعدد من ممثلي الأندية الرياضية بالمحافظة وجمع من المدعوين.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المسابقات الریاضیة
إقرأ أيضاً:
كيف تسهم المسابقات المحلية في تطوير مستوى اللاعب وتألق المنتخبات الوطنية؟
استطلاع - عمر الشيباني
من المعلوم أن المسابقات المحلية لمختلف الألعاب الرياضية تلعب دورا محوريا في إظهار المواهب وتوفير بيئة تنافسية منتظمة تساعد اللاعبين على التطور، كما أن لها صلة مباشرة بنتائج المنتخبات الوطنية، كونها تصقل اللاعب وتوصله لأعلى مراحل الجاهزية قبل ارتدائه قميص المنتخب في أي استحقاق خارجي. ولكن يظل التساؤل: هل نظام مسابقاتنا المحلية فعلا يخدم اللاعبين للارتقاء بمستوياتهم ومواهبهم ليحققوا النتائج المرجوة؟ وما دور الأندية والاتحادات الرياضية في النهوض بالألعاب الرياضية؟
«$» استطلعت آراء عدد من لاعبي الأندية المحلية والمنتخبات الوطنية حول دور المسابقات المحلية في تطوير مستوياتهم الفنية، وإسهامها في الظهور بصورة لائقة مع المنتخبات الوطنية.
تأثير كبير
يرى ياسر الحارثي، لاعب منتخبنا الوطني لكرة اليد ونادي مسقط، أن النظام الحالي للمسابقات المحلية لا يخدم تطور مستوى اللاعبين إذا لم يخض اللاعب على الأقل 40 مباراة في الموسم، وذلك للارتقاء إلى مستوى أعلى من الوضع الحالي. وأوضح أن مجمل ما يخوضه اللاعب في مسابقات اليد في الدوري ودرع الوزارة لا يتجاوز 15 مباراة، ويكون اللاعب بعد ذلك في استراحة طويلة حتى الموسم التالي.
وأضاف: الاستمرارية ضرورة ملحة في الجانبين البدني والفني، بتكثيف التدريبات اليومية للحفاظ على مستوى اللياقة للاعب.
وأشار إلى أن هناك تأثيرا كبيرا لقوة وضعف المسابقات المحلية على المستويات التي تقدمها المنتخبات الوطنية، مبينًا أنه إذا كان الدوري متوسطا من الناحية الفنية فإن نتائج المنتخبات الوطنية عند مشاركاتها الخارجية ستكون متوسطة أو ضعيفة.
فمثلًا، في مسابقاتنا المحلية في كرة اليد لا تتجاوز فترة إقامتها ثلاثة أشهر، وبالتالي من الطبيعي جدًا أن يكون لها تأثير عكسي على أداء المنتخبات الوطنية.
وتابع حديثه: يجب الاهتمام بفئتي الناشئين والشباب بصورة أكبر لبناء جيل قوي يتعلم أساسيات اللعبة من الصفر في الجوانب البدنية والفكرية والإدارية للوصول إلى مستويات أكبر.
قصر مدة إقامة المسابقات
أشار حذيفة السيابي -حارس مرمى منتخبنا الوطني لكرة اليد ونادي عُمان- إلى أن نظام المسابقات المحلية للعبة اليد لا يخدم اللاعب نهائيًا، فعلى سبيل المثال انتهى الموسم المنقضي في شهر مارس الفائت، والموسم الجديد سيبدأ في يناير المقبل من العام الجديد، واللاعب خلال هذه الفترة الطويلة متوقف عن نشاطه الرياضي.
وأكد السيابي أن اللاعب بحاجة إلى العمل والاحتكاك، وذلك يأتي بخوضه أكبر عدد من المباريات على مدار الموسم، مبينا أن جميع المنتخبات المجاورة تقدمت علينا كثيرا في قوة مسابقاتهم المحلية.
وتابع حديثه: منتخبنا الوطني لكرة اليد للصالات تراجعت مستوياته كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية، وتوقفنا لفترة طويلة عن المشاركات، وعندما عدنا للمشاركة في آخر بطولتين آسيويتين كانت نتائج المنتخب مخيبة للآمال، وهذا واقع علينا أن نتحدث فيه.
ودائمًا إذا لم يكن هناك عمل وخطة واضحة فإن العمل يكون عشوائيا.
وأكد أن الاتحادات الرياضية دائمًا ما يكون عذرها نقص الموارد المالية، وأن الموازنة لا تكفي، مشيرًا إلى أن المال ليس كل شيء، ويمكننا تعلم الكثير من الدول التي لا تمتلك ميزانية مالية كبيرة ولكن لديها خطة واضحة ورؤية مستقبلية يلتزم بها الجميع، وتأتي النتائج الإيجابية بعد ذلك تباعا.
وتابع حديثه: بالفعل المال جزء مهم جدا، ولكن ليس كل شيء، وعلينا أن نفكر ونخطط بصورة سليمة، ومن ثم نضع السيولة المالية التي نمتلكها في المكان المناسب، مؤكدا أن بعض الاتحادات الرياضية تقيم مسابقاتها بدون وجود أي راعٍ للمسابقة، فهل هذا يُعقل؟
وضع هيكلة واضحة
من جهته، أشار عبدالحكيم السيابي، لاعب منتخبنا الوطني ونادي عُمان لكرة اليد، إلى أن نظام المسابقات المحلية من العوامل الأساسية في تطوير اللاعبين ونجاح وتنمية مواهبهم بكثرة المباريات والاحتكاك مع الفرق الأخرى.
وأكد أنه لا بد من وضع هرم أو هيكل إداري يهدف إلى الارتقاء بلعبة كرة اليد في سلطنة عمان والألعاب الرياضية، وتطوير الأندية والمنتخبات الوطنية، مثل وضع روزنامة وجدول طويل ومناسب لوضع الأندية، ويضاف إليه تقديم الدعم اللازم ورفع المكافآت المالية للأندية الحاصلة على المراكز الأولى، كما يجب دعم اللاعبين وتسهيل أمر احترافهم خارج سلطنة عمان.
ضعف مستوى المسابقات
وأكد لاعب فريق كرة اليد بنادي عُمان حمد الدغيشي أن نظام المسابقات في كرة اليد لا يتناسب مع الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها اللاعب العماني، حيث إن نظام المسابقات لا يخدم اللاعب، ولا النادي، وكذلك لا يخدم المنتخب الوطني، مشيرًا إلى أنه لا يخدم اللاعبين في إظهار إمكانياتهم، وذلك لأن فترة إعداد اللاعب لانطلاقة الموسم لا تتجاوز شهرين، ومن ثم يخوض اللاعب مسابقة الدوري ودرع الوزارة والسوبر في فترة زمنية قصيرة تكاد لا تتجاوز الـ 4 أشهر، حيث لا تتخطى مجمل المباريات التي يخوضها اللاعب في الموسم 20 مباراة.
وأوضح الدغيشي أنه لا يرى أي نجاح للاعب في ظل ضعف مستوى المسابقات المحلية، سواء على الصعيدين البدني والفني، مبينا أن ضعف مستوى منتخب اليد للصالات جاء نتيجة تواضع مستوى الدوري ودرع الوزارة واحتكار المنافسة على 4 أندية فقط طوال الـ 10 سنوات الماضية، وكذلك ضعف مستوى دوريي الناشئين والشباب بقصر مدة إقامة مسابقات المراحل السنية.
الارتقاء بالألعاب الرياضية
قال هاني الدغيشي، لاعب كرة اليد بنادي أهلي سداب: إن نظام المسابقات الحالي، وفي السنوات الأخيرة، لا يؤهل اللاعب لكسب خبرات ولا يرقى بمستوى اللاعب بدنيا وفنيا، مشيرا إلى أن تطوير مستوى اللاعب يحتاج إلى الكثير من العمل والتضحيات، ولعب أكبر عدد من المباريات، وذلك لتطوير الدوري ودرع الوزارة.
فمثلا، تتم إقامة الدوري في مدة لا تتجاوز 4 أشهر، واللاعب بعد ذلك يتوقف عن اللعب لمدة طويلة تتجاوز 7 أشهر، وهذا ما يضعف من قوة المسابقات المحلية، وكذلك المنافسة تقتصر على 4 أندية فقط، وهذا لا يكفي لتطوير مستوى اللاعبين.
وأشار الدغيشي إلى أن قوة المسابقات المحلية أو ضعفها ينعكس على مستوى المنتخبات، بسبب عدم قدرة اللاعب بدنيا وفنيا، وكل ذلك سببه قلة عدد المباريات، وللأسف، اللاعب العماني في تراجع ملحوظ رغم الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها، مؤكدا أننا بحاجة إلى عمل كبير للحاق بالدول الأخرى المتألقة في اللعبة، واللاعب العماني قادر على أن يصل إليهم متى ما توفرت لديه بيئة عمل حقيقية.
وأضاف: يجب علينا العمل كثيرا للارتقاء باللعبة، وهذا يتمثل في تقوية المسابقات، والمشاركات الخارجية، وعمل معسكرات جيدة قبل بداية الموسم، وعلى الاتحاد العماني لكرة اليد دعم الأندية والمساهمة في جلب مدربين لهم، مبينا أن على وزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحاد العماني لكرة اليد متابعة اللعبة أولا بأول، وتقديم يد العون لكافة الأندية، وذلك للارتقاء بلعبة كرة اليد وتطوير الأندية بما يسهم في تطوير المنتخبات الوطنية.
أهمية المسابقات الاحترافية
أكد يونس العويسي، حارس مرمى منتخبنا الوطني ونادي العامرات لكرة القدم الشاطئية، أن نظام المسابقات المحلية يلعب دورا رئيسيا في تطوير مستويات اللاعبين، خاصة عندما تكون منظمة وتراعي التدرج في الصعوبة والتنوع في المنافسين، وذلك من خلال كثافة المباريات وجودة الخصوم التي تساهم بلا شك في تحسين الأداء وتزيد من الخبرة والاحتكاك المطلوب.
وأوضح العويسي أن نجاح المسابقات لمختلف الألعاب الرياضية يساعد في تكوين اللاعبين، إلا أنه يعتمد على مدى نظامها واحترافيتها، وكلما كانت المسابقات منظمة على مدار العام وبجودة عالية من التحكيم والتنظيم، فإنها تسهم بشكل مباشر في صقل الجوانب الفنية، وتحسين اللياقة البدنية، وتعزيز الجانب الذهني والتكتيكي للاعب.
وأشار إلى أن نتائج المنتخبات في مشاركاتها غالبا ما تعكس جودة المسابقات المحلية، فالمنتخبات التي تنافس على مستويات عالية عادة ما تستند إلى دوري قوي يُنتج لاعبين جاهزين بدنيا وذهنيا، أما ضعف المسابقات فيؤدي إلى فجوة كبيرة عند الانتقال إلى المستوى الدولي.
وتابع حديثه: ينبغي على الاتحادات الرياضية التركيز على عدة محاور، منها رفع مستوى تنظيم المسابقات محليًا، وزيادة عددها، والاستثمار في الفئات السنية، وتوسيع قاعدة الممارسين، كما يجب تأهيل الكوادر التدريبية والإدارية، وتطوير البنية الأساسية، وتوفير بيئة احترافية للتدريب والمنافسة، هذا بالإضافة إلى ضرورة بناء شراكات مع جهات تعليمية وأندية خليجية لتبادل الخبرات.
ضرورة تطوير اللاعب لنفسه
أوضح نوح الزدجالي، لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية ونادي العامرات، أن المسابقات المحلية يجب أن تكون بطابع تنظيمي جيد، لكن بالتأكيد على اللاعب أن يخدم نفسه بنفسه لتطوير مهاراته الفنية، مشيرا إلى أن الاحتراف الخارجي يطور من قدرات اللاعب.
وتابع: يوجد تأثير مباشر من حيث مستوى اللعبة وتأثيرها على المجتمع، حيث توجد روح التنافس بين اللاعبين واحتكاكهم ببعضهم البعض لكسب المهارات اللازمة لرفع المستوى مع المنتخبات الوطنية وتمثيلها خير تمثيل.
وشدد الزدجالي على أهمية إتاحة الفرصة للاعبين لإبراز مواهبهم، وذلك يأتي بالاهتمام أولا من قبل الاتحاد المسؤول عن اللعبة، بتوفير كل ما يلزم للاعب من أدوات لتنمية مهاراته، كما يجب أن تكون هناك حلقات عمل خارجية لاستفادة اللاعب من الخبرات الأوروبية التي تخدم المنتخبات الوطنية بطبيعة الحال في الاستحقاقات القادمة.
في السياق ذاته، قال مشعل العريمي، لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية ونادي العامرات: إن الدوري إذا كان ضعيفا، فإنه من الطبيعي أن ينعكس بالسلب على المنتخبات في كل الفئات، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية أن يكون للاعب سقف طموح عالٍ، بالسعي جاهدا لتطوير مستواه، موضحا أنه من الضروري أن يحصل اللاعب على دعم جيد من قبل الجهات المختصة.