نيزافيسيمايا: لماذا يحتاج البيت الأبيض إلى لقاء مع الزعيم الصيني؟
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، تقريرًا، تحدثت فيه عن القمة الثلاثون لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، التي تحتضنها سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، في الفترة الممتدة بين 14 و17 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، سيشارك في المنتدى، وسيلقي خطابًا رئيسيًّا حول شؤون المنطقة، التي تظل محرك النمو الاقتصادي العالمي.
وتضيف الصحيفة، أن هدف الصين هو ترسيخ وتعزيز رؤية "بوتراجايا 2040" التي تبنتها منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، في سنة 2020، والتي بموجبها تم التخطيط لخلق بيئة مفتوحة ومتساوية وخالية من العوائق للتجارة، والاستثمار المتبادل في المنطقة في غضون عقدين من الزمن.
ويواجه تنفيذ مبادئ رؤية "بوتراجايا 2040" صعوبات متزايدة ويرجع ذلك أساسًا إلى حقيقة أن الزعيم الثاني لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، أي الولايات المتحدة، يستخدم بشكل متزايد القيود التكنولوجية والمالية والتعريفية وغيرها من القيود من أجل احتواء نمو الاقتصاد الصيني، لمنعه من الريادة الإقليمية والعالمية.
وقد ضمت الولايات المتحدة بالفعل أكثر من 1.3 ألف كيان قانوني، وفرد صيني إلى قوائم العقوبات المختلفة، وفرضت رسوم جمركية عقابية على عدد كبير من البضائع الصينية. وفي تشرين الثاني/ أكتوبر 2023 أصدر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمرًا تنفيذيًا يحظر توريد الإلكترونيات الدقيقة وأي تطورات تتعلق بالذكاء الاصطناعي إلى الصين.
وعليه، سيصبح الموضوع المتمثل في التناقضات الاقتصادية المتزايدة بين قاطرتي الاقتصاد العالمي إحدى القضايا المركزية خلال اللقاء الثنائي بين شي جين بينغ، وجو بايدن. فيما ذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن يكون هذا أول اتصال بين الزعيمين منذ عام كامل على هامش قمة أبيك في الـ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر.
الجدير بالذكر أن الجانب الصيني، قام ببعض الاستعدادات تمثلت في اجتماع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفنغ مع فريق من الخبراء في واشنطن، حيث سعى خلال مناقشات استمرت ساعات مع وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، إلى الحصول على تأكيد عملي بأن الولايات المتحدة لا تنوي الاستمرار في استراتيجية "الطلاق والنزوح" التي تنتهجها تجاه الصين.
وبعد مهاجمة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، وزارة المالية الأمريكية في واشنطن، شككت بكين في زيارة شي جين بينغ، الى سان فرانسيسكو. وعليه، فإن تأكيد الزيارة في اللحظة الأخيرة يعني أن البيت الأبيض قدم بعض التنازلات.
وتكشف الصحيفة عن مدى حاجة واشنطن إلى هذا اللقاء، الذي تسعى إليه منذ أشهر بإصرار غير مسبوق مع الرئيس الصيني. في الحقيقة هناك عدة أهداف من بينها استئناف الاتصالات المتقطعة بشكل عاجل بين وزارتي دفاع البلدين، الأمر الضروري في ظل إمكانية نشوب أزمة حول تايوان بعد الانتخابات المنتظرة عقدها في الجزيرة في كانون الثاني/ يناير من السنة المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى واشنطن إلى إشراك الصين في المفاوضات حول "الاستقرار الإستراتيجي" والحد بطريقة أو بأخرى من بناء بكين ترسانتها الصاروخية النووية. ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، ففي حين تمتلك الولايات المتحدة حاليا ما يقرب من 3700 رأس نووي، وروسيا حوالي 4500 رأس، تمتلك الصين 410 رؤوس فقط.
إلى ذلك، إذا كانت الأسلحة النووية الأمريكية والروسية مرئية، وتم إحصاؤها وأخذها في الاعتبار عدة مرات، تتكتم الصين عن ما بحوزتها ولا تستطيع الولايات المتحدة ضم بكين إلى نظام المراقبة والإبلاغ فيما يتعلق بالأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
وأوردت الصحيفة، أن الاعتبارات الانتخابية تحظى بأهمية بالنسبة للبيت الأبيض. قبل البداية الرسمية للحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، يريد فريق جو بايدن، الإظهار للبلاد والعالم قدرة الرجل العجوز على حل المشاكل الكبيرة. رغم اجتماع بايدن وشي ست مرات من قبل كرئيسين للدولتين، غير أنه لم يترتب على اجتماعهما مثل هذه العواقب الجدية المحتملة من قبل لا سيما في ظل وصف كبار المحللين الصينيين، الذين لا يميلون عادة إلى تهويل الأمور، الوضع بالحرج هذه المرة.
وفي ختام التقرير، نقلت الصحيفة عن الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، لي هايدونغ، أن الوقت قد حان لكي يختار المتنافسان على القيادة العالمية الشكل الذي ستصبح عليه علاقتهما في العقود المقبلة: استقرار جديد أو "حرب باردة جديدة". وفي حين تريد الصين الواثقة من نفسها تحديد نوعية العلاقات فإن الولايات المتحدة محاصرة بين الاضطرابات الداخلية والتحديات الخارجية، غير مستعدة لاتخاذ هكذا خيار.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة البيت الأبيض امريكا البيت الأبيض الزعيم الصيني صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يعلن فرض رسوم جمركية جديدة تطال 6 دول عربية
أعلن البيت الأبيض، الجمعة، تفاصيل حزمة رسوم جمركية جديدة تستهدف عشرات الدول، في خطوة تصعيدية ضمن سياسة "المعاملة بالمثل" التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن القرارات ستدخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من الأول من أغسطس دون أي نية للتأجيل أو التمديد.
ووفق البيان، ستُفرض رسوم بنسبة 41% على الواردات من سوريا، و35% على العراق، و30% على كل من ليبيا والجزائر، و25% على تونس، فيما بلغت النسبة 15% على السلع الأردنية.
كما طالت الإجراءات دولًا حليفة تقليديًا للولايات المتحدة، إذ تقررت رسوم بنسبة 15% على إسرائيل وتركيا وفنزويلا والكاميرون، في حين ستُفرض رسوم بواقع 30% على جنوب أفريقيا، و39% على سويسرا، و19% على باكستان، و20% على بنجلاديش.
وفي تحرك لافت، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي برفع الرسوم على السلع الكندية من 25% إلى 35%، ما يعكس تشددًا متزايدًا في نهجه الاقتصادي تجاه دول الجوار.
تصعيد سريع وخطوات إضافيةوشهد اليوم ذاته سلسلة من القرارات التجارية المتلاحقة، حيث أمر ترامب بفرض رسوم بنسبة 50% على المنتجات البرازيلية، إضافة إلى رسوم جديدة على واردات النحاس شبه المصنعة، فضلًا عن إلغاء الإعفاء الجمركي على الطرود منخفضة القيمة القادمة من الخارج، وهي خطوة من المتوقع أن تؤثر على التجارة الإلكترونية.
وأكد البيت الأبيض أن ترامب "مصمم على تنفيذ القرار هذه المرة دون تراجع"، في إشارة إلى تمديدين سابقين منذ إطلاق سياسة الرسوم التصاعدية في 2 أبريل الماضي.
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال":
"الموعد النهائي هو الأول من أغسطس... ولن يُمدد. يوم عظيم لأمريكا!"، في لهجة تحدٍ تنذر بمزيد من التوتر في العلاقات الاقتصادية مع عدد من الشركاء التجاريين.
وتشير هذه الإجراءات إلى نهج تصادمي متصاعد في السياسة التجارية للإدارة الأميركية، ما قد يفتح الباب أمام ردود فعل مقابلة من الدول المتضررة، ويزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي.