الفنانة الإماراتية نجاة مكي تدعو الشباب لتطوير تجربتهم بالاستفادة من التقنيات
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
وجهت الفنانة التشكيلة القديرة الدكتورة نجاة مكي كلمة لشباب الفنانين تدعوهم فيها للجد والعمل الدؤوب، والاستفادة من التقنيات الحديثة ووسائل التواصل والمشاركة في المحادثات التي تنظمها المؤسسات الثقافية المختصة بالفنون، كي يطوروا من تجاربهم الفنية نحو الأفضل.
وأضافت في تصريح خاص لـ24: "لا بد أن يكون لدى الفنان صبر وبال طويل لأن طريق الفن صعب، وليس من السهل أن يبني الفنان نفسه بيوم وليله ويصبح معروفاً في بلاده، فلا بد في البداية أن يصنع الفنان اسمه وسط أهله ووطنه، لأن البيئة المحلية لها مردود آخر على الفنان، وإذا ما عرف في بلاده وبيئته ومجتمعه، بالتأكيد سيعرف على مستوى العالم عقب سنوات"
وأشارت مكي: "نحن نعيش طوراَ مهماً يتمثل في انتشار قنوات التواصل الاجتماعي، وبواسطة التقنيات الحديثة والكاميرا الرقمية يستطيع الفنان أن يوّصل أعماله وصوته بشكل أوسع، ويمكنه تقديم تجارب وأعمال بالمشاركة مع فنانين آخرين عبر هذه الوسائل"
وأكدت على شباب الفنانين أن يكونوا دوماً على تواصل دائم مع المعارض وأن لا ينقطعوا عن الأعمال الفنية، فالتواصل يزيد خبرة الفنان وتجربته بالفن، ويمكنّه من الاطلاع على تجارب أخرى لفنانين، سواء كانوا من الرواد أو غيرهم"
كما دعت الشباب إلى زيارة المعارض والمتاحف والاطلاع والقراءة عن المدارس الفنية، موضحة أن كل شيء متوفر الآن بيد الشباب من خلال الهاتف والأجهزة الرقمية، حيث يستطيع الفنان أن يتواصل مع المتاحف العالمية، وأن يطلع على معارض وتجارب فنية ويحضر بعض الورش ويشارك في المحادثات والحوارات التي تتم في المؤسسات الثقافية المتخصصة بالفنون، لأن هذا الجانب إيجابي ويؤثر على تطوير تجارب الشباب"
وتمنّت الفنانة مكي أن يرتقي الفن مستقبلاً على أيدي الشباب والشابات في الإمارات.
وكانت الحكومة الفرنسية مؤخرا قد منحت وسام الآداب والفنون الرفيع للفنانة الإماراتية الرائدة الدكتورة نجاة مكي، في حفل تم بغاليري عائشة العبار في دبي، وقلد سفير فرنسا لدى الإمارات نيكولا نيمتشينو نجاة مكي وسام الآداب والفنون الفرنسي، الذي يمنح فقط لصفوة المبدعين في مجالات الثقافة، لتكون مكي أول فنانة إماراتية تنال هذا الاستحقاق.
وحول ذلك قالت مكي: "التكريم بالنسبة لي تشريف من دولة خطت في الفن قروناً طويلة، ولها تجربة عظيمة والعالم يشهد بذلك، حيث أن فرنسا بلد الفن والجمال والابداع وقد انتشرت فنونها في العالم، وأعتقد أن جميع الفنانين يتوقون لزيارة فرنسا ومشاهدة متاحفها المليئة بالآثار وبالتحف والأعمال الفنية المميزة، ومن الجميل أن يكون تشريف لفنانة من الإمارات بوسام الفارس، وفي الوقت نفسه الوسام يعتبر مسؤولية كبيرة بالنسبة لي كفنانة إماراتية، فلا بد أن أجتهد أكثر لأمثل بلادي بصورة أجمل وأكبر، والحمد لله أني شرفت وطني بهذا الإنجاز".
وتُعتبر الدكتورة نجاة مكي شخصية رائدة في مجتمع الفن الإماراتي، وأثَرت رؤيتها العميقة للعلاقة الكامنة ما بين الفن والموروث الثقافي والتراث الإماراتي والذاكرة على عمق وتنوع إبداعها الفني، كما أن رؤيتها الفنية ونهجها قد تركا أثراً كبيراً على العديد من الفنانين والجيل الصاعد.
وهي من مواليد دبي عام 1953، حصلت على ابتعاثٍ من الدولة للدراسة في كلية الفنون الجميلة في القاهرة عامَ 1977، لتتخرجَ عام 1982 حاصلةً على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة، تخصص نحت بارز، وحصلت على دبلومٍ عام في الفنون الجميلة من القاهرة عامَ 1996، ثم حصلت على درجة الماجستير في الفنون من جامعة القاهرة عام 1998، في مجال النحت البارز وتصميم الميداليات، وتوجت ذلك عام 2001 بتقديمها أطروحة الدكتوراه في كلية الفنون في القاهرة في مجال تصميم المسكوكات والعملات المعدنية، وتتسم مسيرتها الفنية بالتجدد المستمر، مع محافظتها على أسلوبها الفني الخاص وشخصيتها المتفردة، وإسهامها الكبير في نشر الثقافة والتراث الإماراتي، وهي من أهم النساء المبدعات في الفن والثقافة في الإمارات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات فرنسا فی الفن
إقرأ أيضاً:
الغناء الصنعاني يفقد إحدى رائداته... وفاة الفنانة اليمنية تقية الطويلية
ودّع الوسط الفني والثقافي اليمني، اليوم الإثنين، واحدة من أبرز رائدات الغناء النسائي اليمني، بوفاة الفنانة القديرة تقية الطويلية، عن عمر ناهز ما يقارب 80 عامًا، بعد صراع مع مرض عضال، في مدينة صنعاء التي احتضنت جزءًا كبيرًا من مسيرتها الفنية.
تقية الطويلية، التي وُلدت في مدينة الطويلة بمحافظة المحويت عام 1952م، كانت صوتًا نسائيًا استثنائيًا شقّ طريقه في زمن صعب، متحدية القيود المجتمعية والظروف المحافظة لتُصبح “ملكة الغناء النسائي اليمني”، ولتُخلّد اسمها ضمن أعلام الفن الشعبي والتراثي، لا سيما في اللون الصنعاني الأصيل.
بدأت مشوارها الفني بعد سنوات قليلة من ثورة 26 سبتمبر 1962، من خلال جلسات نسائية خاصة، قبل أن يلمع نجمها في المحافل الفنية الوطنية، حيث شاركت كبار الفنانين اليمنيين، أمثال: علي عبد الله السمه، محمد حمود الحارثي، علي بن علي الآنسي، أحمد السنيدار، أحمد فتحي، وغيرهم، الذين لحنوا لها وأبدعوا معها في تقديم أعمال خالدة.
تميّزت تقية الطويلية بغنائها الفلكلوري الشعبي، وقدمت أكثر من 21 ألبومًا غنائيًا، تضم عشرات الأغاني التي تراوحت بين الطابع الوطني والعاطفي والاحتفالي، منها: "سلامي للجيش"، "يا طالعين الجبل"، "هات الدواء داوني"، "في الليل أهيم"، "يا قلب يكفيك عذاب"، و"رب العباد لا لجأتني"، وهي أغنيات لا تزال حيّة في ذاكرة المستمع اليمني.
كما كانت تقية من أوائل الفنانات اللاتي احترفن العزف على "الصفيح" (الصحن)، واشتهرت بحضورها المميز في الأعراس والمناسبات النسائية، وساهمت بفاعلية في إحياء التراث الغنائي وتوثيقه، ما أهّلها لتكريمات فنية عديدة، أبرزها من النادي الأهلي في صنعاء ووزارة الثقافة، تقديرًا لما قدمته من إرث فني زاخر.
وفي أجواء مهيبة خيّم عليها الحزن والأسى، شُيّعت جثمان الفنانة الراحلة اليوم الاثنين في مدينة صنعاء، إلى مثواها الأخير في مقبرة خزيمة، بحضور عدد من الفنانين والإعلاميين ومحبيها، الذين عبّروا عن عميق حزنهم لرحيل إحدى أيقونات الفن اليمني، مؤكدين أن صوتها سيبقى حاضرًا في ذاكرة الوطن.