كتائب “حزب الله” العراقي: العدو سيلقى منا أشد الضربات حتى تحرير أرض فلسطين
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
الجديد برس:
أكدت المقاومة الإسلامية في العراق – كتائب حزب الله تضامنها مع قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية في معركة “طوفان الأقصى”، مشددةً على التزامها بتوجيه الضربات رداً على جرائم العدوان الصهيو-أمريكي.
وقالت الكتائب، في بيانٍ نشرته اليوم الخميس، إن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني “أمام وحشية الصهاينة المدعومة بأحدث الآلات العسكرية والاستخبارية الأمريكية، فضلاً عن الدعم الإنكليزي والفرنسي وغيره من دول الغرب، لم يكن ليتأتى لولا صبرهم وإيمانهم بوجوب استرجاع حقوقهم المسلوبة من الكيان الغاصب”.
وأضافت: “على الرغم من تعرض الفلسطينيين لأنواع الجرائم والإبادة، فإنهم ما زالوا صامدين محتسبين من أجل تحرير أرضهم ومقدساتهم”.
وتطرق بيان الكتائب إلى التورط الأمريكي في سلب حقوق الشعب الفلسطيني وحريته ودعم العدوان عليه، مؤكداً أنه تعداه إلى جرائم محاصرة المدن وقطع الماء والغذاء والدواء وتدمير المباني وتهجير المدنيين واقتحام وقصف المساجد والمشافي وقتل النساء والأطفال.
وشدد على أن هذه الجرائم التي يتشاركها العدو الصهيو-أمريكي “لن تمر دون ردعٍ وعقاب”، مؤكدةً أن “العدو سيلقى منا أشد الضربات، وأقسى الصفعات، حيث وصلت أيدينا، وعداً وعهداً، حتى تحرير أرض فلسطين من البحر إلى النهر”.
يُذكر أن المقاومة الإسلامية العراقية أعلنت، أمس الأربعاء، أنها استهدفت قاعدة الاحتلال الأمريكي عين الأسد، الواقعة غربي العراق، برشقةٍ صاروخية أصابت أهدافها بشكل مباشر، مؤكدةً في بيانٍ لها أن الاستهداف يأتي في إطار عملياتها الداعمة لغزة.
وتتواصل عمليات المقاومة الإسلامية العراقية ضد القوات الأمريكية في كلٍ من العراق وسوريا، تضامناً مع غزة في معركة “طوفان الأقصى” التي تخوضها المقاومة الفلسطينية، إذ أكد الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، أنه لن يكون هناك وقفٌ لعمليات المقاومة إلا “عبر وقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة”.
من جهته، شدد الأمين العام لحركة النجباء العراقية، الشيخ أكرم الكعبي، على أن “لا حلول سياسية” مع الاحتلال الأمريكي في العراق، مؤكداً عدم جدوى تهديداته، مجدداً التذكير بأن المقاومة الإسلامية العراقية “لن تتوقف أو تهادن أو تتراجع”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
مؤتمر “حلّ الدولتين”.. خدعة سياسية لتصفية المقاومة وتجميل وجه الاحتلال
يمانيون | تقرير تحليلي
في ظل تصاعد المجازر الصهيونية في غزة، وبينما تغرق الأرض الفلسطينية في الدم والركام، عاد المجتمع الدولي ليطرح مجددًا ما يسمى “مشروع حلّ الدولتين”، عبر مؤتمر دولي يُراد له أن يُعيد خلط الأوراق، ويوجه البوصلة نحو مسار سياسي منحرف يخدم الاحتلال أكثر مما يدعم الحقوق الفلسطينية.
تبدو صيغة المؤتمر مملوءة بألوان دبلوماسية “جميلة” في الفضاء الإعلامي، لكنها لا تخفي قبح جوهرها. فالمبادرة ليست جديدة، بل هي مبادرة قديمة متعفنة أُعيد طلاؤها مجددًا بعد أن بقيت لعقود على الورق دون تنفيذ، تُستخدم كلما اشتدت المقاومة وتصدع وجه الكيان المحتل تحت ضربات الصواريخ أو صمود أبطال الأرض المحاصرة.
المطلوب من المؤتمر: نزع السلاح وتفكيك غزة
من أبرز بنود هذا المسار الذي يُراد فرضه سياسيًا، ما تسعى إليه القوى الغربية والأنظمة العربية المتماهية، وهو إنهاء سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وتسليم إدارة القطاع بالكامل، بما فيه من مؤسسات ومقدرات وأسلحة، للسلطة الفلسطينية الخاضعة للتنسيق الأمني مع الاحتلال.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل يُطرح بوضوح في الكواليس ما هو أخطر: نزع سلاح المقاومة بالكامل، وتجريد الشعب الفلسطيني من آخر أدوات الدفاع عن نفسه، وشيطنة كل من يحمل السلاح ضد الاحتلال الصهيوني. وهي المطالب التي يروج لها القادة الصهاينة في تصريحاتهم، وتجد صدًى لها في باريس ولندن وواشنطن والرياض والقاهرة.
فرنسا وبريطانيا.. شراكة معلنة في جريمة الإبادة
الدول الأوروبية الكبرى لم تتزحزح خطوة واحدة عن دعمها المباشر وغير المباشر للعدو الصهيوني. لندن لم توقف تصدير الأسلحة، وباريس كذلك. بل تستمر الدول الغربية على اختلافها في توفير الدعم السياسي والعسكري، وتكتفي بتصريحات “قلقة” لا تعني شيئًا، سوى محاولة يائسة لحماية نفسها من اتهامات جرائم الحرب، عبر الادّعاء بأنها تُحذر وتُدين لفظيًا.
إن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل حرب إبادة ممنهجة تشترك فيها أطراف دولية بالصمت أو بالمشاركة الفعلية، تحت غطاء من الشرعية الكاذبة التي توفرها المؤتمرات الدولية، والتي لا تخرج عن كونها مظلّة لشرعنة الاحتلال ومساعدته على تحقيق ما عجز عن فرضه عسكريًا.
المقاومة “إرهابًا”.. والدفاع “خروجًا عن القانون”
لم يكن غريبًا أن يُعاد تصنيف حركات المقاومة في المؤتمرات الغربية بأنها “إرهابية”، فذلك جزء من الحرب النفسية والسياسية التي تهدف إلى نزع الشرعية الأخلاقية والدينية والوطنية عن كل من يقف في وجه الاحتلال.. بل إن بعض العواصم الأوروبية والعربية تطرح “حلولًا” تشمل تفكيك فصائل المقاومة، وتسفير من تبقى من مقاتليها إلى أي بقعة يُختار لهم النفي إليها.
وهكذا يُراد أن تُعزل المقاومة، وتُفكك، وتُجرد من سلاحها، ليُسلَّم القطاع بكل جراحه ومقدراته إلى مسار سياسي عقيم، عجز عن إنقاذ الضفة من التهويد، وعن حماية القدس من الاقتحامات، وعن وقف الاستيطان الذي يلتهم الأرض.
النتيجة: مؤتمر ضد المقاومة وليس ضد الاحتلال
ما يُطلق عليه “مؤتمر دولي لحل الدولتين” ليس في الحقيقة سوى مؤتمر ضد المقاومة، يُنظم تحت عناوين مضلّلة مثل “السلام” و”إنهاء المعاناة”، بينما يُمرر في كواليسه أخطر الأجندات: القضاء على المقاومة، شرعنة الاحتلال، تحويل الجلاد إلى ضحية، والضحية إلى متمرّد إرهابي.
رغم الحضور الكبير والتصريحات المتكررة والدعوات الخجولة لوقف إطلاق النار، إلا أن المؤتمر خالٍ من المواقف العملية، ولا يقدّم شيئًا جوهريًا يمكنه وقف المجازر أو إنقاذ الأطفال الذين يموتون جوعًا وقهرًا تحت الحصار والركام.
العالم يتعرّى.. والاختبار يكشف زيف المواقف
لقد شكّل هذا المؤتمر اختبارًا فاضحًا لمواقف العالم “المتحضّر”، فكشف زيف الخطاب الأوروبي والإنساني. العالم الذي يكتفي بإحصاء الجثث وإرسال المساعدات المشروطة، دون اتخاذ موقف حقيقي ضد الاحتلال، ليس سوى شريكٍ في الجريمة.
وما لم تتحول هذه المؤتمرات إلى أدوات فعلية لمحاسبة العدو، ووقف شحنات الأسلحة، وملاحقة مجرمي الحرب، فإنها ستظل جزءًا من المشهد الدموي، وستسجَّل في ذاكرة التاريخ كأداة سياسية لشرعنة الإبادة، لا لإنقاذ الضحايا.