صحيفة تكشف مواقع انتشار القوات الأمريكية بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
نشر الجيش الأمريكي آلاف الجنود في الشرق الأوسط منذ هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر على إسرائيل، في الوقت نفسه رفض الكشف أماكن القواعد العسكرية أو حتى أسماء الدول المضيفة للقوات، وذلك ليس لأسباب أمنية، ولكن لتجنيب الدول المضيفة الإحراج.
ذكرت صحيفة ذي إنترسبت الأمريكية أن إحدى هذه القواعد، هي قاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن، وأنها قد استقبلت العديد من الطائرات الهجومية الجديدة من طراز F-15 الشهر الماضي، وهي نفس الطائرة التي تم استخدامها لقصف المنشآت التي تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا مرتين على الأقل منذ أكتوبر،وذلك عقب الهجمات التي تعرضت لها القوات الأمريكية من قبل الجماعات المدعومة من إيران.
وعلى الرغم من الأعمال العدائية، رفض البنتاغون الاعتراف بالقاعدة أو الحشد العسكري الذي يجري عليها لأسباب سياسية، حتى في الوقت الذي يساهم فيه الوجود الأمريكي المتزايد والأنشطة المتزايدة في تصاعد التوترات مع إيران.
كما قال بروس ريدل،من معهد بروكينغز، للصحيفة "إنه وضع خطير". مضيفًا أنه "هناك مجموعة من العوامل تدفع الولايات المتحدة وإيران نحو صراع عسكري مباشر، بما في ذلك حشد القوات، والأعمال الانتقامية في سوريا من قبل القوات الأمريكية، واستفزازات وكلاء إيران بالمنطقة"
وتكشف السجلات الحكومية التي اطلع عليها موقع "ذي إنترسبت"، أن قاعدة موفق سلطي لا تزال تعمل كقاعدة عسكرية أمريكية.
قال آرون شتاين في تقرير صادر عن معهد أبحاث السياسة الخارجية لعام 2021: "المركز الرئيسي للعمليات الجوية الأمريكية في سوريا هو الآن قاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن، لكن الوجود الأمريكي غير معترف به بسبب حساسيات البلد المضيف".
وكان قد تم تسمية هذه القاعدة على اسم الملازم الأردني موفق السلطي، الطيار الذي استشهد في قتال ضد القوات الإسرائيلية خلال صراع شمل الضفة الغربية في عام 1966.
و ليس من الصعب معرفة سبب عدم رغبة الحكومة الأمريكية في إعلان وجودها في هذه القاعدة الجوية. وذلك حيث أن الأردن يضم أكثر من 2 مليون لاجئ فلسطيني، كما توجد به العديد من الاحتجاجات المعارضة للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
"موقع غير معلن"
"نعم، موقع غير معلن في الشرق الأوسط" هذا هو رد السكرتير الصحفي للبنتاغون العميد بات رايدر لمراسل يسأل عن موقع القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة خلال مؤتمر صحفي في أكتوبر
كما قال ساخرًا "لكن محاولة لطيفة".
وهذا هو رد البنتاغون الدائم على أسئلة الصحافة حول الحشد العسكري الأمريكي.
حيث كان الرد على مراسل آخر سأل عن عمليات النشر الأمريكية "هل يمكننا القول في بعض الدول العربية أو الخليجية؟".
"نعم، لا يمكنني ذكر مواقع محددة".
وقال إلياس يوسف، محلل الأبحاث في برنامج الدفاع التقليدي في مركز ستيمسون: "تحاول واشنطن توفير بعض الإنكار المعقول للدول المضيفة في وقت أصبح ينظر فيه إلى الارتباط بالولايات المتحدة على أنه مسؤولية سياسية".
وعلى الرغم من السرية، فإن الصور التي نشرتها وزارة الدفاع والتي تظهر طائرات F-15 تهبط في ما وصفته بأنه "موقع غير معلن" سرعان ما تم تحديد موقعها الجغرافي من قبل باحثين وتبين أنها قاعدة موفق السلطي الجوية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجيش الأمريكي انتشار القوات الأمريكية اسرائيل فلسطين غزة قاعدة موفق السلطي الاردن القوات الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تكشف فجوة السيادة الطاقية في مصر والمغرب وتونس
أصدرت غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقريرًا جديدًا يسلّط الضوء على التحديات البنيوية التي تواجه استقلال أنظمة الطاقة في مصر والمغرب وتونس، مقدمًا لأول مرة تقييمًا شاملًا لسيادة الطاقة في الدول الثلاث، مع طرح مسارات واقعية لانتقال عادل يتجاوز الاعتماد على الوقود الأحفوري. ويأتي التقرير عقب مؤتمر المناخ COP30، الذي لم يحقق التقدّم المطلوب في ملف التمويل المناخي أو وضع التزامات واضحة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
ويستند التقرير إلى نسخة محدّثة من مؤشر سيادة الطاقة، حيث سجّل المغرب 5.5 نقاط من أصل 10، تليه مصر بـ4.5 نقاط، ثم تونس بـ4.25 نقاط. ويؤكد المؤشر وجود فجوة واضحة في السيطرة على الموارد والطاقة في الدول الثلاث، نتيجة استمرار النفوذ الكبير للمستثمرين الأجانب والمؤسسات الدولية في صياغة سياسات الطاقة وتوجيهها نحو تلبية احتياجات التصدير بدلًا من الأولويات الوطنية. ويشير التقرير إلى أن مشاريع الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية والرياح الموجّهة للأسواق الأوروبية قد تتحول إلى “مناطق تضحية خضراء”، مع تحمّل المجتمعات المحلية للأعباء البيئية والاجتماعية مقابل عوائد محدودة.
ويحذّر التقرير من استمرار الاعتماد المرتفع على الوقود الأحفوري، إذ يلبي 94% من احتياجات الطاقة في مصر، و88% في تونس، و91% في المغرب، إضافة إلى استمرار نماذج التعاقد التي تُبقي الأرباح في يد الجهات الأجنبية وممارسات “الحلول الزائفة” مثل احتجاز الكربون والهيدروجين الأزرق. كما يوضح أن سياسات الطاقة الحالية في الدول الثلاث تتأثر بشكل مباشر بشروط صندوق النقد الدولي ومتطلبات المموّلين الدوليين، مما يقيّد قدرتها على تحقيق انتقال طاقي مستقل وعادل.
وقال جوليان جريصاتي، مدير البرامج في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: إن مؤشر سيادة الطاقة يتيح للمرة الأولى قياس فجوات السيطرة على الموارد في مصر والمغرب وتونس بشكل كمّي، موضحًا أن التحول نحو الطاقة المتجددة لا يضمن بالضرورة تحقيق العدالة أو السيادة الطاقية. وأكد أن إزالة الكربون في أوروبا لا يجب أن تأتي على حساب مصالح شعوب شمال أفريقيا، لافتًا إلى أن المجتمعات المحيطة بمواقع الاستخراج لا تحصل سوى على سنت إلى ثلاثة سنتات مقابل كل دولار من العوائد، بينما تتحمّل الأضرار الصحية والبيئية بشكل مباشر.
ويطرح التقرير مجموعة من الآليات القانونية والمالية لتفعيل العدالة المناخية، بما يشمل التقاضي الاستراتيجي المستند إلى رأي محكمة العدل الدولية لعام 2025، وتطبيق مبدأ “الملوِّث يدفع”، إضافة إلى مقترحات عملية مثل تخصيص 15 إلى 25% من إنتاج مشاريع الطاقة المتجددة للاستهلاك المحلي، وتأسيس صناديق مجتمعية تعتمد على نسبة من الإيرادات، وتعزيز حلول الطاقة اللامركزية مثل أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح والشبكات المصغّرة. ويوضح التقرير أن فرض رسم إضافي بنسبة 0.1% فقط على أرباح ثلاث شركات دولية تعمل في قطاع الوقود الأحفوري في مصر كان يمكن أن يوفّر 11 مليون دولار خلال ثلاث سنوات، وهو مبلغ كافٍ لتمويل عشرات العيادات والمشروعات الزراعية المستندة إلى الطاقة الشمسية.
ويخلص التقرير إلى أن شمال أفريقيا تقف أمام لحظة حاسمة: إما إعادة إنتاج نموذج اقتصادي يعتمد على استخراج الموارد تحت مظلة “التحول الأخضر”، أو تبنّي مسار انتقال طاقي عادل يمنح المجتمعات دورًا محوريًا في تحديد كيفية إنتاج الطاقة ولمن تُوجّه، بما يعزز الصمود والسيادة على المدى الطويل.