عادل امام .. تنبؤات امة بلا وعي !
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
تعد مجموعة مسرحيات الممثل العربي القدير عادل امام ( شاهد مشفش حاجة ، ومدرسة المشاغبين ، والود سيد الشاغل ، والزعيم ) من روائع الفن الناقد البناء الهادف الصريح ، اذ شكلت نقدا لاذعا في وقت لم يستطع احد يتفوه (بالمليان) امام جبروت عالم كانت الجماهير مقيدة والافواه ملجمة حد التكميم ، حينما انتشرت مسرحية الزعيم منتصف التسعينات وهي الاخيرة من رباعياته الفنية الرائعة ، تم تهريب بعض النسخ الى العراق المحاصر المكبل انذاك ، وقد وقعت بعض تفاصيل العرض كالبلسم على مسامع وعيون المشاهد الذي كان يتابعها بالخفية ويشعر بعادل امام وكانه يعبر عما في الضمير العراقي ، حينما كان يصيح : ( عاش الزعيم الاوحد ، بالروح بدم نفديك يا زعيم ) .
برغم مرور حوالي اربعة خمسة عقود على اول عرض مسرحي لشاهد مشفش حاجة ، الا انها ما زالت تعرض بصورة مؤثرة بالمتلقي ومعبرة عن الواقع الذي تجيش اهاته بصور وحركات وكلمات دقيقة جدا ، حتى ان الضحك المستمر حد الهستريا لا يؤثر على جدية المسرحية ولا يخرجها من سياقها الفني الهادف . هنا يكمن سر نجاح امام في تعبيره عن خلجات الشارع العربي عامة ، بضحكات متغلغلة الأعماق دون حاجة الى تهريج وصخب ممل ، وهذه احد اهم مميزات عبقرية عادل امام الذي تميز عمن سواه برغم كثرتهم .
أصبحت سياسة شبكات الاتصال وبرامج التواصل العربية استهدافية لجيوب المواطنين بل لفكره وقيمه بالدرجة الأولى ، فزخ البرامج والتواصلية متلاطمة كل يوم يفرضوا عليك شيء جديد .. وسيل الرسائل المزعجة يترى ليل نهار وبالساعات المتكررة او دون ذلك ، لا هدفية واضحة الا تشجيع وربما تمويه المواطن للشراء والصرف والاستقطاع الانترنيتي والرصيدي ثقافة الاستهلاك اصبحت دين يدان به بل ثقافة عامة مخجل من يعمل دونها .. شكاوى اهل الوعي لم يعد احد يسمعها بل ان اقدام طوابير الحفاة تدوسهم حد الاختناق .. حتى الان لا أجوبة شافية لاي من المؤسسات .. الا بما يثير شك وجهات صرف وتمويه جديد .. وقد قال احدهم ان رصيده الأسبوعي خلص برغم عدم اتصاله ولا مرة وقد علق بطريقة ساخرة : ( قطعوا تلفون الشقة مع اني معنديش تلفون) .
الكثير من متفنني استغلال الشعوب وتجهيلهم بل والسيطرة على الراي العام وتوجيهه وتوظيفه كما يريد الاخر ، اخذوا يبتدعوا طرق شتى لاستهلاك ما في جيوب وعقول المواطن اذ لم يكتفوا : ( بالكنتاكي والبرغر والصوصج والدلفري والالعاب الالكتروينة المقامرة .. وغير ذلك الكثير وما خفي كان اعظم ..) . فبعض الموظفين لم يعد راتبه يكفي لموبايلات زوجته واولاده برغم حجم راتبه الذي اصبح كارتونيا اكثر من أي وقت مضى .. الاطفال مع لعبهم الدائم بالموبايل وبعمر سنة او سنتين اصبحوا يتعرضوا لامراض جديدة من قبيل التوحد الذي لم يكن له وجود في مجتمعاتنا البسيطة فضلا عن امراض العيون والتمرد على الاباء وغير ذلك اكثر .. فعلا المجتمعات العربية في حيرة من امرها .. لم تعد الدراسة كما كانت عليه ايام زمان حيث كانت شهادة الابتدائية كفيلة ببث نوع من الوعي قادر بموجبه التفريق بين الضرر والفائدة .. اما اليوم ومع زخ الشهادات العليا وتفريخ الجامعات وتوزيع الدكتوراه الفخرية والعاطفية وربما الجنسية … عبر الانترنيت مع توفير البحوث المجانية غدت عملية الوعي سطحية حتى عند ادعياء الوعي وربما الذين يحاضرون فيه ..
لم يعد يمر شيء .. فكل شيء بلا تمحيص ولا مراقبة ولا توجيه .. كل الضخ الاعلامي يدخل البيوت من السرير حتى القرير .. لا معلومة لا نصيحة لا وصية الا بمرورها عبر شبكة عنكبوتية لا يعرف سرها ووجعها .. الا اولئك المتعمقين بتحسس الام الامة وهم الاكثر ضررا وتهميشا من هذه الامة .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط: شارك.. الكلمة كلمتك خطوة جادة لترسيخ الوعي السياسي
أكد اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، استمرار تنفيذ الحملة القومية "شارك.. الكلمة كلمتك" بمختلف مراكز ومدن المحافظة لترسيخ ثقافة المشاركة السياسية بين الشباب، وتعزيز دورهم الوطني في دعم مسيرة التنمية، مشيرًا إلى أن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وخاصة انتخابات مجلس الشيوخ، تعد واجبًا دستوريًا ومسؤولية وطنية يجب أن يتحملها كل مواطن.
تمكين الشباب سياسيًاوأضاف المحافظ أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تولي اهتمامًا كبيرًا بتمكين الشباب سياسيًا وتثقيفهم بأهمية المشاركة في الحياة العامة، باعتبارهم ركيزة أساسية في بناء الجمهورية الجديدة.
وأشار محافظ أسيوط إلى أن حملة "شارك.. الكلمة كلمتك" نظمتها مديرية الشباب والرياضة بقيادة أحمد سويفي، وكيل الوزارة، بمركز التنمية الشبابية بمنفلوط، بحضور 500 شاب وفتاة، ضمن خطة نشر الوعي والتثقيف السياسي وشهد اللقاء محاضرة لأحد الكوادر الشبابية المعتمدة من وزارة الشباب والرياضة الذي استعرض أهمية المشاركة السياسية باعتبارها جوهر الديمقراطية وروحها الحقيقية، وأن التنمية الشاملة لا تتحقق إلا بإنسان واعي ومدرك لأهمية صوته في رسم السياسات العامة، وأن العملية الانتخابية تمثل آلية حقيقية لتفعيل هذه المشاركة.
بناء قاعدة شبابية قادرة على المساهمة الفاعلةوأوضح اللواء هشام أبوالنصر أن هذه اللقاءات تمثل مساحة حوارية هامة لتمكين الشباب من التعبير عن آرائهم بحرية، وتنمية وعيهم السياسي، بما يسهم في بناء قاعدة شبابية قادرة على المساهمة الفاعلة في الشأن العام، مشددًا على ضرورة استمرار مثل هذه المبادرات التي تعزز الانتماء الوطني وتؤسس لثقافة المشاركة الواعية، مطالبًا الشباب بأن يكونوا رسلًا للتوعية في مجتمعاتهم، وأن ينقلوا هذا الوعي إلى كافة الفئات العمرية.
يذكر أن وزارة الشباب والرياضة وضعت خطة شاملة لتنفيذ لقاءات حوارية وتثقيفية بجميع محافظات الجمهورية، بمشاركة نخبة من أساتذة العلوم السياسية والقانون الدستوري، تحت إشراف الإدارة المركزية للتعليم المدني، والإدارة العامة لبرلمان الطلائع والشباب، برعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وإشراف إيمان عبد الجابر رئيس الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدني، ورندا البيطار مدير عام برلماني الشباب والطلائع.