بدأ مجلس الشورى أعمال دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة العاشرة، حيث عقد أعضاء المجلس جلسة استثنائية انتخب خلالها أصحاب السعادة الأعضاء رئيسًا للمجلس ونائبين وسط آمال أوسع لتحقيق شراكة تكاملية فاعلة مع مؤسسات الدولة خاصة فيما يتعلق بصلاحيات المجلس في الجانب التشريعي وأدواره في تفعيل أدوات المتابعة.

يعمل مجلس الشورى كشريك محوري لتحقيق أهداف «رؤية عمان 2040» ومتابعة تنفيذ أولويات الخطة الخمسية العاشرة (2021-2025)، وذلك من خلال ممارسة صلاحياته التشريعية والرقابية التي حددها له النظام الأساسي للدولة (6/ 2021)، وقانون مجلس عمان (7/ 2021)، فقد رفع القانون من قدرة المجلس على المشاركة في صنع القرار الوطني من ناحية، والتعبير عن تطلعات المواطنين ومناقشة أبرز القضايا المجتمعية من ناحية أخرى.

وحرصًا من المجلس على القيام بمهامه وأعماله، فقد واصل خلال دور الانعقاد السنوي الرابع (2019-2023) من الفترة التاسعة جهوده في العمل التشريعي، وتفعيل أدوات المتابعة التي حددها قانون مجلس عمان، حيث شهد الدور الرابع عقد (16) جلسة اعتيادية، أقر خلالها (28) من مشروعات القوانين والاتفاقيات المحالة من الحكومة منها مشروع الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2023م، ومشروع قانون الحماية الاجتماعية ومشروع قانون العمل، مشروع قانون التعليم المدرسي، ومشروع قانون التعليم، ومشروع قانون الدين العام، ومشروع قانون السياحة، ومشروع قانون المحاماة والاستشارات القانونية، ومشروع قانون البصمات الحيوية، ومشروع قانون حماية الودائع المصرفية.

كما عكف أعضاء مجلس الشورى على تفعيل أدوات المتابعة التي أتاحها لهم قانون مجلس عمان التي تتمثل في (طلب الإحاطة، الرغبة المبداة، السؤال، البيان العاجل، مناقشة البيانات الوزارية، والاستجواب) بشكل جلي خاصة في الموضوعات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة التي تأتي كتفاعل مباشر مع عدد من قضايا الرأي العام التي يتداولها المواطنون عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ألقى أعضاء المجلس ما يقارب 22 بيانا عاجلا، تناولوا فيها قضايا التعليم والتوظيف والتسريح وعدد من القضايا الاجتماعية.

كما استعان أعضاء المجلس بالأسئلة المكتوبة للاستيضاح حول عدد من الموضوعات، حيث تم تقديم 39 سؤالا في مختلف القطاعات الحيوية، إلى جانب (56) من طلبات الإحاطة.

وبناء على المادة (59) من قانون مجلس عمان التي تنص: دون الإخلال بحكم المادة (27) من هذا القانون، يجوز لمجلس الشورى -من تلقاء نفسه- إبداء رغبات للحكومة في الأمور المتعلقة بالخدمات والمرافق العامة وسبل تطويرها، وتحسين أدائها، أو فـيما يواجه القطاع الاقتصادي من معوقات، وتعزيز التنمية، وذلك كلما قدر المجلس أن المصلحة العامة تقتضي ذلك، وعلى المادة (60) بأنه: يجوز لكل عضو من أعضاء مجلس الشورى اقتراح الرغبات فـي المسائل المشار إليها فـي المادة (59) من هذا القانون، وتقدم هذه الاقتراحات كتابة إلى رئيس المجلس مشفوعة ببيان أسبابها.

فقد أقر المجلس (15) رغبة مبداة منها الرغبة المبداة بشأن رفع أجور العمانيين العاملين بالقطاع الخاص، والرغبة المبداة بشأن المشاريع الاستراتيجية بالمحافظات، الرغبة المبداة بشأن خصخصة عقود إدارة الشركات المتعثرة المملوكة للدولة، والرغبة المبداة بشأن دراسة مستقبل أشجار اللبان في محافظة ظفار. وفيما يتعلق بالبيانات الوزارية، فإن المجلس ناقش خلال هذه دور الانعقاد السنوي الرابع (3) بيانات وزارية تم خلالها تقديم الاستفسارات والملاحظات حول جهود تلك الجهات الحكومية، وإيجاد الحلول المناسبة لكافة الصعوبات التي تواجه تنفيذ الخطط التنموية في مختلف القطاعات.

وضمت مناقشة البيانات الوزارية كلا من بيان وزير الصحة، وبيان وزير العمل، وبيان وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات.

من جانب آخر، وفي إطار جهود مكتب المجلس في متابعة نشاط المجلس وما يرد إليه من الجهات الحكومية، فقد عقد مكتب الشورى (10) اجتماعات خلال دور الانعقاد السنوي الرابع. أما نشاط وجهود اللجان الدائمة، فقد أنجزت اللجان ما يقارب (80) عملًا كل لجنة على حسب اختصاصها، وذلك من خلال (58) اجتماعًا عقدته لجان المجلس المختلفة، إلى جانب (4) زيارات ميدانية لمتابعة موضوعات دراساتها، بالإضافة إلى (75) استضافة لعدد من الجهات المعنية للاستئناس بمرئياتها في موضوعات دراساتها.

ملخص انتهاء الفترة التاسعة (2019-2023)

وشهد العام الحالي (2023) نهاية الفترة التاسعة من عمر المجلس بعد انقضاء أربعة أدوار انعقاد دورية أنجز خلالها المجلس جملة من مشروعات القوانين واستعان بعدد من أدوات المتابعة في إطار أداء صلاحياته التي حددها النظام الأساسي للدولة وقانون عمان، حيث بلغ إجمالي العمل التشريعي (56) مشروعًا لمشروعات القوانين والاتفاقيات المحالة من الحكومة، و(11) مقترحًا لمشروعات قوانين تقدم بها المجلس، وبلغ إجمالي عدد أدوات المتابعة التي رفعها أصحاب السعادة أعضاء المجلس للتعاطي مع القضايا والملفات الوطنية ومتابعة أداء الحكومة في مختلف الموضوعات (1010) أدوات متابعة منها: (479) سؤالًا، و(25) طلبًا للمناقشة، و(71) رغبة مبداة، و(375) طلب إحاطة، و(46) بيانًا عاجلًا، و(25) طلب مناقشة.

وشهدت الفترة عقد (59) جلسة اعتيادية ناقشت (13) بيانًا وزاريًا، و(3) طلبات مناقشة، وعقد مكتب المجلس (76) اجتماعا وبلغ إجمالي رسائل ومقترحات الأعضاء والمواطنين والمؤسسات التي تم استعراضها ومناقشتها 152 رسالة، هذا إضافة إلى أعمال اللجان الدائمة التي بلغت أكثر من (400) موضوع منجز في مختلف القطاعات تمت مناقشتها عبر (336) اجتماعًا و(220) استضافةً، وبلغ إجمالي مشاركات المجلس في أعمال المجالس التشريعية والبرلمانات الإقليمية والدولية أكثر من (90) مشاركةًً عكست تفعيل الدبلوماسية البرلمانية انطلاقًا من رؤية سلطنة عمان وسياستها الخارجية.

ووسط آمال وتطلعات طموحة يواصل المجلس مع بداية فترته العاشرة أدواره الوطنية من خلال العمل على تحقيق مزيد من العطاء والتقدم في تفعيل صلاحياته التشريعية واستخدام أدوات المتابعة؛ بما يخدم رؤيته ورسالته، ويعمل على تسخير تلك الصلاحيات للمساهمة في صنع القرار الوطني القائم على مشاركة المجتمع وتكاملية العمل مع مؤسسات الدولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دور الانعقاد السنوی قانون مجلس عمان أعضاء المجلس ومشروع قانون مجلس الشورى فی مختلف

إقرأ أيضاً:

إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البرنامج النووي يثير تفاعلا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد قاليباف، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ممن تداولوا تصريحاته في الجلسة العلنية للبرلمان، صباح الأربعاء، والتي تطرق فيها إلى أن الضربة الإيرانية التي استهدفت ما وصفه بـ"مركز قيادة القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة" كان السبب التي تبعه مبادرة أمريكا لاقتراح وقف إطلاق النار.

وقال قاليباف في كلمته: "أُجبرت أمريكا والكيان الصهيوني، في مواجهة الدفاع القوي للقوات المسلحة الإيرانية المدعومة من الشعب بكل أطيافه، على وقف هجماتهما دون أن يحققا أهدافهما الاستراتيجية المعلنة، لقد ردّت إيران الإسلامية، بالاعتماد على القدرة الإلهية اللامتناهية، على الحرب المفروضة بردّ مستوحى من ثقافة عاشوراء الحسينية، بحيث يفهم العدو أنه لا يستطيع فرض السلام على الشعب الإيراني المسلم والعاشورائي عبر الحرب والتهديد.."

وتابع: "لم يكتفِ العدو بالفشل في وقف التخصيب وتقليص البرنامج الصاروخي الإيراني، بل للمرة الأولى تم تدمير البنية التحتية العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني الزائف، وأصبحت جميع مدنه غير آمنة، وسقطت أسطورة القبة الحديدية. وبفضل قدرة إيران الهجومية، أصبح سكان هذه الأرض لا يهنؤون بنوم هادئ، ولم يعد هناك أمان للمستثمرين، ولا أمل في مستقبل الحياة في هذه الأرض المحتلة، وأمريكا أيضًا، حين رأت ثبات الشعب الإيراني، لجأت إلى هجوم استعراضي لإنقاذ نفسها، ثم، مقابل رد إيران المناسب على مركز قيادة قواعدها العسكرية في المنطقة، اقترحت وقف إطلاق النار وتسعى لتحقيقه، وذلك رغم أن إيران لم تستخدم بعد كل قدراتها، مثل تأثيرها على سوق الطاقة العالمي".

ومضة قاليباف بالقول: "أما الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لم تُدن حتى شكليًا الهجوم على منشآت إيران النووية، فقد باعت مصداقيتها الدولية بثمن بخس. ولذلك، فإن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستقوم بتعليق التعاون مع الوكالة حتى يتم ضمان أمن منشآتنا النووية، وسيتقدم البرنامج النووي السلمي الإيراني بوتيرة أسرع".

وصوّت البرلمان الإيراني، الأربعاء، على تعليق تعاون البلاد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، ويحتاج قرار مجلس الشورى الآن إلى تصديق المجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة الرئيس مسعود بزشكيان.

وغالبًا ما تُعتبر تصويتات المجلس، لا سيما فيما يتعلق بالشؤون الخارجية، رمزية ما لم تدعمها الهيئة الأقوى التي اختارها المرشد الأعلى علي خامنئي، الأحد، وفي أعقاب الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، اقترحت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان على المجلس التشريعي إغلاق مضيق هرمز، الواقع على الساحل الجنوبي لإيران. وسيكون هذا القرار في نهاية المطاف من اختصاص المجلس الأعلى للأمن القومي.

مقالات مشابهة

  • مجلس الشورى يشارك في الاجتماع العالمي الأول للشبكة الدولية للتشريعات المتعلقة بالمخدرات
  • اجتماع لجنة الشؤون الداخلية والخارجية بمجلس الشورى
  • وفد أعضاء مجلس الشورى يبدأ زيارة برلمانية إلى المجر
  • قانون العمل الجديد يقر إنشاء المجلس الأعلى للتشاور الاجتماعي.. ما دوره؟
  • مجلس الشورى يعقد جلسته العادية الخامسة والثلاثين من أعمال السنة الأولى للدورة التاسعة
  • رئيس مجلس الشورى يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعام الهجري الجديد
  • العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعام الهجري الجديد
  • مكتب مجلس الشورى يدين الهجوم على قاعدة العديد
  • إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البرنامج النووي يثير تفاعلا
  • الشورى ينهي مناقشة مشروعي قانون التراث الثقافي وجرائم تقنية المعلومات