الدكتور بن حبتور يشارك في فعالية وزارة التعليم الفني نصرة للأقصى وتدشينا للذكرى السنوية للشهيد
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
الثورة نت|
شارك رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في الفعالية التي أقامتها اليوم وزارة التعليم الفني والتدريب المهني نصرة للأقصى الشريف وتدشينا للذكرى السنوية للشهيد 1445هـ على مستوى الوزارة والوحدات التابعة لها.
وألقى الدكتور بن حبتور كلمة بالمناسبة، عبر في مستهلها عن الشكر لوزارة التعليم الفني على تنظيم هذه الفعالية التضامنية مع الأشقاء في فلسطين وقطاع غزة المحاصر وإحياء للذكرى السنوية للشهداء الأبرار الذين صنعوا بدمائهم وأرواحهم النصر العظيم لليمن بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين.
وقال “الشكر لكم جميعا وأنتم تتفاعلون مع جميع الأحداث وأعظمها الاحتفاء بالشهداء وكذا التضامن مع الأشقاء في فلسطين الذين يسطرون اليوم أعظم البطولات من خلال المقاومة الحرة الشجاعة التي سطرت وما زالت تسطر الملاحم البطولية العظيمة ضد العدو الصهيوني”.
وأضاف “إن المجاهدين في فلسطين أعادوا للأمة العربية والاسلامية كرامتها ووجهوا البوصلة إلى مسارها الصحيح، لأنهم أعادوا للعرب والمسلمين عزتهم بعد أن عاث الاعداء من الحركة الصهيونية والاستعمار الجديد الفساد في العالم ونهبوا ثروات الشعوب وصادروا حقوقهم”.
وتابع “نحن في اليمن نتضامن مع إخواننا تضامنا شجاعا وكريما وبكل ما أوتينا من إمكانيات وقوة بقيادة قائد الثورة الذي أعلنها صراحة بأننا مع المقاومة الفلسطينية ومع أبطالها الشجعان ليس بالخطابة والكلام بل بالسلاح الذي لم تتجرأ دولة أو عاصمة عربية من المحيط الى الخليج بإطلاق رصاصة واحدة، فيما صنعاء تطلق الصواريخ والمسيرات وكذا التصريحات القوية تضامنا مع أهلنا في غزة الذين يقتلون على مدار الساعة”.
ولفت إلى أن هذا هو اليمن العظيم الذي به رجال اشداء وقادة عظام استطاعوا أن يبسطوا معالم طريق الحرية والاستقلال والكرامة.. مؤكدا ان هذا الكبرياء وهذا الشموخ لا يوجد سوى في صنعاء الحرة الأبية التي تناضل من أجل القضية الوطنية وكذا القضية الإسلامية وتقف مع أحرار العالم ضد الظلم والعبودية.
ونوه الدكتور بن حبتور بتوجيهات قائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى برئاسة فخامة الرئيس مهدي المشاط، بشأن مواصلة النشاط الثقافي التضامني السياسي في كل جزء من المحافظات الحرة.
وتوجه بالشكر للمنظمين لهذه الفعالية ولكل الحاضرين وللطلاب والطالبات الذين حضروا ليعبروا عن تضامنهم مع الشهداء الأبرار وأسرهم وأيضا مع الأشقاء في فسطين وقطاع غزة المحاصر.
من جانبه أشار وزير التعليم الفني بحكومة تصريف الأعمال غازي أحمد علي إلى أن الاحتفال بالذكرى السنوية للشهيد يأتي تجسيدا لعظمة الشهداء الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الذود عن الوطن ووحدته وسيادته واستقلاله ضد العدوان الغاشم الذي شنه تحالف الشر المدعوم أمريكياً على الشعب اليمني.
وأكد أن الشهداء سيظلون شعاع النور “الذي نسترشد منه ونهتدي به حين يذكر الوطن مقروناً بالعزة والكرامة نظراً لأنهم سطروا بتضحياتهم أنصع صفحات الإيمان والولاء لله وللوطن والشعب دون أن يلتفتوا إلى المكاسب والمغانم الدنيوية”.
ولفت إلى أن الواجب يحتم على الجميع في هذه الذكرى إحياء ثقافة الجهاد والاستشهاد في أوساط الأجيال خصوصاً مع ما تشهده فلسطين والمدنيين في قطاع غزة اليوم من حرب إبادة جماعية يرتكبها العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وغربياً في ظل تواطؤ المجتمع الدولي والأنظمة العربية والإسلامية المرتهنة لدول الاستكبار العالمي.
وأكد الوزير غازي أن عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها أبطال المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم كتائب القسام جاءت لتصيب آلة الدعاية الصهيونية في مقتل وتظهر المحتل كياناً ضعيفاً واهناً بالإمكان هزيمته إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة والقوة.
وأوضح أن مسارعة أمريكا والدول الغربية لدعم ومساندة الكيان الصهيوني يؤكد صوابية موقف اليمن الثابت والمبدئي قيادة وحكومة وشعباً لدعم ومساندة الشعب والمقاومة الفلسطينية حتى تحقيق النصر وتحرير الأرض وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
وفي الفعالية التي حضرها وزراء حكومة تصريف الأعمال حسين حازب، وعبيد بن ضبيع، وأحمد العليي، ونائبا وزيري التعليم الفني الدكتور محمد السقاف، وشؤون المغتربين زيد الريامي، وعضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، أشاد رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح بالحضور المشرف لعمداء وكوادر وطلبة كليات المجتمع الحكومية والخاصة والمعاهد الفنية والمهنية في هذه الفعالية دعماً ونصرة للأقصى والمجاهدين في قطاع غزة.
وأكد أن الهجمة المسعورة التي يشنها الكيان الصهيوني ضد أبناء غزة لن يوقفها إلا القوة وإلا فإن العدو سيمعن في ارتكاب المزيد من الجرائم البشاعة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ.. معتبراً هذه الفعالية جزءا من حملة التعبئة والتحشيد.
وأعلن مفتاح عن جاهزية واستعداد أكثر من ألف من إخصائي التخصصات الطبية والهندسية من هذه المؤسسات التدريبية للمشاركة في إغاثة إخوانهم من الكوادر الطبية العاملة في قطاع غزة، وكذا استعداد وجاهزية ألف طالب من المعاهد الفنية والمهنية في مختلف التخصصات للمشاركة في إعادة إعمار غزة في مختلف المجالات.
وأعرب عن الأمل في حملة الإغاثة الكبرى التي يحتاجها الأعزاء في غزة وخاصة في مجال البناء والإيواء والغذاء وتأهيل كثير من المرافق التي استهدفها الكيان الصهيوني.
وأكد رئيس اللجنة العليا لنصرة الأقصى أن هذه المعاهد والكليات التي تعرضت للعدوان السعودي الصهيوني الأمريكي قد نهضت من تحت الركام وأخرجت هذه الكوكبة من المختصين الذين استشعروا مسؤوليتهم تجاه ما يحصل لإخوانهم في غزة إدراكاً منهم أن العدو الذي دمر مؤسساتهم هو ذات العدو الذي يدمر مؤسسات غزة اليوم
بدوره حيا ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس بصنعاء معاذ أبو شمالة أبناء اليمن قيادة وحكومة وشعباً على المواقف المشرفة تجاه القضية الفلسطينية، ومشاركتها بإرسال الصواريخ لضرب العدو الصهيوني وتهديد السفن التي تمر من مضيق باب المندب.
ووصف أهل اليمن وتفاعلهم مع فلسطين بأنهم أهل النخوة والدين وأصحاب الانتماء العظيم والفهم الواضح للقضية الفلسطينية وحب القدس والأقصى والجهاد على أرض فلسطين.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني المجاهد لليوم الـ 43 في قطاع غزة ومعه المقاومة الباسلة لايزالون يواصلون الليل بالنهار للدفاع عن أرضنا وشعبنا ومقدساتها ويخوضون معركة الشرف والبطولة والعزة أمام واحد من أكثر جيوش العالم إرهاباً وبدعم أمريكي عسكري وسياسي ومالي غير محدود.
وأكد أن أبطال المقاومة يسطرون صفحات المجد والعز التي قل نظيرها في الشجاعة والإقدام ويوجهون ضرباتهم الموجعة للعدو وجيشه.. موضحا أن العدو الصهيوني يشن حرباً على المستشفيات في غزة في مخالفة واضحة وصريحة لكل الأعراف والقوانين الدولية وآخرها مستشفى الشفاء الطبي مستنداً على أكاذيب وافتراءات قد ثبتت بطلانها أمام شعبه وفي محاولة من العدو تجميل صورته القبيحة بنصر وهمي.
من جانبه أكد عضو حركة الجهاد الإسلامي بصنعاء الدكتور مجدي عزام أن محور المقاومة والجهاد مستعدون لخوض المعركة لسنة قادمة والقدرة على مواجهة الكيان الصهيوني منفردين رغم خذلان العرب.. مشيراً إلى أن الفصائل الفلسطينية يوحدها الجهاد والمقاومة والدم الفلسطيني لمواجهة العدو الصهيوني حتى تحرير كل شبر من أرض فلسطين.
وثمن موقف اليمن المبارك قيادة وحكومة وشعباً الذي يسطر كل يوم ملاحم البطولة ليعلم العالم كيفية الانتماء لفلسطين والدفاع عنها، وكذا موقف قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي الذي أعاد للأمة وعيها ومجدها وكرامتها في المشاركة بالقوة الصاروخية والطيران المسير والتهديد بضرب سفن العدو الصهيوني.
وأكد عزام القدرة على إنهاء المعركة بالنصر رغم المجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم .. لافتا إلى أن عملية “طوفان الأقصى” كشفت عورات الأنظمة المتخاذلة والمتهاونة مع العدو الصهيوني.
تخلل الفعالية التي حضرها قيادات وزارة التعليم الفني والمؤسسات التابعة لها وعمداء كليات المجتمع وعمداء المعاهد الفنية والمهنية الحكومية والخاصة، أوبريت بعنوان “طوفاننا الأكبر عنواننا الأكبر”، وتقديم درع وزارة التعليم الفني لفصائل المقاومة في غزة تسلمه ممثل حماس بصنعاء.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الاقصى وزارة التعلیم الفنی الکیان الصهیونی العدو الصهیونی هذه الفعالیة قائد الثورة فی قطاع غزة بن حبتور فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
لم يعرف التاريخ الإنساني، وأعتقد لن يعرف حتى قيام الساعة، دولة تكذب وتتحرى الكذب في كل أقوالها وأفعالها مثل دولة الكيان الصهيوني الغاصب التي تكذب كما تتنفس، وتعيش على الكذب الذي قامت على أساسه وتحيا عليه.
الدولة التي قامت على كذبة في العام 1948، لا يمكن أن تستمر وتبقى سوى بمزيد من الأكاذيب التي تنتجها آلة الدعاية الصهيونية المدعومة بوسائل الإعلام العالمية، بشكل يومي لكي تستدر عطف العالم الغربي وتبرر احتلالها البغيض للأراضي الفلسطينية وعدوانها الدائم والهمجي على أصحاب الأرض، وعلى كل من يحاول الوقوف في وجهها وكل من يكشف أكاذيبها ويقاوم غطرستها، وجرائمها التي لا تتوقف ضد الإنسانية.
بدأت الأكاذيب الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر مع نشأة الحركة الصهيونية، بالترويج لأكذوبة أن «فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بالعودة لها بعد قرون من الشتات في الأرض». وكانت هذه الأكذوبة، التي تحولت إلى أسطورة لا دليل على صحتها تاريخيا، المبرر الأول الذي دفع القوى الاستعمارية القديمة، بريطانيا تحديدا، الى إصدار الوعد المشؤوم «وعد بلفور» قبل عام من نهاية الحرب العالمية الأولى بانشاء وطن لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد، كما يقول المؤرخون، الذي صدر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور حجر الأساس لأكبر عملية سرقة في التاريخ، سرقة وطن كامل من أصحابه، ومنحه لمجموعة من العصابات اليهودية دون وجه حق. الوعد الذي لم يعره العالم انتباها وقت صدوره تحول إلى حق مطلق للصهاينة في السنوات التالية، ومن أكذوبة «أرض الميعاد» ووعد الوطن القومي أنتجت الصهيونية العالمية سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، والمسؤولة، في تقديري، عما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم تحت الاحتلال الصهيوني.
الكذبة الأولى الخاصة بأرض الميعاد، والتي صدقها العالم نتيجة تكرارها وبفعل التأثير التراكمي طويل المدى لوسائل الاعلام التي سيطر عليها اليهود طوال القرن العشرين، لم تكن سوى أكذوبة سياسية ذات غطاء ديني غير صحيح. إذ تم تفسير النص التوراتي بطريقة ملتوية لتخدم المشروع الصهيوني. ولم تُثبت الحفريات التي يقوم بها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى وجود هيكل سليمان أو وجود مملكة داود وسليمان في فلسطين كما تزعم الرواية التوراتية المحرفة، بل أن بعض المؤرخين الإسرائيليين شككوا في وجود اليهود في فلسطين كأمة قبل إنشاء إسرائيل.
دعونا في هذا المقال نتتبع أبرز الأكاذيب الصهيونية التي روجت لها إسرائيل لاستمرار سياساتها العنصرية والتي لم تكن مجرد دعاية عابرة، بل جزءًا من استراتيجية تم وضعها وتهدف في النهاية الى تحقيق الحلم الصهيوني بدولة تمتد «من النيل إلى الفرات»، والترويج للسردية الصهيونية في الاعلام العالمي وحصار السردية الفلسطينية والعربية.
الأكذوبة الثانية التي تمثل امتدادا للأكذوبة الأولى والمرتبطة بها ارتباطا وثيقا، هي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وبالتالي يمكن الاستيلاء عليها واحتلالها وتهجير أهلها منها، وجعلها وطنا للشعب اليهودي الذي كان بلا أرض»، وبذلك يتم نفي الوجود العربي الفلسطيني فيها. وتم الترويج لهذه الأكذوبة في الغرب المسيحي المحافظ من خلال خطاب إعلامي يربط إقامة إسرائيل بقرب ظهور المسيح (عليه السلام). وقد نجح الإعلام الصهيوني والمتصهين في تصوير اليهود باعتبارهم عائدين إلى أرضهم، فيما تمت شيطنة الفلسطينيين والتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين يعارضون الوعد الإلهي. وكانت هذه الأكذوبة من أخطر الأكاذيب الصهيونية لتبرير احتلال فلسطين بدعوى أنها خالية من السكان، في حين كان يعيش فيها قبل إعلان قيام إسرائيل نحو مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني من المسلمين والمسيحيين.
وتزعم الأكذوبة الصهيونية الثالثة أن الفلسطينيين غادروا أرضهم طواعية بعد هزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948. وتم استخدام هذه المزاعم للتغطية على مجازر التطهير العرقي الذي قامت به عصابات الصهاينة، وأبرزها مجازر دير ياسين، واللد، والرملة، لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.
لقد ثبت للعالم كله كذب إسرائيل في كل ما روجت له من مزاعم تخالف الحقيقة في الإعلام العالمي المتواطئ معها والمساند لها على الدوام. ومن هذه المزاعم القول بإنها «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» الذي لا يعرف الديمقراطية. ولم ينتبه العالم إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ترى بعين واحدة، ومخصصة لليهود فقط، ولا تشمل سكانها من الفلسطينيين الذين يعانون من تمييز وفصل عنصري في كل مجالات الحياة. وتستخدم هذه الديمقراطية الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية وسياسات الاغتيال والاعتقال والتعذيب كوسيلة للتعامل مع الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم السياسية.
وشبيه بهذا الزعم القول إن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم». ومع الأسف ما زالت هذه المقولة تتردد على ألسنة العسكريين والسياسيين الصهاينة وفي بعض وسائل الاعلام الغربية، رغم الجرائم الموثقة من جانب منظمات حقوقية عالمية، والتي ارتكبها ويرتكبها هذا الجيش «عديم الأخلاق» في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران، واستهدافه المدنيين من النساء والأطفال، والصحفيين والأطباء وغيرهم، واستخدامه لسلاح التجويع في غزة ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول الى القطاع وإتلافها عمدا، وقتل الجوعى.
ولا تتوقف آلة الكذب الصهيونية عند هذا الحد وتضيف لها الجديد من الأكاذيب كل يوم، مثل الأكذوبة المضحكة التي أصبحت مثار سخرية العالم، وهي إن «إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها العرب» المحيطين بها، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني أن الكيان الغاصب هو الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية قادرة على محو جميع الدول العربية، وتتمتع بتفوق عسكري يضمنه ويحافظ عليه ويعززه الشريك الأمريكي ودول غرب أوروبا، وتمنع بالقوة أي دولة في المنطقة من امتلاك الطاقة النووية حتى وإن كان للأغراض السلمية، كما فعلت مع العراق وايران. وينسي من يردد هذه الأكذوبة إن إسرائيل فرضت من خلال الولايات المتحدة التطبيع معها على العديد من الدول العربية، ليس فقط دول الجوار التي كان يمكن ان تهددها، وإنما على دول أخرى بعيدة جغرافيا عنها، وفي طريقها لفرضه على المزيد من الدول.
ويكفي أن نعلم أن غالبية الحروب التي دخلتها إسرائيل كانت حروبا استباقية، وكانت فيها المبادرة بالعدوان، وآخرها الحرب على إيران. والحقيقة أن حربها المستمرة منذ نحو عامين على غزة والتي تزعم أنها، أي الحرب، «دفاع عن النفس» ما هي إلا أكذوبة أخرى تأتي في إطار سعيها لتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم خارجه بعد تدميره وحصاره المستمر منذ العام 2007 وحتى اليوم، وهو ما ينفي الأكذوبة الأكثر وقاحة التي ترددها الآن بأن «حركة حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة، وهي من تجوعهم»، مع أن العالم كله يشاهد كيف حولت القطاع إلى أطلال وإلى أكبر سجن مفتوح في العالم بشهادة الأمم المتحدة.