قالت منظمة الصحة العالمية في بيان إن فريق تقييم إنساني بقيادة منظمة الصحة العالمية زار مستشفى الشفاء في شمال غزة، السبت، لتقييم الوضع، واصفين أكبر مجمع طبي في القطاع المحاصر بأنه "منطقة موت"، وأن هناك أكثر من 300 شخص، بين مرضى ومقدم رعاية طبية، لا يزالون متواجدين فيه.

وضم الفريق في مهمة وصفتها المنظمة بأنها "عالية الخطورة"، خبراء في الصحة العامة وموظفين لوجستيين وموظفين أمنيين من مختلف إدارات الأمم المتحدة.

وقالت المنظمة إنه بسبب المخاطر الأمنية، تمكن الفريق من قضاء ساعة واحدة فقط داخل المستشفى ووصفه بأنه "منطقة موت".

وأضافت أن 291 مريضا و25 من مقدمي الرعاية كانوا لا يزالون، السبت، في المستشفى.

وكانت علامات القصف وإطلاق النار واضحة. وقال بيان المنظمة إن الفريق رأى مقبرة جماعية عند مدخل المستشفى وقيل له إن أكثر من 80 شخصا دفنوا هناك.

وتسبب نقص المياه النظيفة والوقود والأدوية والغذاء وغيرها من المساعدات الأساسية على مدى الأسابيع الستة الماضية في توقف المستشفى، الذي كان في يوم من الأيام أكبر مستشفيات الإحالة وأكثرها تقدما والأفضل تجهيزا في غزة، عن العمل كمرفق طبي.  

كما ولاحظ الفريق أنه بسبب الوضع الأمني، كان من المستحيل على الموظفين القيام بإدارة فعالة للنفايات في المستشفى.

WHO leads very high-risk joint humanitarian mission to Al-Shifa Hospital in #Gaza

Earlier today, a joint UN humanitarian assessment team, led by WHO, accessed Al-Shifa Hospital in northern Gaza to assess the situation on the ground, conduct a rapid situational analysis, assess… pic.twitter.com/93uIdy8PVA

— World Health Organization (WHO) (@WHO) November 18, 2023

وأشارت المنظمة إلى أن  الممرات وأراضي المستشفى امتلأت بالنفايات الطبية والصلبة، مما زاد من خطر العدوى. وكان المرضى والموظفون الصحيون الذين تحدثوا مع الفريق مرعوبين على سلامتهم وصحتهم وناشدوهم بالإجلاء.

ولم يعد مستشفى الشفاء قادرا على قبول المرضى، حيث يتم الآن توجيه الجرحى والمرضى إلى المستشفى الإندونيسي المثقل بالأعباء والذي بالكاد يعمل، وفق المنظمة.

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

وقالت المنظمة في البيان إنها تعمل مع شركائها على "وضع خطط عاجلة للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وعائلاتهم".

وذكر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تغريدة عبر إكس أن فريق المنظمة "رأى مستشفى غير قابل للعمل: لا ماء، لا طعام، لا كهرباء، والإمدادات الطبية استنفذت". 

وأضاف "نظراً لهذا الوضع المؤسف وحالة العديد من المرضى، بما في ذلك الأطفال الرضع، طلب العاملون الصحيون الدعم لإجلاء المرضى الذين لم يعد بإمكانهم تلقي الرعاية المنقذة للحياة هناك بعد الآن. نحن نعمل مع الشركاء لوضع خطة إخلاء عاجلة ونطلب التسهيل الكامل لهذه الخطة".

واختتم تغريدته بالقول: "نواصل الدعوة إلى حماية الصحة والمدنيين. إن الوضع الحالي لا يطاق وغير مبرر".

Today @WHO led a very high risk @UN assessment mission to Al-Shifa hospital in #Gaza.

The team saw a hospital no longer able to function: no water, no food, no electricity, no fuel, medical supplies depleted.

Given this deplorable situation and the condition of many patients,…

— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) November 18, 2023

وأصبح مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع، محورا للعملية التي تنفذها إسرائيل وسط اتهامها حماس باستخدام المستشفى مركزا قياديا، وهو ما تنفيه الحركة. واقتحم الجيش المستشفى، فجر الأربعاء.

"المئات" خرجوا 

ذكرت مصادر أن الجيش الإسرائيلي "أمهل جميع المتواجدين في مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة ساعة واحدة لإخلائه"، السبت، ذكرت وكالة فرانس برس أن "المئات خرجوا سيرا على الأقدام"، فيما قال الجيش إنه "لم يطلب إجلاء المرضى أو الطواقم الطبية من المستشفى".

وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه "استجاب لطلب مدير المستشفى، بالسماح للنازحين الراغبين في الخروج من المجمع الطبي، بالخروج نحو الممر الإنساني".

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان: "استجاب جيش الدفاع صباح اليوم لطلب مدير مستشفى الشفاء، السماح لسكان غزة الذين نزحوا إلى المستشفى ويرغبون الإجلاء منه نحو الممر الإنساني في قطاع غزة، وذلك من خلال طريق يتم تأمينه".

"المئات" يخرجون من مستشفى الشفاء في غزة.. وبيان من الجيش الإسرائيلي قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه لم يطلب إجلاء المرضى أو الطواقم الطبية من مستشفى الشفاء الطفي في غزة، موضحا أنه استجاب لطلب مدير المستشفى بالسماح للنازحين الراغبين في الخروج من المجمع الطبي، بالخروج نحو الممر الإنساني.

وتابع البيان: "نؤكد أن جيش الدفاع لم يطلب إجلاء المرضى أو الطواقم الطبية، بل أكد أنه في حال ورود طلب لتنسيق عملية نقل طبي، سيعمل جيش الدفاع للسماح بذلك ونقل المرضى إلى مستشفيات أخرى".

وأضاف: "ستبقى الطواقم الطبية داخل المستشفى لخدمة المرضى الذين لا ينوون أو لا يستطيعون الإجلاء منه".

وذكرت وكالة "فرانس برس"، السبت، أن "مئات الأشخاص خرجوا من مستشفى الشفاء سيرا"، فيما أشار مصدر صحي للوكالة أن "450 مريضا عالقون في مستشفى الشفاء".

فيما ذكرت السلطات الصحية في قطاع غزة أن الأطفال الخدج لا يزالون داخل المستشفى.

 كانت مراسلة "الحرة"، ذكرت بوقت سابق، السبت، أن الجيش الإسرائيلي طالب بإخلاء مجمع الشفاء "خلال ساعة واحدة".

كما أوضحت أن هناك حوالي 120 مريضا من أصحاب الإصابات الصعبة ومعظمهم لا يستطيع السير، و"لا نعرف حتى الآن كيف سيتم التعامل معهم".

وقالت وكالة "فرانس برس"، إن "الجيش الإسرائيلي طلب عبر مكبرات صوت، واتصال مع مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، إخلاءه من جميع من فيه، من مرضى ومصابين ونازحين وطاقم طبي والتوجه مشيا نحو شارع البحر، ومنحهم ساعة واحدة للقيام بذلك".

فيما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن عملية الإخلاء تمت عبر مخرج واحد من المستشفى حيث يتم التوجه مشيا على الأقدام نحو شارع الوحدة، ومنها إلى شارع عمر المختار، ثم طريق صلاح الدين، ومن ثم إلى المناطق الجنوبية للقطاع.

ونقلت الوكالة عن العديد من الأطباء أن عملية الخروج كانت "صعبة، إذ أجبروا على رفع الرايات البيضاء، والطرق لم تكن سهلة، وصعب التعرف عليها، بسبب عملية التخريب الواسعة في البنية التحتية، فلم تعد الشوارع كما كانت، كما واجه المرضى صعوبة في المشي، فمنهم من اعتمد على العكاكيز لمواصلة المشي، وهم في حالة إعياء شديد".

واقتحم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي، وأعلن "العثور على أسلحة داخله"، وهو ما تنفيه حركة حماس والطواقم الطبية الموجودة فيه.

وأعلن الجيش، الجمعة، "تحرير جثة المجندة المختطفة نوعا مرتسيانو من مبنى مجاور لمستشفى الشفاء في قطاع غزة، ونقلها إلى الأراضي الإسرائيلية".

كما نشر مقطع فيديو لما قال إنها "استراتيجية لحماس بتحويل المستشفيات من مرافق صحية إلى مرافق لاستخدام عسكري إرهابي".

يأتي ذلك خلال التوغل البري الذي ينفذه الجيش الإسرائيلي شمالي القطاع، والذي بدأ في الـ27 من أكتوبر.

واندلعت شرارة الحرب في 7 أكتوبر، عندما شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. كما اختطفت الحركة حوالي 240 رهينة، بينهم أجانب، ونقلتهم إلى القطاع.

في المقابل، ترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف متواصل وتوغل بري، أسفر عن مقتل أكثر من 12300 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الصحة العالمیة الطواقم الطبیة مستشفى الشفاء ساعة واحدة

إقرأ أيضاً:

علاج جيني للّوكيميا يمنح المرضى أملا في الشفاء

قال الأطباء إن علاجا كان يُنظر إليه في السابق بوصفه ضرباً من الخيال العلمي تمكن من عكس مسار سرطانات دم عدوانية وغير قابلة للشفاء لدى بعض المرضى، بعد أن اعتمد على تعديل الحمض النووي داخل خلايا الدم البيضاء بدقة لتحويلها إلى "دواء حي" قادر على مهاجمة السرطان والقضاء عليه.

وأوضحت شبكة "بي بي سي" في تقرير أن الطفلة التي حصلت على هذا العلاج ونشرت قصتها عام 2022 ما تزال خالية من المرض حتى اليوم، وبدأت تخطط لأن تصبح عالمة في أبحاث السرطان.

وتلقى ثمانية أطفال وشخصان بالغان يعانون ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد من نوع T-cell العلاج ذاته، ودخل نحو 64 في المئة منهم في مرحلة السكون.



وتعد الخلايا التائية الحارس الطبيعي للجسم، إذ تبحث عن التهديدات وتقضي عليها، لكنها في هذا النوع من اللوكيميا تنمو بلا سيطرة.

وفشل العلاج الكيميائي وزراعة نخاع العظم مع جميع المرضى المشاركين في التجربة، ولم يكن هناك خيار طبي آخر سوى محاولة تخفيف معاناتهم قبل الوفاة.

وقالت أليسا تابلي (16 عاما) من ليستر: "كنت أعتقد حقاً أنني سأموت، وأنني لن أحصل على فرصة لأن أكبر وأفعل الأشياء التي يستحق كل طفل أن يفعلها".

وكانت أليسا أول شخص في العالم يتلقى هذا العلاج في مستشفى غريت أورموند ستريت، وهي الآن تستمتع بحياتها. وقد استلزم العلاج الثوري الذي خضعت له قبل ثلاث سنوات القضاء تماما على جهازها المناعي القديم، ثم بناء جهاز مناعي جديد من الصفر، ما أجبرها على قضاء أربعة أشهر في المستشفى ومنعها من رؤية شقيقها خشية انتقال أي عدوى إليها.

وبات السرطان غير قابل للكشف لدى أليسا، ولم تعد تحتاج سوى إلى فحوصات سنوية.

وتواصل دراسة امتحانات A-levels وتشارك في برنامج دوق إدنبرة، وتفكر في أخذ دروس للقيادة وتضع خططاً لمستقبلها. وقالت: "أفكر في الالتحاق بتدريب مهني في العلوم البيوميدانية، وآمل في يوم من الأيام أن أعمل أيضاً في أبحاث سرطان الدم".

واستخدم الفريق في جامعة كلية لندن ومستشفى غريت أورموند ستريت تقنية تُعرف بتحرير القواعد الجينية.



وتشكل القواعد الأربع في الحمض النووي الأدينين (A) والسيتوسين (C) والغوانين (G) والثايمين (T) لغة الحياة الأساسية، تتكون الكلمات من حروف، تُبنى التعليمات البيولوجية داخل جسم الإنسان من مليارات القواعد في الحمض النووي.

وتسمح تقنية تحرير القواعد للعلماء بالوصول إلى موقع محدد بدقة داخل الشفرة الوراثية وتعديل قاعدة واحدة فقط وتحويلها من نوع إلى آخر، بما يؤدي إلى إعادة كتابة التعليمات داخل الخلية.

وسعى الباحثون إلى الاستفادة من قدرة الخلايا التائية الصحية على البحث عن التهديدات وتدميرها وتوجيه هذه القدرة نحو اللوكيميا الليمفاوية الحادة من نوع الخلايا التائية. وكانت المهمة معقدة للغاية، إذ توجب عليهم هندسة الخلايا التائية الجيدة لتتعرف على الخلايا التائية السرطانية وتقضي عليها من دون أن يُدمّر العلاج ذاته.
وبدأ الباحثون بخلايا تائية سليمة مأخوذة من متبرع، ثم شرعوا في تعديلها وراثيا.

وشمل التعديل الأول تعطيل آلية الاستهداف لدى الخلايا التائية حتى لا تهاجم جسم المريض، بينما اقتضى التعديل الثاني إزالة العلامة الكيميائية CD7 الموجودة على جميع الخلايا التائية لمنع العلاج من مهاجمة نفسه. أما التعديل الثالث فجاء بمثابة "عباءة إخفاء" لحماية الخلايا المعدلة من القتل بواسطة أحد العقاقير الكيميائية.

وفي المرحلة الأخيرة، تمت برمجة الخلايا التائية لتبحث عن أي خلية تحمل علامة CD7 وتهاجمها، ما يسمح لها بتدمير أي خلية تائية سواء كانت سليمة أو سرطانية، مع بقائها محصّنة ضد استهداف ذاتها. ويُعطى العلاج عبر حقنة، وإذا لم يُرصد السرطان بعد أربعة أسابيع يخضع المرضى لزرع نخاع عظمي لإعادة بناء جهازهم المناعي.

وقال البروفيسور وسيم قاسم من جامعة كلية لندن ومستشفى غريت أورموند ستريت إن ما يحدث الآن كان يُعدّ قبل سنوات قليلة "مجرد خيال علمي"، مضيفاً أن العلاج يعتمد على تفكيك الجهاز المناعي بالكامل، وأنه علاج عميق ومكثف ويتطلب الكثير من المرضى، لكنه عندما ينجح تكون نتائجه "مذهلة".

ونُشرت نتائج العلاج في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية وشملت أول 11 مريضاً تلقوه في مستشفى غريت أورموند ستريت ومستشفى كينغز كوليدج، وأظهرت أن تسعة منهم وصلوا إلى هدأة عميقة مكّنتهم من الخضوع لزرع نخاع عظمي، ولا يزال سبعة مرضى خالين من المرض منذ ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات بعد العلاج.



وتعد العدوى من أكبر مخاطر العلاج، إذ يُمحى الجهاز المناعي مؤقتاً، وفي حالتين فقد السرطان علامة CD7 ما سمح له بالاختباء والعودة.

وبدوره، قال الدكتور روبرت كييزا من قسم زرع نخاع العظم في غريت أورموند ستريت إن هذه النتائج "لافتة للغاية" بالنظر إلى عدوانية هذا النوع من اللوكيميا، وإنه سعيد بأن المرضى "استعادوا الأمل بعد أن فقدوه".

وقالت الدكتورة ديبورا يالوب من مستشفى كينغز إن الفريق شهد "استجابات مدهشة" في القضاء على لوكيميا كانت تبدو غير قابلة للشفاء، وإن هذا النهج "قوي للغاية".

من جانبها، علقت الدكتورة تانيا ديكستر من مؤسسة "أنثوني نولان" للتبرع بالخلايا الجذعية بأن المرضى كانت فرص بقائهم "منخفضة للغاية" قبل التجربة، وأن النتائج تمنح الأمل في استمرار هذا النوع من العلاجات وتوسيع إتاحته لعدد أكبر من المرضى.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: وفاة 1092 مريضًا بغزة جراء تأخر الإجلاء الطبي
  • إنقاذ طفلة بعد تناولها أقراص ماريفان بالخطأ في مستشفى دمياط العام
  • الصحة العالمية: قطاع غزة يشهد تحسناً طفيفاً في توافر الرعاية الصحية
  • الصحة العالمية: نقص الإمدادات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في غزة مستمرة
  • محافظات 76 عملية في يوم.. إنجاز طبي جديد بمستشفى أشمون العام للقضاء على قوائم الانتظار
  • وزارة الصحة تطلق الدفعة الأولى من سفراء سلامة المرضى بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية
  • “الصحة العالمية” تدين مقتل 33 شخصا في هجوم على مستشفى بميانمار
  • تحذير خطير | الصحة العالمية: ارتفاع ملحوظ في نشاط الإنفلونزا الموسمية
  • فريق سلامة المرضى يزور مستشفى القناطر الخيرية استعدادًا لاعتماد هيئة الرقابة الصحية
  • علاج جيني للّوكيميا يمنح المرضى أملا في الشفاء