(عدن الغد)متابعات.

حذرت منظمات دولية من أن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن ستزداد تفاقماً خلال الأشهر الأولى من العام القادم، في الوقت الذي تقوم فيه المنظمات بتقلص المساعدات الإنسانية في اليمن.

وتوقعت شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET)- في تحليل نوفمبر 2023 حول الاحتياجات المتوقعة من المساعدات الغذائية الطارئة في البلدان التي تغطيها الشبكة- أن ينضم نحو مليون شخص إلى قائمة المحتاجين للمساعدات الغذائية بحلول مايو 2024.

وقالت الشبكة- في تحليلها الحديث إن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن ستزداد تفاقماً في العام القادم، وسيصبح ما بين (18 – 19) مليون شخص بحاجة لمساعدات غذائية عاجلة في مايو 2024، مقارنة بـ(17- 18) مليون شخص في نوفمبر الجاري،

وأضاف التحليل، إن اليمن ستظل في صدارة قائمة 31 بلداً تغطيها الشبكة، في معدل عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الغذائية الإنسانية بحلول مايو 2024، وذلك بعدد 19 مليون شخص، تليها إثيوبيا (17 مليونا) ونيجيريا (14 مليونا) والسودان (11 مليونا) والكونغو الديمقراطية (10 ملايين).

وأشار تحليل شبكة الإنذار المبكر من المجاعة إلى أن اليمن وجنوب السودان سيسجلان المعدل الأعلى في نسبة الذين يحتاجون لمساعدات غذائية من إجمالي السكان، حيث أن 55% من السكان في كل منهما سيحتاجون للمساعدة بحلول مايو القادم، تليهما الصومال والسودان وأفغانستان بنسبة 25%، ثم إثيوبيا والكونغو الديمقراطية وهايتي بنسبة 15% من السكان.

وأوضح التحليل أن العدد الإجمالي للمحتاجين للمساعدات الغذائية للبلدان تحت المراقبة سيزيد 10 ملايين شخص في مايو القادم، ليصل إلى 120 مليون شخص، أكثر من 10% منهم سيتركزون بشكل أساسي في اليمن وإثيوبيا ونيجيريا.

مؤكداً أن تخفيض المساعدات الإنسانية، وتدهور الظروف الاقتصادية وتقلص فرص كسب الدخل وارتفاع أسعار السلع الغذائية، كلها عوامل ستؤدي إلى استمرار حالة انعدام الأمن الغذائي على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) لدى ملايين الأشخاص في عموم اليمن، حسب وصفه.

تأتي هذه التحذيرات الدولية، فيما المنظمات الإغاثية العاملة في اليمن اتجهت من وقت مبكر من العام الجاري إلى تخفيض المساعدات الإنسانية الغذائية المخصصة لليمن، فيما اتهمت حكومة صنعاء واشنطن بممارسة الضغوطات على الأمم المتحدة لإيقاف كافة المساعدات المقدمة لليمن.

ونقلت قناة “المسيرة” الناطقة باسم حركة “أنصار الله” في صنعاء، عن “مصادر خاصة” قولها الاثنين، إن الولايات المتحدة الأمريكية مارست ضغوطاً على الأمم المتحدة وهيئاتها، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي، لإيقاف كافة المساعدات المقدمة لليمن، وذلك للضغط على حكومة صنعاء بسبب موقفها المساند للمقاومة الفلسطينية، وهو ما يؤكد معلومات.

وأكدت القناة- نقلاً عن مصادرها- أن أمريكا وجهت الأمم المتحدة وهيئاتها منها برنامج الغذاء العالمي في اليمن بإيقاف المساعدات الممنوحة للمستفيدين في اليمن بشكل كامل، مضيفة: إن “إيقاف المساعدات الغذائية بشكل كامل يأتي ضمن ضغوط أمريكية عقب موقف الشعب اليمني المساند والداعم للمقاومة الفلسطينية في غزة”.

وأشارت إلى أن “الضغوط الأمريكية على المنظمات بدأت منذ يوليو الماضي لكنها تزايدت مؤخرا للوصول إلى إيقاف المساعدات بشكل كلي”.

وقالت القناة إن “هناك أغذية تعرضت للتلف في مخازن برنامج الغذاء العالمي الذي أعلن تعليق تدخلاته في مجال الوقاية من سوء التغذية في يوليو” وإنه “تم ضبط وتحريز كميات كبيرة من التغذية الخاصة بالأطفال في مخازن برنامج الغذاء في محافظة إب وقد أصحبت تالفة وغير صالحة”.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أعلن في 27 يوليو الماضي، التعليق الكامل لتدخلاته للوقاية من سوء التغذية في اليمن في وقت مبكر من أغسطس، بسبب النقص الحاد في التمويل، مما أثر على 2.4 مليون شخص من المستفيدين.

لكن معلومات في سبتمبر الماضي، ذكرت أن مسؤولي الأمم المتحدة، على رأسهم المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي كورين فلايشر، عقدوا عدة اجتماعات حينها، مع جهات رسمية في صنعاء،

وأظهرت النقاشات أن إعلان وقف بعض برامج الأمم المتحدة للإغاثة في اليمن لم يكن متعلقاً بنقص التمويل كما تم الإعلان عنه، وإنما نتيجة ضغوط أمريكية مارستها واشنطن على الأمم المتحدة بهدف الضغط على حكومة صنعاء ووقف تهديداتها بالتصعيد العسكري واستهداف السعودية، والذي تقول صنعاء إنها قد تلجأ إليه إذا لم يتم الاستجابة لمطالب صرف المرتبات ورفع الحظر كلياً عن موانئ الحديدة ومطار صنعاء.

وقال مصدر في إحدى المنظمات الإغاثية العاملة في وقت سابق إن “برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، لم يتراجع عن تعليق البرامج التي أعلن أواخر يوليو الماضي تعليقها، بسبب نقص التمويل، وعلى رأسها برنامج الوقاية من سوء التغذية في اليمن، رغم حصوله على التمويل لهذا البرنامج من خلال برنامج مساعدات أعلنت عنه الحكومة البريطانية، تبلغ قيمته 160 مليون جنيه إسترليني (203 ملايين دولار) للرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك التغذية” وهو ما يشير إلى وجود أسباب أخرى وراء قرار التعليق لا علاقة لها بنقص التمويل.

 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: برنامج الأغذیة العالمی المساعدات الإنسانیة الأمم المتحدة ملیون شخص فی الیمن

إقرأ أيضاً:

300 ألف أسرة متضررة.. منخفض جوي يفاقم الكارثة الإنسانية بغزة

فاقم منخفض جوي يؤثر على منطقة شرق البحر المتوسط حجم الكارثة الإنسانية في غزة، فبات قرابة 300 ألف أسرة بلا مأوى، الأمر الذي دفع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لأن تناشد بإدخال المساعدات فورا.

تفصيلا، أفادت مصادر فلسطينية في قطاع غزة بأن نحو 288 ألف أسرة أصبحت بلا مأوى نتيجة الطقس العاصف الذي ضرب مناطق القطاع، مشيرةً إلى أن أكثر من 125 ألف خيمة تعرضت للضرر.

كما عطل الطقس العاصف 10 نقاط طبية متنقلة كانت تقدم خدمات إسعافية للسكان، وهو ما يزيد من خطورة الوضع الإنساني في ظل غياب مقومات الإيواء والرعاية الأساسية.

وقد ناشدت الأونروا بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق لإغاثة الفلسطينيين.

وقالت الأونروا إن أكثر من 125 ألف خيمة تضررت واهترأت بالكامل، وفقدت قدرتها على توفير المأوى والحماية.

 وأشارت الوكالة الأممية إلى أن القطاع بحاجة إلى 300 ألف خيمة جديدة، منوهة إلى أنه لم يدخل القطاع سوى 20 ألف خيمة فقط، بما يعادل 7% من الاحتياج الفعلي.

وقالت الأونروا إن أمطار الشتاء على غزة تحمل معها مصاعب جديدة، حيث غمرت المياه الشوارع، فبما الخيام المبللة تجعل ظروف المعيشة القاسية بالفعل أكثر خطورة.

وشددت على أن البيئات الباردة والمكتظة وغير الصحية تؤدي إلى زيادة مخاطر الأمراض والعدوى.

وقالت إنه يمكن منع هذه المعاناة من خلال إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما في ذلك الدعم الطبي والمأوى المناسب.

 

مقالات مشابهة

  • علي ناصر محمد يكشف: كيف أوقفت مكالمة هاتفية حرب 1972 بين شطري اليمن؟
  • علي ناصر محمد يكشف كيف أوقفت حرب 1972 بين شطري اليمن عبر التليفون
  • الأغذية العالمي يقرر تقليص حصص من يواجهون المجاعة في السودان
  • اليمن على حافة الكارثة: صندوق الأمم المتحدة للسكان يطلب 70 مليون دولار
  • أكثر من 12 مليون شخص في ميانمار يواجهون الجوع الحاد العام المقبل
  • الإمارات تعلن دعمًا بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام 2026
  • 300 ألف أسرة متضررة.. منخفض جوي يفاقم الكارثة الإنسانية بغزة
  • تحوّلات المشهد الجيوسياسي جنوب اليمن.. الصهيونية تهندس معركة البقاء في الإقليم
  • مالطا لبنان تعزز الأمن الغذائي من خلال مشروع المساعدات الغذائية المبرمجة للطوارئ
  • الإمارات تدعم بـ550 مليون دولار خطة الاستجابة الإنسانية لـUN لعام 2026