خطف عرض لعبة برادلي الجرير الأنظار خلال حفل توزيع جوائز الألعاب، في وقت امتلأت فيه الفعالية بعشرات الإعلانات والعروض الترويجية المعتادة، لكن هذا العنوان الجديد استطاع أن يفرض نفسه بفضل فكرته غير التقليدية ونبرته الكوميدية الواضحة، ليبدو وكأنه تجربة مختلفة تمامًا عمّا اعتاده جمهور ألعاب المنصات في السنوات الأخيرة.

اللعبة تقدّم مفهومًا قريبًا في روحه من فيلم رالف المدمر، حيث ينتقل بطل القصة من عالمه الأصلي إلى عوالم ألعاب فيديو أخرى، غير أن برادلي الجرير لا يكتفي بهذه الفكرة العامة، بل يذهب بها إلى مستوى أكثر جرأة وسخرية، فبرادلي هو بطل سلسلة ألعاب منصات خيالية، يجد نفسه فجأة يتنقل بين عوالم ألعاب غير مكتملة، أشبه بمشروعات قيد التطوير لم ترَ النور بعد.

العرض الترويجي كشف عن لمحات من هذه العوالم، والتي جاءت على هيئة نسخ ساخرة من ألعاب شهيرة مثل Bloodborne وCyberpunk 2077 وThe Last of Us، لكن جميعها بطابع جريري ساخر. هذا التلاعب الواضح بعوالم معروفة يمنح اللعبة طابعًا ما وراء الواقع، حيث يصبح اللاعب على دراية دائمة بأنه داخل لعبة تعي ذاتها وتسخر من تاريخ الصناعة وتقلباتها.

أحد أكثر العناصر إثارة في الفكرة هو منح اللاعب أدوات تطوير داخل اللعبة نفسها، فبرادلي لا يكتفي بالقفز والقتال داخل هذه العوالم غير المكتملة، بل يحصل على مجموعة أدوات تتيح له تعديل البيئات وإصلاح الأخطاء واستكمال ما تركه المطورون الافتراضيون ناقصًا.

 بهذه الطريقة، تتحول التجربة من مجرد لعبة منصات كوميدية إلى محاكاة ساخرة لعملية تطوير الألعاب ذاتها، مع كل ما تحمله من فوضى وتجارب غير مكتملة وأفكار تُلغى في اللحظة الأخيرة.

ذروة العرض الترويجي جاءت في لحظة مفاجئة، عندما ينتقل برادلي لفترة قصيرة إلى العالم الحقيقي، ويلتقي وجهًا لوجه بمطور ألعاب حقيقي. هذه اللمسة تكسر الحاجز الرابع بشكل مباشر، وتؤكد أن اللعبة لا تكتفي بالسخرية من الألعاب، بل من علاقتنا بها كمطورين ولاعبين على حد سواء.

كريستيان كانتاميسا، المؤسس المشارك لاستوديوهات Day for Night، وصف اللعبة بأنها مزيج بين رسالة حب لألعاب الفيديو وسخرية منها في الوقت نفسه، وأكد أن الألعاب بالنسبة للفريق ليست مجرد منتج ترفيهي، بل فن متكامل، وأن قصة برادلي الجرير مستوحاة من تجاربهم الشخصية ومغامراتهم خلال سنوات العمل في تطوير الألعاب.

حديث كانتاميسا لا يأتي من فراغ، فالفريق الذي يقف خلف المشروع يمتلك خبرة طويلة في صناعة الألعاب الكبرى. إذ شارك هو وشريكه المؤسس دافيد سولياني في تطوير عناوين بارزة مثل Red Dead Redemption وMiddle-earth: Shadow of Mordor وMario + Rabbids Kingdom Battle. هذا السجل يمنح المشروع قدرًا من المصداقية، ويشير إلى أن الطابع الكوميدي لا يعني بالضرورة تجربة سطحية أو ضعيفة تقنيًا.

الجانب الصوتي للعبة يضيف بدوره عنصر جذب إضافي، حيث يؤدي الممثل إيفان بيترز صوت شخصية برادلي. وبيترز معروف بمشاركاته في أفلام X-Men الأخيرة، إلى جانب دوره في فيلم Tron: Ares، ما يمنح الشخصية حضورًا قويًا ولمسة سينمائية واضحة.

حتى الآن، يخطط الفريق لإطلاق برادلي الجرير على منصة Steam، مع وجود نية لإصدارها لاحقًا على أجهزة الألعاب المنزلية، دون تحديد موعد رسمي لذلك. هذا الغموض حول موعد الإطلاق قد يزيد من فضول اللاعبين، خاصة بعد ردود الفعل الإيجابية التي حصدها العرض الأول.

في وقت نجحت فيه ألعاب مثل Astro Bot في المزج بين الاحتفاء بتاريخ الألعاب وكسر الجدار الرابع بروح مرحة، تبدو برادلي الجرير مرشحة للسير على الطريق نفسه، لكن بنبرة أكثر سخرية وجرأة. وإذا تمكنت اللعبة من ترجمة أفكارها الطموحة إلى تجربة لعب متماسكة، فقد تكون واحدة من أكثر الألعاب لفتًا للانتباه في الفترة المقبلة، ليس فقط لأنها مضحكة، بل لأنها تنظر إلى صناعة الألعاب من الداخل وتبتسم لها بذكاء.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

Wario World تعود إلى الواجهة على Switch 2

 

بدأت نينتندو توسّع مكتبة ألعاب GameCube المتاحة لمشتركي خدمة Nintendo Switch Online + Expansion Pack منذ انضمام الجهاز رسميًا إلى مجموعة الألعاب الكلاسيكية مع إطلاق Switch 2 في يونيو الماضي. واليوم يحصل اللاعبون على إضافة لافتة، وهي لعبة Wario World، واحدة من أبرز ألعاب المنصات ثلاثية الأبعاد التي استهوت الجماهير في مطلع الألفية، والتي تُطرح الآن للمرة الأولى ضمن الخدمة.

ظهرت Wario World لأول مرة عام 2003، من تطوير الاستوديو الياباني المميز Treasure، المعروف بإبداعاته في ألعاب الأكشن مثل Gunstar Heroes وIkaruga. وفي هذه المغامرة الكلاسيكية، يجسّد اللاعب شخصية واريو، الشخصية المعاكسة تمامًا لماريو، بصفاته الفوضوية والجشعة والمضحكة. تبدأ القصة بسقوط قلعة واريو على يد جوهرة شريرة واعية تُسمّى "الجوهرة السوداء"، لينطلق واريو في رحلة محمومة لاستعادة ما سُلب منه، عبر تحطيم كل شيء يعترض طريقه في عالم مليء بالأعداء والأفخاخ والمفاجآت.

ورغم أن Wario World حققت نجاحًا تجاريًا جيدًا عند صدورها قبل أكثر من 20 عامًا، فإنها تعرضت لانتقادات واضحة بسبب قِصر عمرها، وهو انتقاد طاول أيضًا لعبة Luigi’s Mansion التي انضمت مؤخرًا إلى مكتبة Nintendo Classics. لكن ما اتفق عليه معظم النقّاد حينها هو أن أسلوب اللعب الفوضوي والممتع، وطابع الشخصية المحبوب، عوضا كثيرًا عن قصر المدة، مما جعل اللعبة إحدى التجارب التي تركت بصمة خاصة لدى مجتمع اللاعبين.

ومع إضافة Wario World، يرتفع عدد ألعاب GameCube المتوفرة عبر الخدمة إلى سبع ألعاب. فقد بدأت Nintendo الخدمة عبر طرح مجموعة قوية تشمل The Legend of Zelda: The Wind Waker، وF-Zero GX، وSoulcalibur II. ومنذ ذلك الحين، أضافت الشركة ألعابًا مثل Super Mario Strikers، وChibi-Robo!، وLuigi’s Mansion، قبل أن تُطلق اليوم Wario World. كما تستعد الشركة لإضافة المزيد من العناوين البارزة قريبًا، مثل Super Mario Sunshine وFire Emblem: Path of Radiance، ما يجعل الفترة المقبلة أكثر ثراءً لعشاق كلاسيكيات نينتندو.

الأسبوع الحالي كان حافلًا بالأخبار السارة لعشاق ألعاب المنصات ثلاثية الأبعاد. فقد أعلنت Nintendo أيضًا عن وصول لعبتي Rayman 2: The Great Escape وTonic Trouble إلى محاكي N64 داخل خدمة Switch Online، بدءًا من 17 ديسمبر. وهذا يعني أن اللاعبين أمام موجة جديدة من العناوين الأسطورية التي عادت لتروي أجيالًا جديدة من اللاعبين، ولتسعد محبي الحنين إلى الماضي الذين ينتظرون إعادة إحياء هذه الذكريات.

عودة Wario World تأتي كجزء من استراتيجية أوسع تتبناها نينتندو لإحياء إرثها الضخم من الألعاب، ودمجها في تجربة Switch 2 الحديثة. ومع تنوع مكتبة GameCube وN64 وSNES وغيرها، أصبح المستخدمون يحصلون على مكتبة لعب ممتدة عبر أجيال مختلفة، تُعيد تقديم أفضل ما قدمته نينتندو في تاريخها بطريقة سلسة وقابلة للّعب في أي وقت ومكان.

ومع تزايد الطلب على الألعاب الكلاسيكية لدى مختلف الفئات العمرية، تواصل نينتندو تعزيز خدماتها بألعاب لا تزال تحتفظ بجاذبيتها رغم مرور عقود على إصدارها الأول. وبهذه الإضافة الجديدة، تثبت الشركة أنها لا تزال تعرف كيف تجمع اللاعبين حول ذكريات الطفولة، وتصنع تجارب جديدة بروح الماضي، لتظل منصة Switch وجهة رئيسية لمحبي الألعاب القديمة والحديثة على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • Pragmata أخيرًا تصل اللاعبين.. تجربة خيالية علمية من Capcom
  • الهوكي.. تاريخ عريق وحاضر مؤلم
  • Wario World تعود إلى الواجهة على Switch 2
  • أركانوت تكشف عن لعبة حرب النجوم "مصير الجمهورية القديمة”
  • تأجيل Mewgenics يكشف كواليس 12 عامًا من التطوير وأسرار محتوى جديد
  • لعبة Hogwarts Legacy المستوحاة من هاري بوتر تصدر مجاناً
  • CloverPit تصل للهواتف.. لعبة القواعد المكسورة تغزو iOS وAndroid قريبا
  • منتخب الألعاب الإلكترونية يتأهل إلى نهائيات كأس العالم بالسعودية
  • ReStory لعبة جديدة تعيد الحنين لأجهزة الألفية الماضية