مخاوف من استبدال مستشاري الصحة العقلية بالذكاء الاصطناعي في دولة أجنبية..ما القصة؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
تقوم هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا (NHS) بإعطاء مرضي الصحة العقلية في قوائم الانتظار تطبيقات هواتف ذكية مصممة لدعم الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب في قوائم الانتظار كجزء من تجربة مستمرة في أجزاء من إنجلترا.
وفقا لما ذكرته صحيفة “الديلي ميل” البريطانية في تقرير لها اليوم الأحد، فقد حذر الخبراء من أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا (NHS) يجب أن تعيد النظر في خططها لاستبدال مستشاري الصحة العقلية بالذكاء الاصطناعي (AI).
تساعد روبوتات الدردشة التفاعلية المصابين بأمراض عقلية من خلال توجيههم من خلال العلاج السلوكي المعرفي - وهو شكل من أشكال العلاج بالكلام - بالإضافة إلى تماري التأمل والتنفس لتخفيف محنتهم.
وأثارت المبادرة التي اقترحها وزير الصحة السابق، مات هانكوك، لأول مرة في يونيو 2021 قلقًا من أن بعض المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية نفسية مناسبة قد يلجأون إلى التطبيقات بدلاً من الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها.
ويخشى بعض الخبراء أن يؤدي عدم التدخل البشري إلى تفاقم مشكلات الصحة العقلية لدى الأشخاص الضعفاء.
وقالت الجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي (BACP)، وهي أعلى هيئة مهنية للعاملين في مجال الصحة العقلية، لصحيفة “The Mail on Sunday” إنه يجب على هيئة الخدمات الصحية الوطنية ألا تحاول معالجة النقص في هؤلاء العاملين على مستوى البلاد عن طريق استبدالهم ببساطة ببرامج الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وقد دعت المنظمة هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى التركيز بدلاً من ذلك على تعيين المزيد من الموظفين.
وأضاف مارتن بيل، رئيس السياسة والشؤون العامة في BACP: "لا نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكنه استبدال العناصر البشرية في العلاج، تعتمد الاستشارة على عملية إنسانية عميقة تتضمن مشاعر معقدة كما تلعب العلاقة بين المعالج والعميل دورًا حاسمًا في العلاج.
الأمراض العقلية في بريطانيايعاني حوالي 5 ملايين بريطاني من القلق أو الاكتئاب، كما ينتظر حوالي 1.2 مليون شخص رؤية أخصائي الصحة العقلية التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وتظهر الأرقام الحكومية أن هذا يشمل ما يقرب من 700 ألف طفل.
ويزعم الخبراء أن روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي تُستخدم الآن لمعالجة هذه الأزمة المتنامية، علمًا بأنه عندما يقوم المستخدم بتسجيل الدخول، يسأل التطبيق كيف يسير يومه، إذا كانوا يشعرون بالقلق، فإن برنامج الدردشة الآلي يرشدهم من خلال تمارين التأمل والتنفس، على سبيل المثال، للمساعدة في تخفيف حالتهم الذهنية باستخدام لغة مصممة لتصوير التعاطف والدعم.
يتم استخدام التطبيق ضمن تجربة بقيمة مليون جنيه إسترليني للمرضى المدرجين في قائمة انتظار الصحة العقلية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في شمال لندن وميلتون كينز، حيث تتم مقارنة صحتهم مع المرضى الآخرين في قائمة الانتظار دون الوصول إلى التطبيق.
وقال متحدث باسم احدي هذه التطبيقات إن برنامج الدردشة الآلي الخاص بها تمت برمجته بطريقة تمكنه من تقديم الإجابات التي وافق عليها الأطباء فقط.
وأضاف متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية: "أوضح المعهد الوطني للتميز في الصحة والرعاية أن العلاجات الرقمية التي وافق عليها مؤقتًا للصحة العقلية ليست بديلاً لمعالجي هيئة الخدمات الصحية الوطنية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هيئة الخدمات الصحية الوطنية بريطانيا هواتف الأمراض العقلية القلق الإكتئاب بالذکاء الاصطناعی الصحة العقلیة
إقرأ أيضاً:
مخاوف دولية | أمريكا تبحث ترحيل المهاجرين غير الشرعيين وذوي السجلات الجنائية إلى أفريقيا.. القصة الكاملة
في خطوة جديدة تعكس تشدد الإدارة الأمريكية في ملف الهجرة، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن بلاده تبحث بجدية عن دول جديدة لاستقبال مهاجرين غير شرعيين، على غرار السلفادور، لترحيل المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول ثالثة.
اللافت في هذه التصريحات أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل محادثات مع ليبيا ورواندا، وهو ما يثير تساؤلات حقوقية وسياسية بشأن جدوى هذه الخطوة ومآلاتها الإنسانية.
محادثات مع ليبيابحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصادر مطلعة، فإن الإدارة الأمريكية أجرت محادثات مع ليبيا بشأن إمكانية استقبال مهاجرين غير شرعيين، خصوصًا من ذوي السجلات الجنائية. ويبدو أن واشنطن تدرس بجدية خيار إبرام ما يُعرف بـ"اتفاقية الدولة الثالثة الآمنة"، وهي صيغة قانونية تسمح بإعادة طالبي اللجوء إلى بلد ثالث يُعتبر آمنًا، وهو ما لا تنطبق شروطه، بحسب تقارير دولية، على ليبيا.
وتشير المصادر إلى أن القرار لم يُتخذ بعد بشكل رسمي، ولا تزال هناك تساؤلات حول الجنسيات التي قد تشملها هذه الاتفاقيات. إلا أن الواضح أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا واضحًا في سياسة الإدارة الأمريكية لردع محاولات الدخول غير النظامي إلى أراضيها.
رواندا على طاولة التفاوض أيضًالم تقتصر المحادثات على ليبيا فقط، فقد كشفت المصادر أن مسؤولين أمريكيين أجروا، خلال هذا الأسبوع أيضًا، محادثات مع رواندا، بهدف مناقشة إمكانية استقبال مهاجرين غير شرعيين من الولايات المتحدة. وتجدر الإشارة إلى أن التواصل مع رواندا في هذا السياق يعود إلى بدايات إدارة ترامب الأولى، حينما أُرسلت مذكرات دبلوماسية لعدة دول لاستكشاف استعدادها للمشاركة في هذه الخطة.
وبحسب ذات المصادر، فقد أبدت رواندا انفتاحًا على هذه المفاوضات، ما قد يمهد الطريق لاتفاقيات مستقبلية مشابهة لتلك التي أبرمتها دول أوروبية مع كيغالي.
تصريحات مثيرة من وزير الخارجيةوفي خطاب صريح، قال وزير الخارجية ماركو روبيو: "نحن نبحث بنشاط عن دول مستعدة لاستقبال أشخاص من أكثر البشر دناءة، ونأمل أن يكونوا بعيدين قدر الإمكان عن حدود الولايات المتحدة."
وأضاف: "نحن نعمل على إبرام شراكات تخدم مصلحتنا، وسنطلب من تلك الدول أن تؤدي لنا هذه الخدمة."
ويُلمّح روبيو إلى أن الولايات المتحدة قد تستخدم أدوات ضغط، مثل فرض قيود جديدة على السفر من بعض الدول، في حال لم تجد تعاونًا في هذه السياسة، مشيرًا إلى احتمالية فرض حظر سفر جديد يشمل دولًا كانت مدرجة سابقًا في لائحة الحظر خلال ولاية ترامب الأولى، من بينها ليبيا.
سياسة مثيرة للجدل وتحديات قادمةبينما تسعى الولايات المتحدة إلى تشديد قبضتها على ملف الهجرة غير الشرعية عبر التعاون مع دول خارجية، تبقى هذه الخطط محفوفة بالمخاطر القانونية والإنسانية. فاختيار دول مثل ليبيا ورواندا، يطرح تساؤلات عن مدى التزام واشنطن بالمعايير الأخلاقية والقانونية في تعاملها مع قضية المهاجرين.
وفي ظل تصاعد وتيرة هذه المفاوضات، يبقى المستقبل مفتوحًا على سيناريوهات متعددة، لا تخلو من الجدل.