الصباح الجديد -
أصدرت منظمة "الفاو" المعنية بالأمن الغذائي تقريراً يكشف أن أكثر من 20.3 مليون شخص في السودان يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد وما يقرب من 6.3 مليون شخص في مرحلة الطوارئ من مراحل الجوع الحاد.
كما تابع أن أكثر من 42% من سكان البلاد يعانون انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من 50% من سكان مناطق النزاع يواجهون الجوع الحاد.
كذلك أوضح أن عددا من يعانون من انعدام الأمن الغذائي تضاعف خلال عام واحد، مشيرا إلى أن الولايات الأكثر تضرراً هي الخرطوم و كردفان و دارفور.
مثل هذا التقارير لا تهم (البلابسة) فهم كنيرون (روما) يحرقون البلاد والعباد ويرقصون طرباً على الدمار ويمارسون التضليل و(التشويش) على المواطن بأن الأمور تحت السيطرة وبشائر النصر تلوح في الأفق.
ولكن في صباح كل يوم تتكشف الحقائق وتدفع بالوعود الزيف إلى مزبلة التأريخ ، وشاهد العدل على ذلك الصدمة التي أحدثتها الحرب في الاقتصاد السوداني فالبنك الدولي توقع حدوث انكماش ضخم في الاقتصاد السوداني بنسبة 12 في المائة، لأن الحرب أوقفت الإنتاج ودمرت رأس المال البشري وقدرات الدولة.
وإذا كان القطاع الزراعي في السودان يعتبر من أهم ركائز الانتاج الاقتصادي فقد تراجع القطاع لحد كبير هذا العام وتقلصت المساحات المزروعة بسبب عدم توفر التمويل اللازم وشح الوقود وارتفاع أسعاره، فضلاً عجز المزارعين عن ممارسة النشاط، مما يزيد المخاوف من فشل الموسم وتأمين الأمن الغذائي واتساع فجوة الجوع.
فشل الموسم الزراعي لا يهدد مشروع الجزيرة الذي يعتبر أكبر مشروع زراعي في أفريقيا وذلك بسبب تراكم مشكلات الري وفتح الترع والقنوات، علاوة على أزمة زيادة الضرائب، بل يهدد مناطق واسعة تروى مطرياً كانت تسهم بقدر كبير في مد البلاد بالغذاء فقد تقصلت المساحات المزروعة في مشروع هبيلا بولاية جنوب كردفان بسبب الأوضاع الأمنية واغلاق طريق الدلنج كادوقلي.
يحدث كل ذلك ووزارة المالية ظلت على الدوام لا تبحث عن حلول إلا تحت أرجلها وربما باعت الذرة لدولة جارة وما رشح عن أنباء سابقة عن بيعها للمخزون الاستراتيجي لم يأت من فراغ ، هذا فضلاً عن الفساد في توزيع الإغاثة وكيف أنها ضلت طريقها إلى الأسواق و(تشوين) الجنود.
كل المؤشرات تؤكد بأن الفشل الذي لازم الموسم الصيفي سيطال الموسم الشتوي وأن الفساد في توزيع الإغاثة سيستمر خاصة بعد خروج حركات مسلحة عن الحياد وعليه ومع إستمرار المعارك ستكون المجاعة طاحنة وكما قال الشاعر محمد عبدالباري في قصيدته (مالم تقله زرقاء اليمامة):
فِيْ الموسمِ الآتي سيأكُلُ آدمٌ
تفاحَتَيْنِ وَذنبهُ لن يُغْفَرَا
الأرْضُ سَوفَ تشيخُ قبل أوانِهَا
الموتُ سوفَ يكونُ فينا أنهُرَا
وَسَيعبُرُ الطوفانُ مِن أوطانِنَا
مَنْ يُقنع الطُّوفان ألا يَعْبُرَا
ونحن أيضاً نتساءل معه بعد عبور طوفان الحرب (من يقنع طوفان المجاعة ألا يعبرا).
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الأمن الغذائی
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: السوريون يواجهون خطر الموت وسط انعدام الأمن وأزمة الرعاية الصحية
قال مسئولون كبار في الأمم المتحدة للمساعدات اليوم الجمعة، إن ملايين الأشخاص في سوريا ما زالوا يواجهون خطر الموت من الذخائر غير المنفجرة والأمراض وسوء التغذية، وهناك حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم الدولي.
وذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة أن إيديم ووسورنو، التي ترأس العمليات والدعوة في مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) - اختتمت زيارتها إلى البلاد، وقالت إنها "يمكن أن تشعر بزخم التغيير" على الأرض بعد سنوات من المعاناة والمشقة في ظل نظام الأسد التي انتهت بإسقاطه في ديسمبر الماضي.. لكن التحديات الهائلة لا تزال قائمة حيث يحتاج 16.5 مليون سوري إلى المساعدة الإنسانية والحماية، والاحتياجات "مذهلة".
ولفتت ووسورنو - من غازي عنتاب، وهو مركز إنساني في تركيا يقع على الجانب الآخر من الحدود السورية - إلى "اتجاه مشجع للعودة" منذ ديسمبر الماضي.. وقالت إن أكثر من مليون نازح داخلي عادوا إلى مناطقهم الأصلية، وعاد أكثر من نصف مليون لاجئ من الدول المجاورة.
ونبهت إلى انعدام الأمن، وانتشار المنازل المتضررة، ونقص مستوى الخدمات، وفرص سبل العيش، وتهديد الذخائر غير المنفجرة.. وفي حين تراجع مستوى الأعمال العدائية في البلاد، قالت ووسورنو، إن التوترات المحلية والاشتباكات لا تزال مصدر قلق كبير.
بدوره، قال الدكتور الطاف موساني، مدير حالات الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن بقايا القتال العنيف تشكل تهديدًا مستمرًا للمدنيين، مشيرا إلى وقوع 909 إصابات على الأقل بسبب الذخائر غير المنفجرة منذ ديسمبر 2024، بما في ذلك حوالي 400 وفاة - أغلبهم من النساء والأطفال.
وأوضح أن الأمراض مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد تنتشر، مؤكداً تسجيل أكثر من 1444 حالة اشتباه بالكوليرا وسبع وفيات مرتبطة بها.. وقال: "هذا بشكل خاص في اللاذقية وحلب، خاصة حول مخيمات النازحين.. ونعلم أنه عندما تنتشر الكوليرا في المخيمات، يمكن أن تكون بمثابة حريق هائل، مما يزيد من معدل الإصابة والوفيات".
وأشار إلى أن نصف مستشفيات الولادة في شمال غرب سوريا علقت عملياتها منذ سبتمبر 2024 بسبب التخفيضات المالية، والتي نشهدها عالميًا ولكنها واضحة حقًا في سوريا.
وحذر من أن أكثر من 416 ألف طفل في سوريا معرضون لخطر سوء التغذية الحاد وأن أكثر من نصف الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم لا يتلقون العلاج.. وقال: نحتاج إلى أن نكون قادرين على مراقبة هذا الخطر والتدخل وإنقاذ هؤلاء الأطفال.
ويعاني التمويل للعملية الإنسانية في سوريا بالفعل من نقص حاد، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس قسم التنسيق في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، راميش راجاسينجام، لمجلس الأمن إنه من أصل ملياري دولار المطلوبة للأمم المتحدة وشركائها للوصول إلى ثمانية ملايين من الأشخاص الأكثر ضعفاً من يناير إلى يونيو 2025، لم يتم تلقي سوى 10%.
وتواجه المرافق الصحية المتعثرة في البلاد نقصًا في العمالة الماهرة والمعدات، حسبما قال الدكتور موساني من منظمة الصحة العالمية. وقد دفعت الحرب حوالي 50 إلى 70% من القوى العاملة في مجال الصحة إلى مغادرة البلاد بحثًا عن فرص أخرى، والبنية التحتية الصحية في حاجة ماسة إلى الاستثمار.