كيف تواجه مصر أزمة السكر وما هي أسباب ارتفاع الأسعار؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أزمة جديدة تعاني منها الأسواق المصرية، وهذه المرة في سلعة السكر، والتي تعد إحدى أهم السلع الاستراتيجية، التي لا يمكن أن يستغنى عنها المصريون.
50 جنيهاً للكيلووصل سعر كيلو السكر في الأسواق إلى 50 جنيهاً، وهو ما يقارب ضعف سعره الرسمي الذي تطرحه الحكومة، عبر منافذها بالمحافظات المختلفة.
وقال وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور علي المصيلحي، إن انفراجة ستحدث في أزمة السكر خلال أيام.وأضاف المصيلحي خلال تصريحات تلفزيونية، "سعر طن السكر عالمياً ارتفع خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من 650 إلى 780 دولاراً، الاحتياطي الاستراتيجي من السكر يكفي لـ5.5 شهر، وأن نسبة تحقيق الاكتفاء الذاتي تصل إلى 85%، في حين يمثل حجم الفجوة في هذه السلعة نحو 350 ألف طن سنوياً".
وتابع "القطاع الخاص كان مسؤولاً طيلة عدة سنوات، عن تدبير هذه الفجوة، غير أن أزمة ارتفاع السعر العالمي، وأزمة العملة الأجنبية، أدت لعزوف عدد كبير من التجار عن تدبيرها، والوزارة استوردت 100 ألف طن، ستصل خلال 3 أيام، وسيتم ضخ كميات من الاحتياطي الاستراتيجي".
وأشار وزير التموين المصري، إلى أنه تم ضخ كميات من السكر بسعر 27 جنيهاً للكيلو جرام (درجة أولى)، في المجمعات الاستهلاكية وبعض السلاسل التجارية، والاختلاف لاحقاً يحدث بسبب التعبئة وطريقة العرض، على أن يصل أقصى سعر للكيلو إلى 32 جنيهاً.
تعطيش السوق من جانبه، أكد د. أيمن العش مدير معهد المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة المصرية، أن ما يحدث في أزمة السكر في مصر حالياً ما هو إلا تعطيش للسوق من قبل التجار.
وقال العش لـ24: "كميات السكر التي يتم إنتاجها في مصر كما هي، بل وفي زيادة، ولم تحدث أي أزمة للسكر خلال السنوات الماضية".
وتابع "شائعات التعويم وارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه في السوق السوداء جعل معظم التجار يلجأون إلى تخزين كميات كبيرة جداً من السكر، لاحتكار السوق، ومضاعفة المكاسب فما يباع الآن بـ30 جنيهاً سيقومون ببيعه بـ60 جنيهاً، وبالتالي مضاعفة الأرباح".
وأشار مدير معهد المحاصيل السكرية، إلى أن الحلول تتمثل في زيادة الرقابة من قبل الحكومة وضبط السوق، كما أن الموسم الجديد قارب على البدء، ما يوفر السكر الحكومي في الأسواق، والذي من شأنه ضبط أسعار السكر خلال الفترة المقبلة.
فجوة بين الإنتاج والاستهلاك ونوه العش، إلى أن هناك فجوة بين إنتاج السكر في مصر الاستهلاك تمثل حوالي 500 ألف طن يتم استيرادها، وتنتج مصر ما يقدر بـ2.6 مليون طن، فيما تستهلك السوق المصرية ما يزيد عن 3 ملايين طن سكر سنوياً.
من جهته أكد الخبير الاقتصادي د. علي الإدريسي، أن أزمة السكر في مصر مثلها مثل العديد من السلع التي ترتفع بسبب السوق السوداء والاحتكار، ومنها بجانب السكر السجائر والزيت وغيرها، من السلع الحيوية.
أزمة عالمية وقال الإدريسي لـ24: "علينا أيضاً ألا نغفل أن سعر السكر تضاعف عالمياً خلال الفترة الماضية، فبعد أن كان طن السكر بـ350 دولار للطن، وصل حالياً إلى ما يقارب 800 دولار، فبالتأكيد هذا سبب رئيسي أيضاً للأزمة التي حدثت الآن لأسعار السكر".
وأضاف "تحركت الحكومة لمواجهة أزمة السكر من خلال طرح كميات كبيرة من السكر عبر منافذها بأسعار مناسبة لتحقيق الاستقرار في السوق، إلا أن ذلك لم يحقق المطلوب على أفضل وجه".
اقتراح تطبيق ذكي وتابع الإدريسي "تقدمت باقتراح إلى وزير التموين يتضمن طرح تطبيق على الهواتف الذكية، يمكّن المصريين من شراء ما يلزمهم من منافذ البيع التابعة للوزارة والشركات التابعة لها، وتتيح لهم شراء السلع مثل السكر وغيره أونلاين، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء في هذا الشأن حتى الآن، رغم أنه سيكون حلاً فاعلاً لحل الأزمة نوعاً ما".
من جانبه، أكد رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية د. رشاد عبده، أن أزمة السكر في مصر مصطنعة، وغير حقيقية، فمزارع البنجر ومصانع السكر توفر 90٪ من احتياجات السوق من السكر.
وقال عبده لـ24: "سبب رئيسي من أسباب أزمة السكر الحالية في مصر ووصوله إلى 50 جنيهاً يعود إلى تصدير التجار كميات كبيرة من الإنتاج المحلي للسكر المصري إلى الخارج، من أجل الحصول على العملة الصعبة وخاصةً الدولار الأمريكي".
وقف التصدير ومنع الاحتكار وتابع رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية "أطالب الحكومة بوقف تصدير السكر لحل الأزمة الحالية، بالإضافة إلى تفعيل الضبطية القضائية بكل حزم وقوة على أي تاجر يخزن ويحتكر السكر أو غيره من السلع الاستراتيجية، واتخاذ إجراءات رادعة، كما يجب على مجلس النواب اتخاذ إجراءات لمنع الاحتكار السلع وتغليظ العقوبات".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مصر السکر فی مصر أزمة السکر من السکر
إقرأ أيضاً:
صفقة «جوني إيف» مع OpenAI تُربك حسابات Apple.. هل تواجه الشركة أزمة وجودية في عصر الذكاء الاصطناعي؟
توقع العديد من الخبراء أن تُحدث صفقة المصمم البريطاني جوني إيف مع OpenAI صدمة كبيرة في شركة Apple، حيث تضع الضوء على التحديات التي تواجهها الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى هجرة بعض الكفاءات من فرقها التصميمية.
تُعد هذه الصفقة بمثابة جرس إنذار لـ Apple، التي تتعرض لأول مرة منذ عقود لتهديد حقيقي لمكانتها في صناعة التكنولوجيا.
DeepSeek يتفوق على OpenAI.. خسائر فادحة لعمالقة التكنولوجيا في العالم ذكاء اصطناعي مش لأى حد.. OpenAI تُخطط لفرض التحقق بالهوية للوصول لنماذجها المتقدمة جوني إيف ينتقل إلى OpenAI: هل يفقد Apple بريقها؟في الأسبوع الماضي، أبرمت OpenAI، بقيادة سام ألتمان، صفقة للاستحواذ على شركة إيف الناشئة في مجال برمجيات الإدخال والإخراج، في صفقة تقدر بنحو 6.5 مليار دولار.
يتضمن جزء من هذه الصفقة إشراف جوني إيف على التصميم في OpenAI، بما في ذلك تطوير أجهزة جديدة، ما يعني أن المصمم الذي لعب دورًا محوريًا في تصميم منتجات Apple الشهيرة مثل iPhone سيكون الآن جزءًا من الفريق المنافس.
هل تُواجه Apple أزمة في الابتكار؟رغم أن Apple لا تزال تبيع مئات الملايين من أجهزة iPhone سنويًا، ويبلغ عدد مستخدميها أكثر من ملياري شخص، إلا أن الشركة لم تقدم ابتكارات ضخمة في السنوات الأخيرة.
جهاز Vision Pro، على الرغم من كونه إنجازًا تقنيًا بارزًا، لم يحقق النجاح التجاري المتوقع، بينما ظل جهاز iPhone على حاله تقريبًا منذ عام 2020.
أما في مجال الذكاء الاصطناعي، فتعتبر Apple في موقف متأخر مقارنة بشركات مثل Google وMicrosoft، التي تجاوزت حدود الذكاء الاصطناعي التوليدي.
في الوقت الذي تراقب فيه Apple هذا المجال من بعيد، يُعتبر هذا التقاعس عن التفاعل مع هذه التقنية الثورية أحد العوامل التي تهدد بقاء الشركة في صدارة الابتكار التكنولوجي.
مؤتمر WWDC 2025: فرصة لآبل لتجاوز الأزمة؟
مع اقتراب مؤتمر Apple العالمي للمطورين (WWDC 2025)، تتجه الأنظار إلى ما ستقدمه الشركة من تحديثات جديدة.
في حين يُتوقع أن تقدم Apple إصدارات مُعاد تصميمها لأنظمة التشغيل، فإن التوقعات تشير إلى عدم تحقيق قفزات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما قد يزيد من شعور المستخدمين بتراجع الشركة في هذا المجال.
التحديات الخارجية: ترامب ورسوم الـ 25%بالإضافة إلى أزمة الابتكار، تواجه Apple تحديات إضافية تتمثل في تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الهواتف الذكية المستوردة، بما في ذلك أجهزة iPhone التي تُصنع خارج الولايات المتحدة.
في ظل هذا الواقع، يبدو أن Apple قد تجد نفسها أمام خيارات صعبة، حيث يتعذر عليها نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة في ظل هذه التكاليف المرتفعة، مع مخاوف من رد فعل سلبي من الصين التي تمثل سوقًا ضخمًا لأجهزة الشركة.