شَهِد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية رئيس اللجنة العليا للتشريعات، جانباً من “مؤتمر التشريعات والمدن الرائدة” الذي عُقد اليوم (الاثنين) في مقر مكتبة محمد بن راشد، وذلك في مستهل فعاليات “الأسبوع التشريعي 2023″، والذي تنظّمه اللجنة العليا للتشريعات في دبي، وتستمر أعماله حتى 23 نوفمبر الجاري.

وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ألقى أحمد بن مسحار المهيري، الأمين العام للجنة العليا للتشريعات في دبي، كلمةً رحّب فيها بالحضور، واستعرض أهم الأهداف التي يسعى الأسبوع التشريعي إلى تحقيقها كساحة فعالة لتبادل الأفكار والخبرات والمعارف القانونية، واستكشاف سبل تعزيز مواءمة المنظومة التشريعية مع الرؤى والاستراتيجيات التنموية الوطنية الطموحة.

وحول أثر الأسبوع التشريعي وما ستدور في أروقته من نقاشات، قال أحمد بن مسحار إن الحدث يجسّد نهج إمارة دبي في تطوير البنية التحتية التشريعية والقانونية الكفيلة بدعم النمو الاقتصادي المستدام وتعزيز الجاهزية لمواجهة التحديات المستقبلية، مشيراً إلى أن دورة العام الحالي من “الأسبوع التشريعي” تشكّل منصةً لتسليط الضوء على سبل تطوير العمل التشريعي، وإرساء دعائم منظومة قانونية وتشريعية تسهم في ترسيخ المكانة الريادية لإمارة دبي على الصعيد العالمي، ومواكبة طموحاتها الكبيرة للمستقبل والإسهام في تهيئة البيئة الداعمة لتحقيق تلك الطموحات.

ولفت بن مسحار إلى أن الأسبوع التشريعي سيناقش كيفية معالجة التحديات التي تلقي بظلالها على المشهد التشريعي، وتعزيز دور التشريع كمحركٍ محوري من محركات التنمية المستدامة، وأداةٍ رئيسية لمواكبة المتغيرات المحيطة.

حضر المؤتمر كلٌ من: معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي عبدالله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسعادة المستشار عصام عيسى الحميدان، النائب العام لإمارة دبي، وسعادة طارش عيد المنصوري، المدير العام لمحاكم دبي وعدد من كبار المسؤولين.

ويجمع “الأسبوع التشريعي 2023” لفيف من الخبراء والقانونيين والمختصين في إعداد وصياغة التشريعات، ويناقش جملةً من المواضيع المتعلقة بهذا المجال، من خلال سلسلة من الجلسات التي ستتطرق إلى سبل مواكبة التشريعات للمتغيرات المتسارعة، ودور المنظومة التشريعية في دعم وتحفيز نمو الاقتصاد وتعزيز تنافسية الدول وجاهزيتها للمستقبل.

ويتضمّن جدول أعمال الأسبوع التشريعي مجموعة من الجلسات والنقاشات والمحاضرات والورش التفاعلية، حيث شهد اليوم الأول جلسة “التحديات العالمية في العمل التشريعي”، ودار النقاش فيها حول محاور الاستدامة وتشريعات المستقبل والحوكمة في العمل التشريعي، فيما حملت ثاني جلسات اليوم الأول عنوان “وجود بيئة قضائية متميزة تمكن دبي من الريادة في جذب الاقتصاد عالمياً”.

وتشمل فعاليات اليوم الثاني جلسات المختبر التشريعي والهادف إلى بحث الآليات الكفيلة بتعزيز مرونة واستباقية واستدامة المنظومة التشريعية، من خلال ثلاث مجالات، وهي: “التكنولوجيا والسياسة والتشريع” و”التكنولوجيا ونقل المعرفة” و”التكنولوجيا والأعباء الإدارية”. ومن المقرر أن تتضمن فعاليات اليوم الثالث للحدث جلسة بعنوان “السياسة ودورها في بناء التشريعات”، فيما ستناقش الجلسة الثانية لذلك اليوم المعاهدات والاتفاقيات الدولية وانعكاساتها على دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي بشكل خاص، فيما ستعقد خلال اليوم الرابع والختامي من أيام “الأسبوع التشريعي”، جلسة عنوانها “الصناعة التشريعية في إمارة دبي”.

يُذكر أن اليوم الأول لـ “الأسبوع التشريعي 2023” تضمّن عدداً من الفعاليات أهمها إطلاق “المنصة الرقمية لتشريعات دبي” وخدماتها المتكاملة في المنظومة التشريعية، ودورها في تعزيز المشاركة المجتمعية بتمكين أفراد المجتمع من الاطلاع على مشاريع التشريعات قبل اعتمادها.

وتستهدف اللجنة إحداث نقلة نوعية في كفاءة العمل التشريعي عبر مواصلة تطوير المنصة الرقمية وتوسيع نطاقها بالاستعانة بابتكارات الرقمنة والذكاء الاصطناعي التوليدي. وتتيح المنصة مجموعة من الخدمات المرقمنة بالكامل، ومن ضمنها طلب تشريع محلي ومراجعة تشريع اتحادي؛ وطلب الرأي القانوني والمذكرات التفسيرية؛ وطلب التدريب في المجال التشريعي؛ وطلب ترجمة تشريع؛ فضلاً عن بوابة دبي التشريعية، والجريدة الرسمية لحكومة دبي.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المنظومة التشریعیة العمل التشریعی

إقرأ أيضاً:

في يوم عرفة.. “جبل الرحمة” يشهد تجليات الدعاء والخشوع والسكينة

البلاد- عرفات
احتضن جبل الرحمة اليوم، جموع الحجاج الذين توافدوا إليه منذ ساعات الصباح الأولى، يحدوهم الشوق إلى الرحمة والمغفرة، وقد افترشوا سفوحه ورفعوا أكفّهم بالتضرع إلى الله، متوجهين إليه بالدعاء في وقفة عظيمة يتجلّى فيها الصفاء الروحي والسكينة، في يومٍ وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة”. ويُعدُّ جبل الرحمة، الذي يتوسط ساحة مشعر عرفات، من أبرز معالم المشاعر المقدسة، ويحتل مكانة راسخة في ذاكرة الشعيرة والمكان، لما له من صلة وثيقة بسيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إذ وقف عليه خطيبًا في حجة الوداع عند الصخرات الشهيرة التي لا تزال قائمة حتى اليوم، شاهدة على أعظم خطب التاريخ الإسلامي.
ويقع الجبل على بُعد (17) كيلومترًا من المسجد الحرام، ويرتفع عن سطح الأرض بنحو (65) مترًا، في مشهد طبيعي يأسر القلوب ويثير مشاعر المهابة والخشوع، ويُعرف بعدة أسماء، أشهرها: “جبل الرحمة”، و”جبل الدعاء”، و”جبل الموقف”، وكلها تعكس ما يحمله هذا الموقع من معانٍ روحانية وتاريخية عميقة. وفي إطار العناية الدائمة بالمشاعر المقدسة من قبل القيادة الرشيدة -أيدها الله-، نُفذت مؤخرًا مشروعات نوعية في منطقة جبل الرحمة لتخفيف أثر “الإجهاد الحراري”؛ سعيًا لتوفير بيئة مريحة وآمنة تُمكّن الحجاج من أداء مناسكهم في ظروف مناخية مناسبة، حيث بلغت مساحة المشروعات المُنفذة مؤخرًا نحو (196) ألف متر مربع، وشملت تركيب مظلات بمساحة (1,200) متر مربع، مزوّدة بـ(129) مروحة رذاذ، تعمل على تلطيف الأجواء وتقليل درجة الحرارة في المنطقة المحيطة بالجبل، مما يعكس حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في سبيل راحة ضيوف الرحمن، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم. ومنذ بزوغ شمس هذا اليوم، بدت ساحة الجبل كلوحة إنسانية، تماهت فيها الأجناس والألوان واللغات، وتوحّدت القلوب والألسن بنداء واحد: “لبيك اللهم لبيك”، في مشهد يفيض بالإيمان والانكسار بين يدي الله، فيما يتردد صدى التهليل والتكبير والدعاء بين جنبات الجبل، في لحظات تُكتب بمداد النور في صحائف الزمان. ويُجسّد جبل الرحمة أحد الرموز التي تُذكّر بعظمة الموقف، حيث يظلّ الحجاج فيه واقفين أو متضرعين أو متأملين، يستشعرون القرب من الله، متوسلين برحمته ومغفرته، في مشهد يتكرر كل عام، لكنه يبقى جديدًا في قلوب من عاشوه؛ لا يشبهه مشهد آخر من حيث المشاعر والتجليات الإيمانية.

مقالات مشابهة

  • هيئة مغربية تعلن تنظيم النسخة الـ4 من مبادرة “عيدنا فلسطيني”
  • هكذا جرت تلاعبات بسكنات “السوسيال” 
  • في يوم عرفة.. “جبل الرحمة” يشهد تجليات الدعاء والخشوع والسكينة
  • “أونكتاد”:“اقتصاد المحيطات” شكل 7% من التجارة العالمية في 2023 بقيمة 2.2 تريليون دولار
  • برعاية الشيخة فاطمة.. ذياب بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج الدفعة الثانية من مبادرة “النبض السيبراني للمرأة والأسرة”
  • ذياب بن محمد بن زايد يكرم شرطة أبوظبي ضمن مبادرة “النبض السيبراني للمرأة والأسرة”
  • “منشآت” تصدر تقريرها السنوي لعام 2024
  • وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة تطلقان فعاليات “شهر الموسيقى ” في عدد من محافظات المملكة
  • مؤتمر صحفي ظهر اليوم لمدربي “النشامى” ونظيره العُماني
  • مدافع ريال مدريد يواجه اتهامات “إباحية”