منى الحمادي: «عدستي» توثّق استدامة الطبيعة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
خولة علي (دبي)
رغبة في توثيق كل ما يتعلق بالطبيعة المحلية وتضاريسها، وإبراز معالم تراث وتاريخ الإمارات، اتجهت المصورة الفوتوغرافية منى الحمادي إلى مجال التصوير، لتتخذه هواية ووسيلة لترصد بعدستها ما تتمتع به الدولة من مواقع غنية، ومحطات سياحية أصبحت وجهة مفضّلة للزوار، وتسلط الضوء على المشاهد الطبيعية والبيئية، خاصة أشجار القرم ودورها في مواجهة تداعيات التغير المناخي، تزامناً مع عام الاستدامة.
شغف
علاقة منى الحمادي بالفنون البصرية بدأت منذ الصغر، فارتبطت بالكاميرا وأصبحت عاشقة لتدوين اللحظة وتخليد الذكريات، فكل صورة تلتقطها تحمل الكثير من المعاني التي تحاكي رؤيتها للأشياء من حولها، كما أن حبها لوطنها وإيمانها بمسؤوليتها تجاه الأرض الذي تربت وترعرعت عليها، جعلها تسعى لالتقاط ملامح ومعالم الوطن الساحرة، وهذا الشغف دفعها إلى دراسة الإعلام، وحصولها على بكالوريوس في الإعلام التطبيقي من كليات التقنية العليا، وهي تشغل حالياً منصب ضابط أول توعية وتثقيف في الهيئة الاتحادية للضرائب.
تقنيات التصوير
وتحرص الحمادي على تطوير مهاراتها في فن التصوير، من خلال المشاركة في ورش تدريبية ودورات تصوير باستخدام وسائل وتقنيات حديثة، من ناحية العدسات والكاميرات والإضاءات، للتعبير عن أفكارها وتأثيرها على المتلقي لتصل رسالتها بكل وضوح وشفافية، موضحة: «الفنان له نظرة فنية مختلفة في قراءة المشاهد من حوله، فتقنيات التصوير تعينه على جلب الفكرة وإكسابها قدراً من الواقعية، لذا تشدني المواقع السياحية والمناظر الطبيعية التي تزخر بها الإمارات وتتميز بها، فضلاً عن الأماكن التاريخية والتراثية والمواقع البيئية، خاصة المحميات الغنية بالحياة الفطرية، ولا تخلو أعمالي من صور للمدن العصرية، في محاولة للربط بين الماضي بتاريخه والحاضر بتطوره».
نهج ورؤية
وتلفت الحمادي قائلة: «سعيت لأن تكون عدستي حاضرة وداعمة لنهج ورؤية الدولة تجاه مؤتمر «كوب 28» لتحقيق الاستدامة، فوظفت عدستي في التقاط المناظر الطبيعية الساحرة والتضاريس المتنوعة كالكثبان الرملية، الواحات، الشواطئ، المحميات، وأشجار القرم، وركزت على البيئة بشكل كبير تزامناً مع عام الاستدامة ومؤتمر «كوب 28»، استكمالاً لمشروع «أشجار قرم عيد الاتحاد.. اليوم للغد»، وتماشياً مع اهتمام الدولة بمعالجة تحديات البيئة، من خلال الحلول المبتكرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتعتمد الحمادي في أعمالها على اختيار الأماكن الجذابة، وتحديد العناصر الملائمة كالبحيرات، الطيور، والعشب والشجر، وتراعي، أثناء التقاط الصورة، الزوايا المناسبة، والأوقات وحالة الطقس والإضاءة الطبيعية.
«غابات القرم»
وأشارت الحمادي إلى أن الصورة تسهم في رصد اهتمام الدولة وحفاظها على البيئة والمجتمعات من الأخطار الطبيعية، سعياً لتعزيز استدامة النظام البيئي المحلي والعالمي، وعن طبيعة الصورة الملتقطة تقول الحمادي: «تتميز الإمارات بتوافر كميات هائلة من أشجار القرم في عدة مواقع، خصوصاً في إمارة أبوظبي، ومنها «غابات القرم» التي تستهدف الدولة بلوغ عددها 100 مليون شجرة، من هنا اخترت تصوير حديقة أشجار القرم، لكشف إسهاماتها وفوائدها في الحفاظ على البيئة، وإبراز دورها في عزل الكربون وتخفيف آثار التغير المناخي».
لكل صورة قصة
تبين منى الحمادي أن كل صورة التقطتها لها أثرها في نفسها قائلة: «كل صورة تحمل قصصاً ومشاعر استثنائية، كرحلة تجمع أفراد العائلة بما فيها من ضحكات، مغامرات، وذكريات من المدينة التي ولدت وترعرعت فيها، وتوثيق مشاهد من الشوارع، البيوت، الحدائق، وأماكن شهدت على إرث الآباء والأجداد كصيد الأسماك والسباقات الشراعية، كما شاركت في معارض فنية ومؤتمرات دولية في رأس الخيمة، أم القيوين والفجيرة، وكانت كل صورة تحمل ذكرى تتجدد من حين إلى آخر.
مشاركات
شاركت منى الحمادي في العديد من الأعمال التطوعية والأحداث والفعاليات المختلفة، منها القمة العالمية للحكومات 2019، مسابقة جائزة الشيخ حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، كأس دبي العالمي للخيول، معرض الشارقة الدولي للكتاب، منتدى الإعلام العربي، قمة رواد التواصل الاجتماعي العربي، معرض مجندي الخدمة الوطنية، معرض جيتكس، إكسبو دبي 2020، ومؤتمر الصحة العربي 2022 و2023.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات التراث التصوير كوب 28 الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ المناخ قمة المناخ أشجار القرم کل صورة
إقرأ أيضاً:
حازم المنوفي: الفيضانات رسالة من الطبيعة.. والأمن الغذائي أول من يدفع الثمن
أكد حازم المنوفي، رئيس جمعية "عين" لحماية التاجر والمستهلك وعضو شعبة المواد الغذائية، أن الفيضانات والسيول التي تضرب إثيوبيا وعددًا من دول القرن الإفريقي حاليًا تمثل "رسالة إنذار واضحة من الطبيعة"، تعكس مخاطر العبث بالنظم البيئية والموارد الطبيعية، وفي مقدمتها نهر النيل، الذي يُعد شريان الحياة لشعوب المنطقة.
وقال المنوفي في تصريح صحفي:
إثيوبيا اليوم تدفع ثمن تحديها للطبيعة. من ظنّ أن بإمكانه السيطرة على نهر النيل، اكتشف أن المياه أقوى من النار، وأن يد الخالق فوق كل مخطط. النيل ليس مجرد نهر، بل مصدر حياة ومنحة من الله لا يجوز احتكارها أو التحكم فيها من طرف واحد.
وشدّد المنوفي على أن هذه الكوارث الطبيعية لا تهدد فقط البنية التحتية أو الأرواح، بل تمثل ضربة مباشرة للأمن الغذائي الإقليمي، خاصة في ظل تأثر المحاصيل الزراعية، وتعطل خطوط الإمداد، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، ما يهدد ملايين الأسر في إفريقيا.
وأضاف:
القطاع الغذائي هو الأكثر هشاشة في مواجهة الكوارث الطبيعية. وعلينا كدول وشعوب أن ندرك أن حماية نهر النيل ليست فقط مسؤولية بيئية، بل ضرورة اقتصادية ومعيشية لضمان استمرار تدفق الغذاء، ومنع المجاعات.
ودعا المنوفي إلى تبني حلول توافقية عاجلة بشأن ملف سد النهضة، تقوم على العدالة والتوازن بين التنمية والحق في الحياة، مؤكدًا أن الحلول الأحادية لن تجلب سوى المزيد من الكوارث.
واختتم تصريحه بالقول:
المشهد الحالي يُحتم علينا أن نتحرك بتكاتف حقيقي كدول حوض النيل، لأن الأمن المائي والغذائي وجهان لعملة واحدة. وإذا ضاع أحدهما، ضاع الاستقرار.