نيوزويك: خطوط بايدن الحمراء لإسرائيل بدأت تتشكل
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
قالت مجلة نيوزويك إن الولايات المتحدة بدت تائهة في التعامل مع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ أن أصبح الرئيس جو بايدن أكثر ميلا إلى الضغط على تل أبيب من أجل كبح جماح تصرفاتها في غزة، بعد أن أثارت غاراتها الجوية العنيفة احتجاجات عالمية.
وأوضح مايكل دوران، رئيس مجلس الأمن القومي في عهد جورج بوش الابن، للمجلة أن "بايدن أصبح مع استمرار الحرب يميل إلى الضغط على إسرائيل من أجل ضبط النفس بعد أن حققت بعض النجاح العسكري الواضح"، مما يعني أنه يقوم بتشكيل "خطوط حمراء" للكيفية التي تريد بها واشنطن أن تتعامل إسرائيل مع الصراع من الآن فصاعدا، بالإضافة إلى تكرار دعمه لحل الدولتين عندما ينتهي الصراع.
وكان بايدن قد قال، أثناء زيارته تل أبيب بعيد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للإسرائيليين "لستم وحدكم"، وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي "نحن لا نرسم خطوطا حمراء لإسرائيل"، كما جاء في تقرير بقلم كبير مراسلي الأخبار بالمجلة بريندان كول.
ولكن الحال كما يبدو لم تعد كذلك، حسب المجلة، فقد تغيرت لهجة بايدن في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي عندما قاطعه أحد المتظاهرين داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، ليقول للمرة الأولى إنه من أجل تأمين إطلاق سراح المحتجزين "أعتقد أننا بحاجة إلى توقف مؤقت".
وبعد أن أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في قطاع غزة، زاعما أنه مركز لحماس التي نفت ذلك، دعا بايدن إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات "أقل تدخلا" في غزة، وحذر من أنه "يجب حماية المستشفيات"، ليعلق دوران بأنه "كان هناك دائما خط رفيع بين إظهار الدعم لإسرائيل والرغبة في كبح جماحها منذ البداية".
وقال دوران إن بايدن يواجه ظروفا غير مسبوقة لصعوبة تحقيق التوازن بين حماية القواعد الأميركية في الشرق الأوسط ممن وصفهم بوكلاء إيران الذين نفذوا هجمات متكررة، وبين حماية صناديق الاقتراع عام 2024 من المظاهرات في الولايات المتحدة وغضب الناخبين المسلمين، خاصة في ميشيغان.
حل الدولتين
وعندما طلب بايدن لصالح إسرائيل حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 14.3 مليار دولار من الكونغرس، نصحه دبلوماسيون غربيون بالضغط على رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لتخفيف عمليتها العسكرية، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن أمام إسرائيل "أسبوعين أو ثلاثة" قبل أن تأتي الضغوط للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأكد بايدن أن "وقف إطلاق النار ليس سلاما"، وقال إنه "يجب ألا يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ولا إعادة احتلال لها، ولا منع ولا حصار عليها، ولا تقليص للأراضي"، مذكرا -في دعوته لحل الدولتين- بأن قطاع غزة والضفة الغربية "يجب إعادة توحيدهما في ظل هيكل حكم واحد، وفي ظل سلطة فلسطينية متجددة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أول أمس الاثنين إن الولايات المتحدة تريد "هدنة أطول" ودخول "المزيد من المساعدات الإنسانية" إلى غزة، وأكد ضرورة "حماية" المدارس والمستشفيات، قائلا "لا نريد أن نراها تقصف من الجو"، مشيرا إلى مقتل عدد كبير جدا من الفلسطينيين.
وقال توماس غيفت، مدير مركز السياسة الأميركية في جامعة كوليدج لندن، إن "لغة البيت الأبيض وسياسته تتشكل من خلال الاعتبارات السياسية الداخلية"، موضحا أن "مطالبة حزب بايدن بوقف إطلاق النار محاولة من الإدارة للموازنة بين الحاجة إلى التحالف الإستراتيجي مع حليفها الإقليمي وبين ضرورة الاستجابة للضغوط الداخلية المتزايدة من التقدميين في الداخل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توافق وحماس تدرس المقترح الأميركي حول غزة
وافقت الحكومة الإسرائيلية على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، في الوقت الذي تدرس فيه حركة حماس المقترح.
فقد نقلت القناة 12 عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله "نقبل بمخطط ويتكوف الجديد".
وقال نتنياهو لعائلات الأسرى المختطفين بغزة "سنوافق على مخطط ويتكوف الذي نقل إلينا الليلة، حماس حتى اللحظة لم ترد ولا نعتقد أن حماس ستفرج عن آخر رهينة ولكن نحن لن ننسحب من غزة بدون أن نتسلم جميع الرهائن".
وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قالت إنه من المرتقب أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم اجتماعا أمنيا محدودا لبحث المسار الجديد الذي طُرح بشأن صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ضوء المقترحات الأخيرة التي قدمها ويتكوف.
ولم توضح الهيئة من سيشارك في اللقاء إضافة إلى نتنياهو.
ونقلت عن مصدر إسرائيلي رفيع، لم تسمه، قوله إن تل أبيب تلقت الليلة الماضية المقترح الأميركي.
وقالت إن المقترح يتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء، إلى جانب تسليم جثامين 10 آخرين، على دفعتين، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوما.
وقد كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلا عن مسؤول إسرائيلي، أن اجتماعا عُقد بواشنطن، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بين ويتكوف ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بشأن قضيتي، الرهائن وإيران، اتسم بالتوتر.
إعلانوبحسب المسؤول الإسرائيلي فإن أن صبر ويتكوف من إسرائيل بدأ ينفد.
حماس وويتكوف
وقالت حركة حماس إنها تسلمت من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد وتدرسه بمسؤولية بما يحقق مصالح شعبنا ووقف إطلاق النار الدائم.
وكانت حماس قالت إنها توصلت الى اتفاق على إطار عام مع ويتكوف، يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا للاحتلال من القطاع.
وأضافت حماس أن الاتفاق يتضمن تدفق المساعدات، وتولي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق.
وقالت الحركة إن الاتفاق مع ويتكوف نص على إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين، وتسليم جثث، مقابل إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين بضمان الوسطاء.
بدورها قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مفاوضات إنهاء الحرب ستستمر خلال وقف إطلاق النار.
وأوضحت أنه في حال الاتفاق على إطار عمل، سيتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين، أحياء وأمواتا، أما في حال فشل المحادثات، فإن إسرائيل تحتفظ بحق استئناف العمل العسكري، مع إمكانية تمديد وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح المزيد من الأسرى، وفق الصحيفة.
وأضافت بموجب الخطة، ستُستأنف المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الأمم المتحدة والوكالات الدولية، وستُطلق إسرائيل سراح الأسرى (الفلسطينيين) وفقا للاتفاقيات السابقة.
وتابعت سينسحب الجيش الإسرائيلي إلى مواقعه قبل الهجوم (في مارس/آذار)، محافظا على وجوده على طول ممر فيلادلفيا، الذي يمتد على طول الحدود بين غزة ومصر، ولكنه سينسحب من ممر موراغ بين رفح وخان يونس (جنوب قطاع غزة).
وقد أكد ويتكوف أن لديه شعورا جيدا بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار يؤدي إلى اتفاق طويل الأمد.
المقترح الجديد يمثل انقلاباً على المسار التفاوضي برمّته، وهو (ردّ إسرائيل) على ما توافقت عليه حماس وويتكوف أكثر مما هو مقترح جديد.
المقترح يتضمن:
– الإفراج عن نصف الأحياء والجثامين في الأسبوع الاول من الاتفاق.
– لا انسحاب من غزة
– لا ضمان لاستمرار توقف القتال.
– لا ضمان لدخول…
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) May 29, 2025
إعلانوفي السياق، قال المحلل السياسي سعيد زياد إن المقترح الجديد يمثل انقلابا على المسار التفاوضي برمته، وأوضح أن المقترح هو "ردّ إسرائيل" على ما توافقت عليه حماس وويتكوف أكثر مما هو مقترح جديد، بحسب تعبيره.
وأضاف زياد أن المقترح يتضمن الإفراج عن نصف الأحياء والجثامين في الأسبوع الاول من الاتفاق، وأنه لا انسحاب من غزة ولا ضمان لاستمرار توقف القتال.
كما قال زياد إن المقترح لا يضمن دخول المساعدات ولا التزام بالبروتوكول الاغاثي.
وأشار إلى أن هذا المقترح هو لاتفاق من أسبوع وليس من 60 يوم، حيث تريد إسرائيل "نزع أوراق القوة من المقاومة في الأسبوع الأول ثم يتنصّل من كل الالتزامات".
من جهة ثانية، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول سياسي رفيع أنه بخلاف ما نُشر، فإن اتفاق ويتكوف الذي اقترح في الأيام الأخيرة لا يتضمن تحديد خط تموضع جديد للقوات الإسرائيلية، ولا طريقة توزيع المساعدات في إطار وقف إطلاق النار.
المعارضة تؤيد ويتكوف
بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن على إسرائيل أن تقبل بشكل علني وفوري مقترح الوسيط الأميركي ستيفن ويتكوف.
وأضاف لبيد أنه سيمنح نتنياهو شبكة أمان كاملة للموافقة على مقترح ويتكوف حتى لو حاول وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عرقلته.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي ذات السياق، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة إنه كان بإمكان نتنياهو اتخاذ قرار يؤدي لصفقة شاملة لكنه قرر استمرار الحرب لاعتبارات خارجية.
وأشارت إلى أنه لا توجد خطة حقيقية للحرب في غزة وما لم ينجز خلال عام ونصف العام فلن ينجز لاحقا.
إعلان