الغنوشي في رسالة من السجن: طوفان الأقصى هدية أهل غزة إلى الأمة
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
قال رئيس مجلس النواب التونسي رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إن عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، هدية أهل غزة إلى الأمة.
وأضاف في ثاني رسالة يرسلها من سجنه أنها "قوة تجديد ودفع واستنفار وتعبئة وإيقاظ وصحوة وشعار بطولة" للأمة.
ونشرت سمية نجلة الغنوشي نص الرسالة التي قالت إنها وصلتها بخط يد والدها، عبر حسابها على منصة "إكس" (تويتر سابقا).
وقال الغنوشي في رسالته: "إن فلسطين قضية الأمة المركزية إلى جانب المسجد الحرام، فهما مركز السيادة الإسلامية ومقياس وعنوان عزة الأمة وسيادتها. هذا الشعاع، المسجد الحرام والمسجد الأقصى، هو قلب الأمة النابض، ووجود أي كيان دخيل في القلب هو إنذار بالخطر، بما يدعو إلى الاستنفار لمواجهة هذا الخطر الوجودي".
يذكر أن الغنوشي يقبع في السجن منذ توقيفه في 17 نيسان/ أبريل الماضي، من قبل الأمن بعد مداهمة منزله، قبل أن تأمر محكمة بإيداعه السجن في قضية "التصريحات المنسوبة له بالتحريض على أمن الدولة".
وأوضح الغنوشي أن "تحرير فلسطين ليس ثقلا على الأمة بل رافعة لها، وهذه القضية تعطي حاملها أكثر مما تأخذ منه، فكل الزعامات في أمتنا ارتفعت برفع هذه الراية، من الفاتحين الأُول، أمثال خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح وعمر بن الخطاب، وصولا إلى صلاح الدين الأيوبي". مضيفا أن "الرايات التي ارتفعت هي التي صدقت في رفع عنوان تحرير فلسطين".
وأكد الغنوشي أن مسألة تحرير فلسطين "يجب أن تبقى محور اللقاء والافتراق".
وتابع: "فلسطين آية من الكتاب وسورة من القرآن، من حملها حمل الكتاب ومن تخلى عنها، فقد تخلى عن الكتاب".
وبارك الغنوشي عملية طوفان الأقصى وقال: "طوفان الأقصى اليوم هدية أهل غزة إلى الأمة. هو قوة تجديد ودفع واستنفار وتعبئة وإيقاظ وصحوة وشعار بطولة. قضية تحرير فلسطين ترتقي بالشباب، تُسَيِّسه وتخرجه من الاهتمامات الصغيرة إلى قضايا الأمة والإنسانية الأرحب".
وشبه الغنوشي عملية "طوفان الأقصى" بـ"طوفان نوح"، "يغمر العالم كله ويعيد بناءه مجددا، ليكون إنسانيًا، متعافيا من كل ما هو متعفن".
واختتم الغنوشي رسالته بالقول: "هذا تجديد للإسلام وتجديد للبشرية وتبشير بعالم جديد: عالم الحرية والعدل والأخوة والمساواة".
وبحسب سمية الغنوشي فهذه ثاني رسالة يخطها والدها في سجنه منذ العدوان على غزة، كاشفة أن والدها يصوم كل يوم منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، "كما اعتاد في أحداث الأمم الجلل، تقربا إلى الله المجيب دعوة الصائم، ومشاركة في ملحمة الصمود التي يسطرها أبطال فلسطين وأحرار الأمة".
هذه ثاني رسالة يخطها والدي في سجنه منذ العدوان على #غزة، وقد وصلتنا، وأنشرها هنا كما وصلتني، علما أن والدي صائم منذ 7 أكتوبر، كما اعتاد في أحداث الأمم الجلل، تقربا إلى الله المجيب دعوة الصائم، ومشاركة في ملحمة الصمود التي يسطرها أبطال فلسطين وأحرار الأمة.
رسالة فلسطين… pic.twitter.com/KWAqw8qjUw
وقضت محكمة الاستئناف في تونس العاصمة في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بتغليظ حكم ابتدائي بحق الغنوشي إلى السجن 15 شهرا بدلا من 12، بالإضافة إلى غرامة مالية ومراقبة إدارية لثلاث سنوات؛ بتهمة "التحريض ضد أمن الدولة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الغنوشي الفلسطينية غزة فلسطين غزة الغنوشي طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى تحریر فلسطین
إقرأ أيضاً:
تحليل.. الخلاف المتزايد بين ترامب وأوروبا هدية لفلاديمير بوتين
تحليل بقلم الزميل، ناثان هودج، بـCNN
(CNN)-- ربما لم يُحرز مبعوثو الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الكرملين تقدماً يُذكر خلال محادثات الأسبوع الماضي في موسكو بشأن اتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا، لكن الروس الآن يملكون ميزة جديدة: تفاقم الانقسامات بين واشنطن وأوروبا.
وجدد ترامب انتقادات إدارته لأوروبا، الثلاثاء، قائلاً في مقابلة نُشرت حديثاً مع موقع بوليتيكو إن الدول الأوروبية "ضعيفة" و"متداعية" بسبب سياساتها المتعلقة بالهجرة.
كما زعم أن روسيا "تتمتع بالأفضلية" في حربها على أوكرانيا، وأن الوقت قد حان للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، "ليبدأ بتقبّل الأمور" فيما يتعلق بجهود إنهاء الصراع، وقال ترامب: "عليه أن يُبادر ويبدأ بتقبّل الأمور، كما تعلمون، عندما تكونون خاسرين".
وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي في أعقاب إصدار الأسبوع الماضي لاستراتيجية جديدة للأمن القومي استهدفت الحكومات الأوروبية لدعمها لأوكرانيا، وألقت باللوم على "المسؤولين الأوروبيين الذين لديهم توقعات غير واقعية للحرب" لوقوفهم في طريق اتفاق السلام.
ويؤكد البيان أن "أغلبية أوروبية كبيرة ترغب في السلام، إلا أن هذه الرغبة لا تُترجم إلى سياسات، ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى تقويض الحكومات للعمليات الديمقراطية".
وقد انتقد المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، هذا البيان الاستراتيجي، الثلاثاء، قائلاً في مؤتمر صحفي: "بعضه مفهوم، وبعضه الآخر غير مقبول بالنسبة لنا من منظور أوروبي"، مضيفاً أن الدول الأوروبية لا تحتاج إلى مساعدة من الولايات المتحدة "لإنقاذ الديمقراطية" في أوروبا.
ولكن صياغة إدارة ترامب - التي تصوّر أوروبا كعقبة معادية للديمقراطية أمام العلاقات المستقرة مع روسيا - كانت بمثابة فرصة ذهبية للمسؤولين الروس.
رحّب المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بنشر الوثيقة، قائلاً، الأحد، إنها "تتماشى مع رؤيتنا"، وذلك في تصريحات أدلى بها، الاثنين، موضحا أن "الدقة التي نراها في المفهوم الجديد تُعجبنا بلا شك. فهي تُشير إلى ضرورة الحوار وبناء علاقات بنّاءة وطيبة".
واستغل كيريل ديميترييف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي والوسيط الرئيسي في المفاوضات الدبلوماسية الأخيرة بين واشنطن والكرملين، هذه الفرصة، ففي سلسلة منشورات على منصة إكس (تويتر سابقا)، احتفى بانتقادات ترامب للدول الأوروبية، وخاصة تحذيره من أن "على أوروبا أن تكون حذرة للغاية" وأنها "تسير في اتجاهات سيئة... سيئة للغاية بالنسبة للشعوب".
وجاءت تصريحات ترامب ردًا على سؤال حول تغريم منصة إكس مبلغ 140 مليون دولار من قبل هيئات تنظيمية تابعة للاتحاد الأوروبي، الجمعة، لانتهاكها قواعد المحتوى الإلكتروني الأوروبية.
ورد إيلون ماسك، مالك منصة إكس، بمنشورات تدعو إلى إلغاء الاتحاد الأوروبي، لكن من المفارقات أن يضخم المسؤولون الروس اتهامات إدارة ترامب بتراجع الديمقراطية في أوروبا: فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضى فعليًا على المنافسة السياسية وحطّ من حرية الإعلام على مدار ربع قرن من الحكم. علاوة على ذلك، تحجب روسيا فعلياً الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإكس، رغم أن ذلك لا يمنع المسؤولين الروس ذوي العلاقات الجيدة مثل ديميترييف من استخدام هذه المنصات التقنية لبث وجهات نظرهم باللغة الإنجليزية.
لكن يبدو أن هناك استراتيجية مُتعمّدة، فقد استهدفت السياسة الروسية بوضوح تقويض الدعم الأوروبي لأوكرانيا، مع استغلال الفرصة لبثّ الشكوك حول جدوى حلف الناتو، كما أن استراتيجية الأمن القومي الجديدة لإدارة ترامب تُعطي موسكو مزيدًا من الذخيرة في حرب معلوماتية تهدف إلى التأثير على الرأي العام في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.
ولقد مررنا بهذا من قبل: فالتداعيات في أوروبا على إعلان إدارة ترامب عن استراتيجية الأمن القومي الجديدة تُشبه الصدمة التي شعر بها الأوروبيون بعد خطاب نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير، والابتهاج الذي يُرجّح أن يكون قد عبّر عنه سكان موسكو إزاء انتقادات واشنطن لأوروبا يُذكّر بالابتهاج الذي ساد بعد توبيخ ترامب وفانس العلني لزيلينسكي في المكتب البيضاوي في وقت لاحق من ذلك الشهر.
وقام زيلينسكي بجولات مكثفة في أوروبا هذا الأسبوع، حيث عقد اجتماعات مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا في لندن، والتقى بمسؤولين من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في بروكسل لحشد الدعم لأوكرانيا، لكن في الوقت نفسه، تصاعدت حدة الرسائل الروسية الموجهة إلى أوروبا، وتصاعدت معها التحذيرات الموجهة إليها.
وفي مقابلة على التلفزيون الروسي الرسمي، صرّح الخبير السياسي الروسي المتشدد، سيرغي كاراغانوف، بأن روسيا "في حالة حرب مع أوروبا، لا مع أوكرانيا البائسة والمضللة".
وأضاف كاراغانوف أنه لا يتحدث باسم بوتين، لذا يمكنه إبداء رأيه بصراحة تامة: "لن تنتهي هذه الحرب حتى نسحق أوروبا، أخلاقياً وسياسياً"، ولكن حتى لو لم يكن كاراغانوف يتحدث باسم الحكومة الروسية، فمن الواضح أنه ينقل تهديدات أطلقها بوتين نفسه.
وعشية اجتماعه مع المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر في موسكو الأسبوع الماضي، حذر بوتين من أن روسيا "مستعدة الآن" للحرب مع أوروبا - رغم أنها لا تخطط لبدء حرب، إذ قال: "لا نخطط لخوض حرب مع أوروبا.. لقد تحدثت عن هذا الأمر مئة مرة، ولكن إذا أرادت أوروبا فجأةً خوض حرب معنا وبدأت، فنحن على أهبة الاستعداد الآن"، هكذا صرّح، الثلاثاء الماضي.
لكن الجمهور المستهدف لمثل هذا التلويح بالقوة واضح، ويريد الكرملين التأكد من أن الأوروبيين يشعرون بالقلق إزاء الخطاب الذي يُزعزع العلاقات عبر الأطلسي التي تُعدّ أساسًا لتأسيسهم.