الجزيرة:
2025-07-05@13:26:12 GMT

عقاب أم حوار.. كيف أتعامل مع طفلي المتنمّر؟

تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT

عقاب أم حوار.. كيف أتعامل مع طفلي المتنمّر؟

‍‍‍‍‍‍

كان الأمر صادما على إيمان المهدي (45 عاما) وهي أم لولدين في المرحلة الإعدادية بإحدى المدارس الدولية في القاهرة، عندما تلقت ذات صباح مكالمة هاتفية من إدارة المدرسة تستدعيها للقدوم من أجل مشكلة تخص ابنها البالغ من العمر 13 عاما.

عندما اطّلعت إيمان على تفاصيل المشكلة، هالها ما سمعته من الإدارة التي أبلغتها أن طفلها دائم التنمّر على زملائه، وتعمّد إيذاءهم نفسيا وأحيانا بدنيا.

كانت التفاصيل -التي لم ينكرها طفلها- موجعة جدا للأم التي كانت تعتقد دوما أنها فعلت من أجل طفليها كل ما تستطيع من تربية وتهذيب. لكن في النهاية، كان الموقف حزينا للغاية، إلى درجة أنها لم تستطع أن توجّه أي كلمة لولدها، بل تقبّلت طلب الإدارة عرضه على متخصص نفسي، وضرورة خضوعه لتقييم سلوكي قبل اتخاذ قرار بشأن عودته إلى المدرسة مرة أخرى.

لم تتوقّع إيمان أن تسمع يوما أن طفلها متنمّر، وأنه يلحق الأذى بالآخرين. لكن المشكلة تتجاوز ذلك، إذ أخبرها الطبيب النفسي أن طفلها يعاني من قلق الانفصال، إثر انفصالها عن والده، ويواجه صعوبة في تنظيم عواطفه وسلوكه، وأن شعوره بالقلق والخوف وعدم قدرته على مشاركة أفكاره ومشاعره مع والديه، ولّد لديه سلوك التنمّر كمحاولة منه لجذب الاهتمام.

في "دليل الصحة والنمو"، تشرح الكاتبة ليليانا هوغان، خبيرة الصحة النفسية للأطفال، أن التنمر سلوكٌ وليس هوية، وأن وصف الطفل بأنه متنمّر يزرع إحساسا في نفسه بأنه لن يكون قادرا على تغيير سلوكه العدواني، بينما في حقيقة الأمر هناك أسباب عدة لذلك السلوك، أهمها:

لديه شخصية لوّامة، إذ يُسارع إلى لوم الآخرين، هربا من تحمّل مسؤولية أفعاله. يُظهر اللامبالاة تجاه مشاعر الآخرين. كان تعرّض للتخويف بشكل متكرّر. لديه مهارات اجتماعية محدودة. غالبا ما يكون قلقا أو مكتئبا ومحبطا. يبحث الطفل المتنمّر عن دائرة اجتماعية قوية تقبله، فينضم إلى مجموعة من المتنمّرين على ضعفاء آخرين، ليس هو بينهم. البحث عن الاهتمام من المدرّسين في المدرسة أو الوالدين، أو زملاء الدراسة. وصف الطفل بأنه متنمّر يزرع إحساسا في نفسه بأنه لن يكون قادرا على تغيير سلوكه العدواني (بيكسابي)

من جانبه، يقول الدكتور جيمي هوارد، مدير برنامج الإجهاد والمرونة في معهد "تشايلد مايند" إن الأطفال ينخرطون في جميع أنواع السلوكيات التي لا تعكس حقيقتهم كأشخاص. وهناك أسباب كثيرة تجعل الطفل الذي يبدو حسن التصرّف قاسيا تجاه الأطفال الآخرين، وهناك طرق يمكنها كبح جماح التنمّر والمساعدة في عودة طفلك إلى إقامة علاقات مبنية على الاحترام والتعاطف مع أقرانه، أهمها:

التواصل المباشر: إذا سمعت من مدرّس طفلك أو والد طفل آخر أن ابنك متنمر، لا تبدأ الدفاع عن ابنك وتبرئته من دون الرجوع إليه والتحدث معه في المشكلة. ويفضّل أن يكون حديثك مباشرا بما سمعته، من دون التفاف حول الحدث، فحديثك الأولي مع طفلك يمكن أن يساعدك في فهم سبب حدوث العدوان، والخطوات الواجب اتخاذها من أجل إيقافه.

التعامل مع المستقبل: بمجرد التحقّق من جذور المشكلة، يمكنك مناقشة السيناريوهات التي قد يصعب على طفلك التعامل معها، وأرشده إلى ما يمكن أن يفعله في المواقف المختلفة، من دون أن يلجأ إلى فرض القوة والصداقة بالتنمر والأذى. يقول هوارد "لديك الكثير من الحلول المختلفة للقضايا التي يمكن أن يمر بها طفلك. قدّم أمثلة واضحة لما يجب عليه فعله، وليس لما يجب ألا يفعله".

النظر إلى ما وراء الحدث: الأطفال الذين يمارسون سلوكيات عدوانية أو غير لطيفة في المنزل، يكرّرون ذلك في المدرسة. لذا، عليك أن تراعي دائما -كولي أمر- طريقتك في الحوار مع الآخرين أمام أطفالك، سواء مع الزوجة أو الأصدقاء أو حتى مقدمي الخدمات، وطريقتك في التعامل مع الغضب، ستكون هي طريقة طفلك من دون وعي منك. لذا، من الضروري أن تجعل بيئة المنزل إيجابية يُعامَل فيها الجميع بلطف واحترام، لأن هذه البيئة ستنتقل مع أطفالك إلى خارج المنزل.

طريقتك في التعامل مع الغضب ستكون هي طريقة طفلك من دون وعي منك (بيكسلز)

عقوبات صارمة ذات مغزى: إذا اكتشفت أن طفلك المراهق ينخرط في تنمّر عبر الإنترنت، فيجب أن تقابل أفعاله بقطع شبكة الإنترنت عنه فوراً وحرمانه من الهاتف، وإلغاء الامتيازات الخاصة في المستقبل القريب. لكن إذا كانت أشكال التنمّر أقل حدة، فيجب أن يكون العقاب على قدر الجرم، وأن يعرف الطفل أن امتيازاته ستعود مرة أخرى بعد أيام.

المراقبة وبناء تواصل مستمر: بشكل واضح وحاسم، أخبر طفلك بأنك ستراقبه على الإنترنت لاكتشاف ما إذا كان مستمرا في سلوكياته السيئة أم لا، حتى يثبت أنه قادر على التعامل بمسؤولية. يوصي هوارد بضرورة البقاء على تواصل مستمر مع الطفل، وأن تجعل هناك مساحة آمنة لحوار يومي بينكما، لسؤاله عن أصدقائه وأحوال المدرسة، وعن خطط يومه، وعن المسائل الرائعة التي حدثت له في يومه، وكذلك الأمور المزعجة. وهذا من شأنه أن يقلّص الكثير من المشكلات في المستقبل، ويُجنبك شعور الخزي الذي ستتعرض له عند سماعك جملة "طفلك متنمّر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التعامل مع من دون

إقرأ أيضاً:

جوزيف عطية في حوار لـ الفجر الفني: وضعت تجربتي الشخصية في " أغنية سلام" لهذا السبب.. وفكرة الاعتزال بعيدة عني حاليًا ( حوار)

 

جرش مسرح عريق ومتشوق لمواجهة جمهوره الرائعاستلهمت فكرة" سلام" من تجربة شخصيةالأغاني المستلمة من تجارب شخصية تكون أكثر تأثيرا في الجمهوراتمنى إعادة تقديم أغاني تراثية لوديع الصافيالموسيقى علاج للجمهور في ظل الأحداث الجاريةمصدر سلامي هم عائلتي ووطني وإيماني

عاد الفنان جوزيف عطية بشكل مميز  لجمهوره الفترة الماضية من خلال طرحه أغنيتين جديدتين "سلام" و"ألف شخص"، من ألبوم " في كل مكان" الذي يحتوى على عددا من الأغاني المميزة والتي ستطرح تباعا واحدة تلو الأخرى، وكل منهما يحتوى على شكل موسيقى جديد وتصوير مختلف.

 

كما يستعد عطية للمشاركة بمهرجان "جرش" للثقافة والفنون في دورته الـ 39، لذلك حاوره الفجر الفني من أجل الحديث عن التفاصيل الفنية للأغاني ومشاركته في المهرجان، وجوانب أخرى عن صناعة الموسيقى خاصة في ظل الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة العربية.

وإلي نص الحوار:-

تشارك للمرة الثانية في مهرجان جرش..  ما الذي حمسك مرة للمشاركة مرة أخري وماذا يمثل لك هذا المهرجان؟


يشرفني أن أشارك للمرة الثانية في مهرجان جرش، أحد أعرق المسارح التي يحلم كل فنان بالوقوف عليها، متشوق للغاية  للوقوف أمام جمهور جرش الرائع.


- ألبوم جديد يحتوي على سبعة أغاني تحت عنوان " في كل مكان" لماذا اخترت هذا الأسم ليكون عنوانا للألبوم.. وكيف كانت تحضيراته ؟


اخترت هذا العنوان، لأنني شعرت أنه جذاب، وشعرت أنه يعطي انطباعًا بأنني معكم في كل مكان، وجلست ليالي طويلة من التسجيل في الاستوديو، وكنت في أجواء مليئة بالحماس والسعادة لمشاركة النتيجة مع الجمهور وانتظار ردود أفعالهم.

 ألبوم'في كل مكان "

- طرحت إحدى أغنيات الألبوم " سلام" التي استلمت فكرتها من تجربة شخصية لك.. ما الذي شجعك على ذلك ؟

 

نعم، " أغنية سلام" هي تجربة شخصية عشتها، وفكرتها جاءت عندما كنت جالسًا مع الكاتب رامي شلهوب عندما أخبرته قصة عني وعن فتاة كنت أواعدها وانفصلنا لأسباب معينة، فاستلهم على الفور فكرة إنشاء أغنية "سلام".


- هل ترى أن الاغاني المأخوذة من تجارب شخصية تكون نسبتها أكبر في النجاح والتصديق لدي الجمهور ؟


نعم، أعتقد أن الجمهور سيتفاعل أكثر مع الأغنية، لأنها نابعة من شيء حقيقي.

 

- من هم مصدر السلام والطمأنينة في حياة جوزيف عطية ؟

 

عائلتي، أصدقائي، بيتي، موطني وإيماني.


- وما هي معايير أختيار جوزيف عطية للاغاني بشكل عام ؟ وهل مضمون الأغنية وفكرتها هو الذي يفرض عليك قرار تصويرها على طريقة الكليب أم لا. ؟

عادةً عندما أستمع إلي أغنية لأول مرة وأعجب بها، أختار أن أقدّمها، ولا توجد قواعد ثابتة، وبالفعل تصوير فيديو كليب للأغنية يعتمد على عدة عوامل مثل رأي الإدارة والفريق الخاص بي.

جوزيف عطية 


- ما المطرب أو المطربة التي تتمنى مشاركتهم في ديو غنائي ؟ وهل هناك شروطا للمشاركة مع أحد ؟

لا يوجد شخص محدد، الأمر يعتمد على الكيمياء بيني وبين الفنان الآخر.

 

الشامي، ويجز، سيلاوي، جيل جديد من الشباب العربي استطاع تحقيق شهرة واسعة في وقت قصير رغم صغر سنه.. كيف رأيت نجاح كلا منهما والشكل الذي يقدمه للجمهور ؟

- فنانون شباب يقدمون أنماطًا موسيقية مختلفة تنال إعجاب الناس.

 

هناك عدد من المطربين والمطربات تسعى لإحياء التراث مرة أخرى عن طريق إعادة تقديم الاغاني القديمة بشكل مختلف.. ما رأيك في ذلك وهل من الممكن أن تسعى لهذا الأمر ؟

 

- لمَ لا؟ سيكون شرفًا كبيرًا لي أن أقدّم أغنية لفنان أيقوني، مثل الدكتور وديع الصافي على سبيل المثال.

 

خطوة التمثيل تشغلك في الوقت الحالي أم لا ؟

- ليس حقًا، أنا أركّز حاليًا على ألبومي وحفلات الصيف، لكنني أحب التمثيل كثيرًا، وربما في يوم من الأيام سأخوض هذه التجربة.

 

في ظل الأحداث السياسية التي نعيشها في المنطقة.. كيف ترى دور الفن حاليا وهل مازال لديه تأثير على أن يخرج الجمهور من الحالات النفسية السيئة ؟

 

- لطالما كانت الموسيقى وسيلة علاج للناس وطريقة للشفاء من كل ما هو من حولنا، وهذا ما أحاول أن أعبّر عنه من خلال موسيقتي.

جوزيف عطية 

صرحت أنك أحيانا ما تفكر في الاعتزال ثم تتراجع.. لماذا؟ وما الحالة التي يقرر فيها جوزيف عطية الابتعاد بشكل نهائي؟

 

- هناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤثر في هذا القرار، ولكنني حاليا أستمتع بما أقدمه وأتلقى حب ودعم ممن حولي، وبالتالي فكرة الاعتزال تظل بعيدة عني. 

مقالات مشابهة

  • "حزب الله" يسلم رده على ورقة توماس باراك
  • العدوان والإخوان ينفذون عقاب جماعي بحرمان أبناء تعز من المياه
  • إطلاق نسخة «منتدى هيلي» الأولى في البرازيل
  • لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟
  • وزيرة السياحة تشرف على تخرج طلبة المدرسة الوطنية للفندقة والاطعام
  • «الإمارات للدراسات» و«أكاديمية أنور قرقاش» يطلقان «منتدى هيلي» في البرازيل
  • جوزيف عطية في حوار لـ الفجر الفني: وضعت تجربتي الشخصية في " أغنية سلام" لهذا السبب.. وفكرة الاعتزال بعيدة عني حاليًا ( حوار)
  • والي جزيرة أبوموسى يكرّم خريجتين بالثانوية
  • تنظيم الدورة السابعة من ملتقى "المبدعين الشباب بسلا
  • نصائح لمساعدة طفلك على تجنب الوجبات السريعة