أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "معنى وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالأمِّي؟ وكيف يكون ذلك معجزة في حق مقامه الشريف؟". 

وأجابت دار الإفتاء موضحة: أن الأميّ في كلام العرب هو الذي لا يَقرأ ولا يَكتب، والقراءة والكتابة إنما هي وسيلةٌ مُعينةٌ على اكتساب العلوم، وهو حاصلٌ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالوحي الإلهي والعِلم اللَّدُنِّيِّ الرَّبَّانِيِّ الذي لا يضاهيه فيه أحدٌ، ولا يَرْقَى لمثله مَلَكٌ ولا بَشَر، فكانت الحكمةُ مِن وصفه بـ"الأُمِّيِّ" هي إظهار كمالاته الذاتية التي لا واسطة فيها للأسباب المتعارَف عليها بين البشر، ولتكون الأميةُ في حقه صلى الله عليه وآله وسلم آيةً على ما حصل له مِن علومٍ إلهية وفيوضاتٍ ربَّانيةٍ.

هذا، وقد نص العلماء على أنَّ مِن جملة معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان أُمِّيًّا؛ لأنَّه لو كان ممن يَكتب ويَقرأ لصار مُتَّهَمًا بأنه ربما طالَعَ كُتُبَ الأَوَّلين فَحَصَّلَ هذه العلوم بتلك المطالعة، لكنه صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا جاء بهذا القرآن العظيم المشتمل على علوم الأَوَّلين والآخِرين مِن غير قراءةٍ ولا مطالعةٍ كان ذلك مِن جُمْلَةِ معجزاته الباهرة.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ علي قومه كتاب الله تعالى منظومًا مرةً بعد أخرى مِن غير تبديلِ ألفاظه ولا تغييرِ كلماته، والخطيبُ مِن العرب إذا ارتَجَل خُطبةً ثم أعادها فإنه لا بد وأن يَزيد فيها وأن يَنقص عنها بالقليل والكثير، فكان ذلك معجزًا في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلى الله علیه وآله وسلم

إقرأ أيضاً:

أمينة الفتوى: هجرة النبي تعلمنا كيف نختار الصديق الصادق

قالت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن مشاهد الهجرة النبوية تحمل دروسًا عظيمة في اختيار الصحبة والرفيق الصالح، وكذلك في رد الأمانات واختيار من يُؤتَمن عليها. 

رأس السنة الهجرية .. دار الإفتاء تصحح اعتقاداً خاطئاً في موعد الهجرة النبوية26 يونيو و3 يوليو إجازة بالقطاع الخاص بمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى 30 يونيو

وأشارت زينب السعيد، في تصريح تليفزيوني، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج من مكة إلا وقد استخلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرد الأمانات، واختار أبو بكر الصديق رفيقًا له في الطريق.

وأضافت أمينة الفتوى بدار الإفتاء: "المشهد ده بيؤكد لنا معنيين في غاية الأهمية، الأول: إن الصداقة الحقيقية لازم تُبنى على الصدق، والوفاء، والأمانة، والثاني: إن الأخلاق لا تتجزأ، فالرسول رد الحقوق لأصحابها حتى لو هم أذوه، لأن الواجب لا يسقط بالأذى".

وتابعت: "مشهد النبي مع أبي بكر يعلمنا إن اختيار الصديق مش أمر عشوائي، ده لازم يكون شخص يساعدك على الطاعة، يكون صادق، أمين، وفي، يرد غيبتك، ويشدك للطريق الصح، مش يوقعك أو ياخدك لطريق الغلط".

كما استشهدت السعيد بمشهد من مشاهد القيامة، قائلة: "أهل الجنة هيسألوا ربنا عن أصحابهم، ويقولوا: ‘كانوا بيصلوا ويصوموا ويجاهدوا معنا، فين هم؟’، فيأذن لهم الله يروحوا يخرجوهم من النار علشان يكونوا معاهم، وده بيعلمنا إن الصاحب الصالح هو اللي هيفتكرنا في الآخرة".

وتابعت: “اللي بنشوفه النهارده من أصدقاء أول ما يختلفوا يفشوا أسرار بعض أو يتقطعوا، ده مش صداقة حقيقية، الصداقة الحقيقية هي اللي تبنيك وتعينك على رضا ربنا، والإنسان اللي عنده أمانة لازم يختار من يردها بصدق وعدل، زي ما عمل سيدنا النبي مع علي رضي الله عنه”. 

طباعة شارك الهجرة الهجرة النبوية رأس السنة الهجرية زينب السعيد دار الإفتاء

مقالات مشابهة

  • هل يجوز صيام شهر المحرَّم كاملًا؟.. دار الإفتاء تجيب
  • حكم الخروج من المسجد بعد الأذان.. الإفتاء تجيب
  • حكم اختصار الصلاة على النبي عند الكتابة إلى (ص) أو (صلعم).. الإفتاء تجيب
  • ما حكم القنوت في صلاة الفجر وهل هو بدعة؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز إعطاء بطاقات التموين لشخص غير مستحق؟.. دار الإفتاء تجيب
  • أمينة الفتوى: هجرة النبي تعلمنا كيف نختار الصديق الصادق
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • حكم ترك الزوج للمنزل بغرض تأديب الزوجة.. الإفتاء تجيب
  • هل قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة؟.. الإفتاء تجيب
  • دعاء الاستفتاح في الصلاة.. اعرف ما ورد عنه في السنة النبوية