الأسبوع:
2025-12-12@12:22:46 GMT

وهم المناصب

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

وهم المناصب

لا شك أن القيمة الحقيقة للإنسان ليست فيما يُضاف إليه من خلال منصبه أو جاهه أو ماله أو حسبه أو نسبه، بل القيمة الحقيقية له فيما يُضيف هو إلى مجتمعه من خير ومنفعة، فالمال والمنصب والنسب هي أمور غير مضمونة ولا مستقرة على الإطلاق.

فالمناصب لا تصنع العباقرة.. والثروات لا تخلق الرجال.. فقد يحصل العبقري أو النابغ على منصب فيزدان المنصب به ولا يزدان هو بالمنصب.

. فالمناصب بين أيدي الرجال ما هي إلا أداة لفعل الخير وقضاء الحقوق وتحقيق الإنجازات على أرض الواقع وليست وسيلة لرفع الخامل أو ستر السفيه أو مكافأة المنافق أو مدعاة للتباهي والتفاخر والسعي لتحقيق مكاسب شخصية مادية أو معنوية.

وللأسف الشديد، هناك العديد من أصحاب المناصب في بلادنا قد ينفصلون عن الواقع بأوهام يُكرسها فيهم المنافقون عبدة المناصب أصحاب المصالح المُتسلقين، ويوهمونهم بأنهم الصفوة المصطفاة، والخيرة المختارة، وغيرهم لا يرقون إلى مستواهم ولا يصلون إلى إمكانياتهم، فتصيبهم لعنة التكبر والغرور.

إنني أشعر بأن هذه اللعنة تصيب بعض الذين يتقلدون المناصب فتبعدهم عن مجتمعاتهم وتطردهم من بيئتهم، فتراهم يتحولون إلى شخصيات مختلفة تمامًا وتتغير حياتهم تغيرًا جذريًا، وكأن هذا المنصب دمر شخصياتهم وسحق كل القيم الموجودة في دواخلهم، فهم لا يعرفون إلا أصدقاء المصالح والمنافع ولا يستمعون إلا لمن يعتقدون أنه سيسهم في استقرارهم وبقائهم في مناصبهم.

وتبقى هذه الفئة خائفة مترقبة قلقة من زوال منصبها في يوم قريب، فليس لديهم إلا هذا المنصب يستمدون منه عزهم وعنفوانهم، وإذا زال المنصب زالوا وتقزّموا، وهذه هي الكارثة الأصعب عليهم، فقد عرفوا بالمنصب، وليس لديهم كيان حقيقي بدونه.

هل يعلم أصحاب المناصب بأن عليهم واجبات مثل ما لهم حقوق؟ هل يعلمون بأنهم مسؤولون فلهم السلطة وعليهم المسؤولية؟ هل هناك تغيير لمسناه من مسؤول بمنصب جديد أم نحن فقط نسمع بمنصب لأشخاص سابقين بترتيب جديد فقط تغيير الأماكن. هل تجرأ أحد المسؤولين في الجهات والمؤسسات الحكومية وغيرها بالاعتذار عن منصبه عندما يشعر بأنه ليس أهلًا له كما في الدول المتقدمة الحريصة على الدولة قبل المنصب، أم أنه ليس لديه شيء ويستمر ويجر الخراب في البلاد والعباد.

إنني انصح كل صاحب منصب بألا يغتر بمنصبه وألا يجعل ذلك المنصب يغير من شخصيته وأسلوب حياته، وأن يتمسك بمبادئه وأخلاقه، فالمناصب تأتي وتزول، ولا يبقى للإنسان بعد ذلك إلا ذكره وسيرته. فالمنصب يجب ألا يغيرنا، بل نحن من يجب أن نغير المنصب لنجعله أكثر خدمة للمواطن وأكثر قربًا منه، كما لا يجب أن يصنعنا المنصب، مجدًا وثروة، بل نحن من نصنعه، مستقبلًا زاخرًا بالخير على الوطن والمواطن.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أصحاب المناصب الدول المتقدمة

إقرأ أيضاً:

«سيدات طائرة الأهلي» يفوز على أصحاب الجياد في ذهاب ربع نهائي المرتبط

حقق الفريق الأول لكرة الطائرة «سيدات» بالنادي الأهلي الفوز على أصحاب الجياد بنتيجة 3-0، في اللقاء الذي جمع الفريقين ضمن ‏ذهاب ربع نهائي دوري المرتبط‎.‎

 

وأقيمت المباراة اليوم الخميس في تمام الساعة الرابعة عصرًا على صالة أبو الهول بالإسكندرية، وواصل الفريق انتصاراته في ‏البطولة‎.‎

 

وتقدم «سيدات طائرة الأهلي» في الشوط الأول بنتيجة 25-12، وواصل الفريق تفوقه في الشوط الثاني بنتيجة 25-15، وحسم ‏الفريق الشوط الثالث والمباراة بنتيجة 25-14‏‎.‎

 

ومن المقرر أن يواجه «سيدات طائرة الأهلي» نظيره أصحاب الجياد يوم الجمعة 19 ديسمبر في إياب ربع النهائي. ‏

مقالات مشابهة

  • «سيدات طائرة الأهلي» يفوز على أصحاب الجياد في ذهاب ربع نهائي المرتبط
  • مسابقة توظيف الأساتذة.. هذه هي المناصب المتوفرة وطريقة التسجيل
  • شاخنوزا تشيد بدور الإمارات في تمكين أصحاب الهمم
  • مشاريع إغاثية وتنموية للهيئة العليا للإغاثة
  • قطع طريق ضهر البيدر من قبل أصحاب معارض البيك آب
  • اتساع الفجوة الاقتصادية بين الأميركيين يهدد آمال ترامب بالانتخابات النصفية
  • الأسبوع المقبل اجتماع بين حزبي بارزاني و طالباني لتوزيع حصص المناصب في الإقليم واسم المرشح لرئاسة الجمهورية
  • «ليه ما اعتذرتش عن المنصب؟».. مهيب عبد الهادي يُهاجم حلمي طولان
  • توقيع مذكرات تفاهم في ختام زيارة وفد "الغرفة" إلى إندونيسيا
  • مصدر: تسلّم الحكيم ملف أحد مرشحي الإطار غير صحيح.. والجبوري: شروط الإطار لا تقزم منصب رئيس الحكومة