السومرية العراقية:
2025-05-21@18:08:20 GMT

تعرف على أهم 5 فوائد صحية للبرتقال

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

تعرف على أهم 5 فوائد صحية للبرتقال

السومرية نيوز – علم وعالم

يمكن الحديث كثيرا عن فوائد البرتقال، خاصة في موسمي الخريف والشتاء، عندما تكون الفيروسات نشطة. لأن البرتقال مصدر ممتاز لمضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من آثار الجذور الحرة.
وبالإضافة إلى ذلك ثبت أن تناول البرتقال يحسن الأداء المعرفي لدى الرجال ويقلل من خطر إصابة النساء بالجلطة الدماغية.

ومع ذلك، الكثيرون لا يدركون حتى بعض فوائد هذا النوع من الحمضيات.

واستنادا إلى الخبراء أهم خصائص البرتقال المفيدة هي:

1 - يعزز المناعة، وفقا للعديد من الدراسات العلمية، يحسن مقاومة الجسم للفيروسات والبكتيريا لاحتوائه على فيتامين С الذي يؤثر في الخلايا البلعمية، التي تحارب العدوى.

2 - يقوي الأوعية الدموية، يجعل فيتامين C جدران الأوعية الدموية أكثر مرونة ويحميها من الترسبات واللويحات.

3 - يخفض خطر تكون حصى الكلى، أظهرت نتائج الدراسات أن عصير البرتقال يساعد على رفع مؤشر рН. أي يؤثر في حموضة البول ويمنع تكون الحصى.

4 - يساعد على التخلص من التعب المزمن، يحتوي البرتقال على زيوت طيارة مختلفة، بما فيها الليمونين. الذي أثبتت الدراسات أن له خصائص منشطة، ويعطي شعوراً بالنشاط والقوة، ويحسن المزاج، ويساعد على تخفيف القلق وتجنب الاكتئاب.

5 - يحسن تدفق الدم في الشعيرات الدموية، غالبا ما يستخدم زيت البرتقال للتدليك لأن له تأثير دافئ ويحسن تدفق الدم في الأوعية الدموية الدقيقة.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

بيولوجيا العنف

سعى الفلاسفة وعلماء النفس منذ قديم العصور إلى فهم طبيعة العنف؛ هل هو سلوك مكتسب أم غريزة متأصلة في البشر؟ ومع تطور العلوم وظهور وسائل حديثة لدراسة البنية العصبية والجينية للإنسان، ظهرت تفسيرات بيولوجية تسلط الضوء على الدور الذي تقوم به العوامل الوراثية والنشاط الدماغي في السلوك العنيف. وهناك علوم مختلفة تدرس المقاربات البيولوجية لظاهرة العنف منها: علم النفس العصبي، وعلم الأعصاب، وعلم الوراثة، وعلم الأحياء التطوري، وعلم السلوك الحيواني. يقدم هذا المقال نتائج بعض الدراسات العلمية التي استقصت هذه الظاهرة.

قدّم سيجموند فرويد في كتابه (ما وراء مبدأ اللذة)، المنشور عام 1920، مفهوم غريزة الموت، وأوضح أن البشر لا تحركهم غريزة الحياة (إيروس) فحسب، بل وتحركهم كذلك غريزة الموت (ثاناتوس)؛ إذ لا يمكن لغريزة الحياة وحدها أن تفسر دوافع البشر إلى التدمير والعدوان وحتى إيذاء الذات: لم يرَ فرويد العنف مجرد استجابة بيئية، بل عدّه في المقام الأول غريزة متأصلة في الإنسان، ورأى أن كبت المشاعر يمكن أن يؤدي إلى السلوك العنيف. أما إريك فروم، فقد عدّ العنف ظاهرة نفسية واجتماعية، وقسّمه، في كتابه تشريح النزعة التدميرية (1973)، إلى دفاعي وتدميري، واعتبر النوع الأول جزءا طبيعيا من استجابة النفس إزاء التهديدات، جزءا ضروريا من أجل البقاء؛ أما النوع الثاني، العنف التدميري، فرأى أنه ينشأ نتيجة عوامل اجتماعية ونفسية، مثل الشعور بالعجز والرغبة في الهيمنة، وأن المجتمعات القمعية والاستبدادية تعزز العنف من خلال خلق بيئة تحرم الأفراد من تحقيق ذواتهم.

وأجرى ألبرت باندورا عام 1961 في جامعة ستانفورد تجربة سميت تجربة الدمية بوبو: في هذه التجربة قلّد الأطفال الذين شاهدوا السلوك العنيف هذا السلوك وضربوا الدمية، في حين تعامل الأطفال الذين شاهدوا السلوك اللطيف بلطف مع الدمية، ما جعل باندورا يستنتج أن الأطفال يتعلمون السلوك العدواني عبر الملاحظة والتقليد، وهو استنتاج دعم نظريته في التعلم الاجتماعي. أما السلوكيون فقد ركزوا، وكما هو متوقع، على دور البيئة في خلق العنف؛ فقد رأى ب أف سكنر، في سياق نظريته عن الإشراط الإجرائي، أن العنف سلوك مكتسب يتشكّل من خلال التعزيز والتعزير، فمكافأة السلوك العنيف، بالحصول على السلطة مثلا أو الموارد، تزيد من سلوك العنف، أما التعزير والعقاب فربما خفّفا منه، فلا ينتج العنف بالتالي عن عوامل داخلية، بل عن ظروف بيئية.

قدم كونراد لورنتس، وهو أحد مؤسسي علم السلوك الحيواني الحديث، تفسيرا بيولوجيا للعنف، واعتبره سلوكا غريزيا في الحيوانات، كما في الإنسان، يرتبط بالبقاء. وأشار في كتابه (عن العنف) المنشور عام 1963م، أن العنف ليس مجرد سلوك سلبي، بل له دور إيجابي في تنظيم العلاقات الاجتماعية وحماية الموارد. وقال: إن إشارات السلوك العنيف تكبح القتل داخل النوع الحيواني الواحد، لكن البشر لا يملكون هذه الكوابح الفطرية، مما يجعلهم أكثر عرضة للعنف المنظم. أما دزموند موريس، الأنثروبولوجي وعالم الحيوان، فقد رأى في كتابه (القرد العاري) المنشور في عام 1967 م، أن العنف، مثله مثل سلوكات بشرية أخرى، له جذور تطورية؛ فالبشر، رغم تقدمهم الثقافي والتقني، ما زالوا يحملون غرائز عدوانية متأصلة مشابهة لتلك الموجودة لدى الحيوانات. رأى كذلك أن العنف ليس مجرد سلوك مكتسب يمكن تعديله بسهولة، بل هو جزء من طبيعة البشر يصعب تغييره، ولا يمكن القضاء عليه بالتربية أو سن التشريعات. وفي مقابل هذا الرأي المتشائم، قدّم ستيفن بنكر في كتابه (ملائكة طبيعتنا الأفضلون) المنشور عام 2011م، أطروحة مفادها أن العنف قد انخفض كثيرا عبر التاريخ، ورأى أن عوامل، مثل صعود الدولة الحديثة، وتوسع التبادل التجاري، وتوسع التعاطف بين البشر، وزيادة العقلانية بينهم، وتطور القيم الثقافية، كلها أسهمت في تراجع العنف.

إن كان العنف غريزة في الإنسان كما يدّعي علماء النفس، فهل لهذه الغريزة مسارات عصبية يمكن، إذا اختلت في بعض الأفراد، أن تؤدي إلى ظهور العنف؟ هل هناك مناطق محددة في الدماغ تنشّط السلوك العنيف أو تثبّطه؟ يحاول أدريان راينه، وهو متخصص في علم نفس الجريمة في جامعة بنسلفانيا، في كتابه (تشريح العنف) المنشور عام 2013م، بحث العلاقة بين الدماغ والسلوك العنيف. يستعرض في هذا الكتاب أبحاثا أجريت حول تأثير الدماغ والجينات على السلوك العنيف، ويستنتج أن أسباب الجريمة قد لا تكون اجتماعية فحسب، بل يمكن أن تكون بيولوجية أيضا. تقوم هذه الدراسات على تحليل أدمغة مجموعة من المجرمين باستعمال التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي بالانبعاث البوزتروني (PET)، والتصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، وتشير إلى أنهم يعانون من انخفاض في نشاط الفص الجبهي الذي يتحكم في اتخاذ القرارات، وانخفاض في نشاط اللوزة الدماغية التي تتعامل مع الشعور بالخوف والندم.

تشير الأبحاث التي أوردها راينه في كتابه كذلك إلى أن نقص نشاط إنزيم (مونوأمين أوكسديز أيه) قد يؤدي إلى زيادة العدوانية. يفكك هذا الأنزيم النواقلَ العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبنفرين. ولهذا الأنزيم جين محدد، ويؤدي تطفر هذا الجين في بعض الأشخاص إلى زيادة سلوكهم العدواني تحت ظروف معينة. أُطلِق على هذا الجين اسم «جين المحارب»، وكان هان برونر، وهو عالم وراثة هولندي، قد ربط في عام 1993م بين هذا الجين والعنف، حين درس عائلة هولندية لها تاريخ طويل من السلوك العنيف، ثم استخدم باحثان آخران هما رود ليا وجيفري تشامبرز هذا الاسم حين درسا تطفّر الجين ذاته في شعوب الماوري في نيوزلندا. بيد أن العديد من الباحثين انتقدوا الاسم معتبرينه تبسيطا مخلا للعلاقة بين الجينات والسلوك العنيف، أضف إلى أن أبحاثا تالية أثبتت أن وجود هذا التطفر الجيني في شخص ما لا يعني بالضرورة أنه سيكون عنيفا، بل تتدخل التنشئة والبيئة بدرجة كبيرة في تطور العنف لديه.

وقد نشر دانيال روسيل ولاري جي سيفر في (سي أن أس سبكترمز)، وهي دورية متخصصة في علم الأعصاب والطب النفسي، في 4 مايو 2015م، مراجعة علمية للأسس العصبية للسلوك العدواني، تحت عنوان: علم الأحياء العصبي للعدوان والعنف. خلصت هذه المراجعة إلى أن هناك ثلاث مناطق في الدماغ تشارك في إظهار السلوك العدواني في البشر: اللوزة الدماغية، والقشرة الجبهية الأمامية، والقشرة الجبهية المدارية. تعالج اللوزة الدماغية الانفعالات وخصوصا الخوف والغضب، ويؤدي فرط نشاطها إلى ردود فعل عدوانية غير متوازنة. أما القشرة الجبهية الأمامية فتتحكم باتخاذ القرارات وضبط النفس والتحكم في الدوافع، ويؤدي ضعف نشاطها إلى ضعف التحكم بالانفعالات وزيادة الميل إلى العنف. وتقوم القشرة الجبهية المدارية بتنظيم السلوك الاجتماعي، ويؤدي ضعف نشاطها إلى سلوكات عدوانية واندفاعية. خلصت المراجعة كذلك إلى أن هناك ثلاثة نواقل عصبية لها دور واضح في السلوك العنيف، وهي السيروتونين والدوبامين والجلوتاميت. يرتبط انخفاض السيروتونين بزيادة العدوانية وضعف القدرة على التحكم في الانفعالات؛ بينما يرتبط الدوبامين بالتحفيز والمكافأة، وتؤدي زيادته إلى زيادة السلوكات الاندفاعية؛ أما الجلوتاميت فله تأثير مباشر على الوظائف الإدراكية ويؤثر على تنظيم السلوك العدواني. ناقشت المراجعة كذلك تأثير جين (مونو أمين أوكسديز أيه)، جين المحارب، على العنف، خاصة عند اقترانه ببيئات ضاغطة.

بحثت مراجعة روسيل وسيفر كذلك في تأثير التدخلات العلاجية في تعديل النشاط العصبي المرتبط بالعنف، ووجدت أن العلاج الدوائي الهادف إلى تحسين مستويات السيروتونين والدوبامين يساعد في ضبط السلوك العنيف. أما العلاج المعرفي السلوكي، وهو أحد العلاجات النفسية الشائعة، فيزيد من قدرة الفرد على ضبط النفس، ويقلل الاستجابات الغريزية للعنف، وتخلص المراجعة إلى أن السلوك العنيف ليس غريزة فحسب ولا سلوكًا مكتسبًا فحسب، بل هو نتيجة لتفاعلات معقدة بين العوامل العصبية والكيميائية والجينية من ناحية، والبيئة والتنشئة من ناحية أخرى.

تشير دراسات أخرى إلى وجود مسارين متميزين يشملان مناطق الدماغ المذكورة في الدراسات السابقة؛ مسار عصبي قصير وآخر طويل. تُعالَج المحفزات القادمة من البيئة عبر المسار العصبي القصير مباشرة في اللوزة الدماغية، وتؤدي إلى استجابات فورية مثل الخوف والغضب، أما المسار العصبي الطويل فيمر بعد اللوزة الدماغية إلى القشرة الجبهية، وهنا تُحلَّل المعلومات الواردة قبل اتخاذ قرارات بشأنها، ويشكّل المسار القصير استجابة غريزية تنتج من دون تفكير وتحليل، أما المسار العصبي الطويل فيشمل تفكيرا وتحليلا للمعلومات قبل القيام بردات فعل إزاءها.

ما تشير إليه هذه الدراسات جميعها أنه ورغم وجود مناطق محددة في الدماغ تشارك في صنع سلوك العنف، فإنها تتأثر مبدئيًّا بضغوط البيئة، وأن القرار باتخاذ ردات الفعل تجاه هذه الضغوط، مع أنه يمكن أن يتم على هيئة استجابة مباشرة، إلا أنه يمكن كذلك أن يتم عبر تفكير وتحليل.

تتوافق نتائج تلك الأبحاث مع الدراسات التي أجريت على أصحاب الشخصيات المضادة للمجتمع والسيكوباثيين. يتسم الشخص المضاد للمجتمع والسيكوباثي، بنمط سلوكي ثابت من العنف، وانتهاك حقوق الآخرين، وعدم احترام القوانين، إلا أن الشخص المضاد للمجتمع غالبًا ما يكون اندفاعيًّا وفوضويًّا، ويكون تعاطفه مع الآخرين ضعيفًا، وينتج سلوكه العنيف غالبًا بسبب محفز خارجي، ويميل إلى العنف الظاهر، ويتصرف عادة بتلقائية وبلا تفكير؛ أما السيكوباثي فسلوكه غالبًا ما يكون مخطَّطًا له، وينعدم التعاطف لديه تمامًا، وسلوكه العنيف قد يكون تلقائيًّا من دون محفزات خارجية، ويميل إلى الخداع والمراوغة والتلاعب بالآخرين، واندفاعيته منخفضة ويتصرف بذكاء. ومع التداخل الملحوظ في الصفات بين هاتين الشخصيتين، يرى باحثون أن السيكوباثي شكّل متطرفًا من الشخص المضاد للمجتمع، بينما يفرق دراسون آخرون بينهما تفريقا تاما، خصوصا أن السيكوباثية ترتبط بالإجرام. الجدير بالذكر أن التصنيفات الحديثة للاضطرابات النفسية، مثل التصنيف الدولي للأمراض في نسخته الحادية عشرة تدرج الشخصية المضادة للمجتمع (أو المستهينة بالمجتمع) في قائمة الاضطراب النفسي، بينما لا تدرج السيكوباثية فيها.

تشير الدراسات إلى أنه في كلتا الحالتين ثمة انخفاض في نشاط اللوزة الدماغية، إلا أن الانخفاض أشد عند السيكوباثي، ما يفسر انخفاض الخوف والندم لديه، وغياب التعاطف مع الآخرين، كما تشير الدراسات كذلك إلى انخفاض في نشاط القشرة الجبهية الأمامية في كلتا الحالتين، إلا أنها أشد انخفاضًا عند السيكوباثي كذلك، ما يفسر الاندفاعية وعدم القدرة على ضبط النفس، هناك كذلك انخفاض في نشاط القشرة الجبهية المدارية في كلتا الحالتين، ما يفسر عدم الالتفات لخطورة السلوكيات وعواقبها على الآخرين والذات، وأخيرًا، تشير الدارسات كذلك إلى أن هناك في كلتا الحالتين ضعفًا في الاتصال بين اللوزة الدماغية والقشرة المخية، ما قد يفسر أن الشخص المضاد للمجتمع يتصرف بناء على اندفاعه وعاطفة الغضب لديه بلا رجوع لقشرته المخية، أي بلا تفكير وتحليل، فيما يتصرف السيكوباثي، في الجانب الآخر، ببرود ودون عاطفة، ويتخذ قرارات عقلانية باردة باتخاذ سلوك عنيف مخطط له.

اهتمت الدراسات البيولوجية للعنف كذلك بالهرمونات، ووجدت أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين العنف وهرمونيْ التستوستيرون والكورتيزول؛ إذ تشير مثل هذه الدراسات إلى أن ارتفاع هرمون التستوستيرون يزيد من الميل إلى السلوك العدواني، خاصة في الذكور. فيما يؤدي ارتفاع الكورتيزول بسبب التوتر والقلق المزمنين إلى زيادة السلوكات العنيفة والعدوانية، إلا أن انخفاض الكورتيزول قد يؤدي إلى ضعف الاستجابة للخوف مما يؤدي إلى سلوكات عنيفة، فيما تشير دراسات أخرى إلى أن هذين الهرمونين يتفاعلان معا، فزيادة مستوى التستوستيرون لا يزيد من احتمالية السلوك العدواني إلا حين ينخفض مستوى الكورتيزول، فلكأن المستوى المرتفع للكورتيزول، الذي يشير إلى زيادة في القلق والخوف، يقلل من السلوك العدواني الذي قد تستثيره زيادة التستوستيرون. وقد أشارت دراسات أخرى إلى أن تأثير هذين الهرمونين لا يقتصر على السلوكات العدوانية والعنيفة فحسب، بل ويمتد ليشمل السلوكات غير الأخلاقية الأخرى، من بينها دراسة أجريت بالشراكة بين جامعتي تكساس وهارفرد بحثت في العلاقة بين هذين الهرمونين والغش في الامتحانات والغش التجاري، ونشرت في مجلة علم النفس التجريبي، عدد أغسطس 2015، تحت عنوان (الهرمونات وعلاقتها بالأخلاقيات: فهم الأساسات البيولوجية خلف التصرف غير الأخلاقي).

وخلاصة ما يمكن قوله من الدراسات والأبحاث التي تحاول فهم علاقة البيولوجيا بالعنف، إن هناك ارتباطا وثيقا بين العنف ومناطق محددة في الدماغ، ومسارات عصبية محددة، ونواقل عصبية محددة، وكذلك جينات وهرمونات محددة. إلا أن هذه الارتباطات أبعد أن تكون مفهومة، وأبعد من تكوين نظرية بيولوجية متكاملة، وأنها بحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث. وأن هذه الارتباطات لا تعني أن الانخفاض في نشاط منطقة محددة أو ارتفاعه، ونقص أحد النواقل العصبية أو نقص هرمون ما أو زيادتهما، هي المسؤولة عن العنف؛ فالعنف سلوك معقد ينتج من تفاعل كل هذه العوامل البيولوجية مع المحفزات الخارجية المباشرة ومع العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية والبيئية. ومن المهم القول كذلك إن التركيز على العوامل البيولوجية للعنف قد يؤدي إلى إهمال العوامل الاجتماعية والثقافية التي تبدو أكثر أهمية في اتخاذ السلوكات العنيفة، وقد يؤدي كذلك إلى إثارة مشكلات أخلاقية؛ إذ يمكن أن تستعمل تبريرات للسلوكات العنيفة، ومن الممكن كذلك أن تستخدم غطاء لسياسات تمييزية. إن وجود مناطق دماغية تشارك في اتخاذ سلوكات العنف لا يعني أن العنف سلوك حتمي لا يمكن تجنبه، بل إن الدراسات البيولوجية ذاتها تشير إلى قدرة الإنسان على تفعيل القشرة الجبهية وكبح اندفاعاته العنيفة، بل تشير كذلك إلى أن التدخلات العلاجية التي تهدف إلى تخفيف السلوك العنيف تنجح بتغيير نشاط بعض المناطق الدماغية.

د.حسين العبري كاتب وطبيب نفسي

مقالات مشابهة

  • رغم التشديد والرقابة.. تدفق مستمر للمهاجرين الأفارقة إلى سواحل اليمن
  • غرفة السياحة: إستمرار تدفق حجاج الشركات.. ونحذر من العروض الوهمية
  • أريد أن تكون في حياتي من جديد وأعدها بالحب الأكيد
  • اكتشاف مهم يساعد على التنبؤ بخطر الإصابة بقصور القلب
  • بيولوجيا العنف
  • خبيرة تغذية تكشف فوائد صحية مذهلة لـفاكهة المانجو
  • تعرف على فوائد زبدة الفول السوداني للريجيم
  • تدفق الحركة السياحية على معبد رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل
  • بن عطية: التغيير سيكون سلميا ولن تكون هناك حرب في طرابلس
  • وزير الخارجية: العراق يشهد تدفق استثمارات أجنبية داخلية تُقدّر بـ87 مليار دولار