سودانايل:
2025-12-12@08:03:31 GMT

الى على المك: أيضاً، انعي اليك الخرطوم يا علي

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

[email protected]

تسالني - يا علي - عن الخرطوم
تلك التي كانت تعج بالنجوم
وكانت هي المثال للثقافة
والنظافة
والقيافة

والآن هي الاخري...
حبلى...
بالجنجويد والهموم
لم تعد هي الخرطوم
بل غدت مدينة للأشباح
تملؤها الكلاب بالنباح
والصياح..
في المساء والصباح

تحتلها الغربان والعربان
جاؤا من بعيد - يا علي
جاؤا من بعيييييد يا علي
ليحرقوا الخرطوم وام درمان والسودان

خلت الديار - يا علي.

..خلت الديار
فهذا شارع المطار...
خلا من المودعين والمسافرين

هذه صالة المغادرين...
كانت تعج بالحياة والحنين
كان هناك العاشقون في عناق
في لحظة الفراق
وهناك الزوجان في التياع
من لحظة الوداع
و تنسال الدموع... كالانهار
تجري بلا انقطاع
على ارصفة المطار

هذه ام تودع الجنين
واخت تضم اخاها في حنين
واب يكتم الانين
ويبتسم... رغم الفراق المستبين

ويا علي...
ورغم كثافة الضجيج
كانت هناك صالة الحجيج
تعج بالعمار والحجاج الى الحجاز
الى البيت الحرام
يتوافدون...شوقا الى زيارة الامام
خير البرية والانام،
صلاة الله عليه والسلام
وكان لا ينقطع التكبير والتهليل وقد لبسوا الاحرام

وكانت هناك صالة القدوم
للقادمين الى الخرطوم
الآن على ارجائها طيور البوم
خلت من الحقائب الثمينة – يا علي
والهدايا والعطور والبخور

هذا (علي) قادم من البحرين
وهذي (سعاد) من عمان
وهذا العريس من عجمان
يغادرون على عجل
شوقا الى الاهل

هذه طبيبة
وهذه اديبة
وهذه الخطيبة
كلهم قادمون بالشوق وكلهم على عجل
شوقا الى الأهل
في السودان...
يقتلهمو الحنين الى الأوطان والاحضان

هذه الخرطوم - حين كانت - يا علي
مدينة الثقافة
والنظافة
واللطافة
كانها باريس...كانت
وكأنها الرصافة

لكنها الآن...
وقد خلت من السكان...
فهنا النيل كان يضج بالحياة
هذا شارع الجامعة...
وهذي جامعة الخرطوم
كانت تعج بالفنون
والآداب
والحساب
والعلوم
كانت غنية بالنجوم
والآن... يحتلها الجنود
وعلي شرفاتها تخيم الهموم

وهذي - يا علي - القيادة العامــــــــــة
كانت هناك الطــــــــــــــــــــــــــــــــــامة
الرصاص يحصد الشهداء
وهنا فاضت الارواح والاجساد والدماء
(والجنرال) يحتفي بما طاب من الشراب
خلف سور القيادة العالي
لا يبالي...
كلهم يتفرجون...
ورصاص الغدر والخيانة
يحصد الثوار...
في ظلام الليل...
وفي وضح النهار...
على ابواب القيادة العامـــــــــــــــــــــــــــــة
في ليلة العيد في رمضان...
وعلى ابواب القيادة العامـــــــــــــــــــــــــــــة
كانت هناك الطامــــــــــــــــــة - يا علي –
كانت هناك الطامــــــــــــــــــــــة...في القيادة العامــــــــــــــــــــة

هذه شوارع الخرطوم... الآن
وقد خلت من السكان
هذا عبيد ختم
وهذا شارع الستين
كلها محروسة بالدبابة والرصاصة والسكين

وهذه هي المعمورة
غدت وكانها مطمورة مسحورة
وهذه محطة البلابل مسكونة بالجنود
وهذا شارع المشتل الجميل
غدا ساحة للقتل والسلب والتنكيل

وهذه الرياض...
هذه بري...
هذه الكلاكلة...
تحتلها الكلاب
وهذه اللاماب...
تحتلها الذئاب

وهذه هي الديوم...
خلت هي الاخرى من السكان!
وهذه - يا علي - هي الصحافة
الجنود في الشوارع ينهبون الناس قهرا
في غير (ما) حصافة
من سوبا الى السجانة والجرافة

الجنود يسرقون الأحلام من العيون
لا يرقبون في (مسلم) الاً ولا كرامة
سقونا كأس الذل والندامة
فطفقنا في البحث عن سلامة
في خارج السودان...
أوفي داخل السودان
هجرنا البيوت...يا علي... والحيشان
هجرنا المساجد والكنائس والمدارس
هجرنا الحدائق
والفنادق
والمقاهي
والجيران
هجرنا كافة الأوطان
فالجنود يمرحون ويسرحون الآن...
في شوارع المدينة
اغتصبوا الافراح والاحلام والسكينة
واغرقو السفينة - يا علي - في لجة الظلام
لا يرعوا، غارقون في الحرام
حرموا السلام والكلام
فلم يعد هناك في الانام
من يرفع الآذان...
فتصدعت مساجد الرحمان

هذا هو الحال يا علي...
فام درمان...
والخرطوم...
ومدن السودان
كلها تنام في الاحزان
وتصحو مع الاحزان

لكن سلام عليك يا علي
هذا الليل –وان طال- يا علي -
لابد ان ينجلي
فنم قرير العين في علاك ... في سماك

فرغم الهم والاحزان
حتما سيحفل الانسان في السودان بالسلام
وينعم الاحباب
والاصحاب
والاخوان
والجيران
بالسلام...
فعليك السلام يا على من الخرطوم،
من ام درمان،
من السودان

كالقاري - البرتا - كندا
30/9/2023  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کانت هناک هذا شارع

إقرأ أيضاً:

اتجاهات حكومية: ما بين الانتقال ومنع الصيانة

اتجاهات حكومية: ما بين الانتقال ومنع الصيانة..
هل تم تنسيق بين لجنة تهيئة العودة للعاصمة و مجلس الوزراء؟ ، ففي الوقت الذي وجه فيه الاخير عدد من الوزارات الانتقال إلى الخرطوم ، فإن هناك قراراً آخراً من اللجنة الأولى منع كلياً إجراء أي عمليات صيانة وسط الخرطوم ، ومعلوم أن كل الوزارات هناك ، وقد تأثرت مبانيها بشدة..

كما أن العودة تقتصي توفر خدمات في محيطها ، فهى مرتبطة بجمهور ، مما يعنى أهمية عودة المواصلات والخدمات والوراقين والمطاعم ، إنها سلسلة مترابطة ، والأوفق إصدار قرار أشمل من مجرد توجيهات إلى تصميم خطة انتقال شامل..
لا يمكن أن تعود الوزارات إلى مدينة من (الركام) و(الاشباح)..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق علي
10 ديسمبر 2025م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/12 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة حديث كرار عن الاستنفار والمقاومة الشعبية حديث كاذب2025/12/12 (تقوية الجبهة الوطنية)2025/12/12 التآمر الناعم2025/12/11 حوار مع صديقي المصري عاشق السودان2025/12/11 نسمع ضجيجاً ولا نرى2025/12/11 إبراهيم شقلاوي يكتب: العودة للخرطوم ورسائل مفضل2025/12/11شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يا أيها القبر… كم أنت حلو) 2025/12/11

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • اتجاهات حكومية: ما بين الانتقال ومنع الصيانة
  • أول تعليق لحلمي عبد الباقي بعد إحالته الى التحقيق… وهذه التفاصيل
  • الخرطوم تنهض من تحت الركام
  • هواتف أندرويد تواجه نفاد البطارية سريعاً… وهذه طرق إطالتها
  • هزة أرضية تضرب ڨالمة.. وهذه شدتها
  • هل هناك موت ثقافي في القدس؟
  • الشرق الأوسط على موعد مع منخفض بايرون.. وهذه هي الخطوات الواجب اتخاذها فورًا
  • كانت الحلويات المتاحة في الدكاكين كلها تعود الى العصر الحجري
  • هدوء حذر | مفاجأة تنتطر أسعار الذهب .. وهذه قيمة عيار 21 الآن
  • الوزير الأول يترأس اجتماعا للحكومة.. وهذه الملفات التي تم دراستها