«سبك نفرو».. سيدة كل النساء
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
عندما تُوفي الملك «أمنمحات الرابع»، أحد أبرز ملوك الأسرة الثانية عشرة، دون أن يترك له خلفًا من الذكور، بدا أن الأميرة «سبك نفرو» أخت الملك -وقد تكون بنت الملك «أمنمحات الثالث» كما ذكر «مانيتون»- هي الوارثة الوحيدة للملك، فتوَّجها أشراف البلاد ملكة عليهم. وصارت صاحبة الألقاب الملكية الخمسة، والملقبة بـ "سيدة كل النساء".
والآثار التي خلفتها هذه الملكة قليلة جدًّا، وأهمها أسطوانة موجودة الآن بالمتحف البريطاني، وهي مصنوعة من الإردواز الأبيض المطلي باللون الأزرق وحجمها أكبر من المعتاد، وتنحصر أهميتها في أنها القطعة الوحيدة التي عثر عليها منقوش عليها كل ألقاب التتويج لهذه الملكة.
هكذا عرف الأثريون أن اسمها الحوري هو «مريت رع» / محبوبة إله الشمس «رع»، واسم نبتي هو «أخت خرب نب تاوى» / حسن القيادة رب الأرضين، واسم «حورنب»/ حور الذهبي هو «زدخع»/ ثابت في ظهوره، والاسم نسوت بيتي / «ملك الوجهين القبلي والبحري» هو «سبك شدتي نفرو عنخ تي» / المطالبة بجمال «سبك».
وقد ذكر اسمها «مانيتون» محرَّفًا بلفظة سكميو فريس/ Skemeophris؛ ولذلك يعتقد أنها استعملت اسمها الأصلي «سبك نفرو رع» وهو تحريف الاسم اليوناني.
وقد عثر على تمثال «بو الهول» في «الخطاعنة» بالقرب من «تانيس» /صان الحجر في الدلتا، وقد وجد عليه خرطوش نُقش بين مخلابيه، ويحتمل أن يكون خرطوشها وذلك لاختلافه بعض الشيء عن اسمها الأصلي.
وكذلك، وجدت بعض عقود بناء من الجرانيت في معبد «إهناسية المدينة» نُقش عليها اسمها، وهذه النقوش قد حفظت لاستعمال الأحجار التي وجدت عليها في أبنية من العهد الروماني ثانية. لكن، لم يعثر علماء الآثار إلا على جعران واحد عليه اسم هذه الملكة.
غير أن اسمها قد وجد منقوشًا على بعض قطع الأحجار التي عثر عليها في «اللبرنت» بهوارة، والمفروض في هذه الحالة أنها قد أقامت هناك هيكلًا أو أصلحت محرابًا أو معبدًا كان مصيره كمصير المباني التي أقيمت هناك.
كما يعتقد كثير من المتخصصين أنها صاحبة الهرم غير المكتمل والمشيد من الطوب اللبن في شمال قرية مزغونة بمنطقة دهشور الأثرية، جنوبي محافظة الجيزة.
وفي الجزء الثالث من موسوعته القيّمة "مصر القديمة: في تاريخ الدولة الوسطى ومدنيتها وعلاقتها بالسودان والأقطار الآسيوية والعربية. يشير الأثري الراحل سليم حسن إلى أنه من والغريب أن اسمها قد وجد في هذا المعبد مع اسم والدها «أمنمحات الثالث»، ولم يعثر على اسم «أمنمحات الرابع» غير أن هذا يمكن أن يعزى لقلة ما بقي من المعبد، وأن بقاء اسم هذه الملكة كان محض صدفة، حسب ما دوّن حسن.
يقول أيضا: تخبرنا ورقة «تورين» أن «سبك نفرو» قد حكمت البلاد مدة ثلاث سنوات وأربعة أشهر وأربعة وعشرين يومًا، ولما لم يكن لها خلف من الذكور فإن حكمها يعد خاتمة هذه الأسرة. وقد ظن البعض أن الملكة «سبك نفرو» قد اشتركت في حكم البلاد مع أخيها «أمنمحات الرابع».
وقد تمكنت هذه الملكة من حكم البلاد وتمتعت بوضع سياسي مستقر في مصر وبلاد النوبة، ولم يشب عصرها أي تمردات ضد حكمها، ولم يتم محو خراطيشها بعد موتها كما حدث مع الملكة حتشبسوت.
ومن غير المعروف حتى الآن موقع مقبرة الملكة التي تعتبر واحدة من أكثر ملكات مصر القديمة إثارة للدهشة، بسبب إنجازاتها العديدة، وكان آخرها، أن انضوى بموتها لواء الأسرة الثانية عشرة إلى الأبد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المتحف البريطاني الملكة حتشبسوت إله الشمس هذه الملکة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: كل ساعة تُقتل امرأة أو فتاة في غزة منذ اندلاع الحرب
قال الدكتور معز دريد، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن الوضع الإنساني في المنطقة العربية يشهد تدهورًا غير مسبوق، وتتجلى حدّته بوضوح في قطاع غزة، حيث تُقدّر الهيئة أن أكثر من 28 ألف امرأة وفتاة قد قُتلن منذ اندلاع الحرب، أي بمعدل امرأة أو فتاة تُقتل كل ساعة نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
وفي مداخلة مع الإعلامية دينا زهرة، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أكد دريد أن النساء والفتيات يواجهن معاناة مركبة، حيث يُحرمن من التعليم، ويعانين من الجوع المزمن، فضلاً عن هشاشة الخدمات الصحية، موضحًا أن المدنيين، بمن فيهم الرجال والشباب، يتعرضون للهجمات أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، ما يُفاقم الأزمة الإنسانية.
وأضاف أن هذه الكارثة لا تقتصر على غزة فحسب، بل تمتد إلى دول عربية أخرى تعاني من الصراعات المسلحة، مثل السودان واليمن، ففي السودان مثلًا، تُعيل النساء نحو 64% من الأسر، وسط انعدام حاد في الأمن الغذائي، بينما تواجه ملايين الأسر في اليمن تحديات مماثلة.
وفي تفسيره لهشاشة أوضاع النساء خلال النزاعات، أوضح دريد أن النساء غالبًا ما يكنّ أقل قدرة على الوصول إلى المساعدات، كما أن المنظمات الداعمة لحقوق المرأة تعاني من قيود شديدة تحدّ من فاعليتها، كما أشار إلى تزايد أعداد الأرامل في غزة نتيجة مقتل الأزواج، ما يزيد من الأعباء الاجتماعية والاقتصادية.
وشدد على أهمية دعم المنظمات النسوية، خاصة تلك التي تقودها نساء، باعتبارها من الخطوط الأمامية في الاستجابة للأزمات، لافتًا إلى دراسة عالمية للهيئة كشفت أن نحو 80% من منظمات حقوق المرأة تأثرت سلبًا نتيجة تراجع التمويل الخارجي.