7 أكتوبر.. وتاريخ جديد يبدأ الآن
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
تكاد الصورة الشاملة للمفاصلة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبين الرئيس عباس؛ تختصر الآن تاريخا طويلا في المفاصلة بين الشعوب العربية من جهة، والنظام العربي الرسمي من جهة أخرى وطوال 70 سنة تقريبا، ويشاء الله العلي الأعلى أن تكون فلسطين هي نقطة التمركز التاريخي لهذه المفاصلة، والتي يناضل ويجاهد فيها من يجاهد عن بيّنة، ويغالط فيها من يغالط عن بيّنة.
فالنظام العربي الرسمي تم تشييده على أنقاض هزيمة 1948م، ونهض واشتدت قوادمه على فكرة "تحرير فلسطين"، ثم ما لبث أن دخل منذ الخمسينيات في النظام الدولي الجديد وقتها، نظام "ما بعد مؤتمر يالطا"، حيث جلس ستالين وروزفلت وتشرشل في شباط/ فبراير 1945م لتقسيم العالم فيما بينهم، وكان قرار إعلان دولة إسرائيل على وشك الصدور وكانت كل الألاعيب قد اكتملت، ولم تبق فقط غير لمسات أخيرة قصيرة، سيتم بعدها تجهيز الشرق الأوسط لاستقبال "الضيف الغربي الثقيل الغريب".
* * *
الحاصل أن النظام العربي الرسمي في عموم المنطقة العربية كان قد قام بدوره على أكمل ما تكون الأدوار كمالا في صناعة "أسطورة إسرائيل" وجيشها الذي لا يقهر، سواء في الحروب الكبرى التي دارت في الخمسينيات والستينيات، أو في عمليات اغتيالات الموساد التي كانت تتم بطول وعرض العواصم العربية..
ولم تكن هذه الصناعة على مستوى التمدد والتوسع في المساحة الجغرافية فقط (على حساب 3 دول عربية في 6 أيام)، ولكن وهو الأهم على مستوى ترسيخ فكرة "إسرائيل وُجِدت لتبقى"..
وهي الجملة التي سمعناها نصا حرفيا من فم الرئيس عباس في حالة سعادة مباغتة، فاجأته في لقاء مع مسؤولين إسرائيليين (لقاء مسجل)، لكن الرجل في كل الأحوال لم يكن بعيدا عن أقرانه الزعماء في المنطقة العربية، وهو يقوم بهذا الدور الذي قاموا به على مدار سنوات هذا الصراع المدهش، المدعو بالصراع العربي الإسرائيلي، والذي أخذ ينكمش، حتى أصبح صراع إسرائيل وحماس الوصف الرسمي العالمي الآن، فهو حتى ليس صراع إسرائيل وغزة! ناهيك عن كونه صراعا فلسطينيا/ إسرائيليا.
* * *
هو فقط صراع إسرائيل وحماس، وحسنا فعلوا! فحماس "فكرة"، كما قالوا، بدءا من رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود باراك، وقالتها أيضا المخابرات الأمريكية (وول ستريت جورنال 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م) وقالها وزير خارجية الأردن، مرورا بجميع مراكز الدراسات والبحوث الغربية.. وانتهاء طبعا بالدهليز السفلى، حيث العفن والرطوبة واللزوجة والروائح العطنة من "الصهاينة العرب"، والذين لديهم "ثارات" عميقة مع كل ما هو "قوي ومكتمل" يأتي من أرضية إسلامية.
* * *
الحاصل أن اختصار الصراع إلى "إسرائيل/ حماس" كان شيئا جيدا، فحماس بالفعل فكرة، وفكرة ضخمة جدا، وراسخة الجذور في التاريخ العربي والإسلامي المعاصر والحديث.. تاريخ الحركة الإصلاحية الكبرى، من منتصف القرن الـ18، والتي أسس لها عميقا الثلاثي العظيم "الأفغاني وعبده ورضا" ومدرسة "العروة الوثقى" الشهيرة.
والتوصيف هنا للمفكر العراقي الكبير د. محسن عبد الحميد، والذي يرى أن كل التيارات الإصلاحية قد تفرعت من هذه المدرسة الأصيلة الصلبة، التي كان تأثيرها عظيما في كل مكان حلت فيه، وكانت ثورة عارمة عبّرت عن حاجة تاريخية ومصيرية، للأخذ بأسباب الحضارة والمدنية مع الاحتفاظ التام بـ"الشخصية الإسلامية" الكاملة.
***
حماس "الفكرة" إذن تمثل تركيزا خالصا، لكل تجليات هذا المدرسة الكبيرة على مستوى "الفهم والوعي والتكوين والشخصية" والباقي مجرد تفاصيل، من إعداد وتنظيم وتربية.. الخ..
و"طوفان الأقصى" بعثت لنا فيما بعثت من كل قديم جديد هذا "التصور" الذي كاد أن يغيب عنا على مدار السنوات الأخيرة، وبما يناسب موقعها تماما، وفيما يعني الأمة كلها، إنه المسجد الأقصى وإنها القدس..
* * *
قديما قال لنا محمود درويش (ت: 2008م) رحمه الله: سأَصير يوما ما أُريد.. لا الرحلة ابتدأت، ولا الدرب انتهى.. سأَصير يوما ما أُريد..
لكن الرحلة بدأت حقا وصدقا.. يا شاعر الوعي الممكن، والحلم الإنساني. ها قد حان اليوم، وحانت الساعة لبزوغ شمس الحرية والأحرار.
twitter.com/helhamamy
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس فلسطين إسرائيل الصراع إسرائيل فلسطين حماس صراع طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
كلوب: توسيع «مونديال الأندية» أسوأ فكرة في تاريخ كرة القدم
انتقد يورجن كلوب مدرب ليفربول السابق توسيع كأس العالم للأندية، ووصفها بأنها أسوأ فكرة تم تنفيذها على الإطلاق في كرة القدم.
وفي مقابلة مع صحيفة دي فيلت الألمانية نُشرت في وقت متأخر أمس الجمعة، قال كلوب إن البطولة ستضع المزيد من الضغوط على جدول البطولات المزدحم بالفعل بالنسبة للاعبين.
ويضم الشكل الموسع للبطولة، التي تستضيفها الولايات المتحدة حاليا، 32 فريقا على أن تقام كل أربع سنوات قبل الموسم الجديد وفي الصيف بين البطولات الدولية الكبرى.
وأضاف المدرب الألماني “إنها بطولة لا جدوى منها. من يفوز بها سيكون أسوأ فائز على الإطلاق، لأنه سيلعب طوال الصيف ثم يعود مباشرة إلى الدوري.
“هناك أشخاص لم يشاركوا أبدا في الأعمال اليومية المتعلقة بكرة القدم، والآن يطرحون أفكارا جديدة”.
وأشار كلوب إلى أن اللاعبين اليوم يحصلون على وقت أقل وأقل للراحة، وحذر من أن إضافة بطولة أخرى قد يشكل خطرا محتملا على صحتهم.
وأضاف مدرب ليفربول السابق “هناك الكثير من المباريات. أخشى أن نرى الموسم المقبل إصابات لم نشهدها من قبل. وإن لم يحدث ذلك (الإصابات) لاحقا، فسيحدث خلال أو بعد كأس العالم للأندية. لا يوجد تعافي حقيقي للاعبين المشاركين في البطولة، لا جسديا ولا ذهنيا”.
ويتولى كلوب، الذي أنهى مسيرته الناجحة للغاية التي استمرت تسع سنوات مع ليفربول العام الماضي، الآن رئاسة كرة القدم العالمية لمجموعة رد بول، مالكة العديد من الأندية بينها رازن بال شبورت لايبزيج ونيويورك رد بولز.
ورد كلوب على سؤال بشأن ما إذا كان يرغب في العمل بالتدريب مرة أخرى قائلا “لم أعد أرغب في ذلك. لدي الآن عمل يشبع رغباتي ومكثف في الوقت ذاته أيضا.
“لا أنام صباحا ولا أخلد للنوم متأخرا، لكنني أستطيع تنظيم عملي بشكل أفضل بكثير”.
جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب