عربي21:
2025-05-13@10:23:48 GMT

7 أكتوبر.. وتاريخ جديد يبدأ الآن

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

تكاد الصورة الشاملة للمفاصلة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبين الرئيس عباس؛ تختصر الآن تاريخا طويلا في المفاصلة بين الشعوب العربية من جهة، والنظام العربي الرسمي من جهة أخرى وطوال 70 سنة تقريبا، ويشاء الله العلي الأعلى أن تكون فلسطين هي نقطة التمركز التاريخي لهذه المفاصلة، والتي يناضل ويجاهد فيها من يجاهد عن بيّنة، ويغالط فيها من يغالط عن بيّنة.



فالنظام العربي الرسمي تم تشييده على أنقاض هزيمة 1948م، ونهض واشتدت قوادمه على فكرة "تحرير فلسطين"، ثم ما لبث أن دخل منذ الخمسينيات في النظام الدولي الجديد وقتها، نظام "ما بعد مؤتمر يالطا"، حيث جلس ستالين وروزفلت وتشرشل في شباط/ فبراير 1945م لتقسيم العالم فيما بينهم، وكان قرار إعلان دولة إسرائيل على وشك الصدور وكانت كل الألاعيب قد اكتملت، ولم تبق فقط غير لمسات أخيرة قصيرة، سيتم بعدها تجهيز الشرق الأوسط لاستقبال "الضيف الغربي الثقيل الغريب".

* * *

الحاصل أن النظام العربي الرسمي في عموم المنطقة العربية كان قد قام بدوره على أكمل ما تكون الأدوار كمالا في صناعة "أسطورة إسرائيل" وجيشها الذي لا يقهر، سواء في الحروب الكبرى التي دارت في الخمسينيات والستينيات، أو في عمليات اغتيالات الموساد التي كانت تتم بطول وعرض العواصم العربية..

ولم تكن هذه الصناعة على مستوى التمدد والتوسع في المساحة الجغرافية فقط (على حساب 3 دول عربية في 6 أيام)، ولكن وهو الأهم على مستوى ترسيخ فكرة "إسرائيل وُجِدت لتبقى"..

وهي الجملة التي سمعناها نصا حرفيا من فم الرئيس عباس في حالة سعادة مباغتة، فاجأته في لقاء مع مسؤولين إسرائيليين (لقاء مسجل)، لكن الرجل في كل الأحوال لم يكن بعيدا عن أقرانه الزعماء في المنطقة العربية، وهو يقوم بهذا الدور الذي قاموا به على مدار سنوات هذا الصراع المدهش، المدعو بالصراع العربي الإسرائيلي، والذي أخذ ينكمش، حتى أصبح صراع إسرائيل وحماس الوصف الرسمي العالمي الآن، فهو حتى ليس صراع إسرائيل وغزة! ناهيك عن كونه صراعا فلسطينيا/ إسرائيليا.

* * *

هو فقط صراع إسرائيل وحماس، وحسنا فعلوا! فحماس "فكرة"، كما قالوا، بدءا من رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود باراك، وقالتها أيضا المخابرات الأمريكية (وول ستريت جورنال 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م) وقالها وزير خارجية الأردن، مرورا بجميع مراكز الدراسات والبحوث الغربية.. وانتهاء طبعا بالدهليز السفلى، حيث العفن والرطوبة واللزوجة والروائح العطنة من "الصهاينة العرب"، والذين لديهم "ثارات" عميقة مع كل ما هو "قوي ومكتمل" يأتي من أرضية إسلامية.

* * *

الحاصل أن اختصار الصراع إلى "إسرائيل/ حماس" كان شيئا جيدا، فحماس بالفعل فكرة، وفكرة ضخمة جدا، وراسخة الجذور في التاريخ العربي والإسلامي المعاصر والحديث.. تاريخ الحركة الإصلاحية الكبرى، من منتصف القرن الـ18، والتي أسس لها عميقا الثلاثي العظيم "الأفغاني وعبده ورضا" ومدرسة "العروة الوثقى" الشهيرة.

والتوصيف هنا للمفكر العراقي الكبير د. محسن عبد الحميد، والذي يرى أن كل التيارات الإصلاحية قد تفرعت من هذه المدرسة الأصيلة الصلبة، التي كان تأثيرها عظيما في كل مكان حلت فيه، وكانت ثورة عارمة عبّرت عن حاجة تاريخية ومصيرية، للأخذ بأسباب الحضارة والمدنية مع الاحتفاظ التام بـ"الشخصية الإسلامية" الكاملة.

***

حماس "الفكرة" إذن تمثل تركيزا خالصا، لكل تجليات هذا المدرسة الكبيرة على مستوى "الفهم والوعي والتكوين والشخصية" والباقي مجرد تفاصيل، من إعداد وتنظيم وتربية.. الخ..

و"طوفان الأقصى" بعثت لنا فيما بعثت من كل قديم جديد هذا "التصور" الذي كاد أن يغيب عنا على مدار السنوات الأخيرة، وبما يناسب موقعها تماما، وفيما يعني الأمة كلها، إنه المسجد الأقصى وإنها القدس..

* * *

قديما قال لنا محمود درويش (ت: 2008م) رحمه الله: سأَصير يوما ما أُريد.. لا الرحلة ابتدأت، ولا الدرب انتهى.. سأَصير يوما ما أُريد..

لكن الرحلة بدأت حقا وصدقا.. يا شاعر الوعي الممكن، والحلم الإنساني. ها قد حان اليوم، وحانت الساعة لبزوغ شمس الحرية والأحرار.

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس فلسطين إسرائيل الصراع إسرائيل فلسطين حماس صراع طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

وزيرة التضامن الاجتماعي: تكافل وكرامة أكبر فكرة للحماية الاجتماعية في مصر

أشادت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، ببرنامج "تكافل وكرامة" الذي يُعد أكبر فكرة للحماية الاجتماعية في مصر خلال العشر سنوات الأخيرة. 

وأكدت الوزيرة أن البرنامج جاء استجابةً لحق كل مواطن ومواطنة في حياة كريمة، مشيرة إلى أن البرنامج يعكس التزام الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

مدبولي يشهد احتفالية مرور 10 سنوات على إطلاق "تكافل وكرامة" بحضور رفيع المستوى عاجل- زيادة موازنات برنامج "تكافل وكرامة" بنسبة 25% في احتفالية وزارة التضامن الاجتماعي بمرور 10 سنوات على البرنامج

وخلال كلمتها، وجهت الوزيرة التحية لرؤساء مجلس الوزراء السابقين، المهندس إبراهيم محلب والراحل المهندس شريف إسماعيل، تقديرًا لدورهما الكبير في إطلاق هذا البرنامج الوطني وتثبيته، مشيرة إلى أن جهودهما كانت حاسمة في تحقيق هذا الإنجاز المهم.

وأعلنت الدكتورة مايا مرسي عن تبني مصر إطلاق منصة دولية جديدة تهدف إلى تنسيق سياسات الحماية الاجتماعية، لتكون بمثابة ملتقى يجمع الخبراء والفاعلين في هذا المجال. 

وأشارت إلى أن هذه المنصة ستكون فرصة للاحتفاء بالمنجزات التي حققها البرنامج وتبادل الرؤى والخبرات في سبيل تعزيز السياسات الاجتماعية على مستوى العالم.

كما عبّرت الوزيرة عن تقديرها البالغ لجهود من سبقها في قيادة وزارة التضامن الاجتماعي، من الدكتورة غادة والي إلى الدكتورة نيفين القباج. 

وقالت: "كل وزيرة وضعت بصمتها في تطوير البرنامج، حتى أصبح عنوانًا رئيسيًا للحماية الاجتماعية في مصر".

وأكدت الوزيرة أن برنامج "تكافل وكرامة" شهد تطورًا ملحوظًا في العديد من جوانبه، مثل آليات الدفع، وتلقي الشكاوى، وأيضًا تحديث الأنظمة التي عززت من كفاءة البرنامج واستدامته. 

كما أشارت إلى أن هذه التطورات أسهمت في تحسين تجربة المستفيدين وزيادة فعالية الدعم الموجه إلى الأسر الأكثر احتياجًا.

جاءت تصريحات الوزيرة خلال احتفالية وزارة التضامن الاجتماعي بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق برنامج "تكافل وكرامة". 

وقد تم تنظيم الحفل تحت رعاية وحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة، مثل المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، والدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتورة غادة والي، وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة ووزيرة التضامن الاجتماعي الأسبق، والدكتورة منال عوض، وزير التنمية المحلية، بالإضافة إلى ممثلي الجهات والوزارات المعنية.

مقالات مشابهة

  • لوبوان: إسرائيل عالقة في فخّ غزة الذي نصبه يحيى السنوار
  • آخر تقرير.. ما الذي تخشاه إسرائيل في سوريا؟
  • الشيباني: إسرائيل تستمر باعتداءاتها على أراضينا وتصعد الوضع ما أسفر عن سقوط ضحايا، ونطالبها الالتزام بتنفيذ القرارات الدولية والانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب
  • السوداني يطلع على فندق ” قلب العالم” في بغداد الذي سيستضيف وفود القمة العربية
  • الدينار الكويتي يتراجع 62 قرشا.. أعرف أسعار العملات العربية الآن
  • مركز السينما العربية يناقش الإنتاج العربي المشترك في مهرجان كان
  • وزيرة التضامن الاجتماعي: تكافل وكرامة أكبر فكرة للحماية الاجتماعية في مصر
  • الأكاديمية العربية توقع مذكرتي تفاهم مع المركز العربي الياباني و"أراب لينك"
  • مدبولي: المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تحوّلت من فكرة إلى واقع بدعم رئاسي
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم