محمد الموجي.. مهندس الألحان الذي غيّر وجه الموسيقى العربية
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
في مثل هذا التوقيت من كل عام، يستحضر الوسط الفني والجمهور العربي ذكرى رحيل أحد أعظم الملحنين في تاريخ الموسيقى العربية، الموسيقار محمد الموجي، الذي رحل عن عالمنا في 1 يوليو عام 1995. ورغم مرور 29 عامًا على وفاته، لا تزال ألحانه حيّة، تملأ الفضاءات بالمشاعر وتُرددها الأجيال، فقد كان بحق "مهندس الألحان" وصاحب البصمة الذهبية في مسيرة عمالقة الطرب.
نشأة موسيقار من طراز خاص
وُلد محمد أمين محمد الموجي في 4 مارس عام 1923 بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ. نشأ في أسرة متذوقة للفن، وكان والده يعزف على العود والكمان، مما جعله يكتشف شغفه بالموسيقى منذ الصغر، ليبدأ تعلم العزف على العود في سن مبكرة.
ورغم أنه التحق بكلية الزراعة وحصل على الدبلوم عام 1944، إلا أن شغفه بالموسيقى كان أقوى، فعمل في البداية في وظائف زراعية، قبل أن يلتحق بفرق موسيقية صغيرة ويبدأ رحلته الفنية من بوابة الغناء، التي لم تحقق له ما أراد، فتحول إلى التلحين، وهو القرار الذي غيّر مسيرة الموسيقى العربية.
البدايات الفنية والانطلاقة الحقيقية
في عام 1951، قُبل محمد الموجي كملحن في الإذاعة المصرية، بعد أن رُفض كمطرب، وكانت تلك نقطة تحول حقيقية، كانت انطلاقته القوية من خلال التعاون مع عبد الحليم حافظ في أولى أغنياته "صافيني مرة"، التي شكلت بداية صعود "العندليب" وصعود الموجي كأحد أبرز ملحني الجيل.
محمد الموجي وعبد الحليم حافظ.. ثنائي غيّر الطرب
شكّل محمد الموجي مع عبد الحليم حافظ ثنائيًا فنيًا استثنائيًا، حيث لحّن له ما يزيد عن 88 أغنية، أبرزها: "حُبك نار"، "قارئة الفنجان"، "أنا من تراب"، و"اسبقني يا قلبي"، وكان لحن "قارئة الفنجان" الذي غناه عبد الحليم عام 1976 آخر تعاون بينهما قبل وفاة العندليب، واعتُبر تتويجًا لمسيرة طويلة من النجاح المشترك.
تعاون مع الكبار من أم كلثوم لفايزة أحمد
لم يقتصر إبداع محمد الموجي على عبد الحليم، بل امتد ليشمل عمالقة الطرب، على رأسهم أم كلثوم، التي لحن لها أعمالًا خالدة مثل "للصبر حدود"، و"اسأل روحك"، و"حانة الأقدار".
كما قدّم ألحانًا خالدة للمطربة فايزة أحمد مثل "أنا قلبي إليك ميال"، و"تمر حنة"، إلى جانب ألحانه لنجوم آخرين مثل شادية، وردة الجزائرية، نجاة الصغيرة، سميرة سعيد، وغيرهم من رموز الغناء في مصر والعالم العربي.
بصمة لا تُنسى في الأغنية الوطنيةكان لمحمد الموجي دور كبير في الأغنية الوطنية، إذ لحن عددًا من الأعمال الخالدة التي عبّرت عن روح مصر وقضاياها، مثل "يا صوت بلدنا" و"أنشودة الجلاء". وكانت ألحانه الوطنية تحمل دومًا مزيجًا من الحماس والشجن، بتوقيع موسيقي خاص لا يُخطئه المستمع.
أسلوبه الفني.. هندسة اللحن وروح الشرقتميّز أسلوب محمد الموجي بالمزج بين المقامات الشرقية الأصيلة والتقنيات الغربية الحديثة، وابتكار فواصل موسيقية غير مسبوقة، لم يكن الموجي مجرد ملحن تقليدي، بل كان يجيد التعبير عن الكلمات بألحان نابضة بالحياة، تبكي، وتفرح، وتُشعل الحنين في آنٍ واحد، مما جعله يُلقب عن جدارة بـ "مهندس الألحان".
رحيله واحتفاء لا ينتهيفي الأول من يوليو عام 1995، رحل الموسيقار محمد الموجي عن عالمنا عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد أن قدّم للموسيقى العربية أكثر من 1800 لحن، ورغم رحيله الجسدي، لا يزال صوته حاضرًا في كل نغمة، وأثره باقيًا في ذاكرة كل من عشقوا الطرب العربي الأصيل.
وتُحيي وسائل الإعلام ووزارة الثقافة المصرية ذكراه سنويًا، من خلال التقارير والبرامج، وتُعرض أعماله في المناسبات الفنية، لتُذكر الأجيال الجديدة بإرث موسيقي لا يُقدّر بثمن.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزارة الثقافة عبد الحليم حافظ الموسيقى العربية قارئة الفنجان الجمهور العربي تاريخ الموسيقى الموسيقار محمد الموجي فرق موسيقية محمد الموجي محمد الموجی عبد الحلیم
إقرأ أيضاً:
انتهاك لحقوقها.. أسرة عبد الحليم حافظ توجه طلبا للنائب العام الكويتي.. ما القصة؟
أصدر مكتب المحامي ياسر قنطوش وكيل أسرة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ بيانا صحفيا يوضح فيه توجه الأسرة بتقديم طلب للنائب العام الكويتي بمنع عرض حفل عن الفنان الراحل، لانتهاك حقوقها.
وقال محامي أسرة الفنان عبد الحليم حافظ: يعلن مكتب الأستاذ ياسر قنطوش بصفته وكيلا عن أسرة الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، أنها كانت بصدد تعاقد على إحياء حفلين مع شركة كويتية تحت عنوان حليم، مخصص للفنان عبد الحليم حافظ، وذلك يومي 11 و12 من شهر ديسمبر الجاري.
وأشارت أسرة العندليب فى البيان : تم الاتفاق على إحياء الحفلين من خلال التعاقد مع الفنان هاني شاكر والفنان خالد سليم، وبالفعل تم الاتفاق الشفوي على موافقة الأسرة بمنح الشركة الكويتية حق استخدام اسم وصورة عبد الحليم دون استخدام أي إعلان باسمه أو صورته، وبعد أن تم توقيع العقود وإرسالها عن طريق الإيميل فوجئت الأسرة بعدم تنفيذ الشركة الكويتية لكافة الالتزامات المذكورة في العقد، بل تجاوزت وتعاقدت مع معلنين ورعاة دون موافقة ومعرفة الأسرة، بالإضافة إلى عمل إعلان بالذكاء الاصطناعي دون موافقة أو إذن من الورثة.
وأوضحت أسرة العندليب فى بيانها : ما حدث من الشركة يمثل انتهاكا واضحا لحقوق الملكية الفكرية الخاصة بالفنان عبد الحليم حافظ، وعليه فإن الأسرة تخاطب وزير الإعلام الكويتي ووزير الثقافة الكويتي ورئيس دار الأوبرا مسرح الشيخ أحمد الثقافي والنائب العام الكويتي بمنع عرض الحفلة لحين استيفاء الورثة لحقوقهم، وصباح باكر سيقدم ناصر الصليلي محامي الأسرة بالكويت طلبًا عاجلًا لقاضي الأمور الوقتية بوقف الحفلين سالفي الذكر لحين استيفاء الأسرة كافة حقوقها، وسيتم إرسال طي أوراق التحقيق وكافة المستندات التي تثبت صحة كلام الأسرة وموقفها القانوني.