في مثل هذا التوقيت من كل عام، يستحضر الوسط الفني والجمهور العربي ذكرى رحيل أحد أعظم الملحنين في تاريخ الموسيقى العربية، الموسيقار محمد الموجي، الذي رحل عن عالمنا في 1 يوليو عام 1995. ورغم مرور 29 عامًا على وفاته، لا تزال ألحانه حيّة، تملأ الفضاءات بالمشاعر وتُرددها الأجيال، فقد كان بحق "مهندس الألحان" وصاحب البصمة الذهبية في مسيرة عمالقة الطرب.

 

 

 

نشأة موسيقار من طراز خاص

وُلد محمد أمين محمد الموجي في 4 مارس عام 1923 بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ. نشأ في أسرة متذوقة للفن، وكان والده يعزف على العود والكمان، مما جعله يكتشف شغفه بالموسيقى منذ الصغر، ليبدأ تعلم العزف على العود في سن مبكرة.

 

 

 

ورغم أنه التحق بكلية الزراعة وحصل على الدبلوم عام 1944، إلا أن شغفه بالموسيقى كان أقوى، فعمل في البداية في وظائف زراعية، قبل أن يلتحق بفرق موسيقية صغيرة ويبدأ رحلته الفنية من بوابة الغناء، التي لم تحقق له ما أراد، فتحول إلى التلحين، وهو القرار الذي غيّر مسيرة الموسيقى العربية.

 

 

 

البدايات الفنية والانطلاقة الحقيقية

في عام 1951، قُبل محمد الموجي كملحن في الإذاعة المصرية، بعد أن رُفض كمطرب، وكانت تلك نقطة تحول حقيقية، كانت انطلاقته القوية من خلال التعاون مع عبد الحليم حافظ في أولى أغنياته "صافيني مرة"، التي شكلت بداية صعود "العندليب" وصعود الموجي كأحد أبرز ملحني الجيل.

 

 

 

 

محمد الموجي وعبد الحليم حافظ.. ثنائي غيّر الطرب

شكّل محمد الموجي مع عبد الحليم حافظ ثنائيًا فنيًا استثنائيًا، حيث لحّن له ما يزيد عن 88 أغنية، أبرزها: "حُبك نار"، "قارئة الفنجان"، "أنا من تراب"، و"اسبقني يا قلبي"، وكان لحن "قارئة الفنجان" الذي غناه عبد الحليم عام 1976 آخر تعاون بينهما قبل وفاة العندليب، واعتُبر تتويجًا لمسيرة طويلة من النجاح المشترك.

 

 

 

تعاون مع الكبار من أم كلثوم لفايزة أحمد

لم يقتصر إبداع محمد الموجي على عبد الحليم، بل امتد ليشمل عمالقة الطرب، على رأسهم أم كلثوم، التي لحن لها أعمالًا خالدة مثل "للصبر حدود"، و"اسأل روحك"، و"حانة الأقدار".

كما قدّم ألحانًا خالدة للمطربة فايزة أحمد مثل "أنا قلبي إليك ميال"، و"تمر حنة"، إلى جانب ألحانه لنجوم آخرين مثل شادية، وردة الجزائرية، نجاة الصغيرة، سميرة سعيد، وغيرهم من رموز الغناء في مصر والعالم العربي.

بصمة لا تُنسى في الأغنية الوطنية

كان لمحمد الموجي دور كبير في الأغنية الوطنية، إذ لحن عددًا من الأعمال الخالدة التي عبّرت عن روح مصر وقضاياها، مثل "يا صوت بلدنا" و"أنشودة الجلاء". وكانت ألحانه الوطنية تحمل دومًا مزيجًا من الحماس والشجن، بتوقيع موسيقي خاص لا يُخطئه المستمع.

أسلوبه الفني.. هندسة اللحن وروح الشرق

تميّز أسلوب محمد الموجي بالمزج بين المقامات الشرقية الأصيلة والتقنيات الغربية الحديثة، وابتكار فواصل موسيقية غير مسبوقة، لم يكن الموجي مجرد ملحن تقليدي، بل كان يجيد التعبير عن الكلمات بألحان نابضة بالحياة، تبكي، وتفرح، وتُشعل الحنين في آنٍ واحد، مما جعله يُلقب عن جدارة بـ "مهندس الألحان".

رحيله واحتفاء لا ينتهي

في الأول من يوليو عام 1995، رحل الموسيقار محمد الموجي عن عالمنا عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد أن قدّم للموسيقى العربية أكثر من 1800 لحن، ورغم رحيله الجسدي، لا يزال صوته حاضرًا في كل نغمة، وأثره باقيًا في ذاكرة كل من عشقوا الطرب العربي الأصيل.

وتُحيي وسائل الإعلام ووزارة الثقافة المصرية ذكراه سنويًا، من خلال التقارير والبرامج، وتُعرض أعماله في المناسبات الفنية، لتُذكر الأجيال الجديدة بإرث موسيقي لا يُقدّر بثمن.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزارة الثقافة عبد الحليم حافظ الموسيقى العربية قارئة الفنجان الجمهور العربي تاريخ الموسيقى الموسيقار محمد الموجي فرق موسيقية محمد الموجي محمد الموجی عبد الحلیم

إقرأ أيضاً:

إيناس عبد الحليم : نواجه طوفان القيصريات غير المبررة .. خاص

قالت النائبة إيناس عبد الحليم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن مبادرة «الألف يوم الذهبية» تمثل نقلة نوعية ضرورية في ملف صحة الأم والطفل، خصوصًا في ظل ما وصفته بـ«الطوفان غير المبرر» في عمليات الولادة القيصرية داخل مصر.

وأضافت عبد الحليم، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن تحول عدد كبير من الولادات الطبيعية إلى قيصرية لأسباب غير طبية، أصبح خطرًا على صحة النساء وعبئًا على ميزانية الدولة والمواطن في آنٍ واحد. لذلك جاءت هذه المبادرة كاستجابة ذكية لأزمة حقيقية".

بروتوكول تعاون بين "الصحة" وغرفة الرعاية الخاصة لخفض الولادات القيصرية وتحسين خدمات الحضانةأخبار بني سويف.. المحافظ يوجه بفحص عاجل لملابسات وفاة سيدة أثناء الولادة.. ويعتمد تنسيق القبول للثانويمحافظ بني سويف يوجه بفحص عاجل لملابسات وفاة سيدة أثناء ولادة بمستشفى خاصاستدعاء الطبيب المتهم في واقغة وفاة سيدة عقب ولادة قيصرية بـ زفتى

وأكدت أن خفض نسب الولادة القيصرية لن يتحقق بالوعظ أو التعليمات فقط، بل عبر خطط واقعية، تبدأ من التدريب العملي للأطباء والقابلات، وتستكمل بمنظومة ثلاثية المستوى للخدمة الطبية، تضمن تقديم الرعاية حسب حالة كل أم، من المتابعة حتى ما بعد الولادة.

وتابعت:"أخطر ما في القيصرية غير المبررة أنها لا تترك أثرًا ظاهريًا فوريًا، لكنها تؤدي لمضاعفات لاحقة على صحة الأم والجنين، وتكلف الدولة مليارات في خدمات رعاية مركزة ونقل دم ومتابعات طبية لاحقة".

وأشادت النائبة بتضمين المبادرة لنظام «الحضانة الصديقة للأم والطفل»، مشيرة إلى أنه لأول مرة تتبنى مصر هذا النموذج الذي يُعزز الترابط بين الأم ورضيعها، ويقلل من نسب العدوى داخل الحضانات، ويرفع معدلات الرضاعة الطبيعية.

وأوضحت عبد الحليم أن لجنة الصحة ستعقد اجتماعات مع وزارة الصحة لمتابعة تطبيق هذا البروتوكول، ومراقبة نسب الولادات القيصرية في المستشفيات العامة والخاصة، مطالبة بإدراج مستشفيات القطاع الخاص ضمن آليات الرقابة.

واختتمت: "لن نسمح باستمرار ولادات بلا داعٍ، هذه المبادرة هي بداية لإعادة الانضباط الطبي لملف الولادة في مصر، بما يحقق كرامة وصحة الأم وحق الطفل في بداية حياة آمنة".

طباعة شارك صحة الأم والطفل النائبة إيناس عبد الحليم لجنة الصحة مجلس النواب الولادات الطبيعية

مقالات مشابهة

  • إيناس عبد الحليم : نواجه طوفان القيصريات غير المبررة .. خاص
  • محمد عبد الله: الموسيقى علم والنقد لا يُمارَس دون دراسة وتأهيل
  • فى ذكراه.. رحلة كفاح محمد الموجي مهندس الغناء الأصيل
  • ‎شركة التصنيع الوطنية تعلن عن وظائف شاغرة
  • تعرف على تشكيل الأجهزة الفنية لفريق النشاط الرياضي بالأهلي
  • ألحان لا تموت.. سيرة محمد الموجي في ذاكرة الموسيقى
  • مكتبة محمد بن راشد تحيي أمسية الموسيقى الخليجية والعربية
  • بن رمضان: تحملت الكثير من الانتقادات بسبب قرار انضمامي للأهلي الذي كان نابعًا من القلب
  • خبير سيارات يوضح أبرز المشاكل الفنية التي تواجه السيارات في الصيف .. فيديو