عاهد الله أن يصلي صلاة الحاجة يوميًا فتعذر.. حكمه ومعجزاتها
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
يغفل الكثيرون عن معجزات صلاة الحاجة، وكيفيتها، وحكم من عاهد الله أن يصلي صلاة الحاجة يوميا فتعذر، وما هو الدعاء المستجاب فيها.
عاهد الله أن يصلي صلاة الحاجة يوميًا فتعذرتقول الإفتاء: مَنْ عاهد الله- تعالى- على فعل طاعة من الطاعات، أو قربة من القربات؛ استُحب له وتأكد عليه الوفاء به، وذلك لقول الله- تعالى-: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ) النحل/91، وقوله- سبحانه-: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) الأحزاب/23.
وأوضحت أن الوفاء بالعهد أمر مطلوب ومستحب، ويُكره الإخلال به، خاصة إذا كان العهد مع الله تعالى، فهو سبحانه أحق بالوفاء.
أما إذا قُصد بالعهد، اليمين؛ فقد وجب الوفاء به، فإنْ حنث -بأن خالف مقتضى يمينه- لزمه كفارة اليمين.
يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: "قوله: علي عهد الله، وميثاقه، وأمانته، وذمته، وكفالته، كل منها كذلك... والمراد بعهد الله إذا نوى به اليمين: استحقاقُه لإيجاب ما أوجبه علينا وتَعَبَّدَنا به، وإذا نوى به غير العبادات التي أمرنا بها، وقد فسر بها الأمانة في قوله تعالى: (إنّا عَرَضْنَا الأمانةَ)" "مغني المحتاج" (4/ 320).
وجاء في "حاشية قليوبي" (4/ 273): "وأما نحو علي عهد الله وميثاقه وكفالته وأشهد بالله ولعمر الله فكناية" أي له حكم اليمين إن أراد به اليمين.
وصلاة الحاجة في الأصل سنة مستحبة باتفاق المذاهب؛ لما جاء في الحديث الشريف: (مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِى آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ لْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لْيُثْنِ عَلَى اللَّهِ، وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لْيَقُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لاَ تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً هِي لَكَ رِضًا إِلاَّ قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال.
وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِى. قَالَ: (إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ). قَالَ: فَادْعُهُ. قَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: (اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ، إِنِّى تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِي، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فيَّ) رواه الترمذي، وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
وبناء على ما سبق؛ فإنْ كنتِ قصدتِ بعهدكِ مع الله اليمين لزمك الوفاء به، فإنْ لم تفعلي فعليك كفارة اليمين، وأما إن لم تقصدي اليمين فيبقى الأمر في دائرة الاستحباب الأكيد.
وأما السؤال عن كونه بدعة؛ فإن البدعة ما كان مخالفاً للشرع. وهذا ليس مخالفاً بل له أصل في الدين، والحاجة التي ندعو من أجلها لم تُقْضَ بعد. ونسأل الله تيسير الأمور، فإذا خشي الملل دفع كفارة يمين، ولا بأس عندئذ من التوقف عن صلاة الحاجة.
كيفية صلاة الحاجةصلاة الحاجة من النوافل التي شرعها لنا الله عز وجل ل نتقرب بها، وصلاة الحاجة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر توضأ وصلى ركعتين من غير الفريضة ويدعو الله بما شاء، وصلاة الحاجة تجوز في كل أمور الحياة ك صلاة الحاجة للزواج أو صلاة الحاجة للعمل أو الحصول على وظيفة وغيرها من احتياجات الإنسان اليومية.
دعاء صلاة الحاجة المستجابأخرج الإمام الترمذي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء، وليصل ركعتين، ثم ليثن على الله، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".
معجزات صلاة الحاجةالله سبحانه وتعالى لا يرد سائلاً فيمكن أن يجيبه في الحال أو بعد وقت وإذا كانت الإجابة في تأخيرها حكمة يؤخرها له إلى يوم القيامة ويقول الله له عزو جل هذه دعوتك لقد ادخرتها لك بكذا وكذا في الجنة.
قد يرسل الله لك شخصا وقت حاجتك يساعدك ويجيبك لطلبك وهم رسل الله في الأرض من الأشخاص العاديين.
قد يغير الله لك شيئًا كان سيحدث لك كمصيبة أو ضر
بصلاة الحاجة لو دعوت الله أن يحفظك من شر عباده فسوف ينعم عليك ويحفظك.
الله سبحانه وتعالى أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد قال تعالى” ونحن أقرب إليه من حبل الوريد” قد تكون إجابة الله لدعائه أسرع من البرق.
من معجزات صلاة الحاجة قد يجيبك الله سبحانه وتعالى لطلبك أثناء الصلاة وقبل الانتهاء منها والتسليم.
ومن المعجزات أن الله سبحانه وتعالى قد يلهمك أن تقوم للصلاة لأنه يريد إجابة دعائك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الحاجة كيفية صلاة الحاجة كفارة يمين الله سبحانه وتعالى صلى الله علیه وسلم صلاة الحاجة الله أن
إقرأ أيضاً:
هل صلاة الفجر سُنة أم فرض؟.. الإفتاء تصحح خطأ شائعا
لاشك أن سؤال هل صلاة الفجر سنة أم فرض ؟ يُعد من أهم الأمور التي فيها بعض اللبس عند البعض ، ومن ثم ينبغي معرفة حقيقتها ، حيث إن فضل صلاة الفجر في وقتها عظيم، وأنه لهذا أوصى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بالحرص على اغتنامه، وهو ما يشير إلى أهمية السؤال عن هل صلاة الفجر سنة أم فرض وآخر وقت صلاة الفجر، لعل به يتوقف البعض عن التهاون فيها، فتحت بند السهر سواء بدافع العمل أو الدراسة أو حتى من باب التسلية يفوتهم فضل صلاة الفجر في وقتها، ولا شك أنه لو علم أولئك النائمون عن صلاة الفجر أن هذا يضيع عليهم ويحرمهم من فضل صلاة الفجر في وقتها الذي يعادل ما يقرب من عشرين مكافأة ربانية في الدنيا والآخرة، سيسارعون لاغتنام فضله لكن أولا عليهم أن يعرفوا هل صلاة الفجر سنة أم فرض ؟.
قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الفجر هو الصبح والصبح هو الفجر، وهذه الفريضة التي تعد فريضة أول النهار، يسن أن نؤدي قبلها ركعتين ثم نؤدي الفريضة، منوهًا بأن بعض الفقهاء يطلق على السنة مسمى الفجر، أما الفريضة فيطلق عليها الصبح، وكثير من الفقهاء يسمي الفريضة الفجر والصبح، فكلاهما تسمية لصلاة واحدة، هي صلاة الفريضة وسنتها قبلها، فيقولون سنة الصبح وسنة الفجر.
وأوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، في إجابته عن سؤال هل صلاة الفجر سنة أم فرض ؟، أن البعض يعتقد خطأ أن صلاة الفجر تكون قبل شروق الشمس وصلاة الصبح بعد الشروق، وهو اعتقاد خاطئ.. "أحمد زي الحاج أحمد"، والمطلوب حين يؤذن للفجر أن يصلي المسلم ركعتين خفيفتين سنة عن النبي "صلى الله عليه وسلم"، وإذا فرغ منهما يصلي الفريضة وهي ركعتان، فالفجر فريضة، وهو الذي يؤدى جماعة في المسجد مثله مثل بقية الصلوات المفروضة.
وأضاف أن الفجر فريضة، وهو الذي يؤدى جماعة في المسجد مثله مثل بقية الصلوات المفروضة، والبعض يعتقد خطأ أن صلاة الفجر تكون قبل شروق الشمس وصلاة الصبح بعد الشروق، وهو اعتقاد خاطئ، فحين يؤذن للفجر يصلي المسلم ركعتين خفيفتين سنة عن النبي "صلى الله عليه وسلم"، وإذا فرغ منهما يصلي الفريضة وهي ركعتان.
صلاة الفجرتعد صلاة الفجر هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، وهي صلاة جهرية تتكوّن من ركعتين مفروضة وركعتين سنة قبلها وتسمّى سنة الفجر أو ركعتا الفجر وهي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وقد سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام وينتشر الضوء في جميع الآفاق فقد سٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل.
حكم صلاة الفجرورد أن صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكرًا كان أو أنثى بالغًا عاقلًا؛ دَلّ على ذلك ما جاء في الكتاب من آيات وفي السنّة من أحاديث كثيرة تدل على حكم صلاة الفجر وأنّها فرض عين، قال الله- تعالى-: «فَأقيمُوا الصَلاةَ إنَّ الصَلاةَ كَانتْ عَلى المُؤمنينَ كِتابًا مَوقوتًا»، وقال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: «بُنيَ الإسلام على خمس؛ شهادة أنْ لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدُه ورسوله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».
وقت صلاة الفجروعن وقت صلاة الفجر والصبح هو وقت واحد لأن صلاة الصبح وصلاة الفجر هما تسميتان لصلاةٍ واحدةٍ، فلا فرق بين كلٍ من الفجر والصبح، وقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة إطلاقُ التسميتين على الصلاة نفسها، فقد رُوي عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «مَن صلَّى الصُّبحَ في جَماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ تعالَى» ورُويت أحاديث عنه -عليه الصلاة والسلام استخدم فيها لفظ صلاة الفجر، جاء في الحديث الشريف: «فضلُ صلاة الجميعِ صلاةَ أحدِكم وحدَه، بخمسةٍ وعشرين جزءًا، وتَجتمع ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ الفجرِ».
و يكون فيه المسلمون نائمين، ولذلك فإنّ مَن يُصلّي الفجر يُجاهِد النفس جهادًا عظيمًا لينتصر على لذّة النوم والراحة، فيضطرّ لقطع النوم والراحة وأداء ما فرض الله تبارك وتعالى عليه ابتغاءً لمَرضاته تعالى، وطلبًا لمحبّته ومغفرته ورحمته وطمعًا بجنته، لذا كان أداء صلاة الفجر الحدّ الفاصل بين الإيمان والنفاق.