أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن مصر بقيادتها السياسية الحكيمة، لا تدخر جهدًا في اتخاذ كل السُبل الممكنة لتنمية الوعي وتعزيز المشاركة لمختلف الشرائح المجتمعية خاصة الشباب وطلاب الجامعات في خطط الحكومة والسياسات المالية للدولة؛ باعتبارهم ركيزة أساسية وشريكًا أصيلًا في بناء «الجمهورية الجديدة»، مشيرًا إلى أن «النموذج الوطني للموازنة التشاركية» يمثل أحد صور توجه الدولة نحو مشاركة الأفراد الفعَّالة، في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والإسهام في عملية التنمية المستدامة، وكيفية إدارة المالية العامة للدولة؛ مما يُعزز مبادئ الشفافية، والتواصل، والحوكمة، ويساعد في رفع كفاءة الإنفاق العام، وحسن استغلال موارد الدولة لتوجيهها إلى قطاعات التنمية البشرية «الصحة، والتعليم، والدعم والحماية الاجتماعية، والثقافة»، جنبًا إلى جنب مع استدامة مسيرة الإصلاحات لتنعكس بشكل مباشر على جودة حياة المواطنين.


قال أحمد كجوك، نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، خلال احتفالية تخرج أول دفعة من القادة المحليين من البرنامج التدريبي للنموذج الوطني للموازنة التشاركية بمحافظة الفيوم، إن وزارة المالية بذلت بالتعاون مع شركاء النجاح من المنظمات الحكومية وغير الحكومية المحلية والدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، جهودًا حثيثة خلال الثلاث سنوات الماضية، لنشر مفاهيم النموذج الوطني لـ «الموازنة التشاركية» في محافظتي الفيوم والإسكندرية كمرحلة أولى تجريبية تمهيدًا لتعميمها في كل ربوع مصر؛ على نحو مكننا من خلق كوادر فعَّالة من المواطنين قادرة على قراءة وفهم الموازنة، وخطط وبرامج الحكومة، ورصد وتحليل المشاكل الخدمية ومقترحات الحلول وتحديد الاحتياجات التنموية، وأولويات الإنفاق العام، ومتابعة تنفيذ المشروعات المحلية لإرساء دعائم الرقابة المجتمعية؛ بما يضمن تحقيق أعلى معدل من النجاح واستدامة المشروعات التي يتم تنفيذها، حيث أثبتت التجارب الدولية بأن المبدأ التشاركي هو النهج الأفضل فيما يتعلق بعملية التنمية المحلية.
وجَه كجوك، رسائل تحفيزية خلال تكريم خريجي أول دفعة من القادة المحليين من البرنامج التدريبي للنموذج الوطني لـ «الموازنة التشاركية» بمحافظة الفيوم، قائلًا: «نعٍول عليكم في بناء الجمهورية الجديدة، فأنتم قادة المستقبل، وقادرون على إحداث التغيير في شتى المجالات، وكل واحد منكم سيكون قصة نجاح لمصر»، مشيرًا إلى أن «سفراء الموازنة التشاركية» يلعبون دورًا محوريًا في ميدان العمل الاقتصادي،  بما اكتسبوه من خبرات تؤهلهم لتعزيز الوعي المالي لدى المواطنين.
قال اللواء أحمد جمال الدين، مستشار رئيس الجمهورية للمناطق النائية والحدودية، إن وزارة المالية بالتعاون مع مؤسسات الدولة والجهات المعنية قامت بدور متميز لإنجاح أول تطبيق للنموذج الوطني للموازنة التشاركية، وتنفيذ ومتابعة البرامج التدريبية بمحافظة الفيوم، موجهًا الشكر للقائمين على العمل بمشروع إصلاح واستقرار الاقتصاد الكلي «USAID» على جهودهم وتوفير الدعم اللازم لتنفيذ البرنامج التدريبي بكفاءة عالية.
أضاف، أن ما نشهده اليوم من مبادرات ومشاريع خاصة بأول دفعة من القادة المحليين للنموذج الوطني لـ « الموازنة التشاركية»، يُعد أحد ثمار التعاون المشترك  وتضافر الجهود بين كل شركاء النجاح من الوزارات المعنية، ومؤسسات الدولة، ومنظمات المجتمع المدني، فضلًا على كونه أداة أساسية لتحقيق التنمية من خلال النهج التشاركي والمواطنة الفعَّالة، مشيرًا إلى أن الموازنة التشاركية أتاحت الفرصة للاستماع إلى تحديات ومشاكل المواطنين، الذين تم تدريبهم على حل هذه المشاكل بأنفسهم، وتنفيذ حلول مبتكرة على أرض الواقع من خلال مبادرات محلية ومشروعات تم صياغتها بشكل احترافي وعملي قابل للتنفيذ، دون إضافة أي أعباء على الخزانة العامة للدولة.
قال الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد عماد نائب المحافظ، إن البرنامج التدريبي للنموذج الوطني للموازنة التشاركية، يعد أحد أهم أدوات الدولة لجعل المواطن شريكًا في التنمية المستدامة، من خلال المشاركة في مرحلة الإعداد لوضع الخطة والموازنة العامة، وعرض احتياجات كل منطقة بحيث تتضح  رؤية المواطن للخطط المزمع تنفيذها على أرض الواقع، فضلًا على تدريب كوادر قادرة على قراءة وفهم وتحليل الموازنة وبرامج الحكومة؛ على نحو يسهم في إرساء دعائم الرقابة والمشاركة المجتمعية، ويعزز من قيم النزاهة والشفافية، لافتًا إلى أننا نسعى جميعًا إلى بناء الثقة بين شركاء التنمية لتحسين الإنفاق العام؛ وزيادة جودة الخدمات العامة.
أكد أننا حريصون على تعزيز سبل التعاون مع مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية، بالشكل الذي يعود بالنفع على المواطنين خاصة بالقرى الأكثر احتياجًا، مشيرًا إلى أن الفيوم تمتلك العديد من المزايا النسبية والمقومات البيئية والطبيعية، ووفرة الأيدي العاملة خاصة الشباب؛ بما يسهم في النهوض بالمشروعات التنموية والخدمية.
قالت سارة عيد رئيس وحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية بوزارة المالية، إن النموذج الوطني للموازنة التشاركية، يعمل وفقًا لخطة تدريجية على مدار ٣ سنوات في كل محافظة، حيث يهدف إلى تمكين الكوادر البشرية، وتحسين قدرتهم على رصد وتحليل المشكلات المحلية، وإيجاد حلول فعالة وفقًا للموارد المتاحة، موضحًة أن تضافر جهود منظمات المجتمع المدني وممثلي المحافظات والوزارات وبعض السلطات المحلية، أسهم في زيادة الوعي والمعرفة بمفهوم «النموذج المصري للموازنة التشاركية»، عن طريق عقد ندوات تعريفية في مراكز وقرى «حياة كريمة».
أضافت، أننا قمنا على مدار ٨ سنوات، بتنظيم زيارات بالشراكة مع مؤسسات عالمية معنية بالشفافية والمشاركة المجتمعية في عدة بلدان منها: جنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، والبرازيل، والبرتغال، والهند، والمكسيك، وتم بحث ودراسة أفضل ٤ نماذج للموازنة التشاركية يتم تطبيقها في ٥٢ دولة حول العالم، لإعداد أول نموذج وطني للموازنة التشاركية تم إطلاقه بمحافظة الفيوم في أغسطس ٢٠٢٢، ويجرى استكمال التطبيق بمحافظات الإسكندرية، وبني سويف، وأسيوط، مشيرًة إلى صدور قرار مجلس الوزراء بتعميم تطبيق النموذج الوطني للموازنة التشاركية في جميع المحافظات، من خلال تشكيل لجنة برئاسة الدكتور محمد معيط وزير المالية، وعضوية وزراء التخطيط والتنمية المحلية والتضامن الاجتماعي.
أوضحت أنه تم تدريب وتأهيل ١١١ سفيرًا من القادة المحليين ضمن البرنامج التدريبي للنموذج الوطني لـ «الموازنة التشاركية» بمحافظة الفيوم؛ على نحو يمكنهم من المشاركة الفعَّالة في رؤية الإصلاح، وتحديد أولويات الإنفاق، والمشروعات العامة المحلية ذات الأولوية، ومن ثم يكونون محورًا أساسيًا مع الحكومة في تنفيذ «رؤية مصر ٢٠٣٠»، على النحو الذي ينعكس على تحسين جودة حياة المواطنين.

أضافت أن «وحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية» نجحت خلال العامين الماضيين في رفع الوعي لدى المواطنين بالموازنة التشاركية وأهميتها، على نحو أثمر في قيام المتدربين المؤهلين بإعداد وتنفيذ 11 مشروعًا يعمل على حل المشكلات في أرض الواقع بالفيوم، وتحسين  مستوى معيشة المواطنين، وهي: مشروع سند لذوي الهمم، ومشروع كفوف «حاضنات المشروعات الصغيرة»، ومشروع «نمي قدراتك»، و«مشروع الحي الأخضر»، ومشروع «معًا لحماية أطفالنا»، ومشروع «الموازنة التشاركية لمراكز الشباب»، ومشروع «رعاية.. بلغة الإشارة نفهم الموازنة التشاركية»، ومشروع «محو الأمية الرقمية»،ومشروع «مبادرة بيوم الرقمية»، ومشروع «تبطين الترع بجمعيتي قارون والريان»، لافتة إلى أنه تم تقييم المشروعات من خلال ٣ معايير وهي المعيار التنفيذي،والفاعلية من خلال الأبعاد الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، والاستمرارية وإمكانية إعادة التطبيق.

قال جوليان إدي، مدير مشروع إصلاح واستقرار الاقتصادي الكلي «USAID»، إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومشروع إصلاح واستقرار الاقتصاد الكلي، حريصان على دعم وحدة الشفافية المالية والمشاركة المجتمعية في تنفيذ رؤيتها لزيادة مستوى التأثير العام، ومشاركة المواطنين في عملية إعداد الموازنة العامة، مشيرًا إلى أن الموازنة التشاركية تهدف إلى تحقيق كفاءة المصروفات العامة من خلال التعاون وخلق رابط أقوى بين المواطنين والحكومة والمنظمات غير الحكومية، فضلًا على دورها في تمكين المواطنين وزيادة الشفافية والرقابة بما يتفق مع رؤية «مصر 2030».
أعرب سفراء القادة المحليون من البرنامج التدريبي للنموذج الوطني للموازنة التشاركية بمحافظة الفيوم، عن تقديرهم لجهود «وحدة الشفافية والمشاركة المجتمعية» في إشراكهم في السياسات المالية للدولة، وتنفيذ رؤية مصر المستقبلية عبر تطبيق مبدأ  الموازنة التشاركية، فضلًا على زيادة الوعي بأهمية محو الأمية المالية، وإعداد  الموازنة العامة التشاركية، مشيرين إلى أننا لأول مرة نكون جزءًا من الحل بأفكار مبتكرة قادرة على حل مشكلات المواطنين؛ بما اكتسبناه من خبرات خلال الندوات التثقيفية وورش العمل، التي جعلتنا أكثر قدرة على قراءة وفهم وتحليل الموازنة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزير المالية وزارة المالية السياسات المالية الموازنة التشارکیة النموذج الوطنی بمحافظة الفیوم الإنفاق العام الوطنی لـ فضل ا على على نحو من خلال

إقرأ أيضاً:

ريغزون ينقل توقعات صندوق النقد الدولي بشأن تطور الآفاق الاقتصادية في ليبيا

ليبيا- نقل تقرير إخباري نشره موقع “ريغزون” الاقتصادي الدولي عن بعثة صندوق النقد الدولي إلى ليبيا توقعاتها لآفاق الاقتصاد على مديين قصير ومتوسط.

التقرير الذي تابعته وترجمت المهم من مضامينه الخبرية صحيفة المرصد تطرق لتوقعات البعثة الزائرة لـ10 أيام ومفادها نمو إنتاج البلاد من النفط إلى مليون ونصف المليون برميل يوميا بحلول العام 2026 مشيرة لهيمنة الهيدروكربونات على محركات النمو الاقتصادي في ليبيا.

ووفقا للتوقعات قدر صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي لليبيا هذا العام بـ8% قياسا بـ10% في العام 2023 مع إشارات للتباطؤ خلال السنوات القليلة المقبلة في وقت ستنحفض فيه الأرصدة المالية والخارجية تماشيًا مع الانخفاضات المتوقع في أسعار النفط العالمية.

وبين التقرير عمل ليبيا على جذب مطوري النفط والغاز الدوليين ممن تضررت عملياتهم بسبب توقفات قسرية، ناقلًا عن البعثة تأكيدها أن تأثير فيضانات درنة على الاقتصاد كان خافتًا فالناتج المحلي الإجمالي لليبيا يعتمد بشكل أساسي على صادرات الطاقة.

وقال صندوق الدولي:”وبالمثل ظل الاقتصاد محميًا من تأثير الصراع في غزة وتعطل الشحن في البحر الأحمر فيما انخفضت الإيرادات الحكومية بسبب انخفاض أسعار النفط والغاز رغم إسهام انتعاش الإنتاج النفطي في النمو الاقتصادي خلال العام الفائت.

وتابع الصندوق قائلًا:”ومع ذلك ارتفعت النفقات المالية مدفوعة بزيادة فاتورة المرتبات ودعم الطاقة بشكل أعلى من المتوقع رغم انخفاض أسعار النفط وفي انعكاس لهذا التوسع نما المعروض النقدي بأسرع وتيرة له منذ الإطاحة بالعقيد الراحل القذافي”.

وبحسب الصندوق لا بد من استناد الموازنة العامة إلى توقعات الاقتصاد الكلي وأهداف السياسة المالية وأولويات الإنفاق فمن شأن ذلك أن يساعد في فصل الإنفاقات عن تقلب الإيرادات وتحسين إدارة ثروة الموارد داعيًا ليبيا لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط عبر أنشطة كثيفة العمالة وسياسة ضريبية.

وشددت البعثة على وجوب التراجع عن فرض مزيد من الأموال المخصصة لإعانات وأجور موظفي الخدمة المدنية في ظل الحاجة إلى خطة لزيادة الإنفاق التنموي للتخفيف من اختناقات النمو وخفض التكاليف المالية المرتبطة بالإنفاق المرتفع على مرتبات القطاع العام والدعم.

وحثت البعثة على توخي الحذر بشأن تحركات المصرف المركزي الرامية إلى الحد من الطلب على النقد الأجنبي إذ يجب تقييم إجراءات التأثير عليه بعناية ومقارنتها بالتأثير المحتمل على السوق الموازية والتضخم والاحتياطيات لا سيما في ظل غياب أدوات السياسة النقدية التقليدية.

ووفقًا للبعثة سيكون التحكم في الإنفاق المالي الاستجابة المفضلة بما يتوافق مع إطار سياسة الاقتصاد الكلي في ليبيا معوجوب قيام المصرف المركزي بالحفاظ على سلامة وسائل الدفع مع الترحيب بالخطوات الأخيرة لسحب الأوراق النقدية المخترقة من التداول.

وتحدثت البعثة عن الفساد الذي لا يزال يمثل أيضا خطرا سلبيا ومصدر قلق مهم في ليبيا رغم التقدم الأخير في بعض مؤشرات الحكم ما يحتم بذل الجهود لتعزيز المؤسسات وسيادة القانون وإجراء المزيد من الإصلاحات لتحسين ذلك ودعم مؤسسات المكافحة اوالإطار القانوني لها.

واختم البعثة بالإشارة للامتثال لسياسة العام 2018 الرامية إلى تعزيز المشاركة في الحوكمة ما يبرز التوقعات في إجراء مشاورات حول المادة الـ4 للعام 2025 المتضمنة المراجعة الشاملة للجوانب الحوكمية وتلك المرتبطة بمكافحة الفساد وسيادة القانون.

ترجمة المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • «المشاط»: تمويلات القطاع الخاص من شركاء التنمية تجاوزت 10.3 مليار دولار خلال 4 سنوات
  • معيط: الدولة تحشد كل قدراتها للسيطرة على التضخم.. ودفع النشاط الاقتصادي
  • وزير المالية: الدولة تحشد كل قدراتها لدفع النشاط الاقتصادي إلى الأمام
  • وزير المالية: الدولة تحشد كل قدراتها للسيطرة على التضخم ودفع النشاط الاقتصادى
  • معيط يحدد شروط التكامل الاقتصادي العربي خلال اجتماع وزراء المالية العرب
  • المالية: زيادة موازنة القطاع الصحي في الموازنة الجديدة لتخفيف الأعباء عن المواطنين
  • معيط: الرئيس السيسى وجه فى الموازنة الجديدة بتوسيع مظلة «التأمين الصحى الشامل» بالمحافظات
  • ريغزون ينقل توقعات صندوق النقد الدولي بشأن تطور الآفاق الاقتصادية في ليبيا
  • الحكومة: تمويل برامج تحفيز النشاط الاقتصادي في موازنة العام المالي المقبل
  • "لن يكون من خلال الاقتراض".. أبرز تصريحات "وزير المالية" بشأن فتح اعتماد إضافي في الموازنة العامة