مظاهرات مناهضة لحماس مؤخرا في جنوب غزة… خبر كاذب تداولته الحكومة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
إعداد: ناتان غالو | فاطمة بن حمد تابِع إعلان اقرأ المزيد
عملية التحقق في سطور
أكدت حسابات رسمية تابعة لدولة إسرائيل على منصة إكس (تويتر سابقا) بأن مظاهرات خرجت مؤخرا للتنديد بحركة حماس في شوارع بجنوب قطاع غزة وذلك في تغريدات نشرت في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وتم حذفها في وقت لاحق.
يظهر مقطع الفيديو -الذي ما يزال متداولا- في الحقيقة مشاهد التقطت في 20 تموز/ يوليو 2023 مثلما يقول صاحب الفيديو لفريق تحرير مراقبون فرانس24.
كما أن عناصر مرئية أخرى على غرار العلم الذي يرفع شعارات هذه المظاهرات تشير إلى أن التسجيل المصور قد التقط بالفعل قبل الحرب بين إسرائيل وحماس التي اندلعت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
كما أن المشهد المصور لم يلتقط في جنوب قطاع غزة بل في شماله وهو ما تؤكده تنسيقية تحديد المواقع الجغرافية "جيو كونفيرمد GeoConfirmed" ولم يعثر فريق تحرير مراقبون على مؤشرات تشير إلى وجود هذه المظاهرة مؤخرا.
عملية التحقق بالتفصيل
منذ يوم 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ادعت عدت حسابات على منصة إكس وتطبيق تيك توك بأن مظاهرات مناهضة لحركة المقاومة الإسلامية حماس خرجت في جنوب قطاع غزة وقد تم تداول مقطع فيديو لهذه الاحتجاجات. وتم تداول هذه التسجيل المصور من داعمين لإسرائيل ولكن أيضا من حسابين تابعين لحكومة الدولة العبرية.
"انظروا إلى المشاهد التي تحدث في جنوب قطاع غزة حيث خرج رجال برايات بيضاء رافعين شعارات مناهضة لحماس" هذا ما كتبته حسابات رسمية تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية وحساب دولة إسرائيل الرسمي في منشورات على منصة إكس في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
في هذا التسجيل المصور الذي لا يتجاوز طوله عشرين ثانية، يمكن لنا أن نرى عشرات المتظاهرين وهو يصرخون "الشعب يريد إسقاط حماس"، وقد رفع عدد كبير منه رايات كتب على أحدها "بدنا نعيش".
مقطع فيديو التقط في تموز/ يوليو بشمال قطاع غزة
منذ 23 تشرين الثاني/ نوفمبر، تواصل حسابات على منصة إكس وتطبيق تيك توك في تداول نفس مقطع الفيديو. فيما قامت الحسابات الرسمية التابعة للدولة العبرية بحذف منشوراتها ولكن ما يزال الاطلاع على التغريدات ممكنا بالاعتماد على روابط حفظت في الأرشيف. كما أن الفيديو لا يزال منشورا على حساب سفارة اسرائيل في فرنسا على فيس بوك.
في الساعات التي تلت نشر هذه المقاطع المصورة، سرت الشكوك بين مستخدمي الإنترنت حول حقيقة هذه الصور.
وأخطرنا مراقبنا في غزة مدحت حجاج في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري بأن فكرة خروج مظاهرة في حد ذاتها ضد حركة حماس ''ليست مطروحة البتة في السياق الحالي".
ويؤكد مراقبنا أنه لا أحد من معارفه سمع بخروج مثل هذه المظاهرة. وبعد عملية بحث على الإنترنت، لم يعثر فريق تحرير مراقبون على أي معلومات بشأن مظاهرات خرجت مؤخرا في غزة.
في الواقع، لم يتم التقاط مقطع الفيديو في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري في جنوب غزة، بل في شهر تموز/ يوليو الماضي في مخيم جباليا بشمال القطاع.
وأشارت تنسيقية تحديد المواقع الجغرافية "جيو كونفيرمد "GeoConfirmed إلى أن التسجيل المصور تم التقاطه بالقرب من مكاتب الإدارة المحلية لمجلس جباليا. أي في الجزء الشمالي من القطاع وليس في الجنوب عكس ما أكدته حسابات رسمية لدولة إسرائيل على منصة إكس.
وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، أكد صاحب الفيديو وهو من سكان غزة واسمه أحمد العطلة بأنه هو من صوّر هذا التسجيل في نهاية تموز/ يوليو 2023. ويصف مستخدم الإنترنت هذا الذي ما يزال اسم حسابه (Ahmad_Elotla) ظاهرا حتى الآن في مقاطع الفيديو المتداولة على الإنترنت، نفسه بأنه مصور فوتوغرافي من قطاع غزة.
ويؤكد أحمد العطلة أنه تم تصوير مقطع الفيديو خلال مظاهرات خرجت في عدة مدن بالقطاع يوم 30 تموز/ يوليو الماضي. وهو تأكيد يتطابق مع صورة من الشاشة أرسلها لنا هذا الأخير تظهر معطيات تسجيل الفيديو.
"الفيديو تم تصويره قبل الحرب بفترة قليلة لمظاهرات ضد غلاء الأسعار والحصار وليس له أي علاقة بالحرب ولم يتم تصويره خلال الحرب" هذا ما أكده أحمد العطلة لفريق التحرير وفي مقطع فيديو نشره على حسابه في تطبيق تيك توك يوم 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وبالرغم من أنه من الممكن التلاعب ببيانات تاريخ التقاط تسجيل مصور، فإن التاريخ الظاهر على الصورة المثبتة من هاتف أحمد العطلة تتطابق مع تاريخ خروج مظاهرات في عدة مدن من قطاع غزة بينها مخيم جباليا.
وكانت عدة وسائل إعلام بينها وكالة أسوشيتد برس وصحيفة نيويورك تايمز قد تحدثت في تلك الفترة عن مظاهرات غير مسبوقة في قطاع غزة احتجاجا على ظروف العيش الصعبة ونقص إمدادات الكهرباء.
وفي مقالات أخرى، على غرار قناة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية ومقاطع فيديو على تطبيق تيك توك نرى صورا لهذه المظاهرات في مخيم جباليا.
"بدّنا نعيش"
خلال هذه المظاهرات، التي بدأت يوم 30 تموز/ يوليو واستمرت لبضعة أيام، رفع المتظاهرون شعار "بدّنا نعيش".
كما أن بعض مستخدمي الإنترنت أشاروا إلى أن مخيم جباليا تعرض للقصف من الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب بين حماس وإسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ولم تعد شوارعه تشبه صور المنطقة في مقطع الفيديو الملتقط في تموز/ يوليو الماضي.
ومع أن عدة صور تثبت أن جزءا كبيرا من مخيم جباليا للاجئين تحول إلى أنقاض بسبب القصف الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لم يتمكن فريق تحرير مراقبون من التأكد من وضع هذه المنطقة بعد مشاهدة صور من الأقمار الاصطناعية مؤخرا ملتقطة للمكان الذي صور فيه الفيديو وبالتحديد بلدية جباليا.
ولا تظهر الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية التابعة لشركة بلانيت قبل الحرب (في 4 حزيران/ يونيو الماضي) وفي 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري أي بعد أكثر من شهر على بداية القصف الإسرائيلي أي دمار في المنطقة التي التقط فيه مقطع الفيديو محل النقاش.
يعود التخبط الذي رافق حقيقة هذا المقطع المصور بالأساس إلى أن أحمد العطلة نشر هذا التسجيل على حسابه في تطبيق تيك توك في يوم 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري أي بعد نحو ثلاثة أشهر من حدوث المظاهرات.
وأكد المصوّر المقيم في غزة لفريق تحرير مراقبون أنه نشر هذا المقطع المصور عن طريق الخطأ وقد قام بحذفه في وقت لاحق (تم حفظه في الأرشيف عبر هذا الرابط).
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب إسرائيل خبر كاذب قطاع غزة بيئة نوفمبر الجاری جنوب قطاع غزة تشرین الثانی مقطع الفیدیو على منصة إکس مخیم جبالیا مقطع فیدیو یولیو 2023 فی جنوب تیک توک کما أن فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أثناء مظاهرة مناهضة للهجرة.. الشرطة الأمريكية تعتقل العشرات في سان فرانسيسكو
أعلنت شرطة سان فرانسيسكو أنها أوقفت حوالي 60 شخصا، خلال مواجهات مع محتجين ضد سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناهضة للهجرة، فيما تشهد لوس أنجلوس، المدينة الكبرى الأخرى في كاليفورنيا، اشتباكات منذ الجمعة.
وذكرت الشرطة حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الوضع تفاقم خلال تظاهرة، عندما أصبح العديد من المشاركين فيها عنيفين، وهاجموا مبانيَ وسيارة شرطة.
وأوضحت الشرطة، في بيان، أن الاحتجاج بدأ بشكل سلمي أمام مبنى تابع لوكالة الهجرة والجمارك الأمريكية، قبل أن يتحول إلى أعمال عنف تخللتها اشتباكات مباشرة بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن إصابة اثنين من عناصر الشرطة وتعرض عدد من مركبات النقل العام لأضرار.
وأشارت إلى أن بعض المحتجين ألقوا زجاجات وأجسامًا صلبة باتجاه الضباط، كما وقعت أعمال تخريب شملت تدمير واجهات زجاجية وكتابة شعارات معادية لسلطات الهجرة على الجدران.
وقد أغلقت السلطات المحلية إحدى محطات مترو الأنفاق في المنطقة مؤقتًا، بسبب ما وصفته بـ«اضطرابات مدنية» متصاعدة في محيط وسط المدينة.
ويأتي ذلك فيما طالب حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، رسمياً، الاثنين، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء أمر نشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس.
اقرأ أيضاًأمريكا ضد الإنسانية.. عندما يُجهَض الإجماع العالمي بفيتو واحد!
تصاعد أزمة المهاجرين في أمريكا.. وقوات الحرس الوطني تفرق المحتجين
مصطفى بكري: أمن واستقرار مصر كان السبب وراء استبعاد المصريين من الممنوعين من دخول أمريكا